الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموصول
اسميّ وحرفيّ، فالاسميّ ما افتقر إلى الوصل بجملة معهودة مشتملة على ضمير يليق بالمعنى.
والحرفيّ كل حرف أوّل هو وصلته بمصدر كأن، في: أريد أن تفعل، وما في: وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ (1)، و (كي) في: جئت كي تحسن إليّ، ولو (2) في: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ (3) وفي قولها:
37 -
ما كان ضرّك لو مننت وربّما
…
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (4)
أمّا الأسماء الموصولة فمنها: الذي للواحد، والتي للواحدة، واللذان واللتان رفعا، واللذين واللتين (5) جرّا ونصبا للاثنين والثنتين.
لمّا كان الذي والتي مبنيين لم تحرك ياؤهما، فلم تفتح قبل
(1) سورة التوبة الآية: 25.
(2)
بقي من الحروف المصدرية (أنّ) بفتح الهمزة وتشديد النون، مثل: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا [العنكبوت: 51].
(3)
سورة البقرة الآية: 96.
(4)
البيت من الكامل، لقتيلة بنت الحارث بن كلدة من بني عبد الدار، ترثي أخاها النضر، حين قتله علي رضي الله عنه بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين أقبل من بدر.
الشاهد في: (لو) حيث جاءت مصدرية بمعنى أن، والتقدير: ما كان ضرك منّك، برفع المصدر (منّ) على الفاعلية لضرّ، ودون أن تسبق بودّ، وذلك قليل.
شرح الكافية الشافية 304 وابن الناظم 31 والعيني 4/ 471 والمغني 256 والتصريح 2/ 254 والهمع 1/ 81 والدرر 1/ 53 والمرزوقي 966.
(5)
في ظ (والذين والتين) بلام واحدة.
علامة التثنية فالتقى ساكنان فحذف الأول منهما، ولهذا شدّد بعضهم (1) النون تعويضا عن الحذف المذكور، ومنهم من يشدّد نون ذين وتين (2) تعويضا عن ألف ذا وتا.
ومنها الذين مطلقا لجمع من يعقل، وهذيل وقيل: بنو عقيل يجرونه كالسالم، فيرفعونه بالواو.
ومنها الألى بمعنى الذين تقول: الألى فعلوا، وهو اسم جمع؛ إذ لا واحد له من لفظه، وكذا الذين؛ لأنه مخصوص بمن يعقل، والذي بمن (3) يعقل وغيره، ولو (4) كان الذين جمعا للذي (5) ساواه عموما، فإذا إطلاق الجمع على الأولى والذين اصطلاح لغوي.
ومنها اللائي واللاتي (6)، وقد يجيء اللائي بمعنى الذين كقوله:
38 -
فما آباؤنا بأمنّ منه
…
علينا اللاء قد مهدوا الحجورا (7)
(1) وهم تميم وقيس. وتشديدهما في الرفع متفق على جوازه، أما في النصب فمنعه البصريون وأجازه الكوفيون، وهو الصحيح، فقد قرئ في السبع (ربنا أرنا اللذينّ أضلانا) الأشموني 1/ 147 - 148.
(2)
المرجع السابق 1/ 148.
(3)
في ظ (لمن).
(4)
في ظ (فلو).
(5)
في ظ (للذين).
(6)
بإثبات الياء وحذفها.
(7)
من الوافر، نسبه الفراء لرجل من بني سليم ولم يعينه.
الشاهد في: (اللاء) حيث أوردها الشاعر بمعنى الذين، والأصل أنها -
كما قد يجيء الألى بمعنى اللاتي، وجمع بين اللغتين من قال:
39 -
وتبلي الألى يستلئمون على الألى
…
تراهنّ يوم الروع كالحدأ القبل (1)
ومنها أسماء (2) بمعنى الذي والتي وتثنيتهما وجمعهما واللفظ واحد، وهي من وما والالف واللام وذو، وذا، وأيّ.
فأمّا (من) فلمن يعقل تحقيقا أو تشبيها أو تغليبا، أو (3) اعتبار
- لجماعة الإناث، بمعنى اللاتي.
شرح الكافية الشافية 259 وابن الناظم 32 والمساعد 1/ 143 والمرادي 1/ 217 وابن عقيل 1/ 126 والعيني 1/ 429 والهمع 1/ 83 والدرر 1/ 57 والأشموني 1/ 151.
(1)
من الطويل، لأبي ذؤيب الهذلي، واسمه خويلد بن خالد. وروي: وتفني، بدل وتبلي.
المفردات: يستلئمون: يلبسون اللأمة، وهي الدرع. يوم الروع: يوم الخوف، وأراد به يوم الحرب. الحدأ: واحده حدأة، طائر معروف، كعنبة وعنب.
القبل: من القبل وهو ميل النظر كالحول، وأراد أن الخيل مثل الحدأ المفزعة في السرعة والخفة، كأنّ في عيونها الحول لتقلبها.
الشاهد في: (الألى) في الموضعين، فقد جاءت في الأولى بمعنى الذين، بدليل ضمير جماعة الذكور في (يستلئمون) على الأكثر، وفي الثانية
لجماعة الإناث بمعنى اللائي بدليل ضمير الإناث في (تراهن).
شرح أشعار الهذليين 1/ 92 وشرح الكافية الشافية 271 وشفاء العليل 224 والمرادي 1/ 211 وابن الناظم 32 والمساعد 1/ 145 والعيني 1/ 455 وشرح أشعار الهذليين 1/ 92 والدرر 1/ 57 والهمع 1/ 83 والأشموني 1/ 148.
(2)
سقطت (أسماء) من ظ.
(3)
في ظ (و).
اللفظ في ضميرها أكثر من اعتبار المعنى، مثل: وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ (1) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ (2) ومن اعتبار المعنى (3)، قوله تعالى:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ * (4) وقول الشاعر:
40 -
تعشّ فإن، عاهدتني لا (5) تخونني
…
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (6)
وأمّا (ما) فتجري في أحد أقسامها مجرى (من) في كلّ ما ذكر، لكن لا تكون لمن يعقل، بل لمن لا يعقل، مثل: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (96)(7) أو لصفات من يعقل، مثل: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ (8) أو لمبهم أمره، كقولك لمن أراك شبحا لا تدري ما هو أبشر هو أم مدر؟ : رأيت ما رأيت. ولا يطلق على
(1) سورة يونس الآية: 40، وفي جميع النسخ (بالله) مكان (به) وهو خطأ من الناسخ.
(2)
سورة الأحزاب الآية: 31.
(3)
في ظ زيادة (و).
(4)
سورة الأنعام الآية: 25، وسورة محمد الآية: 16، وفي ظ (يستمعون) بدل (يستمع) وذلك في سورة يونس الآية:42.
(5)
في ظ (تعشى فإن عاهدتني فلا تخونني). ولا يستقيم البيت.
(6)
من الطويل، للفرزدق، من قصيدة يخاطب فيها الذئب حين أتاه وهو نازل في بعض أسفاره. ورواية سيبويه:(تعال) بدل (تعش).
الشاهد في: (من
…
يصطحبان) فقد راعى معنى (من) وهو التثنية في يصطحبان.
الديوان: 870 وسيبويه والأعلم 1/ 404 والمقتضب 3/ 253 والجمل 349 والخصائص 2/ 422 وشرح الكافية الشافية 309 وشرح الجمل لابن عصفور 1/ 188 وابن الناظم 33 والعيني 1/ 461 والهمع 1/ 87، 88 والدرر 1/ 64، 65 والأشموني 1/ 153.
(7)
سورة الصافات الآية: 96.
(8)
سورة النساء الآية: 3.
من (1) يعقل إلّا مع غيره، نحو قوله تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (2).
وأمّا الألف واللام، فاسم موصول بمعنى الذي وفروعه، ويلزم في ضميرها اعتبار المعنى، كالضارب والضاربة والضاربان والضاربون، كأنك قلت: الذي ضرب، والتي ضربت، واللذان (3) ضربا، والذين ضربوا.
وأمّا ذو، فموصولة عند طيّ خاصة، والأعرف فيها عندهم بناؤها واستعمالها في الإفراد والتذكير وفروعهما (4) بلفظ واحد، ويظهر المعنى بالعائد كقوله:
41 -
ذاك خليلي وذو يواصلني (5)
…
...............
(1) في ظ (ما).
(2)
سورة النحل الآية: 49.
(3)
في الأصل (الذان) بلام واحدة.
(4)
في الأصل وم (وفروعها).
(5)
صدر بيت من المنسرح، لجبير بن غنمة الطائي، شاعر جاهلي مقل. وعجزه على المشهور:
يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
قال العيني: وركب ابن الناظم وأبوه أيضا صدر البيت على عجز بيت آخر، فإن الرواية فيه:
وإنّ مولاي ذو يعيرني
…
لا إحنة بيننا ولا جرمه
ينصرني منك غير معتذر
…
يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
وروي: (يعاتبني) بدل (يواصلني) و (حبيبي) بدل (خليلي).
الشاهد في: (ذو يواصلني) حيث استعمل (ذو) اسما موصولا مفردا مبنيّا على لغة طي، بمعنى الذي، ودل على معنى الإفراد والتذكير بالعائد في (يواصلني).
شرح الشافية الكافية 273 وشرح العمدة 121 وابن الناظم 34 وابن يعيش 9/ 20 والعيني 1/ 464 ومعاني الحروف 71 والصحاح (سلم)1951.
وكقوله:
42 -
فإنّ الماء ماء أبي وجدّي
…
وبئري ذو حفرت وذو طويت (1)
وأنشد (2) أبو الفتح (3):
43 -
وإمّا كرام موسرون رأيتهم
…
فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا (4)
(1) من الوافر، لسنان بن الفحل الطائي، يخاطب بها عبد الرحمن بن الضحاك، في شأن بئر وقع فيها نزاع.
الشاهد في: (ذو حفرت وذو طويت) فإنه استعمل (ذو) مبنية في الموضعين:
الأولى في محل رفع خبر، والثانية معطوفة على الخبر، وهي بمعنى التي بدليل العائد؛ إذ التقدير: حفرتها وطويتها.
شرح الكافية الشافية 274 وأمالي ابن الشجري 2/ 306 والأزهية 305 وابن الناظم 34 وشفاء العليل 227 وابن يعيش 3/ 147 و 8/ 45 والعيني 1/ 436 والخزانة 2/ 511 والإنصاف 384 والهمع 1/ 84 والدرر 1/ 59 والتوطئة 167 والمرزوقي 591.
(2)
في م زيادة (الشيخ).
(3)
لم أجد البيت فيما اطلعت عليه من كتب ابن جني.
وأبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، إمام في اللغة، بارع في النحو والتصريف، مات في بغداد سنة 392 هـ.
(4)
من الطويل للشاعر الإسلامي منظور بن سحيم الفقعسي. وروي بدل (رأيتهم): أتيتهم ولقيتهم.
الشاهد في: (من ذي) بإعراب (ذي) مجرورة بمن، والأصل فيها البناء (ذو)، وهي بمعنى الذي.
شرح الكافية الشافية 274 وشرح العمدة 122 والمساعد 1/ 147 وابن يعيش 3/ 148 وشفاء العليل 228 وابن الناظم 34 والعيني 1/ 127، 436 والهمع 1/ 84 والدرر 1/ 59 والسيوطي 830 والمقرب 1/ 59 والأشموني 1/ 158 والتصريح 1/ 137 والمرزوقي 1158 وديوان الحماسة 1/ 584.
فأعرب، والمشهور: من ذو عندهم، على البناء.
[وقد تؤنث بتاء](1) وتبني على ضمّ، حكى الفرّاء:«الفضل ذو فضّلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله بها (2)» .
وربّما جمع (ذات) بالألف والتاء مع بقاء البناء كقوله:
44 -
جمعتها من أينق سوابق
…
ذوات ينهضن بغير سائق (3)
وأمّا (ذا) فتكون موصولة بمنزلة (ما) في الدلالة على معنى الذي وفروعه إذا وقعت بعد ما أو من الاستفهاميتين ما لم تلغ أو يشر بها، فإن لم يتقدّم على (ذا) ما أو من، فالكوفيون يجيزون كونها موصولة وأنشدوا:
(1) ما بين القوسين زيادة من ظ.
(2)
في م (به). انظر شرح الكافية الشافية 275 وشفاء العليل 226، ونسبا ذلك للفراء عن بعض العرب.
على أن (ذو) الموصولة عند طيء قد تطابق ما قبلها فقد لحقتها في هذا القول تاء التأنيث (ذات) بمعنى التي، وبنيت على الضم، والأصل بناؤها على السكون، ولزوم الإفراد والتذكير، كما في (الفضل ذو
…
).
(3)
البيتان من رجز لرؤبة بن العجاج التميمي. وروي: (موارق) بدل (سوابق).
الشاهد في: (ذوات) فإنه جمع ذات بمعنى التي على ذوات بمعنى اللاتي، وهي لغة جماعة من طي، وجاءت مجرورة وعلامة جرها الكسرة على أنها صفة لأينق، فتعامل معاملة جمع المؤنث، ومنهم من يلزمها البناء على الضم، وأكثرهم يلزمها الإفراد والتذكير والبناء فيقولون (ذو).
الديوان 180 وشرح الكافية الشافية 275 وابن الناظم 34 والمساعد 1/ 146 وشفاء العليل 226 والعيني 1/ 439 وأمالي ابن الشجري 2/ 306 والأزهية 305 والهمع 1/ 83 والدرر 1/ 58 والأشموني 1/ 158.
45 -
عدس، ما لعبّاد عليك إمارة
…
أمنت وهذا تحملين طليق (1)
قدّروه: والذي تحملين. وهذا عند البصريين اسم إشارة، وتحملين حال. فإذا قلت: ماذا صنعت؟ وماذا رأيت؟ وأنت لا تقصد بذا إشارة، فيحتمل صلتها ويحتمل إلغاؤها، ويظهر (2) الاحتمال في البدل وفي الجواب إذا فرّغ ما بعد (ذا) من ضمير الاستفهام أو ملابسه، تقول: ماذا صنعت أخيرا أم شرّا (3)؟
بالنصب والرفع، ففي النصب (ما) مفعول صنعت، و (ذا) لغو، وفي الرفع ما مبتدأ مخبر عنها بذا موصولة كقوله:
46 -
ألا تسألان المرء ماذا يحاول
…
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (4)؟
(1) من الطويل، ليزيد بن مفرّغ الحميري، وكان هجا عبّاد بن زياد بن أبيه كثيرا، فسجنه طويلا، فكلم فيه معاوية فأمر بإطلاقه، وقدمت له فرس من خيل البريد فنفرت، فقال الأبيات، وفي الديوان (نجوت) بدل (أمنت).
الشاهد في: (ذا) فقد استعمله بمعنى الذي على رأي الكوفيين كما بين الشارح.
الديوان: 170 ومعاني القرآن للفراء 1/ 138 و 2/ 177 وشفاء العليل 877 وابن الناظم 34 والعيني 1/ 442 و 3/ 216 و 4/ 314 والخزانة 2/ 514 و 3/ 89.
(2)
في ظ زيادة (أثر).
(3)
ويجوز أخير أم شرّ، فعلى نصب (شرّ) يكون بدلا من (ما) الواقعة مفعول به لصنعت مقدما، و (ذا) لغو. وعلى الرفع يكون بدلا من (ما) الواقعة مبتدأ خبرها (ذا)، ويجوز أن تكون (ماذا) اسما واحدا مبتدأ، خبره الجملة بعده، والرابط الضمير الواقع مفعولا به والتقدير: صنعته.
(4)
من الطويل، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي الجليل يرثي النعمان بن المنذر. -
وشاهد الجواب قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (1) بالرفع والنصب. وأمّا (أيّ) فستأتي (2).
ويلزم كلّ موصول أن يعرف بصلة مشتملة على ضمير عائد إلى الموصول مطابق له في الإفراد والتذكير، وفروعهما، وشرطها كونها معهودة، كجاء الذي عرفته، أو بمنزلتها، مثل: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (3).
وصلة غير (أل) جملة خبرية من مبتدأ وخبر، كالذي ابنه
- الشاهد: في (ماذا يحاول) فقد استعمل (ذا) اسما موصولا بمعنى الذي، خبر المبتدأ (ما) ويجوز العكس، وجملة يحاول صلة، والعائد ضمير محذوف تقديره:(يحاوله)، وذلك لتقدم (ما) الاستفهامية، ولا يصح أن تجعل (ماذا) اسم استفهام مفعولا به ليحاول مقدما لرفع البدل (نحب) إلا إذا قدر نحب خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: هو نحب، ولا يصح أن تجعل (ماذا) مبتدأ، ويحاول خبرا لعدم الرابط، وقيل يجوز، والرابط محذوف في محل نصب مفعول الفعل، تقديره: يحاوله.
الديوان 254 وسيبويه والأعلم 1/ 405 والأصول 2/ 264 ومعاني القرآن 1/ 139 والمخصص 14/ 103 والجمل 349 وشرح الجمل لابن عصفور 2/ 479 والبحر المحيط 1/ 119 و 2/ 142 وابن الناظم 35 والعيني 1/ 7 و 440 وابن يعيش 3/ 149 و 4/ 23 والخزانة 2/ 556 واللامات 50.
(1)
سورة البقرة الآية: 219. وفي ظ زيادة (و) قبل الآية، وهو خطأ.
برفع (العفو) على قراءة أبي عمرو، على أن (ما) اسم استفهام مبتدأ، و (ذا) موصول خبر، و (ينفقون) بالرفع جواب السؤال، كأنه قال: ما الذي ينفقون؟
فقال: (العفو). وعلى النصب وهي قراءة غير أبي عمرو، التقدير: أنفقوا العفو، على أن (ماذا) استفهام بمعنى أي، أيّ شيء ينفقون؟ ، فكان الجواب (العفو) بالنصب. حجة القراءات 133 - 134 وابن الناظم 35.
(2)
في ظ (وتأتي).
(3)
سورة طه الآية: 78.
كفل، أو فعل وفاعل، كالذي أكرم أخوه. ولا تكون طلبية إذ هي غير محصلة ولا صالحة لتعريف، ويقوم مقام الجملة شبهها من ظرف أو جار ومجرور معلق باستقرار، كرأيت من عندك (1)، وكأخذت الذي لك.
وصلة (أل) صفة صريحة الوصفية، كضارب، وحسن، وظريف، دون ما غلبت عليه اسمية، كأبطح، وأجرع (2)، وصاحب، وراكب، وقد توصل (أل) بمضارع؛ إذ هو كالصفة معنى، كقوله:
47 -
ما أنت بالحكم الترضى حكومته
…
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل (3)
ثمّ اعلم أنّ (أيّا) مثل (ما) في الدلالة على معنى الذي وفروعه، كمرّ بأيّ فعل، وفعلت، وفعلا، وفعلوا، وفعلن، وقد تلحق التاء للتأنيث، فيقال: أيّة (4)، وتبنى إذا صرّح بما تضاف إليه حيث العائد مبتدأ محذوف، كقوله تعالى: أَيُّهُمْ أَشَدُّ (5)
(1) في ظ (عندي).
(2)
الأبطح: الوادي الذي فيه دقاق الحصى. والأجرع: الأرض التي بها حصى صغارا يعلوه رمل، وهو المعروف بالحزن والحزم. وهذه الأسماء في الأصل صفات لكن غلبت عليها الاسمية، كما أن صاحب في الأصل صفة للفاعل ثم صارت اسما لصاحب الملك، وكذا راكب صارت اسما للراكب.
(3)
سبق في الشاهد (4)
الشاهد هنا في: (الترضى) فقد جاءت صلة (أل) فعلا مضارعا لإجرائه مجرى الصفة على القليل، والأصل أن تكون صفة صريحة الوصفية كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة وصيغ المبالغة.
(4)
في الأصل بفتح التاء (أيت).
(5)
سورة مريم الآية: 69. انظر معاني القرآن للزجاج 3/ 339 - 340 والعكبري 2/ 115.
التقدير: هو أشد، وكقول الشاعر:
48 -
إذا ما لقيت بني مالك
…
فسلّم على أيّهم أفضل (1)
فإن لم يكن العائد مبتدأ محذوفا فالإعراب سواء كان مبتدأ مذكورا، كامرر بأيّهم هو أفضل أو غيره، كمرّ (2) بأيّهم قام أبوه، وإذا لم يصرح بما يضاف إليه (أيّ) فلا بدّ من إعرابها، سواء حذف العائد، كمرّ بأيّ أفضل، أولا، كمرّ بأيّ هو أفضل، وأيّ قام أبوه.
وبعض العرب أعرب أيّا مطلقا، وعليه قرئ أيهم أشد بالنصب (3).
وغير (أي) من أخواتها يتبع أيّا في جواز حذف العائد المبتدأ، ويحسن ويكثر إذا طالت الصلة، كقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ (4). وقول بعضهم: ما أنا بالذي
(1) من المتقارب، لغسان بن علّة بن مرة بن عبادة، شاعر مخضرم.
الشاهد في: (ايّهم) فقد بنيت (أي) على الضم لإضافتها وحذف صدر الصلة، والتقدير: هو أفضل.
شرح الكافية الشافية 285 وابن الناظم 36 والمرادي 1/ 244 وابن يعيش 3/ 147 والمساعد 1/ 148، 155 والعيني 1/ 436 والخزانة 2/ 522 والسيوطي 830 والهمع 1/ 84 والدرر 1/ 60.
(2)
في ظ (كامرر).
(3)
حكى ذلك سيبويه، وذكر أن هارون الأعور قرأ بها 2/ 399، وانظر معاني القرآن للزجاج 3/ 399.
(4)
سورة الزخرف الآية: 84، والتقدير: وهو في السماء إله.
قائل لك سوءا (1)، [أي: ما أنا بالذي هو قائل لك سوءا] (2). وإذا لم تطل الصلة فالحذف قليل كقوله تعالى على قراءة: تماما على الذى أحسن (3) ومَثَلًا ما بَعُوضَةً (4) وكقول الشاعر:
49 -
من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه
…
ولا يحد عن سبيل المجد والكرم (5)
(1) في ظ (شيئا).
(2)
في الأصل (سواء). وانظر القول في شفاء العليل 233 والمساعد 1/ 154.
وسقط ما بين القوسين [] من ظ.
(3)
سورة الأنعام الآية: 154.
يعني قراءة الرفع، والتقدير: هو أحسن. وبها قرأ يحيى بن يعمر، وابن أبي إسحاق، والحسن، والأعمش. انظر المحتسب 1/ 234 والبحر 4/ 255 والإتحاف 2/ 38. أما على قراءة (أحسن) بالنصب، فالذي اسم موصول حذف عائده، أي على العلم الذي أحسنه. الصبان 1/ 168 والعكبري 1/ 266.
(4)
سورة البقرة الآية: 26.
برفع (بعوضة) وهي قراءة مالك بن دينار وابن السماك ورؤبة على أن (ما) موصول اسمي، أو حرفي، و (بعوضة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يقع صدر الصلة. وأما على قراءة النصب ف (بعوضة) بدل من (مثلا) وما حرف للتوكيد.
وقيل: (ما) نكرة موصوفة و (بعوضة) بدل من ما. انظر المحتسب 1/ 64 ومعاني القرآن للزجاج 1/ 103 - 104 والعكبري 1/ 26 والصبان 1/ 168.
(5)
في ظ (الحلم) بدل (المجد) وهي رواية شفاء العليل والعيني.
والبيت من البسيط، ولم أقف على قائله.
المفردات: يعن بالحمد: يرغب في حمد الناس له. سفه: السفه ضدّ الحلم، والمراد هنا الكلام الفاحش. لا يحد: لا يمل، أي لا يسلك غير الصفات الحميدة.
الشاهد في: (بما سفه) فقد حذف العائد الواقع صدر الصلة مع عدم طولها، والتقدير: بالذي هو سفه.
أراد بما هو سفه.
والعائد المبتدأ لا يجوز أن يقتطع ويحذف إلّا والخبر مفرد كما مرّ، فلو كان ظرفا أو عديله أو جملة لم يجز حذفه؛ إذ لا يبقى على إرادته دليل؛ لأن الباقي يصلح للوصل، فلا يجوز في جاء الذي هو في الدار، و (1) عندك، ورأيت الذي هو يقول، حذف العائد.
ويحسن حذف العائد إذا كان ضميرا متصلا منصوبا بفعل أو وصف، فالفعل مثل: من نرجو يهب، تقديره: من نرجوه، ومثله: وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ (2) والوصف أقلّ، وشاهده قوله:
50 -
في المعقب البغي أهل الظّلم ما
…
ينهى امرأ حازما أن يسأما (3)
- شرح الكافية الشافية 296 وشفاء العليل 233 وابن الناظم 37 والعيني 1/ 446 والهمع 1/ 90 والدرر 1/ 69 والأشموني 1/ 169 والتصريح 1/ 144.
(1)
في ظ (أو).
(2)
سورة الزخرف الآية: 71.
(3)
في ظ (يسأم).
والبيت من السيط ولم يعرف قائله. وأكثر ما ورد (البغي) بدل الظلم).
المفردات: المعقب: من العاقبة. البغي: الظلم والتعدي. ينهي: يردع ويمنع.
حازما: من الحزم وهو ضبط الأمر. يسأما: يمل.
الشاهد في: (المعقب) والأصل: المعقبه، فحذف العائد المنصوب بالوصف، فالألف واللام بمعنى الذي، والتقدير: الذي أعقبه، وهو قليل، والكثير حذف العائد المنصوب بالفعل كما أوضح الشارح لا المنصوب بالوصف. -
تقديره: في الذي أعقبه البغي أهل الظلم ما ينهى (1) امرأ حازما أن يسأم من سلوك الحق. فلو كان العائد المنصوب
منفصلا، كجاء الذي إيّاه أكرمت، لم يجز الحذف لدلالة الانفصال على الاختصاص والاهتمام.
ويجوز حذف العائد مجرورا بإضافة الوصف إليه، كقوله تعالى: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ (2) التقدير: ما أنت قاضيه. وقول الشاعر:
51 -
ويصغر في عيني تلادي إذا انثنت
…
يميني بإدراك الذي كنت طالبا (3)
وقول أبي العلاء:
52 -
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
…
عفاف وإقدام وحزم ونائل (4)
- ابن الناظم 37 والمرادي 1/ 251 والعيني 1/ 470 والأشموني 1/ 171.
(1)
في ظ (ينتهي).
(2)
سورة طه الآية: 72.
(3)
من الطويل من قصيدة لسعد بن ناشب من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، حين هدمت داره.
المفردات: يصغر: يقل ويرخص. تلادي: التلاد ما يجمعه المرء من مال.
انثنت: انصرفت.
الشاهد في: (طالبا) والأصل طالبه، فحذف العائد على الموصول (الذي) لكونه مجرورا بإضافة الوصف، وهو جائز.
شرح التسهيل 1/ 205 وابن الناظم 37 وشفاء العليل 231 والعيني 1/ 471 والخزانة 3/ 444 عرضا والأشموني 1/ 172 والشعر والشعراء 700 والمرزوقي 69.
(4)
من الطويل لأبي العلاء المعري. -
ويجوز أيضا حذف العائد المجرور بحرف جرّ بمثله الموصول لفظا أو (1) متعلقا، كمرّ بالذي مررت، أي به، قال الله تعالى:
يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (2).
فلو جرّ العائد بما لم يجرّ بمثله الموصول، كسلّم على الذي مررت به، أو جرّ بحرف جرّ بمثله الموصول لفظا لا متعلقا (3)، كزهدت في الذي رغبت فيه، لم يجز الحذف، وندر قوله:
53 -
وإنّ لساني شهدة يشتفى بها
…
وهوّ على من صبّه الله علقم (4)
أراد صبّه عليه.
* * *
- التمثيل به: في (ما أنا فاعل) حيث حذف العائد المجرور بالوصف، والتقدير: الذي أنا فاعله، وهذا جائز.
شرح سقط الزند 519.
(1)
في ظ (إلا) بدل (أو).
(2)
سورة المؤمنون الآية: 33. التقدير: مما تشربون منه. والله أعلم.
(3)
سقطت من ظ.
(4)
من الطويل لرجل من همدان.
المفردات: شهدة: بضم الشين العسل المشمع. علقم: حنظل، وهو أمرّ الشجر.
الشاهد: في (على من صبه الله) فقد حذف العائد المجرور بالحرف مع حرف الجر، وتقديره: عليه، مع اختلاف متعلق الاسم الموصول المجرور (علقم) ومتعلق العائد وهو (صبه)، والتقدير: وهو علقم على من صبه الله عليه، وهذا نادر كما ذكر الشارح.
ابن يعيش 3/ 96 وشفاء العليل 232 وابن الناظم 38 والمساعد 1/ 101 والعيني 1/ 451 والخزانة 2/ 400 والهمع 1/ 61 و 2/ 157 والدرر 1/ 37 و 2/ 216 والسيوطي 843 والأشموني 1/ 174.