الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفعول معه
ينصب المفعول معه وهو الاسم المذكور بعد واو بمعنى مع، أي دالّة على المصاحبة بلا تشريك، ونصبه بما سبق المفعول معه، من فعل ظاهر نحو: سيري والطريق، أو مقدر نحو: كيف أنت وقصعة من ثريد، أو اسم يشبه الفعل، نحو: حسبك وزيدا درهم، أي كافيك.
وليس النصب بالواو خلافا للجرجاني (1)؛ إذ لو كانت عاملة لاتّصل الضمير بعدها (2) فقيل: جئت وك (3)، كالحروف العاملة، نحو: إنك ولك.
وبعض العرب نصب بعد ما استفهام أو (4) كيف، بفعل كون تامّ مضمر كقوله:
(1) يظهر أن ابن الوردي. رحمه الله. لم ينظر في قول الجرجاني في ناصب المفعول معه المفصل في كتابه المقتصد 1/ 659 قال: «اعلم أنك إذا قلت:
ما صنعت وزيدا، فإن زيدا ينتصب بالفعل الذي هو صنعت بوساطة الواو».
مما يتفق ورأي الجمهور. ولعله اعتمد فيما نسب إلى الجرجاني في نصب المفعول معه بالواو هنا على ظاهر ما ورد في كتابه الجمل 20 بعدّه الواو
بمعنى (مع) من النواصب، نحو: استوى الماء والخشبة، أو على ما ذكر ابن مالك عن الجرجاني في التسهيل 99 وشرح العمدة 402.
(2)
أي: بعد الواو.
(3)
في ظ (جئتك).
(4)
في ظ (و).
175 -
فما أنا والسير في متلف
…
يبرّح بالذّكر الضابط (1)
وقوله:
176 -
الآن تلقى عصبا أعجاما
…
فكيف أنت عمرو والإقداما (2)
(1) البيت من المتقارب لأسامة بن الحارث الهذلي، أحد الشعراء المخضرمين.
وروي صدر البيت: (فما أنت)(وما أنا).
المفردات: متلف: المتلف هو المفازة التي يتلف فيها، أي يهلك، من سلكها. يبرح: البرح الجهد والشدة. وروي: يعبّر: أي: يحمله على ما يكره.
الذكر: الجمل، وعبّر به لأنه أقوى من الناقة على السير. الضابط: القوي.
الشاهد في: (ما أنا والسير) نصب السير على أنه مفعول معه؛ لسبقه بما الاستفهامية المتضمنة معنى الفعل، والواو بمعنى مع، والتقدير: كيف أكون مع السير؟ أو ما كنت مع السير؟ . ويجوز الرفع عطفا على (أنا) وهو الأجود.
شرح أشعار الهذليين للسكري 1289 وسيبويه والأعلم 1/ 153 وابن يعيش 2/ 51، 52 وشرح الكافية الشافية 690 وشرح العمدة 404 وابن الناظم 111 ورصف المباني 421 وشفاء العليل 492 والمساعد 1/ 543 والعيني 3/ 93 وشرح التحفة 224 وشرح شواهده 250 والهمع 1/ 221 والدرر 1/ 190 والأشموني 2/ 137.
(2)
البيت من رجز يخاطب به قائله عمرو بن معدي كرب في موقعة القادسية، ولم أقف على قائله.
المفردات: تلقى: تقابل في المعركة. عصبا: جمع عصبة، وهم ما بين العشرة والأربعين عن أبي عبيد. أعجاما: جمع عجم، كقفل وأقفال، لغة في العجم.
الشاهد في: (كيف أنت
…
والإقداما) نصب الإقدام على المعية لوقوعه بعد مرفوع تقدمه اسم الاستفهام (كيف) المتضمن معنى الفعل، والتقدير: كيف تكون مع الإقدام، و (أنت) فاعل لتكون النامة المحذوفة. ويجوز رفع -
وكذلك (1) بعد زمان مضاف إلى الجملة كقوله:
177 -
أزمان قومي والجماعة كالذي
…
منع الرّحالة أن تميل مميلا (2)
وإن أمكن العطف بلا ضعف فهو أجود من النصب، نحو:
كنت أنا وزيد كالأخوين.
ويختار النصب فيما يلحق محذور في عطفه على ما قبله، نحو: ذهبت وزيدا؛ إذ لا فصل قبل المعطوف على ضمير الرفع
- الإقدام عطفا على «أنت» وهو الأجود.
شرح العمدة 403 وشرح التحفة 223 وشرح شواهد شرح التحفة 249.
(1)
في ظ (وكذا).
(2)
البيت من الكامل، للراعي النميري، واسمه عبيد بن حصين، من قصيدة طويلة مدح بها عبد الملك بن مروان، وقال الأعلم: قيل: للأعشى.
وروي: (أيام قومي) كما روي: (لزم الرحالة
…
).
المفردات: أزمان قومي: أيامهم. الرّحالة: سرج يصنع من الجلد دون خشب. مميلا: مصدر مال يميل ممالا ومميلا، مثل: عاب معاب ومعيب.
الشاهد في: (أزمان قومي والجماعة) نصب الجماعة على أنه مفعول معه، والعامل كان تامة مقدرة، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة، والواو بمعنى مع.
وفيه شاهد آخر، وهو حذف كان دون (أن) المصدرية وهو قليل، والكثير بعد أن.
ديوان الراعي 59 وسيبويه والأعلم 1/ 154 وشرح الكافية الشافية 691 والأزهية 66 وشرح العمدة 405 وابن الناظم 111 وشفاء العليل 325، 492 والمساعد 1/ 543 والعيني 2/ 59 و 3/ 99 والخزانة 1/ 502 والهمع 1/ 122 والدرر 1/ 92.
المتصل، ويجب (1) عند سيبويه، ونحو: مالك وزيدا، وما شأنك وعمرا، مما عطف على ضمير مجرور ولم يعد جارّ كما سيأتي (2)، ورجحه الأخفش (3) على الجرّ، وأنشد:
178 -
.............
…
فحسبك والضحّاك سيف مهنّد (4)
(1) في ظ (ويجوز النصب) بدل (ويجب).
(2)
هذا مذهب جمهور البصريين. قال الصبان في حاشيته على الأشموني 2/ 140: «والتقدير: ما كان لك وزيدا، وما شأنك وزيدا، أو بمصدر
ملابس منويّا بعد الواو، فالتقدير: مالك وملابستك زيدا، وكذا في المثال الآخر، وهذان التوجيهان أجازهما سيبويه .. » .. أما جمهور الكوفيين وبعض البصريين وابن مالك فلا يوجبون إعادة الجار عند العطف على الضمير المجرور، فيجوز عندهم هنا العطف على الضمير المجرور. وانظر شرح العمدة 406 - 407.
(3)
شرح العمدة 407 وحاشية الصبان على الأشموني 2/ 140 ولم يذكر الصبان الأخفش وإنما قال: «لأن الكوفيين وبعض البصريين لا يوجبون إعادة الجار» .
(4)
صدر بيت من الطويل، قيل: للبيد، ولجرير، وليس في ديوانيهما. وصدره:
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا
الشاهد: في (حسبك والضحاك) على أن الواو عاطفة الضحاك على ضمير المخاطب في حسبك المجرور محلا بالإضافة عند الأخفش، لأنه لا يشترط إعادة الجار عند العطف على الضمير المجرور، كما هو شرط الجمهور. أو أن الواو للقسم والضحاك مجرور بها، وعند سيبويه يجب نصب الضحاك على أنه مفعول معه، والواو بمعنى مع، والعامل حسبك بمعنى كافيك.
ويجوز الرفع على أنه مبتدأ خبره كذلك، وخبر (حسبك) سيف.
معاني القرآن للفراء 1/ 417 والتكملة 324 والأصول 2/ 37 والمخصص 16/ 14 وشرح العمدة 407 وابن يعيش 2/ 48، 51 والمغني 2/ 563 والعيني 3/ 84 درجا والمقصور والممدود للقالي 283 وشرح شواهد المغني -
بنصب الضحّاك وجرّه ورفعه، والرفع بتقدير: فحسبك سيف مهنّد والضحّاك كذلك.
واعتقد إضمار عامل يدلّ عليه سياق الكلام في نحو قوله:
179 -
وعلّفتها تبنا وماء باردا
…
حتّى شتت همّالة عيناها (1)
أي وسقيتها ماء، وقوله:
180 -
إذا ما الغانيات برزن يوما
…
وزجّجن الحواجب والعيونا (2)
= للسيوطي 900 وتفسير القرطبي 3/ 1575 و 4/ 2881 وشرح أبيات سيبويه للنحاس 57 والبحر المحيط 4/ 516 والخزانة 3/ 389 عرضا.
(1)
البيت من رجز قيل: إنه لذي الرمة، ولم أجده في ديوانه.
الشاهد في: (علفتها تبنا وماء) بنصب ماء بفعل مقدر يدل عليه ما قبله، والتقدير: علفتها تبنا وسقيتها ماء، ولا يجوز النصب على المعية لأنه لا يقال: علفتها ماء. وقد يحمل علفتها على معنى أطعمتها فيكون (ماء) منصوبا بعطفه على (تبنا) لأن كلّا من التبن والماء مطعوم.
الخصائص 2/ 431 ومعاني القرآن للفراء 1/ 14 و 3/ 124 والإنصاف 322 وابن الناظم 113 والمرادي 2/ 101 والعيني 3/ 101 و 4/ 181 والخزانة
1/ 499 وشرح شواهد المغني للسيوطي 929.
(2)
البيت من الوافر، للراعي النميري. ورواية الديوان:
وهزة نشوة من حيّ صدق
…
وزججن ..............
الشاهد في: (زججن الحواجب والعيونا) بنصب العيون بفعل محذوف تقديره: وكحّلن، ولا يجوز النصب على المعية؛ لعدم الفائدة بالإعلام بمصاحبة العيون للحواجب، ولا يجوز النصب بالعطف لعدم المشاركة.
وقيل: ضمن الفعل (زججن) معنى زيّنّ أو حسّنّ، فلا حذف للعامل.
الديوان 150 ومعاني القرآن للفراء 3/ 123، 191 وشرح الكافية الشافية 698 وشرح العمدة 635 وابن الناظم 113، وشفاء العليل 493 والمساعد -
أي وزيّنّ العيون، فليس مما نحن فيه؛ إذ ليس مفعولا معه؛ لعدم الإعلام بمصاحبة العيون للحواجب، وليس عطفا لعدم المشاركة.
* * *
= 1/ 545 والعيني 3/ 91 و 4/ 173 والهمع 1/ 222 و 2/ 130 والدرر 1/ 191 و 2/ 169 والخصائص 2/ 432 والإنصاف 610 والمغني 2/ 357 والخزانة 3/ 73 وشرح شواهد المغني للسيوطي 775 والبيان في غريب إعراب القرآن 1/ 417 واللسان (زجج)1812.