الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَلُبِسَ عليه، فلما انصرف قال: لأبيٍّ: ((أصليت معنا))؟ قال: نعم، قال:((فما منعك))؟ (1).
14 - لا يصلي قدَّام الإمام
(2)؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه، وفيه:((إنما جُعل الإمام ليؤتمَّ به)) (3). وذكر المرداوي رحمه الله: أن ذلك في غير الكعبة؛ فإن المأمومين إذا استداروا حول الكعبة والإمام منها على ذراعين
(1) سنن أبي داود، الكتاب والباب المشار إليهما آنفاً برقم 907 ((ب))، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 254.
(2)
وهو مذهب الحنابلة، والشافعية والحنفية: أن من صلى قدَّام الإمام فصلاته باطلة؛ لحديث أبي هريرة: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به))؛ ولأنه يحتاج إلى الالتفات إلى ورائه. أما مالك وإسحاق فقالا: تصح لأن ذلك لا يمنع الاقتداء. واختار ابن تيمية قولاً ثالثاً وقال: إنه رواية عن أحمد أنها تصح صلاة المأموم قدام الإمام مع العذر. انظر: فتاوى ابن تيمية، 23/ 404 - 406، والاختيارات الفقهية له، ص108، ورجحه ابن عثيمين في الشرح الممتع، 4/ 372، ورجحه ابن القيم في إعلام الموقعين،
2/ 22، أما صاحب المغني، 3/ 52، والشرح الكبير، 4/ 418، والإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، 4/ 418 فكلهم قال ببطلان صلاة من صلى قدَّام الإمام مطلقاً، وقال الإمام ابن باز:((ليس لأحد أن يصلي أمام الإمام؛ لأن ذلك ليس موقفاً للمأموم، والله ولي التوفيق)) الفتاوى له، 12/ 212.
(3)
البخاري، برقم 722، ومسلم، برقم 414، وتقدم تخريجه في الاقتداء وشروطه.
والمقابلون له على ذراع صحَّت صلاتهم، وذكر أن المجد قال في شرحه: لا أعلم فيه خلافاً. وقال أبو المعالي: صحت إجماعاً. هذا إذا كانوا في جهات، أما إذا كانوا في جهة فلا يجوز تقدم المأمومين عليه (1).
والله عز وجل أعلم وأحكم.
والحمد لله على التمام، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كان الفراغ من تحريره يوم السبت بعد الظهر الموافق 11/ 6/1421هـ.
(1) الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي، 4/ 419، المطبوع مع المقنع والشرح الكبير، 4/ 419.