المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

رافع بن خَدِيج. "وعن رافع بن خَديج أنه قال: قال رسول - شرح المصابيح لابن الملك - جـ ١

[ابن الملك]

فهرس الكتاب

- ‌1 - كِتَابُ الإيمَانِ

- ‌2 - باب الكبائر وعلامات النِّفاق

- ‌فصل في الوَسْوَسةِ

- ‌3 - باب الإِيمان بالقَدَرِ

- ‌4 - باب إِثْبات عَذَاب القَبْر

- ‌5 - باب الاعتِصام بالكتاب والسنة

- ‌2 - كِتابُ العِلْمِ

- ‌3 - كِتَابُ الطَّهَارَةِ

- ‌2 - باب ما يُوجِب الوضوءَ (باب ما يوجب الوضوء)

- ‌3 - باب أَدَب الخَلاءِ

- ‌4 - باب السِّواكِ

- ‌5 - باب سُنن الوُضوء

- ‌6 - باب الغسل

- ‌7 - باب مُخالَطة الجُنُب وما يُباح لَهُ

- ‌8 - باب أحكام المِيَاهِ

- ‌9 - باب تَطْهير النَّجاسات

- ‌10 - باب المَسْح على الخُفَّيْنِ

- ‌11 - باب التَّيمُّم

- ‌12 - باب الغُسْل المَسْنون

- ‌13 - باب الحيض

- ‌14 - باب المستحاضة

- ‌4 - كِتابُ الصَّلَاةِ

- ‌2 - باب المَواقيْتِ

- ‌3 - باب (تَعْجيل الصلاةِ)

- ‌فصل

- ‌4 - باب الأَذان

- ‌5 - باب فَضْل الأَذان وإجابة المؤذّن

- ‌فصل

- ‌6 - باب المَساجِد ومَواضع الصَّلاةِ

- ‌7 - باب السَّتْر

- ‌8 - باب السُّتْرة

- ‌9 - باب صِفَة الصَّلاةِ

- ‌10 - باب ما يَقْرأُ بعد التكبيرِ

- ‌11 - باب القِراءةِ في الصلاة

الفصل: رافع بن خَدِيج. "وعن رافع بن خَديج أنه قال: قال رسول

رافع بن خَدِيج.

"وعن رافع بن خَديج أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أَسْفِروا بالفجر"؛ أي: صلاة الفجر في وقت الإسفار، وهو إضاءَة الصبح وذهاب الظلمة.

"فإنه أعظمُ للأجر"، فبهذا ذهب أبو حنيفة إلى أن الإسفار بالفجر أفضل.

قيل: معناه طوِّلُوها إلى الإسفار توفيقًا بينه وبين حديث التغْلِيس.

وقيل: معناه أخِّروها إلى ما بعد الفجر الثاني، فإنهم حين أُمروا بالتغليس كانوا يُصلُّونها عند الفجر الأول رغبة في الأجر جمعا بين الحديثين.

* * *

‌فصل

(فصل)

مِنَ الصِّحَاحِ:

431 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لنْ يَلجَ النَّارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طُلوعِ الشَّمْسِ وقبلَ غروبهَا يعني الفجرَ والعصر.

"من الصحاح":

إنما أفرد هذا الفصلَ عما تقدم؛ لأن أحاديثهَ من جنس آخر.

"عن عمار بن رُوَيبة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لن يَلجَ"؛ أي: لن يدخلَ "النارَ أحدٌ صلى قبلَ طلوع الشمس وقبلَ غروبها؛ يعني الفجر والعصر".

* * *

ص: 384

432 -

وقال عليه السلام: "مَنْ صَلَّى البَرْدينِ دَخَلَ الجنَّةَ" رواه أبو موسى.

"وعن أبي موسى أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: مَن صلى البَرْدَين"، هما الغداة والعَشِيُّ، والمراد بهما صلاةُ الفجر والعصر، سُمِّيا به لطيبِ الهواء وبَرْدِه فيهما لكونهما في طريق النهار، يعني مَن داوم على أداء هاتين في وقتهما.

"دخل الجَنَّة" خُصَّتا بهذا الفضل؛ لأنهما مشهودتان يشهدُهما ملائكةُ الليل وملائكة النهار، ولأنهما أعسَرُ الصلوات موقعا لكونهما وقتَ التثاقل والتشاغل.

* * *

433 -

وقال: "يتعاقَبُونَ فيكُمْ ملائكَة باللَّيْلِ وملائكَة بالنَّهارِ، ويَجْتمِعُونَ في صَلاةِ الفَجْرِ وصَلاةِ العَصْرِ، ثمَّ يَعْرُجُ الذينَ باتُوا فيكُمْ فَيسألهُمْ ربُّهُمْ وهو أعلمُ بهم: كيفَ تَركتُمْ عِبادي؟ فيقولونَ: تركناهمْ وهم يُصلُّونَ، وأتَيْنَاهُم وهم يُصلُّونَ" رواه أبو هريرة.

"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: يتعاقَبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار"؛ يعني: تأتي طائفة منهم عَقِيب أخرى، وهذه الملائكة يَكتُبون أعمال العباد وقيل: غيرهم.

"ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر" وإنما جمعهم الله ليكونوا شهداء لعبادة عباده خص هذين الوقتين؛ لأن العبادة فيهما مع كونهما وقتَ اشتغال وغفلةٍ أدلُّ على الخلوص.

"ثم يعرُجُ الذين باتوا فيكم فيسأَلُهم ربُّهم وهو أعلم بهم، كيف تركتم

ص: 385

عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون"؛ يعني: الصبح.

"وأتيناهم"؛ أي: نزلنا عليهم.

"وهم يصلُّون"؛ يعني: العصر، سؤالُه تعالى عن الملائكة إما لأن يَتَباهى بعباده العاملين، وإما للتوبيخ على القائلين:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30].

وفيه تحريضُ الناس على المواظبة على هذين الوقتين.

* * *

434 -

وقال: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يَطْلُبنكُمُ الله مِنْ ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْه مِنْ ذِمَّتِهِ بشيء يُدْرِكْهُ، ثم يَكُبُّهُ على وجهِهِ في نارِ جهنَّمَ"، رواه جُنْدَب القَسْرِيُّ.

"وعن جُنْدَب القُشَيري أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: مَن صلَّى الصبح"؛ أي: صلاة الصبح بإخلاص "فهو في ذمة الله"؛ أي: في أمانه في الدنيا والآخرة، وهذا غير الأمان الذي ثبتَ بكلمة التوحيد، إنما ذكر الصبح؛ لأن فيها كلفة لا يواظِبُها إلا خالصُ الإيمان، فيستحقُّ أن يدخل تحت الأمان.

"فلا يَطْلُبنكم الله مِن ذمته بشيء"، (مِن) بمعنى: لأجل، والمضاف محذوف؛ أي: لأجل تركِ ذمَّته، أو بيانية، الجار والمجرور حال عن شيء ظاهره نَهْيٌ عن مطالبة الله إياهم بشيء من عهده، والمراد النهيُ عما يوجِبُ المطالبةَ، وهو التعرُّضُ بمكروه لمن صلَّى الصبح، أو المراد بالذِّمةِ الصلاةُ الموجِبةُ للذِّمة، يعني: لا تضيعُوا صلاةَ الصبح.

"فإنه": الضمير فيه للشأن.

ص: 386

"مَن يطلُبه مِن ذمته بشيء"؛ يعني مَن يطلبه الله للمؤاخذة بما فَرطَ في حقه والقيام بعهده.

"يُدْرِكه" الله، إذ لا يفوت منه هارب.

"ثم يَكُبُّه"؛ أي: يلقيه "على وجهه في نار جهنم".

* * *

435 -

وقال: "لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصفِّ الأوَّلِ ثمَّ لمْ يجدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليهِ لاستَهَمُوا عليه، ولو يَعلمونَ ما في التَّهْجير لاستَبقُوا إليهِ، ولو يَعلمونَ ما في العَتَمةِ والصُّبح لأتَوْهما ولو حَبْوًا"، رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لو يعلم الناسُ ما في النداء"، يحتمل أن يرادَ به التأذين؛ أي: لو يعلَمون ما فيه من الثواب والأجر، وأن يرادَ به الإقامةُ على حذف المضاف؛ أي: في حضور الإقامة.

"والصف الأول"؛ أي: في الوقوف فيه، والتحريمة مع الإِمام من الثواب.

"ثم لم يجدوا إليه سبيلاً إلا أن يَسْتَهِمُوا عليه"، يقال: استهمَ القوم إذا أخرجوا القُرْعَة بينهم.

"لاستهموا" حرصاً "عليه"، حتى أخذوا المواضع منه بالاستهام.

"ولو يعلَمون ما في التهجير"، وهو الإتيان في الهاجرة للظهر، وقيل: هو التبكير إلى كل صلاة.

"لاستبقُوا"؛ أي: لبادَرُوا "إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمة"؛ أي: العِشاء.

ص: 387

"والصبح لأَتَوْهما ولو حَبْواً"؛ أي: ولو كانوا حابين، والحَبْوُ بالسكون: المشيُ على اليدين والركبتين، أو على الاسْتِ كفعل الصبي، وإنما حثَّ عليهما لأنهما مَظِنَّة التفويت.

* * *

436 -

وقال: "ليسَ صلاةٌ أثقلَ على المُنافِقينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشاءِ، ولو يَعلمُونَ ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْواً"، رواه أبي هريرة رضي الله عنه.

"وعنه، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ليس صلاةٌ أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاء"، وإنما ثَقُلَتا عليهم؛ لأن العِشاء وقتُ الاستراحة، والصبحَ في الصيف وقتُ لَذَّةِ النوم، وفي الشتاء وقتُ شدة البرد.

"ولو يعلمون ما فيهما" من الأجر "لأتَوهما ولو حَبْوًا".

* * *

437 -

وقال: "مَنْ صَلَّى العِشاءَ في جماعةٍ كانَ كقِيامِ نِصْفِ ليلةٍ، ومَنْ صَلَّى العِشاءَ والفَجْرَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ ليلةٍ"، رواه عُثمان بن عفان رضي الله عنه.

"وعن عثمان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: مَن صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومَن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة"، أراد بالقيام إحياء اللَّيل بالصلاة والذِّكر.

* * *

438 -

وقال: "لا يَغْلِبنكُمْ الأَعرابُ على اسم صلاتِكُمُ المَغرِبِ"، قال:"وتقولُ الأَعرابُ: هي العِشاءُ"، رواه عبد الله المُزَنيُّ.

"وعن عبد الله بن مُغَفَّل أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه

ص: 388

وسلم: لا يغلِبنكم الأعرابُ"، وهم سكان البوادي خاصة، والمراد أعراب الجاهلية.

"على اسم صلاتكم المغربُ" بالرفع: خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هي المغرب، وبالنصب: بتقدير أعني، وبالجر: صفة أو بدل.

"قال: ويقول الأَعْراب: هي العشاء"؛ يعني يسقُون المغرب بالعشاء فلا توافِقوهم في هذه التسمية، بل قولوا: المغرب، واعتادُوا على تسميته بهذا الاسم ليغلب تسميتكم لها على تسميتهم.

* * *

439 -

وقال: "لا يَغْلِبنكُمْ الأَعرابُ على اسم صلاتِكُمُ العِشاء، فإنَّها في كتابِ الله تعالى العِشاءُ، فإنَّها تُعْتِمُ بحِلابِ الإبلِ"، رواه ابن عمر.

"وعن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا يغلبنكُم الأعرابُ على اسم صلاتكم العشاء، فإنها في كتاب الله"؛ أي: في القرآن.

"العشاءُ"، حيث قال في سورة النور:{وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} [النور: 58].

"فإنها تُعْتَمُ"، مجهولاً، فالضميران للصلاة، ومعلوما فهما للأَعْراب؛ أي: إنما تسمَّى عَتَمَةً.

"بحِلَابِ الإبل"؛ أي: بسبب حِلَابها؛ لأنهم كانوا يؤخِّرون حِلَاب إبلِهم إلى غيبوبة الشفَق، فسمَّوا ذلك الوقت عَتَمةَ مِن باب تسمية الشيء باسم وقتِه، فنهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك تغليبًا لتسمية الله على مصطلحهم.

وأما قوله عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة: "لو يعلمون ما في العَتَمة"، فيُحمل على أنه قبل نزول تسمية الله تعالى، أو على أن أبا هريرة سمع بلفظ (العِشاء) ونقله بالمعنى، ولم يصل إليه النهي.

* * *

ص: 389

440 -

عن عليٍّ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ يومَ الخَنْدَقِ: "حَبَسُونا عَنْ الصَّلاةِ الوُسطى صَلاةِ العَصْرِ، مَلأَ الله بُيوتَهُمْ وقُبورهُمْ ناراً".

"وعن عليٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال يوم الخندق"، وهو يومَ اجتمعَ الكفار حول المدينة ليحاربوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فحفر عليه الصلاة والسلام حولها خندقًا.

"حَبَسُونا"؛ أي: منعَنا الكفارُ "عن صلاة الوسطى" باشتغالنا بحفر الخندق؛ لأجل دَفْعهم.

"صلاة العصر": بالجَرِّ بدل من صلاة الوسطى، أو عطف بيان لها، وبهذا ذهب أبو حنيفة وأكثرُ الصحابة على أن صلاة الوسطى هي العصر؛ لأنها بين صلاتين من النهار وصلاتين من الليل، ويؤيده حديثُ ابن مسعود بعده.

"ملأَ الله بيوتَهم وقبورَهم ناراً"، دعاء عليهم بجعِله تعالى النارَ ملازمتَهم في حياتهم في بيوتهم، وفي مماتهم في قبورهم.

* * *

مِنَ الحِسَان:

441 -

عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"صلاة الوُسْطَى صَلاةُ العَصْرِ".

"من الحسان":

" عن ابن مسعود أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: صلاة الوسطى صلاةُ العصر"، وذهب الشافعي ومالك إلى أن صلاة الوسطى صلاةُ الفجر، وذهب جماعة إلى أنها صلاة الظهر، وقيل: صلاة المغرب، وقيل: العشاء.

* * *

ص: 390