الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
442 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قال: " تَشْهدُهُ مَلائكَةُ اللَّيْلِ ومَلائكَةُ النَّهارِ".
"وعن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْر} "؛ أي: صلاة الصبح سُميت قرآنًا لمَا يُقرأ فيها من القرآن أكثرَ من غيرها.
" {كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] قال: تشهده"؛ أي: تحضُره "ملائكةُ الليل وملائكةُ النهار".
* * *
4 - باب الأَذان
(باب الأذان)
مِنَ الصِّحَاحِ:
443 -
قال أنس رضي الله عنه: ذَكَرُوا النَّارَ والنَّاقوسَ، فَذَكَرُوا اليهودَ والنَّصارَى، فَأُمِرَ بِلالٌ أنْ يشفَعَ الأذانَ، وأنْ يوتِرَ الإقامةَ إلا الإقامة.
"من الصحاح":
لما قَدِمَ النبي عليه الصلاة والسلام المدينةَ وبنى المسجد، شاور الصحابة فيما يَجعل عَلَمًا لأوقات الصلاة.
"قال أنس: ذَكَرُوا النارَ والناقوسَ"؛ أي: ذكر جمعٌ منهم إيقادَ النار، وجمع منهم ضَرْبَ الناقوس؛ وهي خشبةٌ طويلة تُضرَبُ بأخرى أقصرَ منها.
"فذكروا اليهود والنصارى"؛ أي: ذكرَ جميع آخرُ بأنَّ النارَ شعارُ اليهود،
والناقوسَ شعارُ النصارى فتلتَبسُ أوقاتنا بأوقاتهم، فتفرَّقوا من غير اتفاق على شيء.
فاهتمَّ عبد الله بن زيد لهمِّ النبي عليه الصلاة والسلام فنام، فرأى في المنام أن رجلًا ينادي بالصلاة قائلًا: الله أكبر الله أكبر. . . إلى آخره.
فذكر ذلك له عليه الصلاة والسلام فقال: "إن هذا الرؤيا حقٌّ، قم مع بلال فأذنا؛ فإنه أندى صوتًا منك"، فلما أذنا وسمع عمر رضي الله عنه أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: والذي بعثك بالحق نبيا، لقد رأيتُ مثل ما قال، فقال عليه الصلاة والسلام:"فلله الحمد".
وروي: أنه رأى الأذان في المنام تلك الليلة أحدَ عشرَ رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
"فأُمِر بلالٌ" على بناء المجهول؛ أي: أمره عليه الصلاة والسلام.
"أن يشفع الأذان"؛ أي: يقول كل كلمة مرتين سوى آخرها.
"وأن يوتر الإقامة"؛ أي: يقول كلمة الإقامة مرة سوى التكبير في أولها وآخرها، "لا الإقامة"؛ يعني: إلا قوله: قد قامت الصلاة؛ فإنه يقولها مرتين.
* * *
444 -
قال أبو مَحْذُورة: ألْقَى عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التَّأذينَ هو بنفْسِهِ، فقال:"قل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسول الله، أشهدُ أن محمدًا رسولُ الله"، ثمَّ قال: "ارجعْ فمُدَّ مِنْ صَوْتكَ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ مُحمداً رسولُ الله، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، الله أكبر، الله
أكبر، لا إلهَ إلَّا الله".
"وقال أبو محذورة: ألقى علي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم التأذين"؛ أي: لقَّنني كل كلمة من هذه الكلمات.
"هو بنفسه فقال: قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: ارجع"؛ أي: بعد قول الشهادتين مرتين مرتين في السرِّ.
"فمد من صوتك"؛ أي: ارفعه.
"وقيل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة"؛ أي: أسرعوا وأقبلوا وتعالوا مسرعين إليها.
"حي على الصلاة، حي على الفلاح"؛ أي: الخلاص من كلِّ مكروه، والظفر بكل مراد.
وقيل: الفلاح: البقاء، فمعناه: أسرعوا إلى سبب البقاء في الجنة، وهو الصلاة بالجماعة.
"حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله": والترجيع في الشهادتين سنةٌ عند الشافعي بهذا الحديث.
وعند أبي حنيفة ليس بسنة؛ لاتفاق الروايات على أن لا ترجيعَ في أذان بلال وعمرو بن أم مكتوم إلى أن توفيا، وأوَّلنا الحديث بأن تعليمه عليه الصلاة والسلام أبا محذورة الأذان كان عقيب إسلامه، فأعاد عليه الصلاة والسلام كلمة الشهادة وكرَّرها؛ لتثبت في قلبه، فظنها أبو محذورة من الأذان.
* * *
مِنَ الحِسَان:
445 -
قال ابن عمر رضي الله عنهما: كانَ الأذانُ على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، والإقامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غيرَ أنَّهُ يقولُ: قدْ قامَتِ الصَّلاةُ، قَدْ قامَتِ الصَّلاة.
"من الحسان":
" قال ابن عمر رضي الله عنه: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مرتين والإقامة مرة مرة"؛ يعني: يقول المؤذن كل واحدة من كلمات الأذان مرتين مرتين، ومن كلمات الإقامة مرة واحدةً.
"غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة"؛ أي: يقولها مرتين، وهذا يدل على أن الأذان مثنى، والإقامة فرادى.
* * *
446 -
عن أبي مَحْذورة: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ الأذانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كلمةً، والإقامةَ سَبع عشْرَةَ كلمةً.
"وعن أبي محذورة أن النبي عليه الصلاة والسلام علمه الأذان تسع عشر كلمة"؛ أي: مع الترجيح، والكلمة هنا: الجملة المفيدة، فالتكبيرُ أربعَ مرات، أربعُ كلمات، ثلاث منها تواكيد، والشهادتان أربع مرات ثمان كلمات ثلاث منها تواكيد، والحيعلتان مرتين أربع كلمات المرة الثانية من كل منهما تأكيد، والتكبير الأخير كلمتان الثانية تأكيد، والشهادة كلمة، صار المجموع تسع عشر كلمة.
"والإقامة سبع عشرة كلمة": لأنه لا ترجيعَ فيها، فانحذف عنها أربع كلمات، وزيدت الإقامة شفعًا، فصارت سبع عشرة، وبهذا قال أبو حنيفة.
وعند الشافعي الإقامة إحدى عشرة كلمة؛ لأنه يقول كل كلمة مرة إلا
كلمة الإقامة، كما رواه ابن عمر.
* * *
447 -
وعن أبي مَحْذورة رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ الله! علِّمْني سُنَّةَ الأذانِ، فذكرَ الأذانَ، وقال بعدَ قولهِ حيَّ على الفَلاحِ:"فإن كانَ في صَلاةِ الصُّبح قُلتَ: الصَّلاةُ خير مِنَ النَّوْمِ، الصَّلاةُ خير مِنَ النَّوْمِ، الله أكبرُ الله أكبرُ، لا إلهَ إلاّ الله".
"وعن أبي محذورة أنه قال: قلت يا رسول الله! علمني سنة الأذان"؛ أي: كيفيته وطريقته في الشرع.
"فذكره" عليه الصلاة والسلام "الأذان"؛ أي: كلماته.
"وقال بعد قوله: حي على الفلاح، فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله".
* * *
448 -
وعن بِلالٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُثَوِّبن في شيءٍ مِنَ الصَّلاةِ إلَّا في صَلاةِ الفَجْرِ"، ضعيف.
"وعن بلال أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا تُثوبن في شيء من الصلاة إلا في صلاة الفجر": التثويب في أذان الفجر: أن يقول المؤذن بعد قوله: حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين، سمي تثويبا؛ لأنه رجع بهذه الكلمة إلى دعائهم وحثهم بعد ما دعاهم بقوله: حي على الصلاة، من (ثاب): إذا رجع.
"ضعيف".
* * *
449 -
وعن جابر بن عبد الله: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "إذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ، وإذا أقمْتَ فاحْدُرْ، واجعلْ بينَ أذانِكَ وإقامَتِكَ قَدْرَ ما يَفْرغٌ الآكلُ مِنْ أكلِهِ، والشَّارِبُ مِنْ شُرْبهِ، والمُعْتَصِرُ إذا دخلَ لِقضاء حاجتِهِ، ولا تَقُومُوا حتَّى تَرَوْني".
"وعن جابر: أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال لبلال: إذا أذنت فترسَّل"؛ أي: اقطع كلمات الأذان بعضها عن بعض بسكتة خفيفة.
"فإذا أقمت فاحدر"؛ أي: أسرع ألفاظ الإقامة، ولا تسكت بينها.
"واجعل بين أذانك واقامتك قدرَ ما يفرغ الآكل من أكله": قيل: كأنه في العشاء؛ لاتساع وقته.
"والشارب من شربه": كأنه في المغرب لضيق وقته.
"والمعتصر"؛ أي: الحاقن؛ يعني: الذي يؤذيه البول والغائط.
"إذا دخل": الخلاء.
"لقضاء الحاجة": كأنه في الفجر والظهر والعصر؛ لتقارب أوقاتها.
"ولا تقوموا"؛ أي: للصلاة من مجالسكم إذا قام المؤذن.
"حتى تروني"؛ لأن القيام قبل مجيء الإِمام عبثٌ لا فائدةَ فيه.
"ضعيف".
* * *
450 -
وقال: "مَنْ أذَّنَ فهو يُقيمُ"، رواه زِباد بن الحارِث الصُّدَائيُّ.
"وعن زياد بن الحارث الصُّدائي": بضم الصاد؛ أي: منسوب إلى صُداء، وهي حي من اليمن.