الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البابُ الأول في ذكر حال الميت عند نزوله قبره، وسؤال الملائكة له، وما يفسح له في قبره أو يضيق عليه، وما يرى من منزله في الجنة والنّار، وكلام القبر للميت عند نزوله إليه
قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)} [إبراهيم: الآية 27].
وأخرج الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: الآية 27] نزلت في عذاب القبر" زاد مسلم "يقال له من ربُّك؟ فيقول الله ربي، ونبيّي محمّد" فذلك قوله {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: الآية 27]، وفي رواية للبخاري "إذا أقُعد المؤمن في قبره أتى، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمَّدًا رسول الله، فذلك قوله {يُثَبِّتُ اللَّهُ} [إبراهيم: الآية 27] " الآية (1).
(1) رواه البخاري (1369) و (4699)، ومسلم (2871)، وأحمد 4/ 282 و 392، وأبو داود (4750)، والترمذي (3120)، والنسائي 4/ 101، وابن ماجه (4269).
وأخرج الطبراني عن البراء مرفوعًا: "يقال للكافر مَن ربّك فيقول: لا أدري، فهو تلك الساعة أصمّ أعمى أبكم، فيضرب بمرزبة، لو ضُرب بها جبلٌ لصار ترابًا، فيسمعها كلُّ شيءٍ غير الثّقلين"، وقرأ صلى الله عليه وسلم {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [إبراهيم: الآية 27] الآية (1).
وفي رواية لأبي داود (2): "يأتيه ملكان، فيجلسانه فيقولان له: مَن ربّك؟ فيقول: ربّي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله تعالى، فآمنت به وصدّقت، فيُنادِي منادٍ من السّماء أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنّة، وافتحوا له بابًا إلى الجنّة، وألبسوه من الجنّة، ويفسح له فيه مدّ بصره"، وذكر الكافر إلى أن قال:"ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له مَن ربّك؟ فيقول: هاه هاه: لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فينادي منادٍ من السّماء، أن كَذَبَ عبدي، فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، قال: فيأتيه من حرها، وسمومها قال: فيضيق عليه قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه" وفي رواية: "ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد، لو ضرب بها جبلًا لصار ترابًا"، قال: "فيضربه ضربة
(1) رواه الطبراني في "الأوسط"(3677) وفي "الصغير"(495).
(2)
سنن أبي داود (4753).
يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصيرُ ترابًا". قال: "ثم تعاد الروح" وخرّجه النسائي وابن ماجه مختصرًا (1). وخرّجه الإمام أحمد رضي الله عنه بسياقٍ مطوّل (2).
وأخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كُنتَ تقول في هذا الرّجل؟ لمحمّد صلى الله عليه وسلم فأمّا المؤمن، فيقول: أشهد أنه عبدُ الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار وقد أبدلك الله مقعدًا من الجنة، قال: فيراهما جميعا"(3)، يعني المقعدين.
قال قتادة: ذكر لنا "أنه يُفسح له في قبره وأما المنافق والكافر، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت. ويُضرب بمطراق من حديد، ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه، غير الثقلين"(4).
زاد أبو داود: "إنَّ المؤمن يُقال له: ما كنت تعبد؟ فإن
(1) رواه النسائي 4/ 78، وابن ماجه (1547) و (1548) مختصرًا: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فانتهينا إلى القبر فجلس كأن على رؤوسنا الطير". أو نحو ذلك.
(2)
رواه الإمام أحمد 4/ 287 و 288 (18534) مطولًا.
(3)
البخاري (1338)، ومسلم (2875) وأحمد (3/ 126)، وأبو داود مختصرًا (3231)
(4)
رواه البخاري (1338) و (1374) ومسلم (2875)، والإمام أحمد 3/ 126، وأبو داود (3231) و (4751) و (4752)، والنسائي 4/ 96 و 97، وابن حبان (3120).
هداه الله تعالى قال: كنتُ أعبد الله، فيقال: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، قال: فما يُسأل عن شيء غير هذا"، وزاد أيضًا "فيقول دعوني حتى أبشر أهلي، فيقال له أسكن، وذكر الكافر أنه يُسأل عما كان يعبد، ثم عن هذا الرجل" (1).
وفي الصّحيحين عن أسماء بنت الصّدّيق رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كُسفت الشمس: "ولقد أوحى (2) الله إليّ أنكم تفتنون في قبوركم، مثلٌ أو قريبٌ من فتنة الدّجّال، يؤتى أحدكم فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال: له نم صالحًا، فقد عَلمنا أن كنت لموقنا، وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته"(3).
وخرّجه الإمام أحمد بلفظ: "ولقد رأيتكم تفتنون في قبوركم، يُسأل الرّجل ما كنت تقول؟ وما كنت تعبد؟ فإن قال لا أدري، رأيتُ الناس يقولون شيئًا فقلته، ويصنعون شيئًا فصنعته، قيل له: أجل أي نعم على الشك، عشت وعليه متّ، هذا مقعدك من النار، وإن قال:
(1) رواه أبو داود (4751).
(2)
في (ب): (أوحي إليّ).
(3)
رواه البخاري (86) و (184) و (922) و (1053) و (7287)، ومسلم (905)، وأحمد 6/ 345 و 350.
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قيل له: على اليقين عشتَ وعليه متّ، هذا مَقعدك من الجنة" (1).
وأخرج الترمذي وابن حبّان في "صحيحه"، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قُبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يُقال لأحدهما المنكر والآخر النكير، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول: ما كان يقول، هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقولان قد كنا نعلم نك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين ذراعًا، ثم ينوّر له فيه، ثم يقال له نَمْ فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان نم كنومة العَروس الذي لا يوقظه إلّا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا، قال: سمعت الناس يقولون شيئًا فقلت مثله لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم انك تقول ذلك، فيُقالُ للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه، حتى تختلف فيه أضلاعه، فلا يزال فيها معذبًا، حتى يبعثه الله من مضجعه"(2).
وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجلس الرّجل الصّالح في قبره، غير فزع ولا
(1) رواه أحمد 6/ 345 لكن ليس بهذا التمام.
(2)
رواه الترمذي (1071)، وابن حبان (3117)، وابن أبي عاصم في "السنة"(864).
مشغوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنتُ في الإسلام، فيقال: ما هذا الرّجل؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات والهدى من عند الله، فصدقناه، وآمنّا، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما كان ينبغي (1) لأحد أن يَرى الله، أي في الدّنيا فيفرج له فرجة قِبَل النار، فينظر إليها، يحطم بعضها بعضا، فيقال له انظر إلى ما وقاك الله، ثم يُفرج له فرجَة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها، وما فيها فيقال له: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه متّ، وعليه تُبعث إن شاء الله تعالى، ويجلس الرجل السّوء في قبره، فزعًا مشغوفًا فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري فيقال: ما هذا الرّجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولًا فقلته، فيفرج له فرجة قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة إلى النار، فينظرُ إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: هذا مقعدك على الشكّ، كنت، وعليه متّ، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى" (2).
وأخرج الطبراني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس، قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "إنّه الآن يسمع خفق نعالكم، أتاه منكرٌ ونكيرٌ، أعينهما
(1) في (ب): (ما ينبغي).
(2)
رواه أحمد 2/ 364 (8769) و 6/ 139، وابن ماجه (4262) و (4268)، والنسائي في "الكبرى"(11442)، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 276 - 277.
مثل قدور النحاس، وأنيابهما مثل صياصي البقر، أي قرونها وأصواتهما مثل الرعد القاصف، فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد؟ ومَن كان نبيه؟ فإن كان ممّن يعبد الله قال: كنت أعبدُ الله، ونبيّي محمّد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبيّنات والهدى، فآمنّا واتبّعنا، فذلك فول الله عز وجل {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: الآية 27].
فيقال له: على اليقين حَييت، وعليه متّ وعليه تبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب إلى الجنة، ويوسّع له في حفرته، وإن كان من أهل الشكّ قال: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيقال له: على الشكّ حَييت، وعليه متّ، وعليه تبعث، ثم يفتح له باب إلى النار، ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدُهم في الدّنيا ما أنبتت شيئًا تنهشه، وتؤمر الأرض فتنضمّ عليه، حتى تختلف أضلاعه" (1).
وأخرج الإمام أحمد عن جابر، عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ هذه الأمّة تبتلى في قبورها، فإذا دخَل المؤمن قبرَه وتولى عنه أصحابه، جاءه مَلك شديد الانتهار فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول المؤمن: أشهد أنّه رسول الله، فيقول الملك انظر إلى مقعدك
(1) رواه الطبراني في "الأوسط"(4629)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 54 وقال: فيه ابن لهيعة وفيه كلام. وانظر فتح الباري 3/ 237 تنبيه: في الطبراني الأوسط "والنبي صلى الله عليه وسلم" وهي خطأ وفيه لفظة "ثعابين" بدل "تنانين".
الذي كان لك في النار، قد أنجاك الله منه، وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار، مقعدك الذى ترى من الجنة، فيراهما كلاهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقال له: اسكن. وأمّا المنافق، فيُقعد إذا تولَى عنه أهله، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ قال: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة، قد أبدلك الله به مقعدك من النار" (1).
قال جابر: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُبعث كل عبد على ما مات عليه (2)، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه"(3).
وأخرج أيضا عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن هذه الأمّة تبتلَى في قبورها، فإذا الإنسانُ دُفِن، فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق، فأقعده قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمَّدًا عبده ورسوله. يُقال أو يقولُ: صدقت، ثم يُفتح له بابُ إلى النار فيقول: هذا منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنتَ، فهذا منزلُك فيفتح لَه بابٌ إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له اسكن، ويُفسح لَه في قبره، وإن كان كافرًا أو منافقًا يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، سمعت
(1) رواه أحمد 3/ 346 (14722)، والطبراني في "الأوسط"(9072). ورواه بنحوه عبد الرزاق (3744) و (4746). وهو صحيح بشواهده.
(2)
رواه مسلم (2878).
(3)
أبو يعلى (1901)، وابن حبان (7313) و (7319). وانظر تخريجه رقم (1).
الناس يقولون شيئًا فقلته، فيقال له: لا دريْت ولا تليت، ولا اهتديْت، ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقال هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذْ كفرت به، فإنّ الله تعالى أبدلك هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بمطراق، يسمعها خلق الله كُلهم، غير الثقلين". فقال بعض القوم: يا رسول الله: ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلّا هيل أي فزع، وخاف عند ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: الآية 27] " (1).
وأخرج أبو بكر الخلال في كتاب "السنة"، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال له:"كيف أنت يا عمر؟ إذا كنت من الأرض في أربعة أذرع، في ذراعين ورأيتَ منكرًا ونكيرًا؟ " قلت يا رسول الله: وما منكر ونكير؟
قال: "فتانا القبر، يبحثان الأرض بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرّعد القاصف، وأبصارُهما كالبرق الخاطف، ومعهما مرزبة، لو اجتمع عليها أهل مِنى لم يطيقوا رفعها، هي أيسر عليهما من عصاي هذه؟ "
قُلتُ: يا رسولَ الله، وأنا على حالي هذه؟
قال: "نعم"، فقلت: إذًا لأكفيكهما.
(1) رواه أحمد 3/ 3 و 4 (11500)، وابن أبي عاصم في "السنة"(865)، والبزار (872)"كشف"، والطبري في "تفسيره" 13/ 214.
وأورده الهيثمي 3/ 47 - 48 وقال: رجاله رجال الصحيح.
وفي رواية: "فامتحناك، فإن التويت ضرباك بها ضربة صرت رمادًا"(1).
قال الحافظ ابن رجب: في إسناده ضعفٌ، وخرّجه الإسماعيلي من وجه آخر، وفيه ضعف بنحوه، وزاد فيه:"يأتيان الرجل في صورة قبيحة، يطآن على شعورهما، ويحفران بأنيابهما"(2).
وأخرج الإمام أحمد وابن حبّان في "صحيحه"، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر: أتُرَدُّ علينا عقولنا يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "نعم كهيأتكم اليوم"، فقال عمر: بِفيةِ الحَجَرُ (3).
(1) رواه البيهقي في "عذاب القبر"(118)، وفي الاعتقاد ص 290 (ط دار الفضيلة) قال البيهقي: غريب بهذا الإسناد تفرد به مفضل هذا وقد رويناه من وجه آخر عن ابن عباس، ومن وجهٍ آخر صحيح عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا في قصة عمر وقال: ثلاثة أذرع في عرض ذراع وشبر ولم يذكر المرزبة.
ورواه الذهبي في "الميزان" 6/ 499. وفي إسناده مفضل بن صالح قال البخاري وغيره: منكر الحديث.
(2)
"أهوال القبور" ص 20.
(3)
رواه أحمد 2/ 72، وابن حبان (3115)، والآجري في "الشريعة" ص 367، وابن عدي في "الكامل" 2/ 855 ترجمة محيي بن عبد الله. وفي إسناده ضعف. وقال الهيثمي 3/ 48: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورجال الطبراني رجال الصحيح.
قول عمر: بِفيه الحجرُ. أي: جعل اللهُ الحجرَ في فم المفتون في قبره دلالة على الخيبة والحسرة. انظر "لسان العرب" مادة (فوه).
وأخرجَ الإمام أحمد عن بعض حفدة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن أبا موسى أوصاهم قال: إذا حفرتم فأعمِقوا قعره، أما إنّي والله لأقول ذلك، وإني لأعلم إن كنت من أهل طاعة الله ليفسحنّ لي في قبري، ولينوّرنّ لي فيه، ثم ليفتحن لي باب مساكني في الجنة، هما أنا بمساكني من داري هذه بأعلم بمساكني منها، وليأتينّي من روحها وريحها وريحانها، ولئن كنتُ من أهل المنزلة الأخرى، ليضيقنّ عليّ قبري ولتُهدَمنَّ عليّ الأرضُ، وليُفتَحنَّ بابُ مساكني من النار، فما أنا بمساكني من داري هذه بأعلم مني بمساكني منها، ثُمَّ ليأتيني من شررها، ودخانها (1).
وقد رُوي عَن مجاهد أن الموتى يفتنون في قبورهم سبعًا فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام (2).
وسنذكر الكلام على هذا بعد إن شاء الله تعالى.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن بحير، حدثنا بعضُ أصحابنا قال: مات أخ لي فرأيته في النوم فقلت له ما كان حالك حين وضعت في قبرك؟ قال: أتاني آت بشهاب من نار، فلولا أن داع دعا لي، لرأيت أنه سيضربني به (3).
* * *
(1) رواه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 263 بإسناد جيد.
(2)
روى ذلك أبو نعيم في "الحلية" 4/ 11 من قول طاوس ولا دليل على ذلك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يصح عن أحد من الصحابة.
(3)
رواه ابن أبي الدنيا، وفي إسناده مجهول.