الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضي الله عنها قالتْ: يا رسول الله، إنك منذ يوم حدثتَني بصوتِ مُنكرٍ ونكير (1) وضغطةِ القبر، ليس ينفعني شيء قال:"يا عائشة، إنَّ أصوات منكرِ ونكيبر في سَماع المؤمنينَ كإثمد في العين، وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأمّ الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداعَ، فتغمرُ رأسهُ غَمرَا رفيقًا، ولكنْ يا عائشةُ ويلٌ للشاكين في الله، كيفَ يُضغطونَ في قبُورهم كضغطةِ الصخرة على البيضة"(2).
فائدتان:
الأولى: أسباب دفع عقوبة السيئة: قالَ بعضُهم: مَن فعلَ سيّئة فإن عقوبتها تُدفع عنه بعشَرة أسباب: أن يتوَب فيتوبَ (3) الله عليه، أو يستغفر فَيُغفر له، أو يعملَ حسنات فتمحوها، فإن الحسنات يُذهِبْنَ السيّئات، أو يُبتلى بمصْائب في الدُّنيا، فيُكَفَرَ عنهُ، أو في البرزخ بِالضغطة والفتنة، فيكفر عنه، أو يدعو له إخوانُه من المؤمنين ويستغفرونَ له، أو يُهدون له من ثواب أعمالِهمْ ما ينفعه، أو يُبتَلى في عرصاتِ القيامةِ بأهوال تكفِّر عنه، أو تُدرِكه شفاعة نبيّه صلى الله عليه وسلم أو رحمة ربّه. انتهى.
الثانية: ذُكِرَ في "الفردوس" للديلمي، ولم يُسنده ولدُه مِنْ حديث علي رضي الله عنه مرفوعًا: "أوّلُ عدلِ الآخرةِ القبور، ولا
(1) كلمة (نكير) ليست في (أ).
(2)
البيهقي في (عذاب القبر) ص 116 "الفردوس"(7153).
(3)
هكذا في النسخة (أ)، وفي (ب) و (ط)"فيتاب عليه".
يُعرف شريف من وضيع" (1).
وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: إن الله أرحَمُ ما يكون لعبده إذا دخل قبرَه وتفرقَ عنْه الناس وأهله.
وأخرجَ الديلمي عَنْ أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أرحمُ ما يكونُ اللهُ بالعبد إذا وُضعَ في حفرته"(2).
وأخرجَ ابن أبي الدنَيا عَنْ أبي عاصِمٍ الحَبْطيّ يرفعه قال: "إن أوّل مَا يُتحف به المؤمنُ في قبره يُقال له: أبشر فَقدْ غُفِرَ لمِنْ تَبعَ جَنازتك"(3).
وأخرجَ البزارُ وعبد بن حميد في "مُسنديهما" والبَيْهقي في "الشعب"، عَن ابن عَبّاس رضي الله عنهما قال: قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إن أوَلَ ما يجُازى به المؤمنُ بَعدَ موته، أنْ يُغْفَرَ لجميع مَنْ تِبعَه"(4).
وفي الباب عن جابر بنِ عبدِ الله، أخرَجَهُ ابن أبي الدُّنيا (5)
(1) مسند الفردوس (69).
(2)
"كنز العمال" 15/ 601 وعزاه للديلمي.
(3)
انظر "القبور" ص 224 (357).
(4)
رواه البزار في "مسنده"(820)"كشف"، وعبد بن حميد (621)، وابن عدي 8/ 119 (ترجمة مروان بن سالم) ومن طريقه ابن الجوزي (1758) وإسناده ضعيف جدًا.
(5)
انظر "القبور" ص 244 (358).
وسلمان الفارسيّ أخرجَهُ أبو الشيخ في "الثَواب"، وأبي هريرة أخرجهُ الحاكمُ في "التاريخ"، والبيهقيُّ في "الشعب" والديلمي (1)، وأنسُ أخرجهُ الحكيمُ الترمذي (2).
* * *
(1) انظر "شعب الإيمان" 7/ 7 (9256).
(2)
حديث أنس في "نوادر الأصول" 1/ 403. وكل هذه الأحاديث شديدة الضعف ولا تصلح شواهد لبعضها والله أعلم.