الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
هذا الحديث الذي ساقه، باعتبار ما فيه من ذكر الإدارة والغرز وإرسال الذؤابة .. فهذه الأوصاف تحصل في عمامة دون ثلاثة أذرع، وإن كان من غيره .. فما هو بَعْدَ إقرارِهِ بعدم ثبوت مقدارها في حديثٍ؟ ! انتهى.
وفي "المرقاة": قال الجزري في "تصحيح المصابيح": قد تتبعت الكتب، وتطلبت من السير والتواريخ؛ لأقف على قدر عمامة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم أقف على شيء، حتى أخبرني من أثق به أنه وقف على شيء من كلام النووي ذكر فيه أنه كان له صلى الله عليه وسلم عمامة قصيرة، وعمامة طويلة، وأن القصيرة كانت سبعة أذرع، والطويلة اثني عشر ذراعًا، ذكره القاري، وقال: وظاهر كلام "المدخل": أن عمامته كانت سبعة أذرع مطلقًا من غير تقييد بالقصير والطويل. انتهى.
قلت: لا بد لمن يدعي أن مقدار عمامته صلى الله عليه وسلم كذا وكذا من الذراع أن يثبته بدليل صحيح، وأما الادعاء المحض .. فليس بشيء.
والفائدة الرابعة
أنه قال في "السبل": من آداب العمامة إرسال العذبة بين الكتفين، ويجوز تركها بالأصالة.
وقال النووي: في "شرح المهذب": يجوز لبس العمامة بإرسال طرفها وبغير إرساله ولا كراهة في واحد منهما، ولم يصح في النهي عن ترك إرسالها شيء. انتهى.
والفائدة الخامسة
لم أجد في فضل العمامة حديثًا مرفوعًا صحيحًا، وكل ما جاء فيه .. فهي إما
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
ضعيفة أو موضوعة؛ فمنها: ما رواه القضاعي والديلمي في "مسند الفردوس" عن علي مرفوعًا: "العمائم تيجان العرب، والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه"، قال في "المقاصد": ضعيف، وأخرج البيهقي معناه من قول الزهري.
ومنها: حديث: "عليكم بالعمائم؛ فإنها سيما الملائكة، وأرخوها خلف ظهوركم"، أخرجه ابن عدي والبيهقي في "الخلاصة"، وهو موضوع.
وقال في "اللآلئ": لا يصح، وقال: له طريق عن ابن عباس أخرجه الحاكم في "المستدرك".
ومنها: ما رواه ابن عساكر والديلمي عن ابن عمر مرفوعًا: "صلاة تطوع أو فريضة بعمامة تعدل خمسًا وعشرين صلاة بلا عمامة، وجمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بلا عمامة" قال المناوي: قال ابن حجر: هذا الحديث موضوع لا أصل له، وكذلك قال الشوكاني في كتابه "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" وفي الباب روايات أخرى، ذكرها الشوكاني وغيره في موضوعاتهم، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى من"التحفة".
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث الواحد.
والله سبحانه وتعالى أعلم