الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33) - (1335) - بَابُ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ
(75)
- 3568 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جِيءَ بأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ
===
(33)
- (1335) - (باب الخضاب بالسواد)
(75)
- 3568 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري، المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه الأسدية أيضًا، ثقة، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ليث) بن أبي سليم أيمن بن زنيم - بالزاي والنون مصغرًا - صدوق اختلط جدًّا، فترك حديثه، من السادسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، صدوق، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه ليث بن أبي سليم، وهو متفق على ضعفه.
(قال) جابر: (جيء) أي: أتي (بأبي قحافة) - بضم القاف - والد أبي بكر الصديق اسمه عثمان، وأما أبو بكر .. فاسمه عبد الله بن عثمان أبي قحافة التيمي المدني، أول الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين (يوم) غزوة (الفتح) أي: فتح مكة، أسلم يوم الفتح، وعاش إلى
إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْتُغَيِّرْهُ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ".
===
خلافة عمر (إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكأن) أي: والحال أنه كأن (رأسه) ولحيته؛ كما في "أبي داوود" أي: والحال كأن شعر رأسه ولحيته (ثغامة) في البياض؛ أي: شبيه بها في البياض.
والثغامة - بثاء مثلثة مفتوحة ثم غين معجمة -: نبت أبيض الزهر والثمر يشبه به الشيب، كذا في "النهاية"، وقيل: هي شجرة تبيض كأنها ثلج.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاء به إليه: (اذهبوا به) أي: بأبي قحافة (إلى بعض نسائه) أي: إلى بعض نساء محارمه وأزواجه (فلتغيره) أي: فلتغير تلك المرأة التي ذهبتم به إليها هذا البياض؛ أي: بياض شعر رأسه ولحيته إلى الحمرة أو الصفرة (وجنبوه) أي: جنبوا بياض شعره عن تغييره بـ (السواد) أي: بالخضاب الأسود؛ فإنه حرام أو مكروه.
والحديث يدل على أن الخضاب لا يختص باللحية، وعلى كراهة الخضاب بالسواد، وعلى أن الخضاب لا يختص بالحناء والكتم؛ لعموم التغيير غيرهما من الصباغات ما عدا السواد.
والحديث يدل على الأمر بتغيير الشيب، وقد قال به جماعة من الخلفاء والصحابة، لكن لم يصر أحد إلى أنه على الوجوب، وإنما هو مستحب.
وقد رأى بعضهم أن ترك الخضاب أفضل، وبقاء الشيب أولى من تغييره متمسكين في ذلك بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تغيير الشيب على ما ذكروه، وبأنه صلى الله عليه وسلم لم يغير شيبه ولا اختضب.
قلت: وهذا القول ليس بشيء؛ أما الحديث الذي ذكروه .. فليس بمعروف، ولو كان معروفًا .. فلا يبلغ في الصحة إلى درجة هذا الحديث، وأما قولهم: إن
(76)
- 3569 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ،
===
النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب .. فليس بصحيح، بل قد صح عنه أنه خضب بالحناء وبالصفرة. انتهى من "المفهم".
وقد ورد في بعض الأحاديث كراهية تغيير الشيب، فروى شعبة بسنده عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يكره تغيير الشيب.
وروى الطبراني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من شاب شيبةً في الإسلام .. كانت له نورًا يوم القيامة إلا أن ينتفها أو يخضبها".
وذكر العيني في "عمدة القاري"(10/ 289) عن المحب الطبري أنه جمع بين الأحاديث بحمل أحاديث استحباب التغيير على من كانت له شيبة خالصة؛ كشيبة أبي قحافة، وحمل أحاديث النهي على من كان أشمط.
وجمع بينهما الطحاوي بحمل أحاديث النهي على النسخ. انتهى "كوكب".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب اللباس، باب خضاب الشيب، وأبو داوود في كتاب الترجل، باب في الخضاب، والنسائي في كتاب الزينة، باب الإذن في الخضاب.
ودرجته: أنه صحيح بغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث ابن عباس المتفق عليه، وإن كان سنده ضعيفًا؛ كما تقدم، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فهذا الحديث: صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لما تقدم.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث جابرٍ بحديثِ صُهَيْبِ الخير رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(76)
- 3569 - (2)(حدثنا أبو هريرة الصيرفي محمد بن فراس)
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ زَكَرِيَّا الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَل السَّدُوسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبِ الْخَيْرِ
===
- بكسر الفاء وتخفيف الراء - البصري، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا عمر بن الخطاب بن زكريا الراسبي) - بمهملة مكسورة بعدها موحدة - البصري، مقبول، من التاسعة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا دَفَّاعُ) بفتح ثم فاء مشددة (ابن دَغْفَلٍ) بفتحتين بينهما معجمة ساكنة (السدوسي) أو القيسي أبو روح البصري، ضعيف، من الثامنة. يروي عنه:(ق)، روى عن: عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، ويروي عنه: عمر بن الخطاب الراسبي، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، له في ابن ماجه حديث واحد في الخضاب، فهو مختلف فيه.
(عن عبد الحميد) بن زياد أو زيد (بن صيفي) بن صهيب الرومي، وربما نسب إلى جده، لين الحديث، من الثامنة. يروي عنه:(ق)، روى عن أبيه زياد بن صيفي، قال أبو حاتم: هو شيخ روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا.
قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات".
فقال عبد الحميد بن صيفي: (عن أبيه) زياد بن صيفي بن صهيب بن سنان التيمي مولاهم الرومي، صدوق، من الرابعة. يروي عنه:(ق).
(عن جده صهيب الخير) صهيب بن سنان أبي يحيى الرومي، أصله من النمر، ويقال: كان اسمه عبد الملك، وصهيب لقب له، الصحابي الشهير سابق الروم، مات بالمدينة سنة ثمان وثلاثين (38 هـ) في خلافة علي رضي الله تعالى عنهما، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ".
===
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه راويًا مختلفًا فيه، وهو دفاع بن دغفل.
(قال) صهيب الخير: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أَحْسنَ) وأَجْملَ (ما اختضَبْتُم به) أي: ما صنَعْتمُ الخضابَ به .. (لَهذَا السَّوادُ) واللام فيه بفتحها حرف ابتداء دخلَتْ على خبرِ إن المكسورة؛ لتأكيد نسبة الكلام، و (هذا) خبر إن، و (السواد) عطف بيان له أو بدل منه؛ أي: إن أجمل ما صنعتم الخضاب به لهذا الخضاب المتصف بالسواد.
وقوله: (أرغب) خبر لمبتدأ محذوف؛ تقديره: هو؛ أي: هذا الخضاب الأسود أرغب (لنسائكم فيكم) أي: أكثر لرغبة نسائكم فيكم في قضاء شهوتهن منكم؛ فإن هذا الخضاب السواد يصير المرء به كالشاب الجميل، فترغب فيه النساء (وأهيب) أي: وأكثر هيبة (لكم) وأكثر مخافةً منكم (في صدور عدوكم) لأنكم بسبب الخضاب الأسود تصيرون على صورة الشبان السود، فتخاف الأعداء من شدة جراءتكم عليهم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم