الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(24) - (1326) - بَابُ مَنْ لَبِسَ شُهْرَةً مِنَ الثِّيَابِ
(57)
- 3550 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ،
===
(24)
- (1326) - (باب من لبس شهرة من الثياب)
(57)
- 3550 - (1)(حدثنا محمد بن عَبادة) - بفتح العين والموحدة المخففة الواسطي - صدوق فاضل، من الحادية عشرة. يروي عنه:(خ د ق).
(ومحمد بن عبد الملك) بن مروان الواسطي أبو جعفر الدقيقي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ست وستين ومئتين (266 هـ). يروي عنه:(د ق).
وقوله: (الواسطيان) رَاجِعٌ إلى الشيخين؛ كما بيناه كلاهما (قالا: حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا شريك) بن عبد الله بن أبي شريك النخعي الكوفي القاضي، صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه بعدما ولي القضاء بالكوفة، من الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة (178 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عثمان بن) المغيرة (أبي زرعة) الثقفي مولاهم أبي المغيرة الكوفي الأعشى، ويقال له:(عثمان بن أبي زرعة) ثقة، من السادسة. يروي عنه:(خ عم).
(عن مهاجر) بن عمرو النَّبَّال - بنون وموحدة مشددة - الشامي. روى عن: ابن عمر، ويروي عنه: عثمان بن أبي زرعة، و (د س ق). مقبول، من الرابعة، ذكره ابن حبان في "الثقات".
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ .. أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ".
===
(عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لبس ثوب شهرة) أي: ثوبًا يقصد به الاشتهار بين الناس، سواء كان الثوب نفيسًا يلبسه تفاخرًا بالدنيا وزينتها، أو خسيسًا يلبسه إظهارًا للزهد والرياء .. (ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة) من إضافة السبب إلى المسبب، أو بيانية تشبيهًا للمذلة بالثوب في الاشتمال. انتهى "سندي".
قوله: "من لبس ثوب شهرة" قال ابن الأثير: الشهرة: ظهور الشيء.
والمراد: أن ثوبه يشتهر بين الناس؛ لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعجب والتكبر، كذا في "النيل".
قوله: "ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة" والمراد به: ثوب يوجب ذلته يوم القيامة؛ كما لبس في الدنيا ثوبًا يتعزز به على الناس ويترفع به عليهم.
والحديث يدل على تحريم لبس ثوب الشهرة، وليس هذا الحديث مختصًا بنفس الثياب، بل قد يحصل ذلك من يلبس ثوبًا يخالف ملبوس الناس من الفقراء؛ ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه ويعتقدوه، قاله ابن رسلان.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة، والنسائي في "السنن الكبرى" في كتاب الزينة، وأبو يعلى في "مسنده"، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
(58)
- 3551 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِب، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَة، عَنِ الْمُهَاجِر، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا .. أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
===
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر الأول بحديث آخر له رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(58)
- 3551 - (2)(حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب) الأموي البصري، واسم أبي الشوارب محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان، صدوق، من كبار العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م ت س ق).
(حدثنا أبو عوانة) الوضاح - بتشديد المعجمة ثم مهملة - ابن عبد الله اليشكري - بالمعجمة - الواسطي البزاز، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من السابعة، مات سنة خمس أو ست وسبعين ومئة (176 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عثمان بن المغيرة) أبي زرعة الثقفي مولاهم أبي المغيرة الكوفي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(خ عم).
(عن المهاجر) بن عمرو النبال الشامي، مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(د س ق)، ذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن عبد الله بن عمر) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لبس ثوب شهرة) أي: ثوبًا يقصد بلبسه الشهرة والظهور بين الناس والتفاخر به (في الدنيا .. ألبسه الله) عز وجل (ثوب مذلة) أي: ثوب ذل وإهانة (يوم القيامة،
ثُمَّ أَلْهَبَ فِيهِ نَارًا".
(59)
- 3552 - (3) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ مُحْرِزٍ النَّاجِيُّ،
===
ثم ألهب) الله وأوقد (فيه) أي: في ذلك الثوب (نارًا) مسعرة متقدة شديدة الالتهاب.
وهذا الحديث مثل الحديث الذي قبله في صحته متنًا وسندًا، فيكون شاهدًا، ولكنه في اصطلاحهم لبيان متابعة أبي عوانة لشريك بن عبد الله في رواية هذا الحديث عن عثمان بن المغيرة.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث ابن عمر بحديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(59)
- 3552 - (3)(حدثنا العباس بن يزيد) بن أبي حبيب (البحرا ني) - بالموحدة والمهملة - البصري، يُلقَّبُ عَبَّاسَوَيْه، ويعرف بالعبدي، كان قاضي همذان، صدوق يخطئ، من صغار العاشرة. يروي عنه:(ق). وقال السلمي عن الدارقطني: ثقة مأمون، فقال: تكلموا فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وقال ابن مخلد: مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ) وقال السمعاني: ثقة مأمون، وقال مسلمة بن قاسم: ضعيف الحديث.
قلت: فهو مختلف فيه.
(حدثنا وكيع بن محرز) - بصيغة اسم الفاعل - ابن وكيع (الناجي) - بالنون والجيم - البصري، صدوق له أوهام، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات".
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ جَهْمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ .. أَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى يَضَعَهُ مَتَى وَضَعَهُ".
===
(حدثنا عثمان بن جهم) - بفتح الجيم وسكون الهاء - الهجري - بفتحتين - مقبول، من السادسة. روى عن: زر بن حبيش، ويروي عنه: وكيع بن محرز الناجي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له عنده حديث واحد في لبس ثوب شهرة. يروي عنه:(ق).
(عن زر) بكسر أوله وتشديد الراء (ابن حبيش) - بمهملة وموحدة ومعجمة مصغرًا - ابن حباشة - بضم المهملة بعدها موحدة ثم معجمة - الأسدي أبي مريم الكوفي، ثقة فاضل مخضرم، من الثانية، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين (83 هـ)، وهو ابن مئة وسبع وعشرين. يروي عنه:(ع).
(عن أبي ذر) الغفاري الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، اسمه جندب بن جنادة على الأصح، تقدم إسلامه وتأخرت هجرته، فلم يشهد بدرًا، مات سنة اثنتين وثلاثين (32 هـ) في خلافة عثمان. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه العباس بن يزيد، وهو مختلف فيه.
(عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لبس ثوب شهرة .. أعرض الله) تعالى (عنه) إعراض غضب وسخط، فلا يرضى عنه (حتى يضعه) أي: حتى يضع ذلك الثوب ويخلعه وينزعه ويكرهه قلبًا وقالبًا (متى وضعه) أي: في أي وقت وضعه وتركه وأعرض عنه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ كما مر، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عمر.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم