الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) - (1307) - بَابُ الْبَيَاضِ مِنَ الثِّيَابِ
(17)
- 3510 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضُ،
===
(5)
- (1307) - (باب البياض من الثياب)
(17)
- 3510 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(دق).
(أنبأنا عبد الله بن رجاء المكي) أبو عمران البصري نزيل مكة، ثقة تغير حفظه قليلًا، من صغار الثامنة، مات في حدود التسعين ومئة (190 هـ). يروي عنه:(م دس ق).
(عن) عبد الله بن عثمان (بن خثيم) - بالمعجمة والمثلثة مصغرًا - القارئ المكي أبي عثمان، صدوق، من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن سعيد بن جبير) الأسدي مولاهم الكوفي، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، قتله الحجاج الجائر سنة خمس وتسعين (95 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) ابن عباس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ثيابكم) وأحسن ملابسكم (البياض) أي: ذوات البياض؛ لأنه يظهر فيها من الوسخ ما لا يظهر في غيرها فيزال، وكذا يبالغ في تنظيفها ما لا يبالغ في غيرها، ولذلك
فَالْبَسُوهَا وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ".
===
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي لهذا الحديث: إنها أطيب وأطهر (فالبسوها) أي: فالبسوا ذوات البياض في حياتكم (وكفنوا فيها) أي: في ذوات البياض (موتاكم) أي: أمواتكم رجالًا ونساء.
قوله: "خير ثيابكم البياض" وإنما كانت خير الثياب؛ لدلالتها غالبًا على التواضع وعدم الكبر والخيلاء والعجب وسائر الأخلاق الطيبة، وبُيِّن في كونها من خير الثياب وجوهٌ أخر؛ كما مرت آنفًا.
وفي الحديث دلالة على استحباب لبس البيض من الثياب وتكفين الموتى بها.
قال في "النيل": والأمر في الحديث ليس للوجوب؛ أما في اللباس. . فلما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من لبس غيره وإلباس جماعة من الصحابة ثيابًا غير بيض، وتقريره لجماعة منهم على لبس غير البياض.
وأما في الكفن. . فلما ثبت عند أبي داوود بإسناد حسن من حديث جابر مرفوعًا: "إذا توفي أحدكم فوجد شيئًا. . فليكفن في ثوب حبرة" انتهى، انتهى من "العون".
وأما التكفين في غير البياض. . فجائز، ومن أطلق عليه أنه مكروه. . فمعناه أن البياض أولى، واختلف قول مالك في المعصفر: فمرة كرهه؛ لأنه مصبوغ يتجمل به، وليس بموضع تجمل، وأجازه أخرى؛ لأنه من الطيب، ولكثرة لباس العرب له.
وقد كره مالك وعامة العلماء التكفين في ثياب الحرير للرجال والنساء، وأجازه ابن حبيب للنساء خاصة. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطب وفي كتاب اللباس، باب في الأمر بالكحل وباب في البياض، والترمذي في كتاب
(18)
- 3511 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ،
===
الجنائز، باب ما يستحب من الأكفان، وأحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(18)
- 3511 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه: (ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقة إمام حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حبيب بن أبي ثابت) قيس، ويقال: هند بن دينار الأسدي مولاهم أبي يحيى الكوفي، ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، من الثالثة، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن ميمون بن أبي شبيب) الربعي أبي نصر الكوفي، صدوق كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة ثلاث وثمانين (83 هـ) في وقعة الجماجم. يروي عنه:(م عم).
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبَسُوا ثِيَابَ الْبَيَاضِ؛ فَإِنَهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ".
(19)
- 3512 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ،
===
(عن سمرة بن جندب) بن هلال الفزاري حليف الأنصار الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، له أحاديث، مات بالبصرة سنة ثمان وخمسين (58 هـ). يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) سمرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البسوا) أيتها الأمة (ثياب) ذوات (البياض؛ فإنها) أي: فإن الثياب البيض (أطهر) أي: أنظف من الأوساخ (وأطيب) أي: أجمل لبسًا، وقد سبق.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب اللباس، باب في البياض، والترمذي في كتاب الأدب، باب فيما جاء في لبس البياض، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الزينة، باب الأمر بلبس البياض من الثياب، وأحمد والطنافسي، والحاكم في "المستدرك" في كتاب الجنائز، وجعله شاهدًا لحديث ابن عباس المذكور قبله.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث ابن عباس.
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، فقال:
(19)
- 3512 - (3)(حدثنا محمد بن حسان) بن فيروز الشيباني (الأزرق) أبو جعفر البغدادي التاجر، أصله من واسط، ثقة، من العاشرة، مات
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ،
===
سنة سبع وخمسين ومئتين على الصحيح (257 هـ). يروي عنه: (ق).
(حدثنا عبد المجيد) بن عبد العزيز (بن أبي رواد) - بفتح الراء وتشديد الواو - الأزدي أبو عبد الحميد المكي. يروي عنه: الحميدي، والشافعي، والزبير بن بكار، وخلق كثير، وقال أحمد ويحيى بن معين: يغلو في الإرجاء، وقال الدارقطني: يعتبر به ولا يحتج به، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ وكان مرجئًا، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا مروان بن سالم) الغفاري الشامي أبو عبد الله الجزري، متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع، من كبار التاسعة. يروي عنه:(ق).
قال البخاري ومسلم: منكر الحديث، وقال ابن أبي حاتم: منكر الحديث، ضعيف جدًّا.
قلت: يترك حديثه ولا يكتب، له في "ابن ماجه" حديثان. انتهى "تهذيب".
(عن صفوان بن عمرو) بن هرم السكسكي أبي عمرو الحمصي، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وخمسين ومئة (155 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن شريح بن عبيد) بن شريح (الحضرمي) الحمصي، ثقة، من الثالثة، وكان يرسل كثيرًا، مات بعد المئة. يروي عنه:(دس ق)، قال ابن أبي حاتم في "مراسيله" عن أبيه: لم يدرك شريح بن عبيد الحضرمي أبا أمامة ولا المقدام ولا الحارث بن الحارث، وهو عن أبي مالك الأشعري مرسل. انتهى.
وإذا لم يدرك أبا أمامة الذي تأخرت وفاته. . فبالأولى ألا يكون أدرك أبا الدرداء، وإني لكثير التعجب من المؤلف، كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا زُرْتُمُ اللهَ بِهِ فِي قُبُورِكُمْ وَمَسَاجِدِكُمُ. . الْبَيَاضُ".
===
هنا من أبي أمامة ومن بعده، ولم يذكر ذلك في المقداد، وقد توفي؛ أي: المقداد قبل سعد بن أبي وقاص، وكذا أبو الدرداء وأبو مالك الأشعري وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم بقوله: روى شريح بن عبيد عن ثوبان وأبي الدرداء وأبي أمامة والعرباض بن سارية. انتهى من "تهذيب التهذيب" للعسقلاني، ولكن المثبت مقدم على النافي، والحق أنه سمع من أبي الدرداء.
(عن أبي الدرداء) عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الشامي مختلف في اسمه، وأما هو. . فمشهور بكنيته الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، أول مشاهده أحد، وكان عابدًا، مات في أواخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك. يروي عنه: (ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه مروان بن سالم الغفاري، وهو متروك متفق على ضعفه، وقد رمي بالوضع.
(قال) أبو الدرداء: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحسن ما) أي: إن أجمل لباس (زرتم) أي: لاقيتم (الله) عز وجل حالة كونكم لابسين (به) أي: بذلك اللباس (في قبوركم) عند سؤال الملكين (و) في (مساجدكم) عند حضوركم جماعة الصلاة.
وقوله: (البياض) بالرفع خبر (إن) ولكنه على تقدير مضاف؛ أي: اللباس ذو البياض.
قال السندي: قوله: "إن أحسن ما زرتم الله به" أي: دخلتم به في محل رحمته ورضوانه وكرامته؛ كالزائر إذا دخل على المزور يكون في كرامته. انتهى منه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف متنًا؛ لكون سنده ضعيفًا؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستئناس به للترجمة، فهو ضعيف متنًا وسندًا (3)(363).
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، والثالث للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم