المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(44) - (1346) - باب الصور في البيت - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢١

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ اللّباس

- ‌(1) - (1303) - بَابُ لِبَاسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(2) - (1304) - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا

- ‌(3) - (1305) - بَابُ مَا نُهِيَ عَنْهُ مِنَ اللِّبَاسِ

- ‌(4) - (1306) - بَابُ لُبْسِ الصُّوفِ

- ‌(5) - (1307) - بَابُ الْبَيَاضِ مِنَ الثِّيَابِ

- ‌(6) - (1308) - بَابُ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ

- ‌(7) - (1309) - بَابُ مَوْضِعِ الْإِزَارِ أَيْنَ هُوَ

- ‌تنبيه

- ‌(8) - (1310) - بَابُ لُبْسِ الْقَمِيصِ

- ‌(9) - (1311) - بَابُ طُولِ الْقَمِيصِ كمْ هُوَ

- ‌فائدة مذيلة

- ‌(10) - (1312) - بَابُ كُمِّ الْقَمِيصِ كمْ يَكُونُ

- ‌(11) - (1313) - بَابُ حَلِّ الْأَزْرَارِ

- ‌(12) - (1314) - بَابُ لُبْسِ السَّرَاوِيلِ

- ‌(13) - (1315) - بَابُ ذَيْلِ الْمَرْأَةِ كَمْ يَكُونُ

- ‌(14) - (1316) - بَابُ الْعِمَامَةِ السَّوْدَاءِ

- ‌(15) - (1317) - بَابُ إِرْخَاءِ الْعِمَامَةِ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ

- ‌فوائد

- ‌الأولى منها:

- ‌والفائدة الثانية

- ‌والفائدة الثالثة

- ‌والفائدة الرابعة

- ‌والفائدة الخامسة

- ‌(16) - (1318) - بَابُ كَرَاهِيَةِ لُبسِ الْحَرِيرِ

- ‌(17) - (1319) - بَابُ مَنْ رُخِّصَ لَهُ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ

- ‌(18) - (1320) - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ

- ‌(19) - (1321) - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(20) - (1322) - بَابُ لُبْسِ الْأَحْمَرِ لِلرِّجَالِ

- ‌(21) - (1323) - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْمُعَصْفَرِ لِلرِّجَالِ

- ‌(22) - (1324) - بَابُ الصُّفْرَةِ لِلرِّجَالِ

- ‌(23) - (1325) - بَابٌ: الْبَسْ مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَكَ سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ

- ‌(24) - (1326) - بَابُ مَنْ لَبِسَ شُهْرَةً مِنَ الثِّيَابِ

- ‌(25) - (1327) - بَابُ لُبْسِ جُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ

- ‌(26) - (1328) - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا يُنْتَفَعُ مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ

- ‌(27) - (1329) - بَابُ صِفَةِ النِّعَالِ

- ‌(28) - (1330) - بَابُ لُبْسِ النِّعَالِ وَخَلْعِهَا

- ‌(29) - (1331) - بَابُ الْمَشْيِ فِي النَّعْلِ الْوَاحِدِ

- ‌(30) - (1332) - بَابُ الانْتِعَالِ قَائِمًا

- ‌(31) - (1333) - بَابُ الْخِفَافِ السُّودِ

- ‌(32) - (1334) - بَابُ الْخِضَابِ بِالْحِنَّاءِ

- ‌دقيقة

- ‌(33) - (1335) - بَابُ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ

- ‌(34) - (1336) - بَابُ الْخِضَابِ بِالصُّفْرَةِ

- ‌(35) - (1337) - بَابُ مَنْ تَرَكَ الْخِضَابَ

- ‌(36) - (1338) - بَابُ اتِّخَاذِ الْجُمَّةِ وَالذَّوَائِبِ

- ‌فائدة مذيلة

- ‌(37) - (1339) - بَابُ كَرَاهِيَةِ كثْرَةِ الشَّعَرِ

- ‌(38) - (1340) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَزَعِ

- ‌(39) - (1341) - بَابُ نَقْشِ الْخَاتَمِ

- ‌فائدة

- ‌تنبيه

- ‌(40) - (1342) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ

- ‌(41) - (1343) - بَابُ مَنْ جَعَلَ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ

- ‌(42) - (1344) - بَابُ التَّخَتُّمِ بِالْيَمِينِ

- ‌(43) - (1345) - بَابُ التَّخَتُّمِ فِي الْإِبْهَامِ

- ‌(44) - (1346) - بَابُ الصُّوَرِ فِي الْبَيْتِ

- ‌(45) - (1347) - بَابُ الصُّوَرِ فِيمَا يُوطَأُ

- ‌(46) - (1348) - بَابُ الْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ

- ‌(47) - (1349) - بَابُ رُكُوبِ النُّمُورِ

- ‌كِتَابُ الْأَدَبِ

- ‌(48) - (1350) - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ

- ‌(49) - (1351) - بَابٌ: صِلْ مَنْ كَانَ أَبُوكَ يَصِلُ

- ‌(50) - (1352) - بَابُ بِرِّ الْوَالِدِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ

- ‌(51) - (1353) - بَابُ حَقِّ الْجِوَارِ

- ‌(52) - (1354) - بَابُ حَقِّ الضَّيْفِ

- ‌(53) - (1355) - بَابُ حَقِّ الْيَتِيمِ

- ‌(54) - (1356) - بَابُ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ

- ‌(55) - (1357) - بَابُ فَضْلِ صَدَقَةِ الْمَاءِ

- ‌(56) - (1358) - بَابُ الرِّفْقِ

- ‌(57) - (1359) - بَابُ الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمَالِيكِ

- ‌(58) - (1360) - بَابُ إِفْشَاءِ السَّلَامِ

- ‌(59) - (1361) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ

- ‌(60) - (1362) - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ

- ‌(61) - (1363) - بَابُ السَّلَامِ عَلَى الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ

الفصل: ‌(44) - (1346) - باب الصور في البيت

(44) - (1346) - بَابُ الصُّوَرِ فِي الْبَيْتِ

(99)

- 3592 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ،

===

(44)

- (1346) - (باب الصور في البيت)

(99)

- 3592 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، من العاشرة، مات سنة خمس وثلائين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا سفيان بن عيينة) بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي ثم المكي، ثقة إمام، من الثامنة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن الزهري) محمد بن مسلم ابن شهاب، ثقة إمام، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).

(عن عبيد الله بن عبد الله) بن عتبة بن مسعود الهذلي المدني، ثقة ثبت فقيه، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة ثمان وتسعين، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.

(عن أبي طلحة) زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري رضي الله تعالى عنه مشهور بكنيته، من كبار الصحابة، شهد بدرًا وما بعدها، مات سنة أربع وثلاثين (34 هـ)، قال أبو زرعة الدمشقي: عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة. يروي عنه: (ع).

ص: 252

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ".

===

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

قوله: (باب في الصور) الصور - بضم الصاد وفتح الواو - جمع صورة؛ كقرب وقربة، وفي رواية أبي داوود زيادة:(ولا جُنُبٌ).

قال الخطابي في "المعالم": المراد من الجنب في هذا الحديث: هو الذي يترك الاغتسال من الجنابة ويتخذه عادة له، وأما الكلب .. فإنما يكره إذا كان اتخذه صاحبه لِلَهْوٍ ولعبٍ لا لحاجة وضرورة؛ كمن اتخذه لحراسة أو لقنص وصيد.

وأما الصورة .. فهو كل ما تصورت من الحيوان، سواء في ذلك الصور المنصوبة القائمة التي لها أشخاص، وما لا شخص له من المنقوشة في الجدر والصورة فيها وفي الفرش والأنماط، وقد رخص فيما كان منها في الأنماط التي توطأ وتداس بالأرجل. انتهى، انتهى من "العون".

(عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (قال: لا تدخل الملائكة) أي: ملائكة الرحمة والبركة، وإلا .. فالحفظة لا يفارقون أحدًا وكلوا به (بيتًا فيه كلب) حمل الكلب على غير كلب الصيد والزرع ونحوها (ولا صورة) أي: صورة ذي الروح، قيل: إذا كان لها ظل، وقيل: بل هو أعم. انتهى "سندي".

قوله: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب" قال الحافظ في "الفتح"(10/ 381)، والمراد بالبيت: المكان الذي يستقر فيه الشخص سواء كان بناءً أو خيمةً أو غير ذلك، والظاهر العموم في كل كلب؛ لأنه نكرة في سياق النفي.

وذهب الخطابي وطائفة إلى استثناء الكلاب التي أذن في اتخاذها؛ وهي كلاب الصيد والماشية والزرع، وجنح القرطبي إلى ترجيح العموم، وكذا قال

ص: 253

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

النووي، واستدل لذلك بقصة الجَرْوِ التي اختفَتْ في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها، قال: فامتنع جبريل من دخول البيت الذي كان فيه الجرو مع ظهور العذر فيه، قال: فلو كان العذر لا يمنعهم من الدخول .. لم يمتنع جبريل من الدخول. انتهى.

ويحتمل أن يقال: لا يلزم من التسوية بين ما علم به أو لم يعلم فيما لم يؤمر باتخاذه أن يكون الحكم كذلك فيما أذن في اتخاذه. انتهى.

قال القرطبي: واختلف في المعنى الذي في الكلب حتى مَنعَ الملائكةَ من دخول البيت الذي هو فيه: فقيل: لكونها نجسة، ويتأيد ذلك بما ورد في بعض طرق الحديث عن عائشة عند مسلم:(فأمر بنضح موضع الكلب).

وقيل: لكونها تأكل النجاسات، أو لأنها من الشياطين والملائكة أضداد لهم، أو لقبح رائحته؛ لأجل النجاسة التي تتعلق بها؛ فإنها تكثر أكل النجاسات وتتلطخ بها.

وأما الصورة .. فيراد بها: التماثيل من ذوات الأرواح، ويستثنى من ذلك الصورة المرقومة؛ كما نص عليه في الحديث على ما يأتي.

وإنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه التمثال؛ لأن متخذها في بيته قد تشبه بالكفار الذين يتخذون الصور في بيوتهم ويُعظمونها، فكرهت الملائكة ذلك منه، فلا تدخل بيته هجرانًا له وغضبًا عليه. انتهى من "المفهم".

قال النووي: قوله: "ولا صورة" قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره، فصنعته حرام بكل حال؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى.

ص: 254

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وأما اتخاذ المصور فيه صورة حيوان؛ فإن كان معلقًا على حائط أو كان ثوبًا ملبوسًا أو عمامة أو طاقية أو نحو ذلك مما لا يعد ممتهنًا .. فهو حرام، ولا فرق في هذا كله بين ما له ظل وما لا ظل له، هذا ملخص ما في مذهبنا، وبمعناه قال جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو مذهب الثوري ومالك وأبي حنيفة وغيرهم.

وإن كان في بساط يداس عليه أو مخدة أو وسادة أو نحوها مما يمتهن .. فليس بحرام، ولكن هل يمنع دخول ملائكة الرحمة في ذلك البيت؟ فيه كلام نذكره قريبًا.

وقال بعض السلف: إنما ينهى عما كان له ظل، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل، وهذا مذهب باطل لا حجة لهم فيه؛ فإن الستر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم، وليس لصورته ظل مع باقي الأحاديث المطلقة في كل صورة.

وقال الزهري: النهي في الصورة على العموم، وكذلك استعمال ما هي فيه، ودخول البيت الذي هي فيه، سواء كانت رقمًا في ثوب أو غير رقم، وسواء كانت في حائط أو ثوب أو بساط ممتهن أو غير ممتهن؛ عملًا بظاهر الأحاديث لا سيما حديث النمرقة الذي ذكره مسلم رحمه الله تعالى، وهذا مذهب قوي.

وقال آخرون: يجوز منها ما كان رقمًا في ثوب، سواء امْتُهِنَ أم لا، وسواء علق في حائط أم لا، وكرهوا ما كان له ظل أو كان مصورًا في الحيطان وشبهها، سواء كان رقمًا أو غيره، واحتجوا بقوله في بعض الأحاديث المذكورة في هذا الباب:(وإلا ما كان رقمًا في ثوب)، وهذا مذهب القاسم بن محمد، وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره.

ص: 255

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال القاضي عياض: إلا ما ورد في اللعب بالبنات لصغار البنات، والرخصة في ذلك، لكن كره مالك شراء الرجل ذلك لابنته، وادعى بعضهم أن إباحة اللعب لهن بالبنات منسوخ بهذه الأحاديث.

وأما تصوير صورة الشجرة ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان .. فليس بحرام، وكذلك اتخاذ ما فيه ذلك، والله أعلم. انتهى "نووي".

هذا حكم الصورة في الأصل، أما اتخاذ الصورة الشمسية للضرورة أو الحاجة؛ كحاجتها في جواز السفر وفي التأشيرات وفي البطاقات الشخصية أو في مواضع يحتاج فيها إلى معرفة هوية المرء .. فينبغي أن يكون مرخصًا فيها؛ فإن الفقهاء رحمهم الله تعالى استثنوا مواضع الضرورة من الحرمة.

قال الإمام محمد بن الحسن في "السير الكبير": وإن تحققت له الحاجة إلى استعمال السلاح الذي فيه تمثال .. فلا بأس باستعماله.

وأعقبه السرخسي في "شرحه"(2/ 278) بقوله: لأن مواضع الضرورة مستثناة من الحرمة؛ كما في تناول الميتة.

وذكر السرخسي أيضًا أن المسلمين يتبايعون بدراهم الأعاجم التي فيها التماثيل بالتيجان وبالنوط العصري التي فيها تماثيل الملوك، ولا يمنع أحد من المعاملة بذلك، وقال في موضع آخر من "شرحه" (3/ 212): لا بأس بأن يحمل الرجل في حال الصلاة دراهم العجم التي فيها صورة ملكهم أو صورة حيوان؛ كالأسد والنمر، وكذا النوط العصري كالفئات السعودية العصرية؛ لضرورة الاستعمال، وإن كان فيها تمثال ملكهم على سريره وعليه تاجه، وقد ثبت بالأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز لعائشة

ص: 256

(100)

- 3593 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ،

===

رضي الله تعالى عنها اللعب بالبنات، وأن الفقهاء أباحوا للمرأة أن تكشف عن وجهها عند أداء الشهادة التي عليها.

وأما التلفزيون والفديو .. فلا شك في حرمة استعمالها؛ بالنظر إلى ما يشتملان عليها من المنكرات الكثيرة؛ من الخلاعة والمجون والكشف عن النساء المتبرجات أو العاريات، وإلى غير ذلك من أسباب الفسوق اللاتي يشتملان عليها، ولأنهما من أكبر الملاهي المحرمة التي ألهت الناس عن عباداتهم وأشغالهم الدنيوية حتى سهروا فيها طول الليل، وناموا عن صلاة الصبح، وهما من أكبر المصائب المهلكة، والمعائق الدنية، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى من "الكوكب الوهاج".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب بدء الخلق، وفي كتاب المغازي وفي كتاب اللباس، ومسلم في كتاب اللباس والزينة، باب تحريم صورة الحيوان، وأبو داوود في كتاب اللباس، باب في الصور، والترمذي في كتاب الأدب، باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة ولا كلب بزيادةِ: ولا صورة تماثيل، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في كتاب الزينة، باب التصاوير، وأحمد في "المسند".

فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي طلحة بحديث علي رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(100)

- 3593 - (2)(حدثنا أبو بكر) ابن أبي شيبة، (حدثنا غندر)

ص: 257

عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ،

===

محمد بن جعفر الهذلي البصري ربيب شعبة، ثقة، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن شعبة) بن الحجاج العتكي البصري، ثقة ثبت إمام أئمة الجرح والتعديل، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن علي بن مدرك) - بصيغة اسم الفاعل؛ من الإدراك - النخعي أبي مدرك الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع)، وعلي بن مدرك سماه جريرًا باسم أبيه.

ويروي هو؛ أي: أبو زرعة (عن عَبد الله بن نُجَيٍّ) - بنون وجيم مصغرًا - ابن سلمة بن جُشَم بن أسد بن خُلَيْبَةَ - مصغرًا - الكوفي أبي لقمان الحضرمي، صدوق، من الثالثة. يروي عنه:(د س ق)، وأبو زرعة هرم بن عمرو بن جرير، وشرحبيلُ بن مدرك، وهو؛ أي: عبد الله بن نجي يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ويروي أيضًا عن أبيه نجي بن سلمة، وكان أبوه رقيبًا على مطهرة علي بن أبي طالب، ويروي أيضًا عن عمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، والحسين بن علي.

قال البخاري وأبو أحمد بن عدي: فيه نظر، وقال النسائي: ثقة.

قلت: قال ابن معين: لم يسمع عبد الله بن نجي عن علي؛ بينه وبينه أبوه نجي، وقال الدارقطني: يقال: إِنَّه لم يسمع هذا الحديث عن علي؛ يعني: حديث (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب)، قال: وليس بقوي في الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يروي عن علي، ويروي أيضًا عن أبيه

ص: 258

عَنْ أَبِيه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ".

===

عن علي، وقال البزار: سمع هو وأبوه عن علي، وكناه النسائي أبا لقمان، وقال الشافعي في مناظرته مع محمد بن الحسن في الشاهد واليمين: عبد الله بن نجي مجهول، روينا ذلك في "الألقاب" للشيرازي بسنده إلى الشافعي. انتهى من "التهذيب".

قلت: وعبد الله بن نجي حينئذٍ مختلف فيه، ويروي هذا الحديث عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(عن أبيه) نجي بن سلمة بن جشم بن أسد الحضرمي أبي عبد الله، مقبول، من الثالثة، يروي عنه:(د س ق).

(عن علي بن أبي طالب) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه عبد الله بن نجي، وهو مختلف فيه.

(عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (قال: إن الملائكة) أي: ملائكة الرحمة والدعوة والاستغفار (لا تدخل بيتًا) أي: سكنًا ولو خيمةً (فيه) أي: في ذلك البيت (كلب) غير مأذون في اتخاذه (ولا) بيتًا فيه (صورة) غير مرخص فيها.

قال النووي: قال العلماء: سبب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه صورة .. كونها معصية فاحشة، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى.

وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب .. كثرة أكله النجاسات، ولأن بعضها

ص: 259

(101)

- 3594 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،

===

يسمى شيطانًا؛ كما جاء به الحديث، والملائكة ضد الشياطين، ولقبح رائحة الكلب، والملائكة تكره الرائحة الكريهة القبيحة، ولأنها منهي عن اتخاذها، فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشيطان، وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتًا فيه كلب أو صورة .. فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار

إلى آخره. انتهى "نووي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطهارة، باب في الجنب يؤخر الغسل الحديث (227)، وأخرجه أيضًا في كتاب اللباس، باب في الصور الحديث (3650)، وأخرجه النسائي في كتاب الطهارة، باب في الجنب إذا لم يتوضأ، وفي كتاب الصيد والذبائح، باب امتناع الملائكة من دخول بيت فيه كلب.

فدرجة هذا الحديث: أنه حسن سندًا، صحيح متنًا بما قبله، وإن كان سنده حسنًا؛ لما تقدم آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ئم استشهد المؤلف ئانيًا لحديث أبي طلحة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(101)

- 3594 - (3)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر) القرشي الكوفي، ثقة، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين ومئة (189 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له

ص: 260

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ عليه السلام فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا فَرَاثَ عَلَيْه، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ بِجِبْرِيلَ قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: "مَا مَنَعَكَ

===

أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة على الصحيح (145 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قالت) عائشة: (واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصب على المفعولية (جبريل عليه السلام بالرفع على أنه فاعل مؤخر؛ أي: عين جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ميعاد إتيانه إليه وزيارته له (في ساعة) ووقت (يأتيه) أي: يأتي جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيها) أي: في تلك الساعة، فانتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة (فراث) جبريل؛ أي: طول جبريل مدة الانتظار (عليه) أي: على رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأخره عن وقت واعده فيه (فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من داخل المنزل إلى قرب الباب (فإذا هو) صلى الله عليه وسلم راء (بجبريل) عليه السلام وهو؛ أي: جبريل (قائم على الباب).

والفاء في قوله: (فإذا) عاطفة ما بعدها على ما قبلها، وإذا فجائية؛ والتقدير: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ففاجأه رؤية جبريل وهو قائم على الباب (فـ) لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. (قال) لجبريل: (ما منعك)

ص: 261

أَنْ تَدْخُلَ؟ "، قَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ كَلْبًا، وَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ.

(102)

- 3595 - (4) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ،

===

وحجزك من (أن تدخل) البيت علينا؟ (قال) جبريل: (إن في البيت كلبًا، وإنا) معاشر الملائكة (لا ندخل بيتًا فيه كلب ولا صورة) حيوان.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أبي طلحة، وروى ذلك الشاهد أبو داوود والنسائي وابن حبان في "صحيحه" من حديث علي بن أبي طالب بزيادة:(الجنب)، وفي "البزار" من حديث ابن عباس مرفوعًا:"ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق".

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شاهدًا مما ذكرناه، غرضه: الاستشهاد به لحديث أبي طلحة.

* * *

ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، فقال:

(102)

- 3595 - (4)(حدثنا العباس بن عثمان) بن محمد البجلي أبو الفضل (الدمشقي) المعلم، صدوق يخطئ، من كبار الحادية عشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا الوليد) بن مسلم القرشي مولاهم الدمشقي، ثقة كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

ص: 262

حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ زَوْجَهَا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي، فَاسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تُصَوِّرَ فِي بَيْتِهَا نَخْلَةً، فَمَنَعَهَا أَوْ نَهَاهَا.

===

(حدثنا عفير) مصغرًا (ابن معدان) - بفتح الميم وسكون العين - الحمصي المؤذن، ضعيف، من السابعة. يروي عنه:(ت ق).

(حدثنا سليم بن عامر) الكلاعي، ويقال: الخبائري - بخاء معجمة وموحدة - نسبة إلى الخبائر؛ بطن من الكلاع أبو يحيى الحمصي، ثقة، من الثالثة، غلط من قال: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة ثلاثين ومئة (130 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن أبي أمامة) صدي بن عجلان بن وهب الباهلي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وعثمان، ويروي عنه: سليم بن عامر.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف، لأن فيه عفير بن معدان، وهو متفق على ضعفه ..

(أن امرأة) صحابية، لم أر من ذكر اسمها (أتت) أي: جاءت (النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته) صلى الله عليه وسلم تلك المرأة (أن زوجها في بعض المغازي) والجهاد (فاستأذنته) صلى الله عليه وسلم، أي: طلبت منه صلى الله عليه وسلم الإذن لها في (أن تصور) وتمثل (في بيتها) وسكنها (نخلة) أي: شجرة نخل، لتتفرج وتستأنس بها عند وحدتها ووحشتها (فمنعها) رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصورها، سدًّا للذريعة (أو) قال الراوي:(نهاها) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن تصورها، حسمًا لباب التصوير؛ أي: منعها من التصوير، لعدم الفائدة، وإن كانت صورة النخلة ليست كصورة ذي الروح.

ص: 263

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولا شاهد له ولا متابع، ودرجته: أنه ضعيف جدًّا (6)(366)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والأخير للاستئناس، والثاني والثالث للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 264