الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبه (عن زياد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث مرسل وهو حجة عند الجمهور، خلافاً للشافعي (أنه أمر) أي أصحابه أو أمته (بالنصح) أي بالنصيحة، وهو إرادة الخير للمنصوح له (لكل مسلم).
وفي رواية مسلم عن تميم بن أوس الدارمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدِّينُ النصيحة" قلنا لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وقد بسطنا الكلام عليه في شرح الأربعين والله الموفق والمعين.
-ذكر إسناده إلى أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أحد التابعين المشهورين المكثرين، سمع أباه وعلياً وغيرهما، كان على قضاء الكوفة بعد شريح، فعزله الحجاج.
-
ذكر إسناده عن أبي بردة
- أمتي أمة مرحومة
(أبو حنيفة عن أبي بردة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمتي أمة مرحومة) أي في العقبى، (وإنما عذابها بأيديها) أي بأيدي بعضهم لبعض (في الدنيا) أي فيكون مكفراً لها في الأخرى، (زاد) أي الراوي (في رواية) أي أخرى (بالقتل) ومحله قبل قوله في الدنيا أو بعده والحديث رواه أبو داود والبيهقي،
والحاكم، والطبراني، عن أبي موسى بلفظ: أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة، إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا.
- حديث سجدة يوم القيامة
وبه (عن أبي بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان) أي وقع (يوم القيامة) أي يوم يكشف عن ساق (ويدعون) أي الخلق (إلى السجود فلا يستطيعون)، أي الكفار أن يسجدوا (سجدت أمتي) أي جماعة الإجابة مرتين، كما كان في ملتهم من السجدة في صلاتهم كرتين إحداهما مقابلة الأمر والأخرى مقابلة الشكر قبل الأمم، أي قبل سجود سائر أمم الأنبياء من العلماء والأصفياء لحديث: نحن الآخرون السابقون (طويلاً) أي سجوداً طويلاً وزماناً كثيراً وثناءً جميلاً فقال: (فيقال: ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت عدلكم) أي فداءكم (اليهود والنصارى)، أي كفار أهل الكتاب وأمثالهم (فداءكم) أي سبب خلاصكم من النار فيكون عذاب أهل الكتاب مضاعفاً في دار البوار عذاباً لضلالهم.
وبه (عن أبي بردة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان يوم القيامة يعطي كل رجل من المسلمين رجلاً من اليهود والنصارى فقال: هذا فداؤك من النار).
وفي رواية: إن هذه الأمة أمة مرحومة، عذابها بأيديها.
وفي رواية مسلم، عن أبي موسى مرفوعاً: إذا كان يوم القيامة أعطى الله تعالى كل رجل من هذه الأمة رجلاً من الكفار فيقال له: هذا فداؤك من النار.
وفي رواية إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من هذه الأمة، أي المرحومة رجل من أهل الكتاب فقيل له: هذا فداؤك من النار.
وفي رواية الطبراني والحاكم عن أبي موسى بلفظ: إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى إلى كل مؤمن ملكاً معه كافر فيقول الملك لمؤمن يا مؤمن هاك هذا الكافر فهذا فداؤك من النار.
(وفي رواية: إن هذه الأمة أمة مرحومة، وعذابها بأيديها) كما أشار إليه قوله تعالى: {أو يَلْبِسكُم شِيَعاً وَيُذيقَ بعضَكُم بأْسَ بعضٍ} (1) وهذا أهون الأمرين المذكورين.
قيل في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلى أنْ يَبْعَثَ عَلَيكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أو مِنْ تَحْتِ أرْجُلِكُمْ} ففي صحيح البخاري، عن جابر قال: لما نزل هذه الآية {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوقِكُم} قال عليه الصلاة والسلام: أعوذ بوجهك {أو من تحت ارجلكم} قال: أعوذ بوجهك {أو يلبسكم شيعاً، ويذيق بعضكم بأس بعض} قال صلى الله عليه وسلم: هذا أهون وهذا أيسر.
وفي رواية البخاري عن ابن عمر أنه عليه الصلاة والسلام دعا في سجدة ثلاثاً فأعطاه ثنتين ومنعة واحدة. سأله أن لا يسلط على أمته عدواً من غيرهم يظهر عليهم فأعطاه ذلك.
وسأل أن لا يهلكهم بالسنين فأعطاه ذلك، وسأل ألا يجعل بأس بعضهم على بعض فمنعه ذلك.
(1) الأنعام 65.