الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
ذكر إسناده عن عطية بن سعد العوفي
ذكر إسناده عن عطية بن سعد العوفي، وهو من أجلاء التابعين.
- فإن الربا قد يكون بالنسيئة
أبو حنيفة (عن عطية عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذهب بالذهب) أي يباع أو يبدل (مثلاً بمثل) أي حال كون الأول شبيهاً بالثاني في الوزن دون الوصف من غير زيادة، ولا نقصان (والفضل) من أحد الجانبين (ربا)، أي نوعاً من الربا المحرم لا أنه محصور فيه، فإن الربا قد يكون بالنسيئة (والفضة بالفضة وزناً بوزن، والفضل ربا)، ولا بد من زيادة قيد قبضهما في المجلس كما سيأتي في الحديث الآتي وفي معناهما كل موزون من النقود (والتمر بالتمر مثلاً بمثل) إما بالكيل، أو
بالوزن، (والفضل ربا، والشعير بالشعير مثلاً بمثل) أي في الكيل وكذا حكم الحنطة والأرز والدخن والذرة (والفضل ربا والملح بالملح مثلاً بمثل والفضل ربا)، وكذا الحكم في جميع المكيلات من المطعومات.
وفي رواية (الذهب بالذهب وزناً بوزن يداً بيد) أي مقبوضين في مجلس واحد، (والفضل ربا والحنطة بالحنطة كيلاً بكيل يداً بيد والفضل ربا والتمر بالتمر)، وفي معناه الرطب بالرطب والعنب بالعنب، والزبيب بالزبيب، (والملح بالملح كيلاً بكيل) أي يداً بيد (والفضل ربا) رواه أحمد ومسلم وأبو دواد وابن ماجه، عن عبادة بن صامت ولفظه: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبُر بالبُر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل سواء بسواء يداً بيد فإذا اختلفت هذه الأوصاف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد، وزاد في رواية أحمد ومسلم والنسائي عنه: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلاً بمثل، ويداً بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى والآخد والمعطي سواء.
- عذاب من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبه (عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كذب علي متعمداً فَلْيَتَبوَّأْ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ).
(ورواه أبو حنيفة عن أبي روبه) بضم وسكون الواو فموحدة فهاء (شداد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد) فللإمام سندان لهذا الحديث، وتقدم أن هذا الحديث كاد أن يكون متواتراً.
- حديث الشفاعة
وبه (عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {عَسَى أنْ يبعثك رَبُّكَ} أي يتوقع لك أن يقيمك {مقاماً محموداً} (1)، أي يحمدك فيه الأولون والآخرون، (قال) النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيره (المقام المحمود: الشفاعة) أي جنس شفاعته التي منها الشفاعة العظمى لجميع البرية، ومنها الشفاعة التي هي خاصة لبعض هذه الأمة (يعذب الله قوماً من أهل الإيمان بذنوبهم)، أي من الكبائر والصغائر، (ثم يخرجوا بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيه وضع الظاهر موضع الضمير.
(1) الإسراء 79.
وقد ورد في حديث صحيح: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي (فيؤتى بهم نهراً) بفتح الهاء، وسكون الراء أي نهر من أنهار الجنة (يقال له الحيوان) بفتح الياء، أي نهر الحياة الأبدية والعيشة السرمدية (فيغمسون فيه) ليذهب عنهم جميع ما يكرهون من سواد اللون ونتن الريح، ونحو ذلك، (ثم يدخلون الجنة) أي جُرداً مرداً مطهرين (فيسمون) بفتح الميم المشددة أي فيقال لهم في الجنة الجهنميين لكتابة هؤلاء عتقاء الله من النار على جباههم، (ثم يطلبون إلى الله تعالى) أي متضرعين الله أن يذهب عنهم ما يُعرفون به، (فيذهب عنهم ذلك الاسم) برفع الكتابة المعهودة من سورة الجسم.
(وفي رواية قال: يُخْرِجُ الله قَوْماً مِنْ أهْلِ النارِ) أي عصاة (من أهل الإيمان) وهو طائفة من أهل السنة والجماعة (والقبلة) يشتمل سائر أهل البدعة (بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم أي العامة، (وذلك) أي المقام (هو المقام المحمود) عند الملك المعبود حتى فسر بجلوسه على الكرسي والعرش وبه يغبطه الأوَّلون والآخرون (فيؤتى بهم) أي بذلك القوم بعد قبول الشفاعة في حقهم نهراً يقال له: الحيوان على سبيل المبالغة فيلقون وهم كالفحم (فينبتون) أي فيتغير به أحوالهم وألوانهم وأشكالهم (كما ينبت الشعارير) بفتح المثلثة والعين المهملة صغار القثّاءة شبهوا بها لأنها تنبت سريعاً (ثم يخرجون عنه) بصيغة المعلوم والمجهول، وكذا في قوله:(ويدخلون الجنة فيسمون الجهنميين، ثم يطلبون إلى الله)، أي يدعونه (أن يذهب عنهم الاسم فيذهب عنهم) بصيغة المعروف، أو ضده.
وفي الجملة يكرهُ العار حتى في ذلك الدار، ولذا قال بعض الأحرار: النار ولا العار.
(وفي رواية نحوه) أي بمعناه دون مبناه. (وزاد في آخره فيسمون عتقاء الله) أي فيفرحون بهذا اللقب للإضافة إلى الرب، ونظيره ما قيل: لا تدعني إلا بيا عبد الله فإنه أشرف أسمائنا.
قال الجامع: (وروى أبو حنيفة هذا الحديث) أي يفسر أيضاً (عن أبي روبة شداد ابن عبد الرحمن، عن أبي سعيد). وللحديث طرق ثانية كما هي مذكورة في البُدُور السافرة في أحوال الآخرة.
وبه (عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله) بالنصب على أنه مفعول بتقدير مضاف، أي نعمه وفاعله (مَن) وهي موصولة بمعنى الذي (لا يشكر الناس) أي إحسانهم، لأن من لم يشكر القليل لا يشكر الجزيل، أو لأن إحسانهم أيضاً من جملة إنعامه سبحانه حيث أجراه على أيديهم، وقد ورد: من أحسن إليه أحد معروفاً، فقال لقائله: جزاك الله خيراً، فقد بالغ في الثناء، والمعنى أنه قد خرج منه بهذا الشكر، وهذا أقل ما يقع مقابله في أمره.
والحديث رواه أحمد والترمذي والنسائي عن أنس، ولفظه:"من لم يشكر الناس لم يشكر الله".
وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
- حديث الإمام العادل
وبه (عن عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أرفع الناس يوم القيامة إمامٌ عَادِل) لِرِعَايَةِ حق الله في نَفْسِهِ وَعَدَالَتهِ في حَقِّ خَلْقِهِ.
وفي الحديث رواه أحمد والترمذي، وابن ماجه، عن أبي إسحاق، عن أبي هريرة ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم.
وفي رواية للحاكم والديلمي عن أبي سعيد: "ثلاثة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلَاّ ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس في النهار".
وفي رواية لأحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد: أحب الناس إلى الله وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة: إمام عادل، وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة، وأشدهم عذاباً: إمام جائر.
أبو حنيفة (عن عطية، عن ابي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أرادَ الحجَّ) أيَّ ونحوه من العمرة، أو غيرها من العبادات (فليعجل) بفتح الجيم المخففة أي فليسرع؛ أو فليشرع؛ فإن في التأخير كثيراً من الآفات.
والحديث رواه أبو داود وأحمد والحاكم في مستدركه، والبيهقي عن ابن عباس ولفظه: من أراد الحج فليتعجل.
وفي رواية لأحمد وابن ماجه عن الفضل بلفظ: من أراد الحج فليعجل، فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة ويقرض لحاجة.
- حلة السمك
وبه (عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جزر) بفتح الجيم والزاي والراء أي كل حوت انكشف (عنه الماء) أي ماء البحر والنهر، (فَكُلْ) واعلم أنه لا يحل حيوان مائي سوى السمك لقوله تعالى:{وَيحَرِّم عليهم الخبائث} (1) وما سوى السمك خبيث، وأخرج أبو داود والنسائي، عن عبد الرحمن بن عثمان القرشي أن طبيباً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضفدع يجعلها في الدواء، فنهى عن قتلها.
ورواه أحمد وأبو داود والطيالسي في مسانيدهم، والحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد، وقال المنذري: فيه دليل على تحريم أكل الضفدع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتله والنهي عن قتل الحيوان، إما لحرمة كالآدمي وإما لتحريم أكله والضفدع ليس بمحرم فالنهي منصرف إلى أكله. ثم قيد علماؤنا السمك بأن لم يطف أي لم يَعْلُ على الماء والسمك الطافي يكره أكله لما أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما ألقاه البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه.
وروى ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق في مصنفهما كراهة أكل الطافي عن جابر ابن عبد الله وعلي، وابن عباس، وابن المسيب، والنخعي وطاوس والزهري.
(1) الأعراف 157.
ثم حل أنواع السمك، وكذا الجراد بلا ذكاة، لما أخرجه ابن ماجه في كتاب الأطعمة من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ ودَّمَانِ أَمَّا المَيْتَتَان فالسَّمكُ والجَرادُ، وأمّا الدمان فالكبِدُ والطِّحال".
وبه (عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزوج المرأة على عمتها وخالتها) تقدم الحديث، وتفصيل مبناه وتحقيق معناه.
- حديث القنوت في الفجر
وبه (عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه لم يقنت) أي في صلاة الفجر (إلا أربعين يوماً) وهو لعارض أنه يعادي قوماً كما بينه بقوله: (يدعو على عصية) بالتصغير قبيلة (وذكوان) بفتح الذال المعجمة طائفة أخرى، (ثم لم يقنت إلى أن مات).
ورواه البزار وابن أبي شيبة والطبراني والطحاوي، عن عبد الله قال: لم يقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شهراً، ثم تركه لم يقنت قبله، ولا بعده، فدل على أن القنوت في الصبح منسوخ، أو مقيد بالنوازل.
وأما ما رواه الدارقطني وغيره عن أنس: ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا، فمعارض بأن شبابة، روى عن قيس بن ربيع، عن عاصم بن
سليمان، قال: قلنا لأنس بن مالك: إن قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الفجر فقال: كذبوا إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً واحداً يدعو على أحياء من أحياء المشركين.
وروى الطبراني عن غالب بن مرقد الطحان، قال: كنت عند أنس ابن مالك شهرين، ولم يقنت في صلاة الغداة.
وقد روى الخطيب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم، أو دعا عليهم.
وقد أخرجه أبو حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقنت في الفجر قط إلا شهراً واحداً لم ير قَبْلَ ذلك ولا بعده، وإنما قنت في ذلك الشهر يدعو على الناس من المشركين.
وأخرج ابن حبان عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح، وأخرج النسائي وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، عن أبيه: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقنت، وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت، وصليت خلف عمر فلم يقنت، وصليت خلف عثمان فلم يقنت، وصليت خلف علي، فلم يقنت، ثم قال: يا بني إنها بدعة وقال محمد بن الحسن، حدثنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي الأسود بن يزيد أنه صحب عمر بن الخطاب سنين في السفر والحضر، فلم يره قانتاً في الفجر قال ابن الهمام: هذا إسناد لا غبار عليه ولا غبر عليه ....
- طلاق الأمة
وبه (عن عطية عن ابن عمر قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: طلاق الأمة) أي التي
تحيض، الطلاق والفسخ سواء كانت قناً أو مدبرة، أو أم ولد أو مكاتبة (ثنتان وعدتها حيضتان)، ورواه أبو داود والترمذي، وابن ماجه، والحاكم في مستدركه عن عائشة، وابن ماجه عن عمر بلفظ: طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان.
وفيه نص على أن المراد بالقرء الحيض، كما قال أئمتنا لا الطهر كما قال الشافعي.
- صلاة الجمعة
وبه (عن عطية، عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة) بضم الميم أفصح من سكونها (جلس قبل الخطبة) أي قبل شروعها (جلسة خفيفة)، أي حتى يؤذن المؤذن بين يديه صلى الله عليه وسلم.
ورواه أبو داود عن ابن عمر بلفظ: كان عليه الصلاة والسلام يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن، ثم يقوم فيخطب.
وبه (عن عطية، عن ابن عمر أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم أي قوله تعالى: