الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (1)
وقوله تعالى {وَلَا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنهُ تُنْفِقُونَ} (2) والحديث "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، والحديث يدلُّ على تحريمه أو كراهته.
وقد قال الدميري في حياة الحيوان إنه يحل أكل الضب بالإجماع.
وروى الشيخان، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له أحرام هو؟ قال: لا لكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه.
وفي سنن أبي داود لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الضبين المشويين بزق فقال خالد: يا رسول الله أراك تقذرته، وذكر تمام الحديث، وفي رواية المسلم لا آكله ولا أحرمه، وفي الأخرى كلوه فإنه حلال، ولكنه ليس من طعامي.
قال فكل هذه الروايات صريحة في الإباحة ولا يكره أكله عندنا خلافاً لبعض أصحاب أبي حنيفة، وحكى القاضي عياض عن قوم تحريمه، وقال النووي: وما يظنه يصح عن أحمد قال في الاحياء: فالظن بأبي حنيفة أن هذه الأحاديث لم تبلغه ولو بلغته لقال بها قلت هذا من بعض الظن فإن حسن الظن بأبي حنيفة أنه أحاط بالأحاديث الشريفة من الصحيحة والضعيفة، لكنه ما رجح الحديث الدال على الحرمة أو حمله على الكراهة جمعاً بين الأحاديث وعملاً بالرواية والدراية.
-
وتر صلى الله عليه وسلم في آخر الليل
وبه (عن حماد عن إبراهيم، عن عبد الله الجدلي) بجيم ودال مهملة بفتحتين
(1) آل عمران 92.
(2)
البقرة 267.
إلى جديلة قبيلة (عن أبي مسعود)، وهو عقبة (بن عمرو الأنصاري) ويقال له البدري شهد العقبة الثانية، ولم يشهد بدراً عند جمهور أهل العلم باليسر وقيل: إنه شهدها، والأول أصح، وإنما نسب إلى ماء بدر لأنه نزله، فنسب إليه وسكن الكوفة ومات في خلافة علي وقتل سنة إحدى وأربعين.
وروى عنه ابنه بشير وخلق، كثير سواه أنه (قال: وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الوتر (أول الليل) أي تارة (وأوسطه) أخرى، (وآخره) وهو الأكثر وإنما فعل ذلك (لكي يكون) أي والوتر (واسعاً على المسلمين أيُّ ذلك) بتشديد الياء أي أيُّ ذلك الوقت والفعل (أخذوا به كان صواباً) ويوجب ثواباً (غير أنه من طمع قيام الليل) أي واثقاً أنه يقوم في آخره (فليجعل وتره في آخر الليل، فإن ذلك) أي التأخير آخر الليل (أفضل) لكون ثوابه أكمل وبهذا ورد أمر الندب في حديث اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً، رواه الشيخان وأبو داود عن ابن عمر.
(وفي رواية عن عبد الله الجدي عن عقبة بن عامر وأبي موسى) وهو عبد الله ابن قيس الأشعري أسلم بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة ثم سمع أهل السفينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، ولاه عمر بن الخطاب ببصرة سنة عشرين ففتح أبو موسى الأهواز، ولم يزل على البصرة إلى صدر من خلافة عثمان، عزل عنها فانتقل إلى الكوفة بعد التحكيم فلم يزل بها إلى أن مات سنة اثنتين وخمسين أنهما قالا: كان رسول