الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
ذكر إسناده عن علي بن الأقمر
- حديث سادل الثوب
(وبه عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة) بضم الجيم، وفتح الحاء المهملة فتحتية ساكنة فهاء وهو من صغار الصحابة، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم توفى ولم يبلغ الحلم، ولكنه سمع منه، وروى عنه، مات بالكوفة سنة أربع وسبعين.
روى عنه جماعة من التابعين (أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرّ برجل سادل) بكسر الدال المهملة أي مسترخ (ثوبه) أي رداءه (فعطفه عليه) أي فرده على كتفه، وهذا من كمال تواضعه ومرحمته على أمته.
(وفي رواية عن علي بن الأقمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعاً) هذا على اصطلاح المتقدمين وإلا فعلى طريق المتأخرين يكون مرسلاً، وعلى كل تقدير فهو عند أبي حنيفة وأتباعه حجة إذا كان الراوي ثقة.
وبه (عن علي بن الأقمر، عن مسروق، عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أراد أحدكم أن يضع خشبةً في حائطِهِ) أي على جداره أو على جدار جاره (فلا يمنعه) أي أحد، أو فلا تمنعه أيها المخاطب.
- حديث ذكر الله تعالى
وبه (عن علي بن الأقمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً (مرَّ بقوم يذكرون الله تعالى).
وذكره سبحانه وتعالى أعم من التلاوة والتسبيح والتحميد والتهليل، وأمثال ذلك (فقال: أنتم) أيها القوم (من الذين أمرت أن أصبر نفسي) أي أحبسها (معهم) حيث قال تعالى: {واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُمْ بالغداة والعشي يُرِيْدُونَ وَجْهَهُ} (1)(وما جلس عدلكم) بكسر العين أي مساويكم من الناس، وهو أقل الجمع (فيذكرون الله) أي يدعونه ويعبدونه (إلا حَفَّتهم الملائكة) بتشديد الفاء أي أحاطت بهم ملائكة الرحمة (بأجنحتها) إيماء إلى كمال قربهم بهم وتواضعهم معهم، (وغشيتهم الرحمة)، أي غطتهم الرحمة الإلهية الخاصة بالمتجردين لذكر الله، (وذكرهم الله فيمن عنده) من الملائكة المقربين مباهياً بهم.
والحديث رواه الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة وعن أبي سعيد بلفظ:"ما من قوم يذكرون الله تعالى إلا حفَّت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكِيْنَة وذكرهم الله فيمن عنده".
(1) الكهف 28.
- حديث الجنازة وعدم اتباع المرأة
وبه (عن علي بن الأقمر، عن أبي عطية الوداعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جنازة) بفتح الجيم وكسرها لغتان فيه (فرأى امرأة تتبع الجنازة فأمر بها) أي بطردها (فطردت) ومع هذا (فلم يكبر) أي على الجنازة (حتى لم يرها) أي حتى غابت عنه مبالغة لزجرها.
- حديث الأكل
وبه (عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما) بتشديد الميم (أنا) أي بخلاف غيري، (فلا آكل متكياً)، أي حال كوني مائلاً إلى أحد جانبي، أو مستنداً إلى ما وراء ظهري، أو متربعاً في تمكن مقعدي، ثم استأنف بياناً فقال:(آكل كما يأكل العبد) أي على ركبتيه، أو برفعهما أو برفع إحداهما، (وأشرب كما يشرب العبد) تواضعاً إلى ربه، (وأعبد ربي حتى يأتيني اليقين) أي الموت، فإن المفسرين أجمعوا على تفسيره به، قوله تعالى:{واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقيْنُ} (1).
(1) الحجر 99.