الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابن ماجه عن ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي على بساط، وفي هذه الأحاديث دلالة على جواز الصلاة على غير الأرض وإن كانت عليها أفضل خلافاً للمالكية والإمامية.
(وبه عن أبي سفيان عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان محتبياً) أي جالساً بالاحتباء (من رمد) أي من أجل رمد كان بعينه.
- حديث أفضل الأعمال
(وبه عن طلحة بن نافع عن جابر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وجه العمل أفضل قال: "الصلاة في مواقيتها") أي مطلقاً أو مقيدة بأوقاتها المختارة، والمعنى الأول أتم وأعم. وقد روى أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عن ابن مسعود مرفوعاً: أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله.
-
ذكر إسناده عن عطاء بن السائب بن الماية
- علامة القبر
-ذكر إسناده عن عطاء بن السائب بن الماية أي ابن يزيد الثقفي مات سنة ثلاثين ومائة.
أبو حنيفة (عن عطاء عن أبيه) يكنى أبا يزيد ولد في السنة الثانية من الهجرة (1) حين حجة الوداع مع أبيه، وهو ابن سبع سنين، روى عنه الزهري وغيره، مات سنة ثمانين (عن ابن عمر قال: انكسفت الشمس) أي تغيرت أو
(1) لعله سقط من هذه العبارة كلمات
تسودت (يوم مات إبراهيم) وهو من جارية اسمها مارية أهداها له المقوقس صاحب مصر والاسكندرية (ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وكانت سلمى زوجة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قابلته، فبشر أبو رافع به النبي صلى الله عليه وسلم، فوهب له عبداً وعِقّ عنه يوم سابعه بكبشين وحلق رأسه يومئذ، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ وتصدق بزنة شعره ورقاً على المساكين، ودفنوا شعره في الأرض وروى ابن أبي حاتم، عن أنس قال: ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إبراهيم مسترضعاً في عوالي المدينة. فكان ينطلق ويحسن معه وكان ظئره قيناً فيأخذه فيقبله، ثم يرجع.
وفي حديث جابر أخذ صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى به النخل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه فأخذه صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم ذرفت عيناه، ثم قال: إنّا بك يا إبراهيم من المحزونين تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وتوفي وله سبعون يوماً، وقيل غير ذلك وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع وقال: مدفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون ورش قبره وعلَّم بعلامة، وقال عليه الصلاة والسلام: إن له مرضعاً في الجنة، رواه ابن ماجه (فقال الناس انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم أي في الصلاة (قياماً طويلاً حتى ظنوا) أي الصحابة المقتدون به (أنه لا يركع) أي حتى ينجلي، (ثم ركع فكان ركوعه قدر قيامه) أي مقدار طوله، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه أي قومته (قدر ركوعه، ثم سجد قدر قيامه)، أي مقدار قومته، (ثم جلس فكان جلوسه بين السجدتين قدر سجوده) أي الأول، ثم سجد قدر جلوسه، ثم صلى الركعة الثانية ففعل مثل ذلك أي المذكور
من الإطالة (حتى إذا كانت السجدة) أي الأخيرة فيها بكى (فاشتد بكاؤه فسمعناه وهو يقول: ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم) إيماء إلى قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} (1)(ثم جلس فتشهد ثم انصرف وأقبل عليهم بوجهه ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله) أي علامتان من دلالات قدرته (يخوف الله بهما عباده) من إظهار هيبته (لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا كان كذلك) أي فإذا وقع شيء من ذلك بخسوف قمر أو كسوف شمس هنالك (فعليكم بالصلاة).
- صلاة الكسوف
وفي رواية للبخاري والنسائي عن أبي بكر وعن ابن مسعود وغيرهما بلفظ: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم. وفي رواية أبي داود والنسائي عن قبيصة بن مخارق قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فزعاً يجر ثوبه، وأنا معه يومئذ بالمدينة فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام، ثم انصرف وانجلت، ثم قال: إنما هذه الآيات يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتموه فصلوا.
وفي حديث البخاري عن أبي موسى: فقام فزعاً يخشى أن يكون الساعة وفي رواية عن عائشة مرفوعاً: فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا.
وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره بلفظ: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله وإن الله تعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، أخرجه أحمد والنسائي، وابن ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم (ولقد رأيتني) أي أبصرت نفسي، وحملت روحي (أدنيت) أي قربت (من الجنة حتى لو
(1) الأنفال 33.
شئت أن أتناول غصناً من أغصانها) أي أغصان أشجارها المشتملة على أثمارها (فقلت: ولو رأيتني أدنيت من النار حتى جعلت أتقي) أي شرعت أحذر وأجتنب لهبها، أو شعلة نارها وظلمة دخانها وغبارها (عليّ وعليكم).
- رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة والنار في الصلاة
وفي رواية للشيخين قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئاً في مقامك هذا ثم رأيناك تكفكفت قال: إني رأيت الجنة، فتناولت منها عنقوداً، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. ورأيت النار فلم أر منظراً كاليوم أفظع منها ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا: بِمَ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بكفرهن، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً (ولقد رأيت سارق رسول الله) أي سارق متاعه صلى الله عليه وسلم (وفي رواية سارق بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بعض ما في بيته صلى الله عليه وسلم (يعذب بالنار ولقد رأيت فيها) أي في النار (عبد بن دعدع سارق الحاج) المراد به جنس الحجاج (بمحجنة) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم وهو عصا معوجة في رأسها حديدة تتعلق به الأمتعة. (ولقد رأيت فيها امرأة أدماء) أي سمراء في اللون (طويلة) في القامة (حمرية) بكسر أوله أي منسوب إلى قبيلة في اليمن (تعذب في
هرة لها ربطتها) إما عجبة منها، أو لتصييد الفأرة من بيتها (فلم تطعمها) أي من عندها، (ولم تدعها) أي لم تتركها تدور (وحينئذ تأكل من خشاش الأرض) بضم أولها هوامها وحشراتها روى بالمهملة وهو يابس النبات، فهو وهم كذا في النهاية.
وفي رواية فرأيت امرأة توجد في بيتها هرة ربطتها حتى ماتت جوعاً أو عطشاً.
وفي رواية نحوه أي بمعناه دون مبناه (وفيه) أي في هذا المروي: (ولقد رأيت عبد بن دعدع سارق الحاج بمحجنة مكسرة) في عمله كما بينه بقوله: (فكان إذا أخفى) أي المقر له (ذهب) أي بالمتاع (وإذا رآه أحد) أخذ تعللاً (تعلق بمحجني) من غير علمي وقصدي.
وفي رواية كان إذا خفي له شيء ذهب به، وإذا ظهر عليه قال: إنما تعلق بمحجني.
وفي رواية فرأى عمرو بن مالك يجد قصبه في النار وكان أول من غير دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعند الإمام أحمد أنه لما أسلم حمد الله وأثنى عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله ثم قال: أيها الناس أنشدكم بالله هل تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما خيرتموني في ذلك؟ فقام رجل، فقال: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الدين عليك، ثم قال: وأيم الله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم، وأنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال من تبعه لم ينفعه صالح من عمله.
- حديث والدين
وبه (عن عطاء عن أبيه عن ابن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أي جاءه (رجل يريد الجهاد فقال: "أحي والداك") أي أبوك وأمك ففيه تغليب (قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد") أي ففي حقهما وخدمتهما فاجتهد فإنه أولى في حقك إذا كانا محتاجين إلى خدمتك ونفقتك والحديث رواه أحمد والشيخان والأربعة عن عمر.
- حديث وصية
وبه (عن عطاء عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص) وهو أحد العشرة المبشرة (قال: دخل علي) أي لديّ بتشديد الياء (النبي صلى الله عليه وسلم والمعنى أنه جاءني حال كونه (يعودني) في مرض عرض بي (فقلت: يا رسول الله أوصي بمالي كله)، أي أوصي بذلك؟ (قال: لا، قلت: فنصفه؟ قال: لا، قلت: فثلثه؟ قال: "والثلث كثير") - أي فينبغي أن يكون الإيصاء بأقل منه إذا كان أهله فقراء كما بينه عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا تدع أهلك) أي لا تترك ورثتك (يتكففون الناس) أي يطلبون منهم، ويمدون كفهم إليهم طمعاً في مالهم.
(وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد يعوده قال:) أي النبي
صلى الله عليه وسلم أوصيت؟ ") بتقدير الاستفهام (قال: نعم أوصيت بمالي كله) أي للفقراء والمساكين، ولما لم تجز الوصية زيادة على قدر الثلث منعه عن إيصاء كله، (فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يناقصه)، أي يعالجه في النقصان ويبالغه في هذا الشأن (حتى قال:) أي النبي صلى الله عليه وسلم عند قول سعد فبالثلث (الثلث)، أي جائز فقد ورد أن إعطاءكم لله ثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في أعمالكم على ما رواه الطبراني عن خالد بن عبيد السلمي ("والثلث كثير")، أي بالنسبة إليك.
(وفي رواية عن عطاء عن أبيه عن جده)، وقد تقدم ذكرهما (عن سعد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي أو في بيتي (يعودني) أي يتفقدني بالعيادة التي هي الزيادة عن العيادة (فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصي بمالي كله؟ قال: لا قلت فبالنصف؟ قال: لا، قلت فبالثلث قال: فبالثلث). أي أوصي ("والثلث كثير")، أي والحال أنه كثير لأن أهلك فقراء (وإن تدع) أهلك أي تركك ورثتك (بخير) أي من بركتك (خير من أن تدعهم عالة) أي فقراء في مقام الإفلاس (يتكففون الناس).
وفي رواية مسلم عن سعد بلفظ: الثلث والثلث كثير إن صدقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن تأكل امرأتك من مالك صدقة وإنك إن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس.
وفي رواية لأحمد والشيخين والأربعة عن سعد: الثلث والثلث كثير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ حتى ما تجعل في فيّ امرأتك.