الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يمرض قلبك فتتابعه، وإما أن يؤذيك قبل أن تفارقه. وأخرج عن سعد بن جبير قال الجدال المراء وقال في قوله {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} قال: أهل الحرب ادعوهم فإن أبوا فجادلوهم بالسيف.
الطبقة الثالثة
ثم قال -الطبقة الثالثة -وأخرج فيه عن أبى الصلت شهاب ابن خراش قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: سلام عليك أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره وإتباع سنة رسوله (_صلى الله عليه وسلم -) وترك ما أحدث المحدثون بعد. فقد جرت سنته وكفوا مؤونته، ثم أعلم أنها لم تكن بدعة قط، إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها، وعبرة فيها فعليك بلزوم السنة، فإنها لك بإذن الله عصمة، فإن السنة سنها من قد علم، وفي خلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق، فارض لنفسك ما رضى به القوم لأنفسهم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصرنا قد كفوا، وهم كانوا على كشف الأمور أقوى، ويفضل فيه لو كان أحرى، فإنهم هم السابقون، ولئن كان الهدى ما أنتم عليه، لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلت حدث بعدهم حدث، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم ولقد تكلموا فما دونهم مقصر، وما فوقهم محسر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلوا، وأنهم مع ذلك على صراط مستقيم، فلئن قلت فأين آية كذا، ولم قال الله كذا وكذا؟ لقد قرأوا منه ما قرأتم، وعلموا
من تأويله ما جهلتم، ثم قالوا بعد ذلك كتاب بقدر. وأخرج عن جعفر بن برقاق أن عمر بن عبد العزيز قال لرجل، وسأله عن شيء من الأهواء: عليك بدين الصبي الذي في الكتاب والأعراب، واله عما سواهما.
وأخرج عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى ابنه عبد الملك: ليكن علمك علم الله الذي أنزله على نبيه، ودل فيه على محابه ومكارهه، وعرف الناس فيه أمره، ودعاهم إلى كتابه، وهداهم إلى كرامته، ووقاهم به بأسه، وأوجب لهم به رضوانه، وأنزلهم به أفضل منازل خلقه، هو العلم الذي لم يجهل من علمه، ولم يعلم من جهله، فآثره على ما سواه. وانته عن زواجزه فإن ذلك يحق على من علمه، وأتبع طاعة الله فيما أوصى به، هو نور الله الذي أنزل وهدى به أولياءه، ومن لم يكن له حظ فيه، لم ينتفع بشيء منه، وكان في ظلمة ما بقى في دنياه.
وأخرج عن عمر بن عبد العزيز قال: إذا سمعت المراء فاقصر، وأخرج عن مسلم بن يسار قال: إياك والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغى الشيطان زلته.
وأخرج عن أبى قلابة قال: لا تجالس أصحاب الأهواء، فإني لا آمن عليك أن يغمسوك في ضلالتهم ويلبسوا عليك ما كنت تعرف.
وأخرج عن إبراهيم النخعى في قوله "أفتمارونه" قال: أفتجادلون، وفي قوله
{فأغرينا بينهما العداوة والبغضاء} قال أغرى بينهم الجدال والخصومات في الدين. وفي قوله {فليغيرن خلق الله} قال دين الله.
وأخرج عن يحيى بن أبى كثير.
قال: قال سليمان بن داود (علم) لابنه إياك والمراء فإنه ليس فيه. منفعة وهو مورث العداوة بين الإخوان.
وأخرج عن يحيى بن أبى كثير قال: إذا رأيت المبتدع في طريق فخذ في غيره. وأخرج عن يحيى بن أبى كثير قال: ولد الزنا لا يكتب الحديث. وأخرج عن يحيى بن سعيد أنه تلا يومًا {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} فقال له جميل بن نباته العراقي: يا أبا سعيد أرأيت السحر من خزائن الله؟ فقال يحيى: مه ليس هذا من مسائل المسلمين، فقال عبد الله بن أبى حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة، إنما هو إمام من أئمة المسلمين إن السحر لا يضر إلا بإذن الله، فتقول أنت بغير ذلك؟ فسكت.
وأخرج عن هشام بن عبد الملك أنه قال لبنيه: اياكم وأصحاب الكلام فإن أمرهم لا يؤول إلى الرشاد. وأخرج عن عمر بن قيس قال: قلت للحكم: ما اضطر المرجئة إلى رأيهم؟ قال: الخصومات.