الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة التاسعة
ثم قال ((الطبقة التاسعة)) وقال سمعت محمد بن عمر الفقيه أبا الفوارس يقول: سمعت سهل بن محمد الصعلوكي يقول: أقل ما في الكلام من الخسار سقوط هيبة الله من القلب، سمعت منصور بن العباس يقول: ما أحصى ما سمعت أبا الطيب يقول: أنهاكم عن الكلام وتعودون إليه والله الموعد، سمعت عبد الواحد أحمد، سمعت أبا الطيب يقول: لما توفي أبي وعقدت مجلس الفقه عاودني في مجلس الكلام وقالوا: هو من مجالس أبيك فلا تقطعه فما زالوا بي حتى حضرت مجلس الكلام، فجرى مسألة، فقمت ورجعت عن ذلك.
وسمعت عبد الواحد بن ياسين المؤدب يقول: رأيت بابين قلعا من مدرسة أبي الطيب بأمره [فأخرجت] من بيتي شابين حضرا أبا بكر بن فورك.
وسمعت عبد الرحمن بن محمد بن الحسين يقول: وجدت أبا حامد الاسفرايني أبا الطيب الصعلوكي وأبا بكر القفال المروزي وأبا منصور الحاكم على الإنكار على الكلام وأهله. وسمعت أحمد بن أبي رافع وخلقا يذكرون من شدة أبي حامد علي الباقلاني، قال: وأنا بلغت رسالة أبي سعيد إلى ابنه سالم ببغداد: إن كنت تريد أن ترجع إلى هراه فلا تقرب الباقلاني.
وسمعت أبي يقول سمعت أبا المظفر جبال بن أحمد الترمذي إمام أهل ترمذ يخشى على أهل الكلام الزندقة، وسمعت محمد بن عبد الرحمن الدباسي يقول: رأيت أبا منصور الحاكم ذكر بين يديه شيء من الكلام، فأدخل أصبعيه في أذنيه.
وسمعت عبد الرحمن بن محمد البجلي يقول: سمعت هيصم بن محمد ابن إبراهيم بن هيصم يقول: كنت نظمت في شيء من كلام الأشعث وعلقني فمررت بالصابوني: أبي نصر فسمعت يقول وهو يزكيها رجل البينة وراء الحجة فرجعت وسمعت يحيى بن عمار النيهمي يقول: العلوم خمسة: علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين، وهو العظة والذكر وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار فتن السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو علم الكلام.
قال المؤلف: ووجدت هذا الكلام لأبي منصور الماليني البستي قال ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصى على المنبر ينكر على أهل الكلام. وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشايخنا سمعت الحسن بن أبي أسامة المكي سمعت أبي يقول: لعن الله أبا ذر يعني عبد بن أحمد الهروي فإنه أول من حمل الكلام إلى الحرام، وأول من بثه في المغاربة، وسمعت منصور بن إسماعيل سمعت الحسين بن شعيب الفقيه يقول ليحيى بن عمار: سمعت سالمًا، يقول: من لم يقرأ الكلام لم يدن لله دينه. فقلت هل ورئت أباك وسمعت
علي بن محمد الأنصاري يقول سمعت الحسن بن هاني يقول: كلنا قرأ الكلام، ولكنا عقلنا فسكتنا، وحمق أبو الجودي والديناري فافتصحا.
وسمعت طاهر بن محمد الماليني يقول شهدت الديناري يستتيبه أبو سعد الزاهد فما رأيته كذلك اليوم في الذل وأدركت مجلس سالم في الجامع يغسل في عهد يحيى بن عمار وعمر بن إبراهيم عن شورى، وسمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يحمد الله على ذلك، وجاء سالم يتوب فقال يحيى بن عمار للحاجب: قل له أتينا بكتب الكلام نحرقها بالنار، ولم يأذن له.
قال المؤلف ثم إني لا أعلم أني سمعت في عمري بشرا واحدا في بلدتنا يقر على نفسه أو يصرح بشيء من الكلام وهو يعرفه، أو يظهر شيئا من كتبهم، إلا من أحد وجوه أربعة: أحدها: أن يكون رجل علم منه أنه قرأ الكلام؛ فهو يحلف أنه إنما قرأه ليصول به على خصمه، لا ليدين به دينا. والثاني. رجل أخذ عنه .... أنه إنما أخذ عن النقل لا الكلام. والثالث. قوم لحقهم داء من العجب، حتى لحظتهم الأعين بالهوان بصحبة أهل التهمة والركون إليهم. فهم إذا خلوا يتناجون. وإذا برزا يتاجون. والرابع. رجل ظهرت عليه شيء من كتب الكلام بخطه أو قراءته، أو أخذه حيًا أو ميتًا، فكلهم يحمل من أعباء الذل والهجران والطرد ما لا يحمله عيار. ولا تعاد مرضاهم ولا تشيع جنائزهم على أنك لا تعدم منهم قلة الورع وقسوة القلب وقلة الود وسوء الصلاة، والاستخفاف بالسنة، والتهاون بالحديث، والوضع من أهله. وترك الجماعة.
وقد سمعت بعض المتهمين: يقول: وما الكلام؟ كلما خرج من الفم من النطق فهو كلام فهو والله حمق ظاهره أن يكون تلبسه بالشافعي الإمام المطلبي باعتزائه الكاذب إليه وزعمه الباهت عليه. وهو من أشد خلق الله تعالى على المتكليم وأثقله عليهم كما نظمنا عنه من أقاويله الغر في ذمهم. ثم هذا المراوغ يدعي أنه لا يدري ما الكلام، وهؤلاء أئمة الإسلام، وكل هذا التحذير وإيذانه قديمًا بالضرر الكبير، فليبرزوا به إذن من الخباء، وليخرجوا الطبل من الكساء، ويقيموا الخطأ على أولئك السادة الهداة. ويسيروا بنا إلى مسلم أدركه في الكلام رشدًا ولقي به خيرًا، فلا والله لا دين المتناجين دين، ولا رأي المنسارين.
ثم أخرج عن عمر بن عبد العزيز قال: إذا رأيت قومًا يتناجون في أمر دينهم بشيء، فاعلم أنه تأسيس ضلالة، وسمعت إسماعيل بن علي يقول: سمعت فاخر بن معاد يقول لبعض أهل الكلام: إن جئتني بالكلام هشمت أسنانك.
وقرأت كتاب محمود الأمير يحث فيه على كشف أستار هذه الطائفة والإفصاح بعيبهم، ويقول فيه: لم يخف أن القرآن يصرح به في الكتاتيب ويجهر به في المحاريب. وحديث المصطفى- صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجوامع، ويسمع في المجامع، وتشد إليه الرحال، والفقهاء في القلانس مفصحون في المجالس، وأن الكلام في الخفايا، يدس به في الزوايا. قد ألبس أهله ذله، وأشعرهم ظلمه. يرمون بالألحاظ، ويخرجون من الحفاظ، يسب بهم أولادهم ويتبرأ منهم أوداؤهم.