الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وما أحب أن أكون في قطار إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم". ثم روى حديث ابن عباس مرفوعا: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. وأخرج عن محمد بن السماك قال: الأخذ بالأصول، وترك الفضول من أفعال ذوى العقول.
وأخرج عن أبى عاصم قال: إذا تبحر الرجل في الحديث، فالناس عنده كالبقر. وأخرج عن أبى بكر بن عباس قال: أهل السنة في الإسلام مثل الإسلام في سائر الأديان.
وأخرج عن خالد بن الحارث الهجيمى قال: إياكم وأصحاب الجدال والخصومات فإنهم شرار أهل القبلة.
الطبقة السادسة
ثم قال: "الطبقة السادسة". وأخرج فيه عن عثمان ابن سعيد الدرامي قال: ذهب يوما أحكى ليحيى بن يحيى بعض كلام الجهمية لاستخراج منه نقضا عليهم. وفي مجلسه يومئذ الحسين بن عيسى البسطامى وأحمد بن
الحريش القاضي ومحمد بن رافع وأبو قدامة السرخسي وغيرهم من المشايخ فزبرني يحيى بغضب، وقال: اسكت، وأنكر على المشايخ الذين في مجلسه استعظامًا أن أحكي كلامهم وإنكارا.
ثم قال- ذكر شدة الشافعي على أهل الكلام وإنكاره. وأخرج من طريق الكرابيسي، قال: قال الشافعي: كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد، وما سواه فهو هذيان. وأخرج من طريق يونس بن عبد الأعلى- قال قال الشافعي: لا يقال: للأصل لم ولا كيف، إنما هو التسليم له. وأخرج عن أبي القاسم عثمان بن سعيد الأنماطي قال سمعت المزني يقول: كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي؛ فلما قدم الشافعي أتيته فسألته عن مسألة في الكلام، فقال: لي أتدري أين أنت؟ قلت: نعم أنا في المسجد الجامع بالفسطاط، فقال: له أنت في تاران. قال أبو القاسم: وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة، ثم ألقى على مسألة من الفقه، فأجبت فيها، فأدخل شيئا أفسد جوابي، فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا أفسد جوابي، فجعلت كلما أجبت بشيء أفسده ثم قال لي هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل يدخله مثل هذا، فكيف الكلام في رب العالمين الذي الزلل فيه كفر، فتركت الكلام وأقبلت على الفقه.
وأخرج من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت محمد بن داود قال: لم يحفظ في دهر الشافعي كله أنه تكلم في شيء من الأهواء ولا نسب إليه، ولا عرف به مع بغضه لأهل الكلام والبدع.
وأخرج من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: كان الشافعي إذا ثبت عنده الخبر قلده، وخير خصلة كانت فيه، لم يكن يشتهي الكلام، إنما همه الفقه.
وأخرج عن المزني أن رجلًا سأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي. فلقد سمعت الشافعي يقول- سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد. والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد.
وأخرج عن الكرابيسي قال: شهدت الشافعي ودخل عليه بشر المريسي فقال لبشر: أخبرني عما تدعوا إليه، أكتاب ناطق وفرض مفترض وسنة قائمة ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال؟ فقال بشر: لا إله أنه لا يسعنا خلافه، فقال الشافعي: أقررت بنفسك على الخطأ فيه، فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار، تواليك الناس عليه وتترك هذا؟ قال: لنا نبذ فيه، فلما خرج بشر، قال الشافعي لا يفلح.
وأخرج من طريق أبي داود وأبي ثور قالا سمعنا الشافعي يقول: ما من
أحد ارتدى بالكلام، فأفلح. وأخرج من طريق الحسين بن إسماعيل المحاملي قال: قال المزني: سألت الشافعي عن مسألة من الكلام، فقال: سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت: أخطأت ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت، قلت كفرت.
وأخرج عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال قال لي الشافعي: يا محمد إن سألك رجل عن شيء من الكلام فلا تجبه، فإنه إن سألك عن دية، فقلت درهمًا أو دانقًا. قال: لك أخطأت، وإن سألك عن شيء من الكلام، فزللت قال لك كفرت.
وأخرج عن الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول: المراء في الدين يقسى القلب ويورث الضغائن. وأخرج عن الربيع قال: قال لي الشافعي يا ربيع أقبل مني ثلاثة أشياء. لا تخوضن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ولا تشغل بالكلام، فإني قد اطلعت من أهل الكلام على التعطيل، ولا تشتغل بالنجوم فإنه يجر إلى التعطيل.
وأخرج عن المزني قال كان الشافعي مذهبه الكراهية في الخوض في الكلام. وأخرج عن الكرابيسي قال سئل الشافعي عن شيء من الكلام فغضب، وقال: سئل عن هذا حفص الفرد وأصحابه أخزاهم الله.
وأخرج عن محمد بن عبد العزيز الأشعري صاحب الشافعي، قال: قال
الشافعي: مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم من البلاد. وأخرج عن الكرابيسي قال: قال الشافعي: حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ. وأخرج عن أحمد بن خالد الخلال سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحد علمت أنه مقيم على بدعة. وأخرج عن أبي ثور والكرابيسي والزعفراني قالوا سمعنا الشافعي يقول حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على الكلام.
وأخرج عن الزعفراني قال سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدًا في الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله من ذلك. وأخرج عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى، والشيء غير المشيء، فاشهد عليه بالزندقة. وأخرج عن الربيع سمعت الشافعي يقول في كتاب الوصايا: لو أن رجلًا أوصى يكتبه من العلم لآخر، وكان فيها كتب الكلام لم يدخل في الوصية، لأنه ليس من العلم. وأخرج عن المزني سمعت الشافعي يقول: الكلام يلعن أهل الكلام.
وأخرج عن الربيع: سمعت الشافعي وهو نازل من الدرجة، وقوم يتكلمون في الكلام، فصاح بهم، وقال: إما أن تجاورونا بخير، وإما أن تقوموا عنا.
وأخرج عن أبي ثور قال: قلت للشافعي ضع في الكلام شيئا، فقال من ارتدى بالكلام لم يفلح، وأخرج عن الزعفراني قال: كان الشافعي
يكره الكلام وينهى عنه، وأخرج عن الربيع قال: أشرف علينا الشافعي يومًا- وفي الدار قوم قد أخذوا في شيء من الكلام- فقال: إما أن تجاورونا بخير، وإما أن تنصرفوا عنا، وأخرج عن المزني قال: كان الشافعي ينهى عن الخوض في الكلام، وأخرج عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول: لو علم الناس ما في الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد أخرج عن يونس بن عبد الأعلى قال قالت أم الشافعي: إنه أبى أن يجالسه حفص الفرد، قال الساجي: وكانت تكون معه يحملها معه إلى كل موضع، وأخرج عن الشافعي قال قالت لي أم المريسي: كلم بشرا أن يكف عن الكلام، فكلمته، فدعاني إلى الكلام.
وأخرج عن الربيع قال سأل رجل الشافعي أن هذا يدعو إلى الكلام ونحن لا نجيب في شيء من الكلام.
وأخرج من طريق ابن خزيمة سمعت يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي: لأن يبتلي الله المرء بما نهى عنه خلا الشرك خير من أن يبتليه بالكلام. وأخرج عن الربيع قال: قال لي الشافعي: لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابًا كبيرًا لفعلت، ولكن ليس الكلام من شأني ولا أحب أن ينسب إلي منه.
وأخرج من الزعفراني قال: كان الشافعي يعتم بعمامة كبيرة كأنه أعرابي وبيده هراوة، وكان أذرب الناس لسانا، وكان إذا خيض في مجلسه بالكلام نهى عنه، وقال لسنا بأصحاب كلام.
وأخرج عن أبي حاتم قال: قال بعض أصحاب الشافعي: حضر الشافعي، وكلمه رجل في مسجد الجامع في مسألة، فطالت مناظرته له، فخرج
الرجل إلى شيء من الكلام، فقال له: دع هذا، فإن هذا من الكلام. وأخرج عن الربيع قال أنشدنا الشافعي في ذم الكلام:
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعا *** في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
حتى استخف بدين الله أكثرهم *** وفي الذي حملوا من حقه شغل
هذا جميع ما أخرجه الهروي بأسانيده من نصوص الشافعي وأكثره مخرج في مناقب الشافعي لابن أبي حاتم، وللساجي وللبيهقي.
وأخرج عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال كتب أبي إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان: لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا. إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، . فأما غير ذلك. فإن الكلام فيه غير محمود. قال المؤلف: وقد استقصيت ذكر شدة كرهية أحمد بن حنبل للكلام والرأي وإنكاره على أهلها في كتاب مناقبه.
وأخرج عن محمد بن المثنى قال: سمعت بشر الحافي ينتهي عن مخاطبة أهل الأهواء كلهم، ومناظرتهم. وأخرج عن أحمد بن الوزير القاضي قال قلت لأبي عمر الضرير الرجل يتعلم شيئًا من الكلام يرد به على أهل
الجهل، فقال: الكلام كله جهل، وإنك كلما كنت بالجهل أعلم، كنت بالعلم أجهل.
وأخرج عن علي بن خشرم قال: كتب إلي بشر بن الحارث: لا تخالف الأئمة فإنه ما أفلح صاحب كلام قط. وأخرج عن أبي عبيد القاسم بن سلام أن رجلًا قال له ما تقول في رأي أهل الكلام؟ فقال: لقد دلك ربك على سبيل الرشد وطريق الحق، وقال:{فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله} الآية.
أما لك فيما دلك عليه ربك من كلامه وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم ما يغنيك عن الجوع إلى رأيك وعقلك، وقد نهاك الله عن الكلام في ذاته وصفاته إلا حسب ما أطلقه لك، قال: ((فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)).
وأخرج عن الحسن اللؤلؤي قال: قال زقر ابن الهذيل قدمت الكوفة على عم لي، فقال لي ما أقدمك؟ قلت: طلب العلم، فأتى بي المسجد، فإذا فيه حلق فأدناني في الحلقة العظيمة. فقال هؤلاء أصحاب الحديث، إذا سمع الرجل منهم لوقعت وعمر فصان نفسه احتيج إليه. ثم أدناني من حلقة أخرى، وقال هؤلاء أهل الأدب والنحو. وإذا بلغ الرجل منهم الغاية أحسن بين يديه جماعًا يعلمهم ثم أدناني من حلقة أخرى. قال هؤلاء الشعراء إذا بلغ الرجل منهم الغاية مدح أو هجا ثم أدناني من حلقة أخرى فقال: هؤلاء أهل الكلام إذا بلغ الرجل منهم الغاية،
قيل زنديق أو مبتدع فاحذرهم. ثم أدناني من حلقة أخرى، فقال هذا أبو حنيفة لا تأخذ عنه اليوم مسألة إلا احتيج لك فيها غدا قال فلزمته.
وأخرج عن إسحق ابن راهوية أن عبد الله بن طاهر قال له: يا أبا يعقوب هذه الأحاديث التي ترونها في النزول ما هي؟ فقال له: أيها الأمير هذه الأحاديث رواها من روى الطهارة والغسل والصلاة والأحكام، ونقلها العلماء، ولا يجوز أن ترد هي كما جاءت بلا كيف، فإن يكونوا في هذه عدولًا، وإلا فقد ارتفعت الأحكام وبطل الشرع. فقال له شفاك الله كما شفيتني.
وأخرج عن إسحق بن راهوية قال: لا يجوز الخوض في أمر الله كما يجوز الخوض في فعل المخلوقين لقول الله تعالى (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) ولا يجوز لأحد أن يتوهم على الله بصفاته وأفعاله تعميم ما يجوز التفكير والنظر في أمر المخلوقين وذلك أنه يمكن أن يكون الله موصوفًا بالنزول كل ليلة، ولا يسأل كيف نزوله لأن الخالق يصنع ما شاء كما يشاء.
وأخرج عن ابن راهوية، أنه قال: في الحديث ((يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل، ويجيء العمل الصالح في أحسن صورة، لا تدرك صفة هذا بالعقول، وقد نهينا عن تكلف علم هذا، وإنما علينا التعيذ والاستسلام: