الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جميعا، وبقيت القاعدة:«البقاء للأصح» تعمل عملها حتى جاء الوقت الذى يفخر فيه العلماء بالانتساب لمدرسته .. ويشرفون بترديد آرائه .. والسير على منهجه المفيد فى التفسير ..
الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر
ولقد كان الشيخ الإمام المراغى شيخ الأزهر سابقا، أوفى العلماء فى اتباع منهجه فى هداية الناس بالقرآن وتفسيره وإن لم يكن قد ترك تفسيرا منتظما للقرآن، فقد ظهر طابعه هذا، فيما تناوله من دروسه للملك السابق من تفسير بعض آيات القرآن وسوره .. كتفسير سورة لقمان، والحجرات، وبعض آيات أخرى، جمعت وطبعت فيما بعد.
وعاصر الإمام المراغى وجاء بعده علماء ساروا على المنهج نفسه فى تفسير القرآن تفسيرا يهدف إلى تربية الروح، وإيقاظ القلب، وبعث الهمة فى النفوس عن طريق تعريفها بمعانى القرآن وأهدافه ومراميه، دون الدخول فى تفاصيل ..
وكانوا فى الوقت نفسه يلبون حاجة ماسة فى نفوس المثقفين، لفهم القرآن، دون الدخول فى اصطلاحات ومباحث تصرفهم عن المعنى- فظهر تفسير الشيخ أحمد مصطفى المراغى الاستاذ بكلية دار العلوم، كما قام بعض العلماء الأجلاء بإلقاء محاضرات بالتناوب فى قاعة الشبان المسلمين، أو فى قاعة دار الحكمة فى تفسير القرآن، وكان الحضور إليها مفتوحا، كما اتجه بعض العلماء والدارسين لكتابة تفسير مختصر على هامش المصحف، يقدم المعنى العام لقارئه .. وكان أفضل ما كتب فى ذلك «تيسير التفسير» للشيخ عبد الجليل عيسى عضو مجمع البحوث عليه رحمة الله .. وأتبعه بكتابة تفسير ميسر مختصر، على هامش المصحف أيضا سمى «بالمصحف الميسر» وقدم فيهما خدمة جليلة أخرى تيسر لقارئى القرآن- دون استعانة بقارئ آخر- قراءته فى الكلمات المرسومة بالرسم العثمانى، المخالف لما عليه الرسم حسب الإملاء الحديثة الآن .. ووضع ذلك فى أسفل الصفحة، فمثلا «يا صالح» تكتب هكذا «يصلح» ، فكتبها الشيخ
عبد الجليل أسفل الصفحة برقم خاص «يا صالح» و «الصلاة» بالرسم العثمانى كتبها «الصلاة» و «الصلحت» كتبها «الصالحات» وبذلك قدم خدمة كبرى لقارئى القرآن .. وجمع بين المحافظة على الرسم العثمانى، وتسهيل القراءة على قارئى القرآن ..
ومع هذا تفسير الاستاذ محمد فريد وجدى على هامش المصحف أيضا، وإن كان عليه بعض المؤاخذات، وتفسير «القوصى» للاستاذ أحمد نصار القوصى .. «والتفسير الواضح» للدكتور الشيخ محمود حجازى عليه رحمة الله، وفيه يذكر الآيات، ثم يتبعها بشرح مبسط سهل.
وتلا ذلك كله تفسير كتبه المرحوم الاستاذ «سيد قطب» وهو أوسع من هذه التفاسير، لكن لم يتعرض فيه لمباحث لفظية أو مجادلات تصرف عن سياق المعنى، وانصبابها فى نفس القارئ، وقد صاغه صياغة أدبية فنية، وحرص على إبراز المعانى بصورة مؤثرة، وأعانه على ذلك اسلوبه الفنى الشيق، مستعينا ببعض الأحاديث وأسباب النزول الصحيحة .. وقد أخرجته «دار الشروق» فى ستة مجلدات كبيرة بالقطع الكبير، والطباعة الجيدة، ولقى هذا التفسير قبولا عند الجميع وسماه «فى ظلال القرآن»
وبجوار هذا «منتخب التفسير» الذى توفر على كتابته بعض العلماء، وعلى مراجعته وصياغته لجنة منهم مختصرة، كنت واحدا من أعضائها، تحت رعاية «وزارة الأوقاف» وكان الفضل فى البدء به «للاستاذ أحمد طعيمة» وزير الأوقاف سابقا واستمر المشروع بعده، حتى خرج فى مجلد واحد سمى «المنتخب فى تفسير القرآن، وقد روعى فى التفسير الاختصار المركز فى إيراد معنى الآية فى ضعف حجمها غالبا وبأسلوب سهل وآراء معتمدة، لا تثير جدلا ولا شكوكا، لأن الهدف منه، كان ترجمته للغات الأجنبية، ولكن مع الأسف لم يتحقق هذا الهدف برغم المحاولات التى بذلت حتى الآن ..
ويخرج مجمع البحوث. «التفسير الوسيط» لعامة القراء، يقوم به صفوة من العلماء تحضيرا وصياغة، وهو ليس بالطويل كالتفاسير القديمة، وليس بالمختصر كتفاسير الهامش، ولكنه بين بين ..