الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصيلة الثالثة: اللغات الطورانية
…
4-
الفصيلة الثانية: اللغات الطورانية
Langues Touraniennes
أطلق مكس مولر وبونسن Bunsen1 اسم "اللغات الطورانية" على طائفة من اللغات الأسيوية والأوربية التي لا تدخل تحت فصيلة من الفصيلتين السابقتين، كالتركية والتركمانية والمغولية والمنشورية والفينية، وهلم جرا، وتابعهما في ذلك كثير ممن جاء بعدهما.
فاللغات الطورانية ليست إذن فصيلة بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة، أي: مجموعة ترجع إلى أصول واحدة، ويجمع بين أفرادها صلات تشابه وقرابة، بل هي أمشاج من لغات لا يؤلف بينها إلّا صفة سلبية، وهي عدم دخولها في إحدى الفصيلتين السابقتين، هذا إلى أن القائلين لها لم يدخلوا تحتها جميع اللغات الإنسانية الخارجة عن الفصيلتين المذكورتين، بل قصروها على طائفة منها، وهي بعض اللغات الأسيوية والأوروبية.
فهذا قسم غير قائم على أساس، وغير شاملٍ لما بقي من لغات العالم.
ولذلك عدل المحدثون من علماء اللغة عن استعمال كلمة "اللغات الطورانية2" وعمدوا إلى ما بقي من اللغات الإنسانية خارجًا عن الفصيلتين السابقتين؛ فقسموه إلى فصائل يجمع بين أفراد كل فصيلة منها صلات تشابه وقرابة لغوية، فتتفق في أصول الكلمات وقواعد البنية وتركيب الجمل، ويتكون من الأمم الناطقة بها مجموعة إنسانية متميزة
1 انظر التعليق الثاني بصفحة 196.
2 ذهب هذا المذهب من القدامى أنفسهم العلامة رينان؛ فعلى الرغم من موافقته مكس مولر -الذي كان معاصرًا له- في كثير من آرائه، فإنه قد رفض الأخذ بنظريته بصدد اللغات الطورانية، ووجه إليها نقدًا لاذعًا في كتابه أصول اللغة.
V. Renan:L ُ Origine du Langage، pp. 40 et suiv
ترجع إلى أصول شعبية واحدة أو متقاربة، ويؤلف بينها طائفة من الروابط الجغرافية والتاريخية والاجتماعية.
وأحدث نظرية بهذا الصدد هي النظرية التي ذهبت إليها "جمعية علم اللغة بباريس" Societe de Linguistique de Paris في موسوعتها "لغات العالم" Les Languesdu Monde إذ قسمت، على الأسس السابق ذكرها، جميع اللغات الإنسانية الخارجة عن الفصيلتين الحامية - السامية، والهندية -الأوربية، إلى تسع عشرة فصيلة، وهي:
1-
فصيلة اللغات اليابانية.
2-
"فصيلة اللغات الكورية Coreen""لغات سكان شبه جزيرة كوريا التي كانت تابعة لليابان، والواقعة بين اليابان والبحر الأصفر".
3-
لغة الأينو La Langue Ainou ، ويتكلم بها الآن نحو ثلاثين ألفًا من سكان جزيرة هوكادو Hokkado، وجزيرة ساخالين Shakhaline، وجزيرة شيكوتان Shikhotan "وكلها كانت تابعة لليابان، والجزيرتان الأخيرتان تابعتان الآن لروسيا، وأما هوكادو فهي واحدة من جزر أربع تعد أكبر الجزر التي تتألف منها اليابان1.
ولم تثبت صلة قرابة بين هذه اللغة وأية لغة من اللغات الحية، ولذلك عدت فصيلة على حدتها.
4-
فصيلة اللغات الصينية - التبتية: وتشمل اللغات الصينية الأصلية ولهجاتها، والتبتية Tibetain والبرمانية Birman ، والسامية Siamois "لغة سيام".
1 والثلاثة الآخر هي: "هوندو" أو "نيبون" وهي الجزيرة الأم، وشيكوكو، وكيوشو. هذا وقد بدأ في شهر نوفمبر سنة 1971 حفر أكبر نفق يصل جزيرة "هوكادو" بجزيرة "هوندو"، أو "نيبون" الجزيرة الأم. وسينتهي العمل في هذا المشروع سنة 1977. ويبلغ طول النفق 54 كيلو مترًا، منها نحو 23 تحت الماء. وسيمر بهذا النفق خطوط السكك الحديدية التي سوف تقلل مدة وصول المسافرين بين الجزيرتين بمقدار 13 ساعة "انظر جريدة الأهرام عدد 15/ 11/ 71".
5-
فصيلة اللغات الأسترالية الأسيوية: التي يتكلم بها القسم الأسيوي الجنوبي المنحدر إلى أستراليا، وتطلق على ثلاث شعب؛ شعبة اللغات الأنامية -لغة سكان أنام من الهند الصينية، وشعبة اللغات الموندية Langues Mounda، أو الكولارية kolariens، من أقدم لغات الهند، بل من أقدم اللغات الإنسانية جميعها، ويتكلم بها الآن نحو مليون نسمة من الهنود، ومنطقتها في الجزء الجنوبي من الهند، وشعبة اللغات المونكهمريا Les Mon-khmer "ويدخل فيها المنية Le Mon، والكهمرية Khmer أو الكمبدجية Cambodgien والتشامية Tcham، ويتكلم بهذه اللهجات بمنطقة أسام. Assam وما إليها".
6-
فصيلة اللغات الدرافيدية Dravidienne: لغات بعض الشعوب التي كانت تقطن جنوب بلاد الهند قبل أن يهاجر إليها الآريون، وتشمل التامولية Tamoul والكانارية Kanarais وغيرهما.
7، 8- اللغات القوقازية: ولا يطلق هذا الاسم في اصطلاح علماء اللغات على جميع اللغات القوقازية، بل على مجموعة خاصة منها، وهي اللغات القوقازية التي ليست سامية، ولا هندية - أوربية، ولا أورالية- ألتائية"، وتشمل فصيلتين لم تثبت بعد صلات القرابة بينهما بشكل قاطع1، ولذلك عددناهما فصيلتين لا فصيلة واحدة، وهما: فصيلة اللغات القوقازية الشمالية؛ وتشمل السامورية Samourien والأرتسية Artsi والأديغية Adeghe.. وغيرها، وفصيلة اللغات القوقازية الوسطى؛ وتشمل الجيورجية Georgien واللازية Laze.. وغيرها.
9-
فصيلة اللغات الأسيوية القديمة: Langues propres de l Asie anterieure ancienne - يطلق هذا الاسم في عرف علماء اللغة
1 V. Langues du Monde pp. 327 et suiv
على لغات آسيوية قديمة غير سامية ولا هندية - أوروبية، كان يتكلم ببعضها في مملكة ميزوبوتاميا Mesopotamie -مملكة قديمة كانت تقع بين دجلة والفرات- وببعضها في آسيا الصغرى، وفي المناطق المتصلة من حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي بعض أجزاء من إيطاليا1.
ومن أهم لغات هذه الفصيلة اللغة السومرية Sumerien، وهي لغة غير سامية ولا هندية - أوروبية، كان يتكلم بها شعب مجهول الأصل، كان يسكن حوض الفرات الأدنى بقرب خليج فارس، أي: في المنطقة التي احتلتها فيما بعد الشعوب السامية الآشورية والبابلية، ونشرت فيها لغاتها الأكادية -شعبة من اللغات السامية، وتسمى كذلك شعبة اللغات الآشورية - البابلية2.
ويرجع الفضل في الوقوف على اللغة السومرية إلى ما عثر عليه أخيرًا من آثارها مكتوبًا بالخط المسماري. وتتألف هذه الآثار من وثائق هامة بعضها أدبي - لغوي "شعر، قواعد، بحوث لغوية..إلخ"، وبعضها علمي "فلك، طبيعة
…
إلخ" وبعضها اجتماعي -تاريخي "يعرضون للشئون الاقتصادية والقضائية والسياسية والإدارية والدينية والأسطورية والتاريخية
…
وهلم جرا".
10-
فصلة اللغات التركية والمغولية والمنشورية.
11-
فصيلة اللغات الفينية Fiois والأجرية Ougriennes والسامويدية Samoyedes "ويتكلم بهذه اللغات في الحوض الأوسط
1 انتقلت هذه اللهجات إلى إيطاليا على أثر هجرة بعض الشعوب إليها من آسيا الصغرى، وأشهر اللغات الإيطالية القديمة التي تعد من هذه الفصيلة هي اللغة الأتروسكية Etrusque التي يتكلم بها الأتروسكيون Erusques أو الرازينيون Rasennes "وهم سكان المنطقة المسماة قديمًا: اتريريا Etrurie".
2 انظر آخر صفحة 201، وانظر تفصيل الكلام في اللغتين الأكادية والسومرية بالفصل الأول من كتابنا "فقه اللغة".
لنهر الفولجا Volga"، ويدخل في الفينية اللغات الفنلندية1 والأستونية والبلغارية القديمة2 وغيرها، ويدخل في الأجرية اللغات اللابونية Lapons -لا تزال لهذه اللغات بقايا في السويد والنرويج وغيرهما، واللغات الهنغارية.. وغيرها، وتنشعب السامويدية إلى الأستياكية Ostiak واليوراكية Yourak والتافجوية Tavgui وغيرها.
هذا، وقد كان القدامى من علماء اللغة يجمعون معظم أفراد الفصيلة العاشرة والحادية عشرة تحت فصيلة واحدة كانوا يسمونها: الأورالية - الألتائية Ouralo- Altaique أو الطورانية، ولكن ظهر للمحدثين فساد هذا المذهب، وتبين لهم أن كلتا المجموعتين مستقلة عن الأخرى.
1 كانت فنلدنا منذ القرن الثالث عشر حتى عام 1809 جزءًا من السويد، ومن ثَمَّ كانت لغتها الرسمية هي السويدية، ثم انتزعتها روسيا القيصرية بعد ذلك من السويد، فأصبحت لغتها الرسمية هي الروسية، وكما حاول السويديون من قبل محو اللغة الفنلندية كذلك بذل القياصرة الروس أقصى جهودهم لتحويل فنلندا إلى مقاطعة روسية، فصدرت قوانين كثيرة تحرم تدريس اللغة الفنلندية في مدارس فنلندا، وتقضي بإصدار جميع الكتب والصحف بالروسية.
وكما بذل الفنلنديون جهودهم للمحافظة على لغتهم منذ القرن الثالث عشر وحمايتها من طغيان السويد، أخذوا بعد ذلك يواصلون جهودهم لصد غزو اللغة الروسية، وفي عام 1863 تكلل كفاحهم عندما أصدر القيصر الروسي ألكسندر الثاني اعترافًا باللغة الفنلندية كلغة رسمية لأهالي فنلندا.
وعندما استقلت عن روسيا في عام 1917، كانت دعوة القومية الفنلندية قد بلغت ذروتها؛ فمضت البلاد بعد استقلالها تحارب كل أثر للغتين السويدية والروسية، وسرعان ما اختفت الروسية لعدم تأصلها في البلاد، ولأن استخدامها كلغة رسمية في فنلندا لم يكد يتجاوز نصف قرن، ولكن السويدية التي كان لها جذور ممتدة إلى أعماق الماضي، والتي ظل استخدامها في فنلندا كلغة رسمية زهاء ستة قرون، بقيت لها آثار كثيرة في اللغة الفلندية وفي ألسنة الفنلنديين وفي مكاتباتهم حتى الآن، بل لقد أصبحت اللغة السويدية لغة التخاطب لنحو 300 ألف شخص من سكان فنلندا البالغ عددهم 4 ملايين ونصف مليون.
ولكن الفنلنديين أدركوا أخيرًا مزايا تعلم السويدية إلى جانب لغتهم الأصلية، حتى لا يصبحوا في عزلة عن السويد وسائر الدول الأسكندينافية، وأخذت سلطات هلسنكي الآن تشجع نظام تعليم اللغتين في مدارسها.
2 قد انقرضت هذه اللغة وحل محلها لسان صقلبي؛ كما سنذكر ذلك في الفقرة الثانية من الفصل الثالث، انظر على الأخص ص231.
12-
لغة الباسك Basque، أو الأسكارا Euskara، ويتكلم بها الباسكيون، وهو شعب يقطن منطقة جبال البرانس الغربية في العدوتين الأسبانية والفرنسية، بمناطق بيسكاي Biscaye وألافا Alava وجويبوزكوا Guipzcoa ونافار Navare "بأسبانيا"، وبمناطق بيون Bayonne وموليون Mauleon بفرنسا.
ويدل الإحصاء الذي عمله لويس - لوسيان بونابرت Louis-Luciec Bonaparte عام 1873 أن عدد المتكلمين بهذه اللغة يبلغ 660 ألفًا في أسبانيا، ونحو 140 ألفًا في فرنسا، ولكن ليس من شكٍّ في أن منطقة اللغة الباسكية، وبخاصة منطقتها الأسبانية، كانت قديمًا أوسع كثيرًا مما يرشد إليه هذا الإحصاء، وقد ضاقت الآن من الناحية الجغرافية عما كانت عليه عام 1873 لتغلب اللغتين الفرنسية والأسبانية على بعض أجزائها، وخاصة في أقليم نافار Navare، وأن كان عدد سكانها -وبخاصة سكان المنطقة الأسبانية- قد زاد كثيرًا عما كان عليه سنة 1873. 1
هذا، وقد هاجر إلى أمريكا عقب كشفها بعض أسرات من الباسكيين فانتشرت لغتهم في المناطق التي حلوا بها، ولا ينفك يتكلم بها الآن بضعة آلاف من أعقابهم، وتصدر بها بعض صحفهم ومجلاتهم العامة.
13-
اللغات الهيبيربورية Heperboreennes أو لغات أقصى
1 وقد وصل عددهم في أسبانيا سنة 1971 نحو مليون ونصف مليون، هذا وتواجه حكومة الرئيس فرانكو عدة حركات للمعارضة داخل أسبانيا؛ من أهمها حركة الباسك الانفصالية في مقاطعات شمال شرق أسبانيا على ساحل خليج بيسكاي، وتضم هذه الحركة مئات من الفدائيين الذين قاموا بعدة عمليات تخريب خلال السنوات الماضية من أجل تحقيق مطالب شعب الباسك، وهي الاستقلال الذاتي والاعتراف بلغته وتاريخه، ومطالب الباسك الأسباني بالاستقلال تمتد لمئات من السنين في التاريخ الأسباني الذي تعرضت خلاله للضغط والتشجيع مع تغير نظم الحكم، وكان آخر مرة حصلوا فيها على استقلالهم عام 1931، ولكن الجنرال فرانكو جاء ليفرض عليهم سلطة الدولة، ويمنع استخدام لغة الباسك والاعتراف بقومية خاصة بهم" الأهرام 11/ 5/ 1970".
الشمال، وهي لغات سيبيريا وما إليها من أقاليم المنطقة المتجمدة الشمالية، وتشمل هذه الفصيلة اللغة اليوكاجيرية Youkagir التي يتكلم بها في القسم الغربي من هذه المنطقة، والتشوكتشية Tchouktcho التي يتكلم بها نحو عشرة آلاف يقطنون سيبيريا شمالي نهر أنادير Anadyr، والكورياكية Kotyak التي يتكلم بها في المنطقة المحصورة بين نهر أنادير وشبه جزيرة كمتشاتكا Kamtchatka والكمتشادالية Kamtchadal التي يتكلم بها نحو ألفين يقطنون شبه جزيرة كمتشاتكا وجزر كوريل Kouriles، والجيلياكية Guiliak التي يتكلم بها في شمال جزيرة ساخالين Sakhaline وفي الحوض الأدنى لنهر آمور Amour.
14-
اللغات الملايوية - البولينيزية Malayo-Polynesiennes، ويتكلم بهذه الفصيلة في طائفة كبيرة من جزر المحيطين الهندي والهادي، تبدأ شرقًا بجزيرة مدغشقر -40 درجة طول شرقي باريس- وتنتهي غربًا بجزيرة باك Paques "110 درجة طول غربي باريس، وتمتد من درجة عرض 50 جنوب خط الاستواء إلى درجة عرض 30 شمالية؛ فمنطقة هذه الفصيلة تشغل نحو 210 درجات طول وثمانين درجة عرض.
وتشمل هذه الفصيلة خمس شعب لغوية وهي:
شعبة اللغات الأندونيسية lndonesiennes، وهي التي يتكلم بها بجزر أندونيسيا: جزر الفيليبين، وسيليب، وبرنيو، وجاوة، وسومطرة، ومادورا، ومدغشقر
…
إلخ.
وشعبة اللغات الميلانيزية Melanesiennes، وهي التي يتكلم بها في جزر ميلانيزيا "جزر سليمان، وسانت كروز، وتوريس، وهابريد الجديدة، ولويالتي، وفيدجي
…
إلخ".
وشعبة اللغات الميكرونيزية Micronesiennes، وهي التي يتكلم بها في جزر ميكرونيزيا "جزر جلبرت، ومرشال، وكارولين، وماريان
…
إلخ".
وشعبة اللغات البولينزية Polynesiennes، وهي التي يتكلم بها في جزر بولينزيا "جزر ساموا، وكوك، وتاهيتي أو جزر الشركة، وبوموتي، وتونجا، ومنجاريفا، وباك، وزيلندا الجديدة
…
إلخ".
وشعبة لغاب البابو Langues Papoues، وهي اللغات التي يتكلم بها في غينا الجديدة Nouvelle Guinee والجزر المجاورة لها.
15-
لغات سكان أستراليا الأصليين.
16-
اللغات الأمريكية: ويتكلم بها سكان أمريكا الأصليون -الهنود الحمر ومن إليهم- وكان يبلغ عددهم حينما كشفت أمريكا حوالي 40 مليونًا -أي: بنسبة ساكن واحد تقريبًا في كل كيلو متر مربع- ثم أخذ عددهم يتناقص شيئًا فشيئًا حتى هبط في أوائل القرن العشرين إلى حوالي 15.5 مليونًا -أي بنسبة ساكن واحد في كل 2،5 كيلو متر مربع، منهم نحو نصف مليون في الوليات المتحدة وجرونلاند، ونحو 6،5 مليون في المكسيك وأمريكا الوسطى "هوندراس وكوستاريسا، وبنما، ونيكاراجا، وجواتيمالا، وسلفادور"، ونحو 8،5 مليونًا بأمريكا الجنوبية.
وقد كان لتخلخل السكان في هذه المنطقة أثر كبير في تعدد لغاتها، فقد بلغت حسب إحصاء العلامة ريفية Rivet 1، 123 شعبة: منها 26 بأمريكا الشمالية، و20 بأمريكا الوسطى، و77 بأمريكا الجنوبية.
ومن أشهرها بأمريكا الشمالية: لغات الإيروكويين lroquoisK والألجنكويين Algonkins والإسكيمو Esquimaux، والسيو Siou، وبأمريكا الوسطى: لغات الأموسجو Amosgo، والكويكاتك Kuikatek واللنكا Lenka والمياه Maya والميسكيتو Miskito، وبأمريكا
1 V. Rivet، dans: Les Langues du Monde، pp. 597-713
الجنوبية: لغات الألاكالوف Alakaluf، والأروكان Aroukan، والأرواواك Arawak، والأتاكاما Atakama، والكاريب Karib، والأيتوناما ltonama.
هذا، ولم تظهر بعد بشكل قاطع صلة قرابة لغوية أو صفة مشتركة تربط هذه الشعب بعضها ببعض؛ فالفصيلة التي نحن بصدد الكلام عنها هي إلى الفصيلة الجغرافية أدنى منها إلى الفصيلة اللغوية.
17-
لغات السودان وغانة1: وهي لغات غير سامية ولا حامية، تتكلم بها جماعات كثيرة من سكان السودان، وخاصة السودان الجنوبي وسكان غانة، وقد قسمها العلامة موريس ديلافوس Maurice Delafosse إلى 435 لغة، ترجع إلى ست عشرة شعبة2 منها: الشعبة النيلية التشادية Nilo- tchadien "يتكلم بها في المنطقة المحصورة بين أسوان شمالًا وفاشودة جنوبًا، وتشتمل على ثلاثين لغة من أشهرها: لغات النوبة، والباريا، والتوبو، والميمي، والكوناما
…
إلخ"، وشعبة اللغات النيلية - الأبيسينية "يتكلم بها في الحوض الأوسط للنيل الأزرق، وفي حوض النيل الأبيض، وبحر الجبل، وتشتمل على خمس عشرة لغة من أشهرها: لغات الشيلوك، والدنكا، والديور، والجاميلا، والدوكو
…
إلخ"، وشعبة اللغات النيلية - الاستوائية "يتكلم بها في جنوب المنطقة السابقة، وتشتمل على ست وعشرين لغة، من أشهرها: لغات الباري، واللاتوكا، والليري، والكافيروندو، والتاتور
…
إلخ"، وشعبة لغات كردفان "يتكلم بها في منطقة كردوفان ومنطقة جبال النوبة، وتشتمل على عشر لغات، منها: لغات التالوري، واللافوفا، والتومتوم، والكاندرما
…
إلخ"، وشعبة اللغات النيلية - الكونغوية، وشعبة اللغات الغينية - الغانية.... وهلم جرَّا.
1 هي الجزء الغربي من أفريقيا، المحصور بين سنغمبيا شمالًا والكنغو جنوبًا، والواقع على سواحل خليج غانة.
2 V. Maurice Delafosse، dans:"Langues du Monde"، pp. 465-561
18-
اللغات البنطوية Langues Bantou، ويتلكم بها سكان القسم الجنوبي من أفريقيا، في منطقة واسعة على شكل مثلث ينطبق رأسه على رأس الرجاء الصالح، ويمتد ضلعه الأيمن على الساحل الشرقي لأفريقيا حتى بلاد الصومال1، وضلعه الأيسر على الساحل الغربي حتى مدينة دوالا Douala ببلاد الكمرون2، وتتجه قاعدته من بلاد الصومال إلى المحيط الأطلانطيقي مارّةً شمال أوغندة والكنغو، وكل الشعوب التي تقطن هذا المثلث تتكلم البنطوية، ما عدا قبائل الهوتنتوت والبوشيمان والنيجريين، التي سيأتي ذكرها في الفصيلة التاسعة عشرة، وما عدا المتكلمين بالإنجليزية وبالأفريكانية من سكان أفريقيا الجنوبية3.
وتشتمل هذه الفصيلة على لغات كثيرة؛ من أشهرها: لغات السوتو Sotho، والسواحلي Swahili، والدوالا Douala، والجندا Ganda، والجالوا Galoa، والتونجا Tonga، والزولو Zoulou "وهي التي يتكلم بها قبائل الزولو"4، والهوسا Haoussa "ويتكلم بها قبائل الهوسا".
هذا، وقد كان العرب على اتصال بأهل زنجبار منذ عصور سحيقة، ولذلك عنوا بدراسة لغتهم "المسماة السواحلية Swahili" ودونوها بحروف عربية، وعن طريقهم وصلنا كثير من تفاصيل هذه
1 الغاية هنا خارجة، فلغات الصومال من الشعبة الكوشيتية "إحدى شعب الفصيلة السامية الخامية" كما تقدم، انظر آخر ص202.
2 الغاية هنا داخلة، فلغلة دوالا من أهم لغات هذه الفصيلة.
3 انظر ص171 وتعليق رقم 1.
4 ينحدر الزولو من قبيلة الكافر الأفريقية، ولا يتجاوز عددهم في الوقت الراهن 245 ألفًا، يسكنون بقرى الناتال. وتعد مدينة دربان "أنشئت سنة 1824 وسميت باسم السير بنيامين دربان حاكم مستعمرة الكاب في ذلك العهد" عاصمة بلادهم، ويسكنها أكثر من ستين ألفًا منهم، وهم قوم أولو بأس وشدة وشجاعة نادرة في القتال، ولم ينفكوا يقاتلون المستعمرين من البوير والهولنديين والإنجليز ويدافعون عن استقلال بلادهم حتى غلبوا على أمرهم سنة 1883، وضمت بريطانيا بلادهم رسميًّا إلى ممتلكاتها في أفريقيا، "انظر ما نشره في هذا الصدد الأستاذ منصور جاب الله في جريدة الأهرام في 23/ 1/ 1949.
- وانظر كذلك Homburger، dans: Les Langues du Monde، p. 583.
اللهجة، أما اللغات الأخرى من هذه الفصيلة فقد عني بدراستها كثير من أعضاء الإرساليات الدينية في هذه المنطقة، ودونوها بحروف لاتينية مع أعضاء علامات لتمييز الأصوات الخاصة بها1.
19-
لغات البوشيمان والهوتنتوت والنيجريين Boschimans Hottentotes Negrilles، وهي من القبائل الأفريقية الجنوبية، تقطن أولاها الغابات الاستوائية والمناطق الصحراوية، ولا يتجاوز عدد أفرادها الآن خمسين ألفًا، وتقطن ثانيتها منطقة محصورة بين خط عرض 24 جنوب خط الاستواء، والحوض الأدنى لنهر الأورانج وبعض أجزاء من مستعمرة الكاب2، ولا يتجاوز عدد أفرادها الآن ربع مليون يتألف معظمهم من عشائر الناما Nama، وتتألف ثالتثها من أقزام يقطنون الغابات الأستوائية.
هذا، ولما كانت هذه الفصائل التسع عشرة ممثلة للقسم البدائي أو الذي وقف نموه من لغات بني الإنسان، فأهميتها النسبية أقل كثيرًا من أهمية الفصيلتين السابقتين "الهندية - الأوروبية، والحامية - السامية"، ولما كان المقام من جهة أخرى، لا يتسع في عجالة كهذه الكلام عنها وعن خصائص كل منها3؛ ولأن الباحثين، من جهة ثالثة، لم يصلوا بعد في دراسة معظمها إلى نتائج ذات بالٍ، لهذا كله آثرنا أن نقتصر على ما سبق ذكره بصددها، ونقف الجزء الباقي من هذا الفصل على تكملة البحث في الفصيلتين الهندية - الأوربية، والحامية -السامية.
1 انظر في هذه الفصيلة
Homburger، dans: Les Langues du Monde، pp. 561-591
2 كانت عشائر الهوتنتوت تقطن قديمًا منطقة واسعة جنوب نهر زمبيزي، ثم أخذت هذه المنطقة تضيق شيئًا فشيئًا تحت تأثير غارات البنطويين من الشمال، والأوروبيين من الجنوب، حتى انحصرت في الحدود التي وصفناها.
3 حاولت جمعية اللغة بباريس Societe de Lingutique de Paris تحت إشراف الأستاذين ميية Meillet ومارسل كوهن Marcel Cohen أن تعرض في كتابها "لغات العالم" Les Langues du Monde بحثًا موجزًا في هذه الفصائل التسع عشرة، فاستغرق بحثها هذا نحو ستمائة صفحة من القطع الكبير. "من 153-713". وقد اشترك في تحريره طائفة من أئمة الأخصائيين في هذه اللغات.