الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أين موقع المرويات الواردة في سيرة فاطمة رضي الله عنها من هذه القائمة؟
إن كثيراً من
مرويات سيرةِ فاطمة رضي الله عنها تُعتَبَرُ من الأحاديث النبوية
التي لايجوز أنْ يُعامِلَها المرءُ معاملةَ الروايات التاريخية ـ كما حصل لبعض المعاصرين ـ بل منها ما يدخل في أحاديث الأحكام، ومنها ما هو أرفع من أحاديث السيرة النبوية، يُعرف ذلك حَسب موضوعه.
وليس شئٌ منها يُنظر إليها على أنها رواية تاريخية فحسب، فيَنقلُ الكاتبُ ما يشاءُ اتِّكاءً على أنها روايات تاريخية! ! كما فعل بعض المعاصرين.
فسيرةُ بناتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يؤخَذُ كثيرٌ منها على أنها من قسم الأحاديث النبوية بمراتبها السابقة، والباقي كالسيرة النبوية.
إذا وردت أسانيدُ ـ غير مرفوعة ـ في شأن فاطمة رضي الله عنها:
فإن كانت تتضمن حكماً شرعياً، أو لها تعلُّق بالسيرةِ النبوية،
…
أو تتضمن أمراً يخالف ما عليه الأكثرون من الأئمة السابقين من المحدِّثين والمؤرِّخين؛ فإنه ـ والحالة هذه ـ تُعرض الأسانيد على المنهج الحديثي النقدي.
فإن لم تتضمن ماسبق؛ فإنه يتساهل فيها، خاصة إن كانت صحيحة إلى راوٍ من رواة آل البيت، فآلُ البيت أدرى بشأن آبائهم؛ وعليه فتقبل المراسيل التاريخية في هذا الباب، إذا لم تُعارَض بمثلها، ويزداد قبولها إذا كانت مُوافقة
…
لِمَا عليه أهلُ السِّيَر.
وفي الختام:
هذا ما تيسر إيرادُه على سبيل الإيجاز، والموضوعُ في نظري
…
ـ رغم ما كُتب فيه من بحوث ــ يستحقُّ الدراسةَ المطوَّلة المحرَّرَة، وإفرادَه في كتابٍ مستقلٍّ مُحَرَّرٍّ، يتضمن تطبيق القواعدِ الحديثية على مرويات: التفسير، والمغازي، والملاحم، والتاريخ، واللغة والأدب؛ لِكُلِّ نَوعٍ منها بَابٌ مُستقِلٌّ، مع ذكر نماذج تطبيقية من العلماء في كل فَنٍّ؛ وذلك لأهميةِ هذا الموضوع وخُطورَتِهِ؛ خاصةً مع ظهور دراسات جيِّدة من بعض أهل العلم في زماننا، عَرضَتْ الأخبار والقصص التاريخية على ميزان المحدِّثِين
(1)
، فحصل نفيٌ لبَعضِ ما تواترَ عند أهل العلم واستقرَّ، فكانت ـ تلك الدراسات ـ مثار تساؤل وإشكال منهجي ـ والله تعالى أعلم ـ.
* * *
(1)
من ذلك: «قصص لا تثبت» للشيخ: مشهور سلمان وآخرين، صدر منها ثمانية أجزاء،
…
و «تبصير أولي الأحلام من قصص فيها كلام» لفوزي الأثري، صدر منها خمسة أجزاء، و «ماشاع ولم يثبت في السيرة النبوية» للعوشن، وغيرها.