الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والداه يقترفان المنكرات والفواحش فكيف ينصحهما
[السُّؤَالُ]
ـ[أسرة شبه مفككة تماما فالأم صاحبة كباريه وابنها كان صغيرا ولا يقدر على حل هذا الموضوع وكانت تأتى بنساء فى بيتها وكان زوجها يمارس معهن علاقات لأنه لا يمارس مع الأم لرفضها مع أنها على علاقة برجل آخر فأحس الولد أنه يريد أن يصلح هذا الموضوع فماذا يفعل؟
مع العلم أن الأم لا تريد أن يصلح حالها ولكنه استطاع منع الأم من أن تأتي بالبنات في الشقة مع أن عمره 17 عاما فما الذي يجب فهو يوجد الشخص الذي تحبه مع زوجها في نفس الشقة فماذا على الولد أن يفعل من أجل منع والدته من هذا الأمر مع أنه حاول كثيرا فما الحل وهو ملتزم دينيا فهل تصح صلاته أم لا؟ وماذا يفعل مع والدته لكي يصلح هذا التجويف الكبير داخل العائلة مشكلة كبيرة تبحث عن حل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يحفظ هذا الشاب من تلك البيئة الفاسدة، وأن يعصمه مما يفعلونه من المنكرات والفواحش، فإنه إذا كان حالهم كما وصف، فلا شك أن ما هم عليه من الدياثة والزنا والإعانة على الفواحش، منكرات عظيمة، وأمور تشمئز منها النفوس السوية وتقشعر منها أبدان المؤمنين، والواجب على هذا الشاب أن يمنع هذه المنكرات ما استطاع، فعليه أن يمنع دخول الرجال والنساء الذين يأتون لممارسة الفاحشة، وعليه أن يبين لوالديه ما هم عليه من الخطر في دينهم، ويخوفهم العاقبة ويذكرهم بالموت وما بعده من الأهوال ويعرفهم بنعم ربهم عليهم وسعة رحمته وعظيم عفوه وقبوله للتوبة، ويعلمهم الصلاة ويعرفهم بعظم مكانتها في الإسلام وخطر تركها أو التهاون بها، مع الصبر وعدم تعجل النتيجة، وعلى أن يكون ذلك بالرفق والحكمة، فإن الوالدين مهما كان حالهما من البعد عن الله فإن لهما حقاً، لكن لا يجوز لك طاعتهما في معصية أو إعانتهما على منكر، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ *وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:14،15}
وأما عن صحة صلاته، فما دامت الصلاة مستوفية للشروط والأركان فهي صحيحة، ولا أثر لما ذكرته في صحتها، بل إن الصلاة من أعظم ما يعينه في هذه الأحوال، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. {البقرة:153}
وعليك أن تسعى لتعلم ما ينفعك من علوم الشرع، وتحرص على اختيار الرفقة الصالحة، التي تعينك على طاعة الله، وتربط قلبك بالمساجد، ومجالس العلم والذكر، وعليك بالاستعانة بالله وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1429