الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خطأ الأم لا يبرر عقوقها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 16 عشر سنة عائلتي مكونة من خمسة أفراد أبي وأمي وأنا وأختي وأخي أنا أصغرهم أختي عمرها 18 سنة أخي عمره 24 وهو يدرس في الجامعة وأختي هذه السنة سوف تباشر أيضاً الدراسة بالجامعة وأنا مازلت في المرحلة الثانوية.
المشكلة هي أن أمي دائمة التحيز إلى أخي الأكبر فبمجرد أن يحدث أي تصادم بيني وبينه أو بينه وبين أختي تدافع عنه دون أن تعرف صاحب الحق وحتى لو كان الحق على أخي فهي تفضل التحدث معنا وتركه بالرغم من أن أخي أسوأنا بالنسبة لأهلي فهو لا يساعد بعمل أي شيء إلا نادراً بالإضافة إلى أنه لا يصلي ويسمع الأغاني وأحياناً ينزعج من أمي لأتفه الأسباب ويبدأ بالصراخ عليها وقد يكفر أما أنا فأساعد أمي وأصلي والحمد لله وإذا حدث وكانت أمي منزعجة مني أو من أحد آخر أبادر إلى إرضائها وأختي أيضاً تعمل في المنزل وتساعد أمي ومع أن أمي تصلي وتقرأ القرآن وتسمع المحاضرات وهي دائماً تقول الظلم ظلمات يوم القيامة وعندما قلت لها إنها تتحيز إلى أخي أنكرت ذلك وبعد حديث عن المواقف التي تحيزت بها إلى أخي قالت لي إنه كبير ورجل كيف تتحدث معه وهو عنيد ولا يرد عليها قلت لها لا يوجد كبير وصغير في هذه الأمور كما أنها تشجعني بذلك على عقوقها وأن أصبح مثل أخي لعلها تصبح تحسب لي حساباً إذاً أنا وأختي أفضل من أخي مع أمي وأبي بالرغم من ذلك فأمي كما قلت لكم.
بقي أن أقول أن أمي إذا أرادت أي شيء كبيرا أو صغيرا من داخل المنزل أو من خارجه تطلب مني (في الداخل والخارج) أو من أختي (في الداخل) أن نقوم به ولا تطلب من أخي إلا نادراً.
ملاحظة (علاقتي مع أمي جيدة جداً ومع أبي كذلك وبالرغم من كل شيء فأنا مازلت أساعد أهلي وأمي تحبني وتحب أختي أيضاً ولا تميز بيننا وبين أخي من ناحية المال والحمد لله ولكن المشكلة الوحيدة في التمييز هي ما ذكرته بالأعلى) .
ما حكم ما تقوم به أمي؟ ما جزاؤها؟ ماذا أفعل وكيف أتصرف معها؟ ماذا يجب علي أن أقوم به لكي لا تميز بيننا؟ ماذا أقول لها؟ هل ما قمت به من مجادلة حول الموضوع معها يعتبر خطأ؟
وشكراً لكم وجزاكم الله الأجر والثواب (أنا آسف على التطويل) .]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبارك الله فيك وزادك براً بوالدتك، وعليك معرفة عظيم حقها، وجليل قدرها، فقد جعل حقها بعد حقه سبحانه، وجعل الجنة عند رجليها، وقضى سبحانه بالإحسان إليها ونهى عن إيذائها ولو بقول أف لها، وأمر بخفض الجناح رحمة بها والدعاء لها كما ربتك صغيراً.
قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
…
...
…
...
…
فلا يحملك عدم عدلها بينك وبين أخيك على أن تقتحم باب عصيانها، فتندم ولات ساعة مندم، فإن خطأ الأم لا يبرر عقوقها، فقد أوصى الله سبحانه ببر الوالدين المشركين وليس بعد الشرك ذنب، فقال سبحانه: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان: 15}
أما الأم فينبغي لها أن تعدل بين أبنائها، وأن لا تفضل بعضهم على بعض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. رواه البخاري
وينبغي للأخ أن يصبر ويحتسب، ولا بأس أن ينبه الأم، ويناصحها بقول لين كريم، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:34767.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1426