الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والده يمنعه من الزواج قبل سن الثلاثين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 22 وأحاول أن لا أغضب والدي أبدا ولكن والدي يعصي الله كثيرا ويثير المشاكل وهو يقاطع ويغضب على كل من لا يطيع أوامره حتى أن لا أحد يحبه ولا أرى أحدا إلاّ ويدعو على أبي من سوء تعامله مع الناس فكل شيء يقيسه بالنقود المشكلة أنه يريدني أن أنصاع لأوامره وأعمل بالوظيفة التي يريدها "كهربائي سيارات وبنشرجي" وعدة أشياء أنا لا أفهمها أصلا حتى أصبح خبيرا فيها ثمّ يأخذ قرضا ربويا من البنك ليفتح لي بهذا المال شركة!!!! علما أنني جامعي وشهادتي بعلم الحاسوب وهو يملك فندقا وليس بحاجة لمساعدين ويريد منّي مسايرته وإطاعته بكل شيء إلى سن 30 سنة أي 8 سنوات أخرى ولا يريدني أن أتزوج قبل ذلك أما أنا فأريد الزواج بأسرع وقت ممكن أما الآن فيريدني أن أعمل في مجال الأغاني في الحفلات لأنه يملك صالة أفراح وأنا أرفض لأن الأغاني حرام، فغضب علي وقطع علاقته معي إلى أن أوافقه على كل ما يريد وإن والدي كثيرا ما ينطق بالكفر وشتم الله"حاشا لله"،وقد دخل السجن فترة بسبب تهمة الدعارة بالفندق الذي يملكه وبتهمة الزنا علما أن أمي ما زالت طيبة
…
وأنا أصلا أريد السفر للعمل بالخارج ولا أريد العمل معه لأنه لا يخاف الله في تعامله ولا في عمل وإذا نطقت بشيء من الدين أخذ يستهزأ بي ويشتمني..هذا جزء من حالي
…
وسؤالي هو:
1-
هل غضبه مستجاب إذا غضب علي بسبب الأغاني التي يريدني أن أعمل بها وأنا لا أريد؟؟
2-
هل يجب طاعته إلى سن ال 30؟؟ علما أنه يخون العهد دائما حتى أنّه فعلها مع أخي الأكبر؟!!
3-
هل يجب طاعته بأن لا أتزوج إلى سن ال 30؟؟ علما أنني لا أطيق الصبر وأخشى من الفتن؟.
4-
هل غضبه مقبول إذا خرجت للعمل بالخارج ولم أعمل بالوظائف التي يريدها المذكورة أعلاه؟؟
5-
إذا وجدت أي نصائح أو تعليقات تفيدوني بها جزاكم الله عني كل خير إن شاء الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق وأن يهدي والدك. ولتعلم ان طاعة الوالدين وبرهما بالمعروف إليهما آكد الفرائض وأعظم الحقوق بعد حق الله تعالى.
فقد قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {العنكبوت:8} وقال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}
فلا بد من بر الوالد والإحسان إليه والرفق به ولين القول معه، ولكن ذلك مقيد بما ليس فيه مخالفة شرعية، فإذا أمر بمعصية فلا طاعة له في ذلك، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. رواه مسلم.
ولذلك فإنه لا طاعة لوالدك في العمل في الأغاني أو غيرها مما يخالف الشرع، وكذلك لا طاعة له في عدم الزواج خصوصا إذا كنت لا تستطيع الصبر وتخاف الوقوع في الفتن.
وأما عدم العمل في الخارج فعليك أن تطيعه فيه، وعليك أن تطلب عملا مباحا مناسبا في الداخل قرب والديك فذلك من تمام برهما.
والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى وبر والدك ودعوته ونصحه بالرفق واللين، لعل الله تعالى أن يهديه ويصلح حاله على يديك.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى: 70059، 38738، 66069.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1427