الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حزن وبكاء معاوية لما جاءه نعي علي بن أبي طالب
[السُّؤَالُ]
ـ[معاوية بن أبي سفيان فرح لمقتل علي بن أبي طالب وقتل مع علي بن أبي طالب.
المسألة: الحق مع علي أم مع معاوية؟
المقتولان في الجنة أم في العذاب؟
الخوارج علي علي بن أبي طالب في الجنة أم في جهنم؟
وعلي خليفة رسول الله أم معاوية؟
کيف يمکن يستقرّ علي مع معاوية في مکان واحد في الجنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
بكى معاوية لما سمع خبر استشهاد علي، والحق في الخلاف بينهما كان مع علي. ومعاوية كان مجتهدا مأجورا إن شاء الله، وعلينا أن نحسن الظن بالصحابة ونكف عن الخوض فيما حصل من الخلاف بينهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع على ما يفيد فرح معاوية باستشهاد علي رضي الله عنهما، بل قد اطلعنا على ما يخالف ذلك، فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن معاوية لما جاءه نعي علي رضي الله عنه جلس وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وجعل يبكي! فقالت له امرأته: أنت بالأمس تطعن عليه واليوم تبكي عليه! فقال: ويحك إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه وفضله وسوابقه وخيره. اهـ
وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أنه لما بلغ موته قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام فقال له: دعني عنك. اهـ
وعلي ومعاوية رضي الله عنهما كلاهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الحق فإنه كان مع علي رضي الله عنه كما يشهد له عدة أحاديث، وأما معاوية فقد كان متأولا، وقد ذكر ابن العربي وابن قدامة وابن تيمية وابن الجوزي وابن كثير أنه ما قاتل لأجل الخلافة، وإنما قاتل للمطالبة بثأر عثمان، ومن المعلوم أن الصحابة كلهم مجتهدون، فمصيبهم له أجران، ومخطئهم له أجر.
وكان علي رضي الله عنه الخليفة الذي اختاره أهل الحل والعقد في المدينة وبايعه المهاجرون والأنصار أجمعهم بالمدينة النبوية؛ كما قال ابن حجر في الفتح.
فعلي رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين المكمل لسنوات خلافة النبوة الثلاثين المذكورة في الحديث: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء. رواه أبو داود والحاكم. وصححه الألباني
وقد استدل أهل السنة على أحقيته بالخلافة وتخطئة من خالفه وقاتله بحديث أبي سعيد: ويح عمار تقتله الفئة الباغية. رواه البخاري ومسلم. واللفظ للبخاري. قال النووي: هذا الحديث حجة ظاهرة في أن عليا كان محقا مصيبا، والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك.اهـ
وأما الخوارج فقد كانوا مخطئين في الخروج على علي، وقد أبى علي رضي الله عنه عن تكفيرهم.
وأما عن مصير الناس والحكم عليهم بالنار فليس مما يهم المسلم الآن، وهم على كل قد أفضوا إلى ما قدموا، فيجب على المعاصرين الإمساك عما شجر بينهم والاشتغال في إصلاح حال المعاصرين من الأمة والسعي في هدايتهم، وراجع في فضل علي ومعاوية رضي الله عنهما، وفي حكم الخوارج، وللمزيد عما تقدم الفتاوى التالية أرقامها: 20639، 32129، 71462، 37304، 52235، 25873، 74327، 34898، 70135، 47035، 56684، 47533، 64160.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رمضان 1428