الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تلطفكم بها خير لكم ولها
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي أخت أكبر مني لا تطيع أمي وكثرت المشاكل بينهما مما أدى إلى وقوفي ضدها ومن ثم كرهها لي وهي لا تريد مكالمتي ولا حتى زوجتي ولا حتى ابني الصغير لا تحبه فنفسيتها معقدة وهي عصبية وطبيعتها غير حسنة حاول الإخوان والأخوات الكبار حل المشكلة، إلا أنها رفضت، فهل في مقاطعتي لها ذنب علي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما قامت به هذه الأخت تجاه أمها أمر لا يجوز، ومنكر عظيم، إذ أنه نوع من العقوق في حق من هي أولى بالبر والإحسان، من حملتها كرهاً، ووضعتها كرهاً، وأرضعتها من ثديها، وسهرت من أجلها، فالواجب عليها أن تتقي الله تعالى، فإن عاقبة العقوق وخيمة، هذا في ما يتعلق بأختك، أما أنتم فنصيحتنا لكم بالصبر عليها، وفي ذلك مغفرة لذنوبكم ورفعة لدرجاتكم، لأن هذا نوع من الابتلاء، وابذلوا غاية وسعكم في ردها إلى سبيل الجادة بأحسن السبل ومداراتها والتلطف بها، واستعمال المعاريض معها، بإخبارها بحب أمها لها، وأخذ هدية إليها على زعم أنها من أمها، فقد رخص الشرع في الكذب من أجل الإصلاح بين المتخاصمين، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها، هذا مع السعي إلى إزالة الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الخصام، وإيضاح ما عساه أن يكون قد وقع من سوء فهم لبعض المواقف، مع الاستعانة في ذلك كله بدعاء الله تعالى أن يصلح بينهما، ثم الاستعانة بمن هم أرجى أن يكون قولهم معتبراً عند الطرفين من أهل العلم أو من أهل العقل والرأي، ولمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:
1042، 17813، 16726.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1424