الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحكام تتعلق بالأمراض النفسية والعين والسحر
كيفية العلاج من أمراض حسية ومعنوية
س: زوجتي أصيبت بمرض معين وأصبحت تخاف من كل شيء ولا تستطيع البقاء وحدها، وآخر يقول: إنه يشكو نفس الحالة وذلك أنه لا يستطيع الذهاب إلي المسجد للصلاة مع الجماعة، ويسأل عن العلاج حتى لا يلجأ إلى الكهان والمشعوذين.
ج: إن الله جل وعلا ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علم وجهله من جهل، وإن الله سبحانه وتعالى جعل فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة العلاج لجميع ما يشكو منه الناس من أمراض حسية ومعنوية وقد نفع الله بذلك العباد، وحصل به من الخير ما لا يحصيه إلا الله عز وجل.
والإنسان قد تعرض له أمور لها أسباب فيحصل له من الخوف والذعر ما لا يعرف له سببا بينا.
والله جعل فيما شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الخير والأمن والشفاء ما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى.
فنصيحتي لهذين السائلين وغيرهما: أن يستعملوا ما شرعه الله تعالى من الأوراد الشرعية التي يحصل بها الأمن والطمأنينة وراحة النفوس والسلامة من مكائد الشيطان، ومن ذلك قراءة آية الكرسي. وهي قوله تعالى:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (1) إلي آخر الآية. وهي أعظم آية في كتاب
(1) سورة البقرة الآية 255
الله وأفضل آية في كتاب الله عز وجل؛ لما اشتملت عليه من التوحيد والإخلاص لله عز وجل وبيان عظمته جل وعلا، وأنه الحي القيوم المالك لكل شيء ولا يعجزه شيء سبحانه وبحمده.
فإذا قرأ هذه الآية خلف كل صلاة كانت له حرزا من كل شر، وهكذا قراءتها عند النوم فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن «من قرأها عند النوم لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح (1) » .
فليقرأها الخائف عند النوم وبعد كل صلاة، وليطمئن قلبه وسوف لا يرى ما يسوؤه إن شاء الله، إذا صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما قال واطمأن قلبه لذلك، وأيقن أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق والصدق الذي لا ريب فيه.
وقد شرع الله سبحانه وتعالى: أن يقرأ المسلم والمسلمة بعد كل صلاة قل هو الله أحد والمعوذتين فهذا أيضا من أسباب العافية والأمن والشفاء من كل سوء، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
والسنة أن يقرأ الإنسان هذه السور الثلاث بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب (ثلاث مرات) ، وهكذا إذا أوى إلى فراشه يقرؤهن ثلاث مرات؛ لصحة الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
ومما يحصل به الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من كل شر: أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات من شر ما خلق (ثلاث مرات) صباحا ومساء «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (2) » فقد جاءت الأحاديث دالة على أنها من أسباب العافية.
وهكذا «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في
(3)
(1) رواه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده برقم 3275.
(2)
صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708) ، سنن الترمذي الدعوات (3437) ، سنن ابن ماجه الطب (3547) ، مسند أحمد بن حنبل (6/409) ، سنن الدارمي الاستئذان (2680) .
(3)
سنن الترمذي الدعوات (3388) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3869) .