المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ التوسل بالأنبياء والأولياء - فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - جـ ١

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء]

فهرس الكتاب

- ‌ أنواع التوحيد

- ‌توحيد الربوبية

- ‌ الرزق من عند الله إيجادا وتقديرا وإعطاء وكسبا وتسببا

- ‌نظرية التطور والارتقاء

- ‌كيفية خلق الإنسان

- ‌أنتم خلفاء الله في أرضه

- ‌هل يقال عن الهواء ونحوه أنه طبيعي

- ‌ معنى العبادة

- ‌«من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة»

- ‌ حقيقة الإسلام

- ‌ العبودية الحقيقية

- ‌ تفسير كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)

- ‌ مفهوم العبودية في الإسلام

- ‌ ليس للأولياء تصرف في أحد

- ‌ الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله

- ‌ الاستغاثة بالأموات أو الغائبين شرك أكبر

- ‌ نداء خدام الأسماء الحسنى لقضاء الحاجات

- ‌ الاستعانة بالجن أو الملائكة والاستغاثة بهم

- ‌ ذكر الله جماعة بصوت واحد على طريقة الصوفية بدعة

- ‌ هل هناك أحد غير الله يستطيع تفريج الهم والغم ودفع المصائب

- ‌ الأموات صالحين كانوا أو غير صالحين لا يسمعون كلام البشر

- ‌ حكم الله فيمن يستغيث بالأولياء عند نزول حادث به

- ‌ الدعاء بجاه رسول الله أو بجاه فلان من الصحابة أو غيرهم

- ‌ دعاء الله بأسمائه الحسنى والتوسل إليه بها

- ‌ شرع الله سبحانه الدعاء وأمر به

- ‌دعاء الله

- ‌الاستعانة

- ‌ يعين الأحياء من الأولياء وغير الأولياء من استعان بهم في حدود الأسباب العادية

- ‌ الاستعانة بالأنبياء والأولياء

- ‌ الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه

- ‌النذر

- ‌ النذر لغير الله

- ‌الذبح لغير الله

- ‌ الاستعانة بقبور الأولياء أو النذر لهم أو اتخاذهم وسطاء عند الله

- ‌ النذر لأضرحة المشايخ شرك

- ‌ السجود على المقابر والذبح عليها

- ‌ الذبح للميت الذي يدعي أنه ولي الله ويبنى عليه الجدران

- ‌ الذبح عند القبر

- ‌ ذبح الذبائح عند أضرحة الأولياء

- ‌ علماء يضربون الدفوف والطبل ويبنون مساجد على القبور

- ‌ الطواف حول أضرحة الأولياء

- ‌ الذبح للجن

- ‌ أحل ذبيحة مشرك الشرك الأكبر لذكره اسم الله عليها

- ‌(الذبح على عتبة المنزل الجديد)

- ‌ أكل اللحم الذي يذبح لمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الموالد

- ‌ من نطق بالشهادتين مصدقا بما دلتا عليه وعمل بمقتضاهما فهو مسلم مؤمن

- ‌ ذبح الذبيحة للضيف

- ‌ الصلاة خلف رجل يأكل ما ذبح لغير الله

- ‌تعظيم غير الله سبحانه

- ‌ لا يجوز الانحناء تحية للمسلم ولا للكافر

- ‌ وقوف الطلبة لمدرسيهم أثناء دخولهم الفصول

- ‌ تحية العلم في الجيش وتعظيم الضباط وحلق اللحية فيه

- ‌ تلاوة سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة للاستشفاء

- ‌ الرقية بالقرآن والأذكار والأدعية

- ‌ التداوي من القرآن والتراقي به واتخاذ المعوذات والتمائم منه

- ‌ رقية المريض بقراءة القرآن والأذكار والدعوات النبوية

- ‌ كتابة شيء من آيات القرآن الكريم

- ‌ رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعة

- ‌ الرقية بالقرآن وبالأذكار والدعوات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ العلاج الشرعي للذي مسه الجني

- ‌ الرقية بما ليس فيه شرك

- ‌ للمسلم أن يدعو بأسماء الله تعالى لشفاء الأمراض

- ‌ الذهاب إلى السيد في حالات المرض

- ‌ رقية يتداولها بعض البوادي للاستشفاء بها من لدغات الهوام وغيرها

- ‌ الذهاب إلى من يفعل أعمال الشرك من دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم

- ‌ علاج المريض بمس الجن بقراءة آيات من القرآن عليه

- ‌تأثير العين

- ‌ حقيقة العين -النضل

- ‌ علاج الإصابة بالعين

- ‌مس الجن وعلاجه

- ‌ الجن صنف من مخلوقات الله ورد ذكرهم في القرآن والسنة

- ‌ مس الجن الإنسان أمر واقع

- ‌ الذهاب إلى الكنيسة لعلاج الصرع

- ‌التمائم

- ‌ كتابة آيات من القرآن أو غيرها من الأدعية المأثورة وتعليقها على المريض

- ‌ تعليق التمائم على الإنسان أو غيره من القرآن

- ‌ التميمة والحجاب بآيات قرآنية

- ‌ قراءة القرآن في الماء للمريض وشربه

- ‌ حكم الرقى والتمائم

- ‌«من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له

- ‌ الصلاة بالتمائم

- ‌ استخدام السلسلة لحماية النفس وللتسويق، وتقديمها إلى بنت للزواج معها

- ‌ تعليق التمائم من القرآن وغيره

- ‌السجود لغير الله

- ‌ الركوع لأحد مثل الوالدين

- ‌ الحلف بغير الله

- ‌ القسم بغير الله

- ‌ الصلاة خلف من يحلف بغير الله ويلبس التمائم

- ‌ الحلف بالله وصفاته

- ‌الحلف بشيخ من الصالحين

- ‌الخوف

- ‌ دعته امرأة ذات جمال إلى الفاحشة فأبى خوفا من الله

- ‌ الخوف من الله ومن وعيده وعذابه مما يحمد شرعا

- ‌ الخوف من الله

- ‌اليأس من رحمة الله

- ‌ حقيقة التوكل على الله

- ‌الغلو في الدين

- ‌ زيارة القبور لغير النساء

- ‌«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

- ‌ السجود على المقابر والذبح عليها وثنية جاهلية وشرك أكبر

- ‌ الصلاة في مسجد دفن فيه ميت

- ‌ الصلاة في المساجد التي يوجد بها قبور ومقامات

- ‌ بناء المساجد على قبور أولياء الله الصالحين

- ‌ البناء على القبور بدعة منكرة

- ‌ سب دين الإسلام ردة عظيمة

- ‌ جعل القبر في المسجد

- ‌ تخصيص موضع من المسجد لدفن من بنى المسجد وغيره

- ‌زيارة المسجد النبوي

- ‌ الله تعالى وحده هو الواجب الوجود بنفسه

- ‌ أول خلق الله من البشر آدم عليه الصلاة والسلام

- ‌ النبي صلى الله عليه وسلم نور هدى ورشاد

- ‌ لم تخلق السماوات والأرض من أجله صلى الله عليه وسلم

- ‌ نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية

- ‌ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ونداؤه والاستعانة به بعد موته

- ‌«من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي

- ‌أبو طالب

- ‌ مات أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم كافرا

- ‌التوسل

- ‌ التوسل بالأولياء

- ‌ التوسل بالأنبياء والأولياء

- ‌ التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم وبجاه أولياء الله

- ‌ التوسل بالقرآن والأيام

- ‌ الحلف بغير الله

- ‌ التوسل بحق الأنبياء والأولياء والسؤال بهم:

- ‌ التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بصيغة التمريض

- ‌ الكذب والمخادعة لولي الأمر والاحتيال عليه

- ‌«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

- ‌ترك الحجاب معصية

- ‌ طاعة الوالدين واجبة في المعروف

- ‌ تعلم السحر

- ‌ التسبب بإيذاء الغير وإيصال المضرة إليه

- ‌ علاج السحر الذي يبيحه الشرع

- ‌ حل السحر بسحر مثله

- ‌ فك السحر بالسحر

- ‌خوارق العاداتوما يظن أنه منها

- ‌ كرامات الأولياء

- ‌أولياء الله: هم أهل الإيمان والتقوى

- ‌ الكهانة

- ‌ النظر في الطالع

- ‌ الصلاة خلف الكاهن الفاسق الذي يدعي علم المغيبات

- ‌ الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات

- ‌ الذهاب إلى الكاهن والعراف ونحوهما وسؤالهم

- ‌ إتيان الكهان والعرافين والسحرة ولا سؤالهم عن شيء من أمور الغيب

- ‌ إتيان الكهان للعلاج ونحوه

- ‌ إتيان الكهان وتصديقهم

- ‌ لا ثأثير لأحد بنفع أو ضر إلا بشيء قد كتبه الله

- ‌ الذهاب لمن يدعون علم المغيبات

- ‌ مراجعة الطبيب الذي يعالج بالأدوية العربية

- ‌ التنجيم

- ‌ بناء الأحكام على مواقيت النجوم

- ‌ الحديث إلى الحجر ودعاؤه ومناجاته شرك

- ‌ علم الحساب والنظر في النجوم

- ‌ يومية المنار بنسبة رمضان

- ‌ الشعوذة

- ‌استخدام الجني واستحضاره بأدعية وتعويذات

- ‌ تكليم الموتى

- ‌ المخترعات الحديثة

- ‌التشاؤم من الشهور أو الأيام أو الطيور ونحوها

- ‌التصوير

- ‌ التصوير الشمسي والاحتفاظ بالصور الشمسية

- ‌ التصوير في الإسلام

- ‌ تصوير ذوات الأرواح بالكاميرا أو غيرها من آلات التصوير

- ‌ تصوير ذوات الأرواح حرام سواء كان تصويرا مجسما أو شمسيا أو نقشا بيد أو آلة

- ‌ التصوير بالكاميرا

- ‌ شبهات حول تحريم التصوير الفوتوغرافي

- ‌ رسم ذوات الأرواح

- ‌ تصوير ذوات الأرواح

- ‌ تصوير ذوات الأرواح مطلقا حرام

- ‌ الصيني الموجود عليه تصوير مع العلم أنه يترك ولا يستخدم إلا للضرورة

- ‌ عشق الصور

- ‌ الصور التوضيحية التي في الكتب الدراسية، والكتب العلمية والمجلات

- ‌ الرسم على السبورة رسوما تخطيطية في عملية التعليم

- ‌ المجسمات الفنية للحرمين الشريفين

- ‌ وضع صورة إنسان أو حيوان في المسجد

- ‌ اقتناء المجلات التي فيها صور

- ‌ اصطحاب الجرائد اليومية والمجلات التي تحتوي على صور

- ‌ الصور التي في داخل الكتب

- ‌ ما كان من الفن نحتا أو تصويرا لذوات الأرواح

- ‌ إقامة التماثيل

- ‌ النحت والتصوير الكلاسيكي والفن التجريدي

- ‌ التصوير بالكاميرا صورا عائلية

- ‌ اقتناء الصور التذكارية

- ‌ أخذ صور المصلين في حالة الجماعة وصور الأطفال حين يقرأون القرآن

- ‌ الصور التي على النقود

- ‌جعل صور ذوات الأرواح في الحيطان ونحوها

- ‌ تعليق الصور في الحيطان

- ‌ تعليق الصور بالحائط أو جدران المنازل

- ‌ الاحتفاظ بما حرم الله من الصور

- ‌ تصوير ذوات الأرواح حرام والكسب به

- ‌ تمثيل الصحابة

- ‌ اقتناء الطيور والحيوانات المحنطة

- ‌ صورة وجه المرأة في جواز السفر وغيره

- ‌الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة

- ‌ تصوير ذوات الأرواح من إنسان أو حيوان حرام إلا ما ألجأت إليه الضرورة

- ‌ تصوير دفاتر حفائظ النفوس والمستندات التي تحمل صورا

- ‌الكبائر

- ‌ لا يقال لمن زنى أو شرب الخمر: أنت كافر

- ‌ لا يخلد المؤمن في النار

- ‌ حلق اللحية وإسبال الملابس

- ‌ تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ

- ‌ خلق الله الخلق لعبادته وحده لا شريك له

- ‌ الظواهر الشركية في المجتمعات الإسلامية

- ‌ حكم الجاهل المخالف للعقيدة

- ‌الشرك الأصغر

- ‌ الحلف بغير الله

- ‌ التفاخر في العلم أمام الناس

- ‌ التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم عند الاختلاف

- ‌ الطاغوت: كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع

- ‌ لا يجوز للمسلم أن يتحاكم إلى حكومة غير مسلمة

- ‌ مشاركة المسلم للنصراني فيما لا يخالف شرائع الإسلام

- ‌ الدعاء على الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله

الفصل: ‌ التوسل بالأنبياء والأولياء

«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (1) » .

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 503

السؤال الأول من الفتوى رقم (2961) :

س1: ما حكم الإسلام في‌

‌ التوسل بالأنبياء والأولياء

؟

ج1: التوسل بالأنبياء والأولياء قول مجمل يحتمل أنواعا يختلف الحكم باختلافها وبيان ذلك. أولا: أن يطلب من النبي أو الولي في حياته وعلى مسمع منه أن يدعو له، وهذا جائز، ومنه طلب أعرابي من النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب خطبة الجمعة أن يدعو الله تعالى لينزل الغيث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه فأنزل الغيث، ثم طلب منه الجمعة التي بعدها أن يدعو الله تعالى أن يرفع الغيث عنهم لما أصاب الناس من ضر فدعا صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه أن يجعله على الآكام والظراب.. إلخ؛ لما ثبت عن أنس بن مالك أنه قال: «أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع

ص: 503

يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب مثل الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا لا علينا، فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود (1) » رواه البخاري ومسلم وثبت عن أنس أيضا رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال:«اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون (2) » رواه البخاري وهذا ليس توسلا بالجاه والحرمة والحق ونحو ذلك، وإنما هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حياته أن ينزل المطر أو يدفع الضر، وكذا التوسل بدعاء العباس ربه، وعلى هذا يكون هذا التوسل من النوع الأول، ويدل على ذلك عدول عمر والصحابة رضي الله عنهم عن

(1) الإمام أحمد (3 / 104، 187، 194، 245، 261، 271) ، والبخاري (1 / 224) و (2 / 16، 18، 19، 21، 22) و (4 / 173) و (7 / 95، 154) ، و [مسلم بشرح النووي](6 / 191) ، و [الموطأ](1 / 191) ، وأبو داود (1 / 694) ، والنسائي (3 / 159، 162) ، وابن ماجه (1 / 404) .

(2)

صحيح البخاري الجمعة (1010) .

ص: 504

التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بعمه العباس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم محترم حيا وميتا، وجاهه عند ربه وعند المؤمنين عظيم حيا وميتا.

ثانيا: أن يتوسل إلى الله في دعائه بجاه نبي أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو حقه أو بركته فيقول: (اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا فليس بمشرك شركا يخرج عن الإسلام لكنه ممنوع؛ سدا لذريعة الشرك، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام، كما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، وقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1) فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه

(1) سورة الأنعام الآية 108

ص: 505

انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب، وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء، وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (1){وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (2) الآية. وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (3) » ، ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعبادة توقيفية، ولم يرد في كتاب الله ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (4) » .

ثالثا: أن يدعو الأنبياء أو الأولياء ويستغيث بهم في قضاء حاجاتهم، كقول أحدهم: يا رسول الله، فرج كربتي أو اشفني، أو يقول: مدد مدد يا رسول الله، أو يا حسين، فهذا ونحوه شرك

(1) سورة النور الآية 30

(2)

سورة النور الآية 31

(3)

صحيح البخاري الجنائز (1390) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531) ، سنن النسائي المساجد (703) ، مسند أحمد (6/274) ، سنن الدارمي الصلاة (1403) .

(4)

صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .

ص: 506

أكبر يخرج قائله من الإسلام، وقد أنزل الله كتبه وأرسل رسله لإبطال ذلك والتحذير منه.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 507

السؤال الثالث من الفتوى رقم (3207) :

س3: لقد وجدت في كتاب [شفاء السقام في زيارة خير الأنام] للشيخ تقي الدين السبكي الشافعي من باب التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم في صفحة 160 إلى 178 خلافا وأحاديث تدعو إلى الاستفهام، أفيدونا أفادكم الله عن هذا الكتاب وبالأخص باب التوسل؟

ج3: زيارة قبور الأموات سنة؛ لحث النبي صلى الله عليه وسلم عليها، ولإكثاره من زيارتها، وذلك للعظة والعبرة، وتذكر الموت والدعاء للأموات المسلمين بالمغفرة والرحمة مثل: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، ونحو ذلك من الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، وليست زيارتهم لدعائهم والاستعانة بهم والاستشفاع بهم فإن ذلك شرك، ولا يجوز شد الرحال

ص: 507

لزيارتهم ولا السفر لذلك وإن لم يكن فيه شد الرحال ولكن الناس غلوا في زيارة القبور فسافروا إليها ودعوا الأموات لجلب النفع وكشف الضر إلى غير ذلك من البدع التي تفعل عندها، وممن غلا في ذلك الشيخ تقي الدين السبكي الشافعي في كتابه [شفاء السقام..] وقد رد عليه الشيخ محمد بن عبد الهادي في كتابه [الصارم المنكي في الرد على السبكي] ، فإذا أردت التوسع في ذلك فاقرأ كتاب [الصارم المنكي] ، وكتاب [التوسل والوسيلة] لابن تيمية رحمهما الله، ففيهما قوة في إثبات الحق وقوة في الرد على الباطل مع الأدلة ووضوح العبارة.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 508

السؤال الأول من الفتوى رقم (3627) :

س1: جعل الولي وسيلة للشفاء من الأمراض، زيارة المقابر بالذبائح وجعلها نذرا، عمل موالد سنوية للأولياء؟

ج1: جعل الولي وسيلة للشفاء من الأمراض بأن يقول الإنسان: اللهم اشف مريضي بجاه الولي فلان - ممنوع؛ لأنه

ص: 508

وسيلة إلى الشرك وتوسل مبتدع لا أصل له في الشرع المطهر، وإن كان بدعائه مثل أن يقول: يا إمام يا شافعي، اشف مريضي - فهو شرك أكبر.

وزيارة القبور للتذكر والاتعاظ والعبرة وللدعاء للأموات بالمغفرة والرحمة سنة، وزيارتها لطلب التبرك من أهلها والاستغاثة بهم ورجائهم في قضاء الحاجات وكشف الكربات - شرك أكبر يخرج من الإسلام والعياذ بالله، ونذر الذبائح لها شرك أكبر، وذبحها لها ولو بلا نذر شرك أكبر، قال تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (1) وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (2)

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة الإسراء الآية 23

(2)

سورة المؤمنون الآية 117

ص: 509

السؤال الأول من الفتوى رقم (4217) :

س1: التوسل بأحد من خلقه يقول: إن هذه المسألة

ص: 509

اضطربت فيها الأمة وإن أكثر العلماء قالوا بها، ومنهم الإمام أحمد إمام أهل السنة وابن قدامة والنووي والشوكاني وابن حجر العسقلاني وخلق كثير من العلماء، ومنهم أيضا محمد بن عبد الوهاب، فهل الشيخ محمد قال بها أم لا؟ وأين الحق في هذه المسألة بأدلة شافية ترد على من يقول: إنه لم يخالف فيها إلا ابن تيمية والألباني يعني: أنهما فقط اللذان منعا التوسل بأحد من خلقه؟

ج1: التوسل بذوات المخلوقين أو جاههم أو حقهم سواء كانوا أنبياء أو صالحين فيه خلاف بين أهل العلم، والذي عليه جمهور أهل العلم عدم الجواز وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وسئلت اللجنة سؤالا مماثلا فأجابت بالجواب التالي:

الولي: كل من آمن بالله واتقاه ففعل ما أمره سبحانه به وانتهى عما نهاه عنه وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام. قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (1){الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (2)

والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع:

الأول: أن يطلب إنسان من الوالي الحي أن يدعو الله له بسعة

(1) سورة يونس الآية 62

(2)

سورة يونس الآية 63

ص: 510

رزق أو شفاء من مرض أو هداية وتوفيق ونحو ذلك - فهذا جائز، ومنه طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم حينما تأخر عنهم المطر أن يستسقي لهم، فسأل صلى الله عليه وسلم ربه أن ينزل المطر، فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في حلافة عمر رضي الله عنهم وطلبهم منه أن يدعو الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمن الصحابة على دعائه

إلى غير هذا مما حصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من طلب مسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر.

الثاني: أن ينادي الله متوسلا إليه بحب نبيه واتباعه إياه وبحبه لأولياء الله بأن يقول: اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا - فهذا جائز؛ لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح، ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة.

الثالث: أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول: (اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين) مثلا فهذا لا يجوز؛ لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيما عند الله وخاصة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم غير أنه ليس سببا شرعيا ولا عاديا لاستجابة الدعاء؛ ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس مع أن جاهه عليه الصلاة

ص: 511

والسلام فوق كل جاه، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له.

الرابع: أن يسأل العبد ربه حاجته مقسما بوليه أو نبيه أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول (اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان أو بحق نبيك فلان) ، فهذا لا يجوز، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع، وهو على الله الخالق أشد منعا، ثم لا حق لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله أو يتوسل به. هذا هو الذي تشهد له الأدلة، وهو الذي تصان به العقيدة الإسلامية وتسد به ذرائع الشرك.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 512

السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم (5156) :

س2: بعض العامة إذا أراد أن يقوم من مجلسه عمد على يديه وقال: آجاه النبي، أو آجاه رسول الله، أو يا رضاء الوالدين، وهؤلاء العلماء أنفسهم يقولون من قال: يا رضاء الوالدين، أو آجاه

ص: 512