الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقرءوا فيها شيئا، بل إذا وجد عندكم شيء فادفنوه أو حرقوه؛ لأن الحق الذي فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدق بباطل وربما كذب حقا، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها.
وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوراة لما أنكر الرجم اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام، واعترفوا بعد ذلك.
فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي؛ كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وجد عندهم شيء من التوراة أو الإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محل طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد.
هل هناك أجر في قراءة الأحاديث النبوية
؟
س2: يقول السائل: وردت الأدلة على الأجر في قراءة القرآن الكريم، فهل هناك أجر في قراءة الأحاديث النبوية؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الجواب: نعم قراءة العلم كلها فيها أجر، تعلم العلم، وطلب العلم من طريق القرآن، ومن طريق السنة فيه أجر عظيم، فالعلم يؤخذ من
الكتاب، ويؤخذ من السنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«خيركم من تعلم العلم وعلمه» (1) وجاء في قراءة القرآن أحاديث كثيرة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم:«اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة» (2) رواه مسلم.
وقال -ذات يوم- عليه الصلاة والسلام: «أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان -وادي في المدينة - فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقالوا: كلنا يحب ذلك يا رسول الله، فقال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل» (3) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فهذا يدل على فضل تعلم القرآن، وقراءة القرآن.
وفي حديث ابن مسعود: «من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها» (4) .
هكذا السنة إذا تعلمها المؤمن، فقرأ الأحاديث ودرسها يكون له أجر عظيم؛ لأن هذا من تعلم العلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» (5) ، وهذا يدل على أن دراسة العلم، وحفظ الأحاديث، والمذاكرة فيها من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» (6) متفق عليه، والتفقه في الدين يكون من طريق الكتاب، ويكون من طريق السنة، والتفقه في السنة من الدلائل على أن الله أراد بالعبد خيرا كما أن التفقه في القرآن دليل على ذلك، والأدلة في هذا كثيرة والحمد لله.
(1) صحيح البخاري فضائل القرآن (4739) ،سنن الترمذي فضائل القرآن (2907) ،سنن أبو داود الصلاة (1452) ،سنن ابن ماجه المقدمة (211) ،مسند أحمد بن حنبل (1/69) ،سنن الدارمي فضائل القرآن (3338) .
(2)
صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (804) ،مسند أحمد بن حنبل (5/255) .
(3)
صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (803) ،سنن أبو داود الصلاة (1456) ،مسند أحمد بن حنبل (4/154) .
(4)
سنن الترمذي فضائل القرآن (2910) .
(5)
صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699) ،سنن الترمذي العلم (2646) ،سنن أبو داود الأدب (4946) ،سنن ابن ماجه المقدمة (225) ،مسند أحمد بن حنبل (2/252) ،سنن الدارمي المقدمة (344) .
(6)
صحيح البخاري العلم (71) ،صحيح مسلم الإمارة (1037) ،سنن ابن ماجه المقدمة (221) ،مسند أحمد بن حنبل (4/93) ،موطأ مالك الجامع (1667) ،سنن الدارمي المقدمة (226) .