الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناجية، وإلا فلا.
والمقصود أن الميزان هو القرآن العظيم والسنة المطهرة في حق كل فرقة، فمن كانت أعمالها وأقوالها تسير على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه داخلة في الفرقة الناجية، ومن كانت بخلاف ذلك؛ كالجهمية والمعتزلة والرافضة والمرجئة وغير ذلك، وغالب الصوفية الذين يبتدعون في الدين ما لم يأذن به الله، هؤلاء كلهم داخلون في الفرق التي توعدها الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار حتى يتوبوا مما يخالف الشرع.
وكل فرقة عندها شيء يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه، وترجع إلى الصواب وإلى الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبهذا تنجو من الوعيد، أما إذا بقيت على البدع التي أحدثتها في الدين ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنها داخلة في الفرق المتوعدة، وليست كلها كافرة، إنما هي متوعدة بالنار، فقد يكون فيها من هو كافر لفعله شيئا من الكفر، وقد يكون فيها من هو ليس بكافر ولكنه متوعد بالنار، بسبب ابتداعه في الدين، وشرعه في الدين ما لم يأذن به الله سبحانه وتعالى.
تفسير حديث: بدأ الإسلام غريبا
..
س 4: قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود
…
» (1) إلى آخر الحديث. نرجو تفسير هذا الحديث وبيان مدى صحته؟
الجواب: هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود
(1) صحيح مسلم الإيمان (145) ،سنن ابن ماجه الفتن (3986) ،مسند أحمد بن حنبل (2/389) .
غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» (1) وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: «قيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس» (2)
وفي لفظ آخر: «الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي» (3) وفي لفظ آخر: «هم النزاع من القبائل» (4)، وفي لفظ آخر:«هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير» (5) .
فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة، وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس، إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقل أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين، هؤلاء هم الغرباء، وهم الذين قال الله فيهم وفي أشباههم:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (6){نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} (7){نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (8)[فصلت: 30-32] . {مَا تَدَّعُونَ} (9) أي ما تطلبون.
فالإسلام بدأ قليلا غريبا في مكة لم يؤمن به إلا القليل، وأكثر الخلق عادوه وعاندوا النبي صلى الله عليه وسلم وآذوه، وآذوا أصحابه الذين أسلموا، ثم انتقل إلى المدينة مهاجرا وانتقل معه من قدر من أصحابه، وكان غريبا أيضا حتى كثر أهله في المدينة وفي بقية الأمصار، ثم دخل الناس في دين الله
(1) صحيح مسلم الإيمان (145) ،سنن ابن ماجه الفتن (3986) ،مسند أحمد بن حنبل (2/389) .
(2)
مسند أحمد بن حنبل (4/74) .
(3)
سنن الترمذي الإيمان (2630) .
(4)
سنن الترمذي الإيمان (2629) ،سنن ابن ماجه الفتن (3988) ،مسند أحمد بن حنبل (1/398) ،سنن الدارمي الرقاق (2755) .
(5)
مسند أحمد بن حنبل (2/177) .
(6)
سورة فصلت الآية 30
(7)
سورة فصلت الآية 31
(8)
سورة فصلت الآية 32
(9)
سورة فصلت الآية 31