الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوظيفة شرط الزواج
المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز المجيدل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته
التاريخ 30-4-1424
السؤال
أنا متخرج من الجامعة ولم أحصل على وظيفة حتى الآن. ولكني شاب مهتد ولله الحمد..والقصة هي أنني قبل وقت وقعت في حب فتاة وفي نفس الوقت هي أيضا وقعت في حبها لي، ووظفنا هذا الحب بالطريق الأمثل والشرعي وهو الزواج..، ولكن والد هذه الفتاة لا يريد أن يزوج ابنته إلا لرجل ذي وظيفة ومرتب مرتفع وأنا على هذه الحال لا أستطيع إلا الصبر سنتين أو ثلاث حتى تأتي الوظيفة أو لا تأتي، وأنا لا أستطيع البعد عنها وهي لا تستطيع البعد عني، وكلانا لا يريد إلا الطريق الشرعي، مع العلم بأن أهلها يرفضون ذلك إلا بشروط،..أفيدوني ماذا أعمل؟؟.
جزاكم الله خيراً
الجواب
نبارك لك زيارة موقعك الإسلام اليوم، وعرضك هذه المشكلة، أخي الكريم اعلم أني سأبعث لأبيها رسالة أنت حاملها، إنك أيها الأب المبارك تعيش المسؤولية وتؤدي الأمانة، فحرصك على إسعاد ابنتك مما يجب عليك، وحسن اختيار الزوج من رعاية الأمانة، مما يؤكد في اختيار الزوج أن يكون ذا مال يستطيع أن يسعد ابنتك، وقد جعل المال الذي هو مؤنة النكاح الاستطاعة، قال صلى الله عليه وسلم:"من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، ومعلوم أن القدرة على النكاح - الجماع- يستطيعها كل الشباب الأسوياء، فليس ثمة مراد للرسول صلى الله عليه وسلم إلا المهر وما بعده، وقد أجر نبي من أولى العزم نفسه لأبي زوجته ثمان سنين.
لإعفاف نفسه، فهل أراك تفرط في ابنتك وتزوجها من يعجز عن القيام بما تحتاج إليه كل زوجة؟ أيها الأب المبارك تذكر أن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها استشارت الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن تقدم لخطبتها فقال صلى الله عليه وسلم:"أما أبو جهم فكان لا يضع العصا عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له أنكحي أسامة" - الحديث، فذكر لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن المانع من قبول معاوية أنه لا مال له مع أن أبا سفيان رضي الله عنه كان موسراً ومرجواً، وهو والده، وأمه من أعظم الأمهات رعاية وعناية هند بنت عتبة عالية الشرف رضي الله عنهم، فكأني بمن خطب ابنتك يحمل شهادة ولا يحمل مالاً كمعاوية، لديه أم عظيمة شريفة مشفقة وأب غني ومع ذلك فقد وصف حاله الرسول صلى الله عليه وسلم "صعلوك لا مال له".
وأما الرسالة الثانية فإليك وحدك، إلى قلبك المعنى، إلى روحك الخفاقة، إلى شوقك وحبك، اعلم وفقك الله أن الزواج مسؤولية وواجبات وحقوق، وأن المال من أعظم أسباب سعادة الحياة بين الزوجين، وأن العاجز عن تلبية الطلبات هو المهموم وليس زوجه، وأن بيت الزوجية لا يصلح أن يكون خيمة ولا شقة خالية من المهمات والحاجيات، فلذا عليك بالصبر، فخير عيشنا الصبر، كما قال عمر رضي الله عنه، وفي الحياة منى لا تدرك، وآمال تحتاج إلى أعمال، فالعاقل من لم تطغ رغائبه على مصالحه، فاصرف النفس وألجم القلب، وأعرض بالبصر، ومن غاب عن البصر فإنه يخف عن القلب خياله، واحرص على نفع نفسك" أحرص على ما ينفعك ولا تعجز
…
"، فإذا تحسن وضعك فأنت مطلوب لا طالب، ولا بارك الله ولا حيا الله حباً يلفك بالحاجة، ويذل نفسك فتقبل الإحسان والصدقة، ويزاح عنك الواجب من المناسبات لأنك مسكين لا تجد، فالعزة وقوة النفس والترفع عن الاحتياج للآخرين بوابة الرفعة، وقد قال بعض الصحابة رضي الله عنهم يقطع ذكره ولا يسأل الناس، هذا معنى قوله رضي الله عنه حفظك الله ورزقك الصبر، وانتظار الفرج، وهداك للتي هي أحسن من الأحوال، والله أعلم.