الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل تفسخ العقد لتتزوج بمن تحب
؟
المجيب د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي بمحكمة رماح
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة
التاريخ 25/1/1425هـ
السؤال
أنا شابة مقبلة على الزواج، عمري فوق العشرين سنة، مشكلتي مع شابين مسلمين، يصعب تفضيل أحدهما على الآخر؛ لما يتمتعان به من خُلُق ودين.
الأول: تعرفنا على بعضنا البعض منذ سنة تقريباً، وأعجب كل منا بالآخر، فوقعت في حبه، واتفقنا على الزواج حين تسمح الظروف بذلك.
الثاني: فُرِض علي من قبل عائلتي، وخصوصاً أمي التي ألحت عليَّ كثيراً، فقبلت الزواج منه رغماً عني، فتم إبرام عقد الزواج بيني وبينه على أن يتم الزفاف في عطلة الصيف المقبل (لم يتم الدخول بعد) .
لكن المشكلة تكمن في كوني معلقة بالأول، وأفكر فيه دائماً؛ لأنني أحبه، ولا يمكنني العيش بدونه، فهل يجوز لي فسخ عقد الزواج هذا إرضاءً لمشاعري؟ أم يجب علي إبقاؤه إرضاءً لوالدتي؟ مع علمي أنها لن تمانع إن تزوجت من الأول، وأحيطكم علماً أنني قبل التعرف على كلا الشابين، كنت قد حلمت حلماً أفزعني، ويخيفني من المستقبل، وهو كالتالي: حلمت أنه في يوم من الأيام عدت من دراستي إلى البيت، وإذا بأهلي قد زوجوني برجل لا أعرفه، ورغم محاولاتي للرفض، فلم أفلح في ذلك، بل يجيبونني دائماً بأن الأمر قد حُسِم، ولا مجال للتراجع، ولكن في يوم الدخول (الزفاف) طلبت من الزوج ألا يلمسني، ورغم محاولاته، قَبِل في الأخير ما طلبته منه، وبقي هذا الحلم يراودني لعدة أيام، إلى أن وقع ما وقع لي مؤخراً، وأخاف أن يصبح حقيقة. لذلك أرجوكم أن تنصحوني بما يجب عليَّ فعله، وهل في ذلك معصية وإثم إن أنا فسخت العقد؛ لأتزوج بمن أحب، وهرباً من كابوس الحلم الذي رأيته؟ ولكم جزيل الشكر.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فقد ذكرت - حرسك الله- أنه قد تم عقد نكاحك للرجل الثاني، ولم يدخل بك، وأنه ذو خلق ودين، ومرغوب عند عائلتك، فهذه الميزات التي ذكرتها ميزات حسنة، فهنيئاً لك بذلك، وبما أنه قد تم عقد النكاح فأنصحك بإتمام الزواج، وتمكينه من الدخول، وعدم طلب الطلاق؛ لعدم وجود ما يبرر ذلك، خاصة أنك لا تكرهينه، أما ما ذكرتيه من حبك لشخص آخر فهذا سيزول - بإذن الله تعالى- بعد الدخول، وجاهدي نفسك على عدم التفكير بذلك وقطع كل صلة به؛ لكونه أجنبياً عنك، قال -تعالى-:"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"[البقرة: من الآية216] ، كما أوصيك باللجوء إلى الله -تعالى-، وكثرة دعائه بأن يجعله زواجاً مباركاً، وكذا عليك بصلاة الاستخارة، كما في حديث جابر رضي الله عنه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول:"إذا هَمّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته"، رواه البخاري (1109) ، أسأله -تعالى- أن يبارك لكما وعليكما، وأن يجمع بينكما في خير، والله -تعالى- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.