الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزواج والمواقع الجنسية
المجيب د. خالد بن سعود الحليبي
وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته
التاريخ 30-6-1424
السؤال
أكتب لكم هذه المشكلة التي تؤرقني، أملاً في أن أجد عندكم حلاً لها..وهي أن لي أخا يكبرني بـ9 سنين..وهو والحمد لله موظف وظيفة مرموقة، ولا ينقصه شئ لو أراد أن يتزوج، وهو فعلا يريد بشدة أن يتزوج، ونحن أول ما طلب منا أن نختار له عروساً سارعنا في الأمر وبدأنا في البحث له، إلا أنه غريب فهو يريد أن يعذب نفسه بأي شكل، لأننا كلما عرضنا عليه فتاة لابد أن يُخْرِجَ فيها عيباً..ويكون عيباً تافهاً، إلى أن جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أن أخي يدخل على مواقع جنسية وبالطبع انصدمت عندما رأيت ما رأيت، لأنني لم أتوقع أن أخي وصل لهذا الحد، ولكن الظاهر أن تأخره في الزواج جعله يسلك هذا الطريق. أصبحت أنا أكثر شخص يبحث له عن عروس وأكثر شخص يكرر هذه المسألة في البيت..خوفاً على أخي من الضياع هذه هي المشكلة التي والله تؤرقني كثيرا..فأرجوا أن تساعدوني، وجزاكم الله خيراً..
الجواب
أختي الكريمة الغيورة السلام عليك ورحمة الله، أما بعد:
فإني أفخر بأن يوجد من بنات اليوم من تملك هذه الغيرة على حرمات الله، وهذا الحرص الرائع على استقامة أهلها.. أما المشكلة التي طرحتيها فهي حقا من المشكلات التي باتت تؤرق عددا من بيوتات المسلمين، فلقد تسبب الاستخدام السيئ للإنترنت في هدم أسر هانئة، وبعثرة شملها بعد التئام، كما تسبب في زيادة ضلال قوم وانتكاس آخرين.. أسأل الله لي ولك الثبات على دينه.. وهنا سوف أحاول أن أضع أمامك مجموعة من الخطوات حاولي أن تقومي بتتبعها واحدة واحدة. بحيث إذا نجحت في إحداها تنتقلين إلى الأخرى.. والله ـ وحده ـ له الفضل وبيده الهداية:
أولا: اقتربي من نفس أخيك أكثر.. بالتقليل من عتابه، والإكثار من الثناء عليه والافتخار بمميزاته التي ترينها عيانا دون تهويل أو مزايدة.. حتى ترين أنه بدأ يرتاح من جلوسك معه..
ثانياً: شاوريه في أمورك الخاصة التي ليست أسرارا لا يصح أن يطلع عليها مثله، واعملي بمشورته إذا رأيت فيها خيرا، وأخبريه بالنتائج. واستمري في هذه الخطوة حتى تشعري بأنه بدأ يحب أن يستشيرك هو في أموره الخاصة.. وخلال ذلك اسأليه عن حاله، وعن سبب ضيقه بالآخرين أو حتى بنفسه دون إلحاح..
ثالثاً: افتحي الموضوع معه وأنتما بمفردكما، وأغلقي الحديث العام في المنزل تماما حتى لا تقعوا في إحراجه ومن ثم استمرار عناده.
رابعاً: تنبهوا إلى أمور في غاية الأهمية قد تمنع من الزواج؛ كالعجز الصحي، أو صديق سوء يسول له في داخل العمل. أو الخوف من الزواج بسبب وقوع حادث زواج فاشل في البيت أو الأسرة.
خامساً: إذا تأكدت من أثر المواقع الإباحية على أخيك، فعظيه في نفسه موعظة بليغة، ولو أن تبكي أمامه ليقلع عن متابعة هذه المفاسد التي تحرك الجماد، فكيف لا تفتن الشباب، وعليك بالأشرطة النافعة في هذا الاتجاه.
سادساً: حاولي أن تقنعيه بشتى الطرق المناسبة لإخراج الإنترنت إلى الصالة العامة في المنزل، ولو في صندوق خاص يفتح بطريقة سهلة إذا رغب العمل عليه، فإن الشيطان لا يأكل من الغنم إلا القاصية.
سابعاً: عليك في كل خطوة تقومين بها بالدعاء الواثق المطمئن إلى وعد الله بالاستجابة، فإن الله وحده بيده مفاتيح القلوب. جزاك الله خيرا، ووفقك وسدد خطاك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.