المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٦

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌التَّرْغِيب فِي تَعْجِيل الْفطر وَتَأْخِير السّحُور

- ‌الترغيب في الفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء

- ‌التَّرْغِيب فِي إطْعَام الطَّعَام

- ‌ترغيب الصَّائِم فِي أكل المفطرين عِنْده

- ‌ترهيب الصَّائِم من الغَيْبَة وَالْفُحْش وَالْكذب وَنَحْو ذَلِك

- ‌التَّرْغِيب فِي الِاعْتِكَاف

- ‌التَّرْغِيب فِي صَدَقَة الْفطر وبَيَان تأكيدها

- ‌كتاب الْعِيدَيْنِ وَالْأُضْحِيَّة

- ‌التَّرْغِيب فِي إحْيَاء لَيْلَتي الْعِيدَيْنِ

- ‌التَّرْغِيب فِي التَّكْبِير فِي الْعِيد وَذكر فَضله

- ‌التَّرْغِيب فِي الْأُضْحِية وَمَا جَاءَ فِيمَن لم يضح مَعَ الْقُدْرَة وَمن بَاعَ جلد أضحيته

- ‌التَّرْهِيب من الْمثلَة بِالْحَيَوَانِ وَمن قَتله لغير الْأكل وَمَا جَاءَ فِي الْأَمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى

- ‌التَّرْغِيب فِي النَّفَقَة فِي الْحَج وَالْعمْرَة وَمَا جَاءَ فِيمَن أنْفق فيهمَا من مَال حرَام

- ‌التَّرْغِيب فِي الْعمرَة فِي رَمَضَان

- ‌التَّرْغِيب فِي التَّوَاضُع فِي الْحَج والتبذل وَلبس الدون من الثِّيَاب اقْتِدَاء بالأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام

- ‌التَّرْغِيب فِي الْإِحْرَام والتلبية وَرفع الصَّوْت بهَا

- ‌التَّرْغِيب فِي الْإِحْرَام من الْمَسْجِد الْأَقْصَى

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌[الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله]

- ‌التَّرْغِيب فِي الْوُقُوف بِعَرَفَة والمزدلفة وَفضل يَوْم عَرَفَة

- ‌التَّرْغِيب فِي رمي الْجمار وَمَا جَاءَ فِي رَفعهَا

- ‌التَّرْغِيب فِي حلق الرَّأْس بمنى

- ‌التَّرْغِيب فِي شرب مَاء زَمْزَم وَمَا جَاءَ فِي فَضله

- ‌ترهيب من قدر على الْحَج فَلم يحجّ وَمَا جَاءَ فِي لُزُوم الْمَرْأَة بَيتهَا بعد قَضَاء فرض الْحَج

- ‌التَّرْغِيب فِي الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَسْجِد الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وقباء

- ‌الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها وفضل أحد ووادي [القرى]

- ‌الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء

- ‌كتاب الجهاد

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم ها أهليهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل في الجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاءه في فضلها، والترغيب فيها يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الإكثار من العمل الصالح من الصوم والصلاة والذكر ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه

- ‌التَّرْغِيب فِي الْجِهَاد فِي سَبِيلِ اللّه تَعَالَى وَمَا جَاءَ فِي فضل الْكَلم فِيهِ وَالدّعَاءِ عِنْد الصَّفّ والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهاد وما جاء فيمن يولد الأجر والغنيمة والذكر وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌الترهيب من الفرار من الزحف

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌الترهيب من الغلول والتشديد فيه وما جاء فيمن ستر على غال

- ‌الترغيب في الشهادة وما جاء في فضل الشهداء

- ‌الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز ولم ينو الغزو وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء والترهيب من الفرار من الطاعون

- ‌فصل

الفصل: ‌الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى

‌التَّرْغِيب فِي الْإِحْرَام من الْمَسْجِد الْأَقْصَى

1752 -

عَن أم حَكِيم بنت أبي أُميَّة بن الْأَخْنَس عَن أم سَلمَة رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من أهل بِعُمْرَة من بَيت الْمُقَدّس غفر لَهُ.

رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد صَحِيح وَفِي رِوَايَة لَهُ قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بِعُمْرَة من بَيت الْمُقَدّس كَانَت كَفَّارَة لما قبلهَا من الذُّنُوب قَالَت فَخرجت أُمِّي من بَيت الْمُقَدّس بِعُمْرَة

(1)

.

المسجد الأقصى: فتحه عمر صلحا لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست عشرة من الهجرة بعد موت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين وأشهر

(2)

.

قال الزركشي

(3)

: وقد جمعت في أسمائه سبعة عشر وهو من النفائس المهمة، الأول: المسجد الأقصى، وإنما قيل له ذلك لأنه أبعد المساجد التي تزار، الثاني: مسجد إيلياء بهمزة مكسورة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء آخر الحروف مفتوحة ثم ألف ممدودة على وزن كبرياء، وحكي البكرى فيها القصر قيل معناه بيت الله [وعن كعب الاحبار أنه كره أن

(1)

أخرجه ابن ماجه (3001) و (3002)، وأبو يعلى (6900)، والطبراني في الكبير (23/ 416 رقم 1006). وضعفه الألباني في المشكاة (3532)، والضعيفة (211)، وضعيف الترغيب (719).

(2)

إعلام الساجد (ص 275).

(3)

إعلام الساجد (ص 277 - 279).

ص: 63

يسمى بإيلياء ولكن بيت الله] المقدس حكاه الواسطي في [فضائله]

(1)

وحكى صاحب المطالع فيه لغة [ثالثة بحذف الياء] الأولى وسكون اللام والمد، وفي مسند أبي يعلى الموصلي

(2)

عن ابن عباس أنه قال الإلياء

(3)

بالألف واللام قال النووي

(4)

وهو غريب، الثالث: بيت المقدس بفتح الميم وإسكان القاف أي المكان الذي يطهر فيه من الذنوب والقدس الطهر، الرابع: البيت المقدس بضم الميم وفتح الدال المشددة أي المطهر، قال ابن سراقة

(5)

ويقال الأرض

(1)

أخرجه أبو بكر الواسطى في فضائل بيت المقدس (لوحة 9) ولفظه عن ثور بن يزيد: بلغنى أن كعبا مر بابن أخيه ورجل معه فسألهما أين تريدان؟ قالا نريد إيلياء قال كعب: مه لا تقولا إيلياء ولكن قولا بيت الله المقدس وصفوته من بلاده وخيرته وكنزه ومقامه منها بسط الأرض وإليها يطويها ثم قال ما لكما من حاجة غير الصلاة فيها قالال قال بخ بخ ما تدرون مثل بيت المقدس عند الله عز وجل وسائر الأرض ولله الأمثال العى مثل ذلك مثل رجل له مال كثير فهو أحب ماله إليه فإذا أصبح لم يطلع إلى شئ من ماله غير كنزه كذلك رب العالمين عز وجل في كل صباح لا يطلع في شئ من الأرض قبلها يدر عليها حنانه ورحمته ثم يدرها بعده على سائر الأرضين لا تأتيا كنيسة مريم ولا العمود فإنهما طاغوت من أتاهما حبطت صلاته إلى أن يعود من ذي قبل قاتل الله النصارى ما أعجزهم ما بنوا كنيستهم إلا في وادي جهنم.

(2)

أخرجه أبو يعلى (2617).

(3)

كذا هو في إعلام الساجد وفى تهذيب الأسماء واللغات للنووى الايلا وكلاهما غلط والذى في مسند أبي يعلى "الايلياء".

(4)

تهذيب الأسماء واللغات (3/ 20).

(5)

محمد بن يحيى بن سراقة أبو الحسن العامري البصري الفقيه الشافعي الفرضي المحدث صاحب التصانيف في الفقه، والفرائض، وأسماء الضعفاء، والمتروكين، أقام بآمد مدة، =

ص: 64

المقدسة ثلاثة فلسطين والأردن ودمشق وهو ما أدركه بصر إبراهيم عليه السلام حين رفع على الجبل وقيل ما أدرك بصرك فهو ميراث لك ولولدك من بعدك، الخامس: بيت المقدس بضم الدال وإسكانها لغتان، السادس: سلم لكثرة سلام الملائكة فيه، قال ابن برى وأصله شلم بالشين المعجمة شين العجمية في العربية سين فالسلام شلام واللسان لشان والاسم اشم، وحكي ابن [القطاع] في الأبنية له شلام على وزن فعال

(1)

قال ابن الأثير في النهاية

(2)

: شلم بالشين وتشديد اللام اسم بيت المقدس [ورواه بعضهم بالسين المهملة وكسر اللام كأنه عربه وقال: معناه بالعبرانية بيت السلام. وروي عن كعب أن الجنة في السماء السابعة بميزان بيت المقدس] والصخرة [، ولو وقع حجر منها وقع على الصخرة، ولذلك دعيت أورسلم، ودعيت الجنة دار السلام]، السابع: كورة [إليا]، الثامن: بيت أيل، التاسع: صهيون، العاشر:[مصروث] بالصاد المهملة وبالثاء المثلثة، الحادي عشر: بابوش بموحدتين وآخرها

= روى عن: ابن داسة، وابن عباد، والهجيمي، ورحل إلى فارس، وأصبهان، والدينور، وله تصنيف حسن في الشهادات، وأخذ كتاب الضعفاء عن أبي الفتح الأزدي، ثم نقحه، وراجع فيه الدارقطني، ذكره الذهبي في المتوفين في حدود سنة عشر وأربع مائة، وذكره ابن الصلاح في الطبقات، وقال: كان حيا في سنة أربع مائة، وذكر أنه: كانت له رحلة في الحديث، وعناية به، ومعرفة بعلم الفرائض، والضعفاء من الرجال [طبقات الشافعيين (1/ 362)].

(1)

أبنية الأسماء زالأفعال والمصادر (ص 179).

(2)

النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 80).

ص: 65

شين معجمة وبقية أسمائه لم يكتب [لعدم] الفائدة

(1)

.

قال في مختصر الكفاية: الإحرام هو نية الدخول في حج أو عمرة أو فيهما أو فيما يصلح لهما أو لأحدهما وهو الإحرام المطلق، وسمي إحراما لأنه يمنع من المحظورات

(2)

، أ. هـ.

وقال في الديباجة: وإنما يكون الدخول فيه بالنية وقول من قال الإحرام نية معناه أن بها يحصل الدخول وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الصلاة "تحريمها التكبير"

(3)

أي به يحصل التحريم وحقيقة الإحرام مشكلة قل من أوضحها فإن النية اعتقاد وعزم والقول ليس بنية، وكان الشيخ عز الدين يستشكل ذلك فإن قيل له إنه النية اعترض بأنها شرط فيه وشرط الشيء غيره ويعترض على أنها التلبية بأنها من سننه ولذلك قال الشيخ شهاب الدين القرافى: أقمت عشر سنين لم أعرف حقيقة الإحرام

(4)

، أ. هـ.

قوله: عن أم حكيم بنت أبي أمية بن الأخنس عن أم سلمة رضي الله عنها، أم حكيم: اسمها حكيمة بنت أمية، جدة يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، وقيل:

(1)

باقى الاسماء: الرابع عشر: كورشيلا وشليم وأزيل وصلمون ثم قال: ذكر هذه الاسماء الحسين بن خالويه إلا ثلاثة. بيت المقدس. وبيت القدس. ومسجد إيليا.

(2)

كفاية النبيه (7/ 136)، ومختصر الكفاية (لوحة 201/ خ 2176 ظاهرية).

(3)

أخرجه أبو داود (61) و (618)، وابن ماجه (275)، والترمذي (3)، والدارمي (687)، وعبد الرزاق (2539)، والبزار (633)، وأبو يعلى (616) قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن.

(4)

النجم الوهاج (3/ 444).

ص: 66

أمه، وقيل: خالته، روت عن أم سلمة رضي الله عنها، ذكرها ابن حبان في الثقات

(1)

.

وأم سلمة: هي أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقدم الكلام على مناقبها.

تنبيه: نساؤه صلى الله عليه وسلم[اللاتي]

(2)

، توفي عنهن تسع عائشة وحفصة وسودة وزينب وأم سلمة وأم حبيبة وميمونة وجويرية وصفية، وقد تزوج غيرهن فبلغت عدة النسوة اللاتي عقد عليهن أو خطبهن أو عرض عليه ولم يدخل بهن خمسا وثلاثين امرأة، سماهن الشيخ علاء الدين مغلطاي

(3)

، أ. هـ، قاله في شرح الإلمام.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر الله له" الحديث، الإهلال هو رفع الصوت بالتلبية يقال أهل المحرم بالحج يهل إهلالا إذا لبى ورفع صوته

(4)

فيستحب الإحرام بالحج والعمرة من بيت المقدس لهذا الحديث، فقد أحرم جماعة من السلف منه كابن عمر ومعاذ وكعب الأحبار وغيرهم والله أعلم، وبيت المقدس يقال بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال ويقال بضم الميم وفتح القاف وفتح الدال المشددة لغتان مشهورتان والنسبة إليه مُقْدِسي ومُقَدَّسي، والقُدْس والقُدُس التطهير اسم ومصدر ومنه قيل للجنة حظيرة القدس والتقديس التطهير والأرض المقدسة المطهرة هذا

(1)

تهذيب الكمال (35/ 157 ترجمة 7820).

(2)

في الأصل الذى وفى الحاشية صوابه اللاتى.

(3)

الاشارة إلى سيرة المصطفى لمغلطاى (ص 405 - 413).

(4)

النهاية (5/ 271).

ص: 67

معنى كلام الجوهري

(1)

، وقال الواحدي

(2)

في أول سورة البقرة البيت المقدس معناه المطهر وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها فحديث أم حكيم هذا عن أم سلمة، استدل به الرافعي رحمه الله وجماعة على أن الأفضل أن يحرم الإنسان من دويرة أهله وهو المنصوص عليه في الإملاء صريحا وهو مذهب أبي حنيفة وهو المشهور عن عمر وعلي وابن مسعود

(3)

وحكاه ابن المنذر

(4)

عن علقمة والأسود وعبد الرحمن وأبي إسحاق السبيعي قال ابن المنذر

(5)

وثبت ان ابن عمر أهل من إيلياء وهو بيت المقدس وقالوا في قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}

(6)

، إتمامها أن تحرم بهما من دويرة أهلك وروي في الإبانة

(7)

ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل

(1)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (3/ 961).

(2)

التفسير البسيط (2/ 332) وينظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 78، تهذيب اللغة (قدس) 3/ 2900، تفسير الثعلبي 1/ 61.

(3)

الحاوى (4/ 69 - 70).

(4)

الأوسط (11/ 301)، والإشراف على مذاهب العلماء لابن المنذر (3/ 179).

(5)

الإشراف على مذاهب العلماء لابن المنذر (3/ 179) قال: واختلفت الأخبار عن الأوائل في هذا الباب، فثبت أن ابن عمر أهل من إيلياء وكان الأسود، وعلقمة، وعبد الرحمن، وأبو إسحاق يحرمون من بيوتهم، ورخص فيه الشافعي، وقد روينا عن عمر بن الخطاب أنه أنكر على عمران بن حصين إحرامه من البصرة، وكره الحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، ومالك: الإحرام من المكان البعيد، وقال أحمد، وإسحاق: وجه العمل الإحرام من المواقيت.

(6)

سورة البقرة، الآية:196.

(7)

الإبانة للفورانى (لوحة 97/ مخطوط 996 مصورات الجامعة الاسلامية).

ص: 68

الأعمال حج الرجل من دويرة أهله

(1)

يؤم هذا البيت العتيق ولأنه أكثر عملا وهذا هو الأصح عند الرافعي وغيره وقال النووي

(2)

وطائفة الأفضل أن يحرم من الميقات لأنه الموافق للأحاديث الصحيحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم من ذي الحليفة في حجة الوداع وفي عمرة الحديبية

(3)

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "استمتع بأهلك حتى تأتي الميقات فتحرم منه"

(4)

ولو كان قبل الميقات أفضل لفعله

(1)

أخرجه ابن عدى في الكامل (2/ 338)، والبيهقي في الكبرى (5/ 45 رقم 8929) والشعب (5/ 472 رقم 3736). قال ابن عدى: وجابر بن نوح هذا ليس له روايات كثيرة، وهذا الحديث الذي ذكرته لا يعرف إلا به، بهذا الإسناد، ولم أر له أنكر من هذا.

قال البيهقي: تفرد به جابر بن نوح، وفيه نظر، وهذا إنما يعرف عن علي موقوفًا. وقال الألباني منكر الضعيفة (210).

(2)

المجموع شرح المهذب (7/ 201)، والروضة (3/ 42)، وشرح النووي على مسلم (8/ 78 و 92).

(3)

أما إهلاله من ذى الحليفة في حجة الوداع: فأخرجه البخاري (1515) عن جابر. والبخاري (1542) و (1691) ومسلم (23 - 1186) و (174 - 1227) عن ابن عمر.

وأما في عمرة الحديبية: أخرجه البخاري (1807) و (1813) ومسلم (181 - 1230) عن ابن عمر.

(4)

أخرجه الشاشى في المسند (1136)، والبيهقي في الكبرى (5/ 45 - 46 رقم 8931) عن واصل بن السائب الرقاشي، عن أبي سورة، عن عمه أبي أيوب الأنصاري بلفظ: ليستمتع أحدكم بحله ما استطاع، فإنه لا يدري ما يعرض في إحرامه.

وأخرجه أيضا عن عطاء مرسلا بلفظ: ليستمتع المرء بأهله وثيابه حتى يأتي كذا وكذا الكبرى (5/ 45 رقم 8930). وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف واصل بن السائب منكر الحديث، قاله البخاري وغيره. وضعفه الألباني في الضعيفة (212).

ص: 69

النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة ولأنه أقل تغريرا بالعبادة وهذا هو الأصح عند النووي

(1)

وبه قال عطاء والحسن ومالك وأحمد بن حنبل وإسحاق وروي عن عمر بن الخطاب حكاه ابن المنذر

(2)

عنهم كلهم والله أعلم.

1753 -

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَلَفظه قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من أهل من الْمَسْجِد الْأَقْصَى بِعُمْرَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه قَالَ فركبت أم حَكِيم إِلَى بَيت الْمُقَدّس حَتَّى أهلت مِنْهُ بِعُمْرَة.

1754 -

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ وَلَفْظهمَا من أهل بِحجَّة أَو عمْرَة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر أَو وَجَبت لَهُ الْجنَّة شكّ الرَّاوِي أَيَّتهمَا.

1755 -

وَفِي رِوَايَة للبيهقي قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من أهل بِالْحَجِّ وَالْعمْرَة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَوَجَبَت لَهُ الْجنَّة

(3)

.

قوله: ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أهل من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام" وفي رواية أبي

(1)

المجموع شرح المهذب (7/ 202).

(2)

المصدر السابق.

(3)

ابن ماجه (3001)، وابن حبان (3701)، وأبو داود (1741)، والبيهقي (5/ 30)، وفي شعب الإيمان (4026)، وأحمد (26557)، والطبراني في الكبير (23/ رقم 1006)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5493).

ص: 70

داود والبيهقي

(1)

"من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة" شك الراوي أيتهما قالت، وفي رواية للبيهقي

(2)

"غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووجبت له الجنة" ولم يشك الراوي في هذه الرواية، نعم يستثنى من ذلك الحائض والنفساء، فقد نقل صاحب التقريب أن الأفضل لهما أن يحرما من الميقات

(3)

، قال النووي في شرح المهذب

(4)

: وحديث أم حكيم عن أم سلمة ليس بقوي، ويجاب عنه بأربعة أجوبة، أحدها: أن إسناده ليس بقوي، والثاني: أن فيه بيان فضيلة الإحرام من فوق الميقات [وليس فيه أنه أفضل من الميقات ولا خلاف أن الإحرام من فوق الميقات] فيه فضيلة وإنما الخلاف أيهما أفضل، فإن قيل: هذا الجواب يبطل فائدة تخصيص المسجد الأقصى.

فالجواب: أن فيه فائدة وهو تبيين قدر الفضيلة له فيه. الجواب الثالث: أن هذا معارض لفعله صلى الله عليه وسلم المتكرر في حجة وعمرة فكان فعله المتكرر أفضل، الرابع: أن هذه الفضيلة جاءت في المسجد الأقصى لأن له مزايا عديدة معروفة ولا يوجد ذلك في غيره فلا يلحق به، والله أعلم.

(1)

سبق تخريجه.

(2)

ونصه شعب الإيمان (5/ 474) مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

(3)

النجم الوهاج (3/ 437).

(4)

المجموع شرح المهذب (7/ 202).

ص: 71

تنبيه: إن قلت: لم سمي المسجد الأقصى ولم يكن بعد المسجد الحرام غيره، ففي الصحيحين

(1)

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع أول؟ قال: "المسجد الحرام" قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى" قلت: كم بينهما؟ قال: "أربعون سنة"، قلت: علم الله تعالى أن مسجد المدينة سيبنى فيكون قاصيا أي بعيدا من مسجد مكة وكون مسجد بيت المقدس أقصى فسمي بذلك باعتبار ما يؤول حاله إليه والله أعلم، قاله العراقي في شرح الأحكام

(2)

.

تنبيه: المسجد الحرام مسجد مكة والمسجد الأقصى مسجد بيت المقدس، سمي الأقصى لبعده عن الحجاز أو لبعده عن الأقذار والخبائث فإنه مقدس مطهر فقوله في حديث أبي ذر: قلت: كم بينهما؟ قال: "أربعون سنة" فيه إشكال وذلك أن مسجد مكة بناه إبراهيم عليه السلام بنص القرآن، قال الله تعالى:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}

(3)

والمسجد الأقصى بناه سليمان وبين إبراهيم وسليمان آماد طويلة تزيد على ألف سنة بالاتفاق، وقال أبو العباس القرطبي

(4)

: وأجيب عنه بأن الآية وحديث بناء سليمان بيت المقدس لا يدلان على أن بناء إبراهيم وسليمان عليهما السلام

(1)

صحيح البخاري (3366)، صحيح مسلم (520).

(2)

طرح التثريب في شرح التقريب (6/ 46).

(3)

سورة البقرة، الآية:127.

(4)

المفهم (5/ 43).

ص: 72

[لما بنيا] ابتدئا وضعهما لهما بل ذلك تجديد لما أسسه غيرهما وابتدأه ولم يقل أحد أن بين سليمان وإبراهيم عليهما السلام أربعين سنة سوى ابن حبان في تقاسيمه وأنواعه، وهذا القول لم يوافق عليه ولم يسبق إليه

(1)

والله أعلم.

خاتمة: قال أثرم: سألت الإمام أحمد بن حنبل: في أي سنة أقت النبي صلى الله عليه وسلم مواقيت الإحرام، فقال: عام حج

(2)

وأهل الصفراء وبدر بين ميقاتين

(3)

وقال البندنيجي: يجوز أن يقيم على إحرامه بالعمرة أبدا ويكملها متى شاء وفيما قاله نظر لأنه لم يؤثر ولما في مصابرة الإحرام من المشقة

(4)

، أ. هـ.

(1)

البداية والنهاية (1/ 376).

(2)

النجم الوهاج (3/ 443).

(3)

النجم الوهاج (3/ 433) وزاد: أحدهما أمامهم والآخر وراءهم، والمشهور: أن ميقاتهم الجحفة، صرح به الروياني في (البحر).

(4)

النجم الوهاج (3/ 443).

ص: 73