الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى
1918 -
عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول عينان لَا تمسهما النَّار عين بَكت من خشيَة الله وَعين باتت تحرس فِي سَبِيل الله رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب
(1)
.
عن ابن عباس، تقدم الكلام على ابن عباس رضي الله عنهما.
قوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" الحديث، هذا كناية عن جسم صاحب العينين كما قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
(2)
بمعنى: ناعمة، الوجوه لا تنعم على الحقيقة وإنما ينعم أصحابها، أ. هـ.
قال ابن النحاس في كتابه: واعلم أن الحراسة في سبيل الله من أعظم القربات وأعلا الطاعات وهي أفضل أنواع الرباط وكل من حرس المسلمين في موضع يخشى عليهم فيه من العدو فهو مرابط ولا ينعكس، فللحارس في سبيل الله أجر المرابط وفضائل أخر كثيرة، منها: أن النار لا تمس عينا حرست في سبيل الله أبدًا
(3)
.
(1)
الترمذي (1639)، وابن أبي عاصم في الجهاد (146)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 209)، والمزي في تهذيب الكمال (12/ 525)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4112).
(2)
سورة القيامة، الآيتان: 22 - 23.
(3)
مشارع الأشواق (ص 413).
ومنها: ما روى أن من حرس في سبيل الله لا يرى النار بعينيه
(1)
.
ومنها: ما رواه ابن ماجه بإسناد واهٍ
(2)
عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة" السنة: ثلاثمائة وستون يوما، اليوم كألف سنة، انفرد به ابن ماجه
(3)
وهو حديث ضعيف قال في الميزان
(4)
: هذا لو صح لكان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف ألف سنة قاله في الديباجة.
ومنها ما رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن مكحول قال: "من بات حارسًا حتى يصبح تحاتت عنه خطاياه"
(5)
.
ومنها: شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لمن حرس في سبيل الله أنه من أهل الجنة
(6)
.
ومنها: ما روى أن من حرس في سبيل الله كان له بعدد من خلقه قراريط من الأجر
(7)
.
ومنها: أن حرس ليلة في موضع يخاف فيه على نفسه أفضل من ليلة القدر
(8)
.
(1)
مشارع الأشواق (ص 416).
(2)
مشارع الأشواق (ص 418) وعبارته هناك وهذا حديث منكر.
(3)
سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (2770).
(4)
ميزان الاعتدال (2/ 125).
(5)
مشارع الأشواق (ص 418) والخبر أخرجه ابن أبي شيبة 4/ 206 (19341).
(6)
مشارع الأشواق (ص 419).
(7)
مشارع الأشواق (ص 422).
(8)
مشارع الأشواق (ص 423).
ومنها: ما روي أن حرس ليلة أفضل من ألف ليلة قيام ليلها وصيام نهارها
(1)
.
ومنها: ما خرجه السلطان نور الدين محمود في كتاب الجهاد بإسناده عن محمد بن مقاتل الرازي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سهر ليلة في سبيل الله فله عند الله من الثواب ما لا يقدر أحدا أن يصفه من أمتي"
(2)
.
ومنها: ما روى أن كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا سهرت في سبيل الله وما يذكر معها
(3)
.
ومنها: ما روي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله حارس الأحراس"
(4)
أ. هـ.
1919 -
وَعَن معَاذ بن أنس رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من حرس من وَرَاء الْمُسلمين فِي سَبِيل الله تبارك وتعالى مُتَطَوعا لَا يَأْخُذهُ سُلْطَان لم ير النَّار بِعَيْنِه إِلَّا تَحِلَّة الْقسم فَإِن الله تَعَالَى يَقُول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا
(1)
مشارع الأشواق (ص 423).
(2)
مشارع الأشواق (ص 424).
والحديث أخرجه في الاجتهاد (لوحة 182/ خ 234 فيض الله).
(3)
مشارع الأشواق (ص 417).
(4)
مشارع الأشواق (ص 425). والحديث: أخرجه الدارمى (2445) وابن ماجه (2769)، وأبو يعلى (1750)، والحاكم (2/ 86). وصححه الحاكم ووافقه الذهبى. وضعفه الألباني في الضعيفة (3641).
وَارِدُهَا}
(1)
. رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ وَلَا بَأْس بِإِسْنَادِهِ فِي المتابعات
(2)
.
تَحِلَّة الْقسم هُوَ بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة فَوق وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام بعْدهَا تَاء تَأْنِيث مَعْنَاهُ تَكْفِير الْقسم وَهُوَ الْيَمين.
قوله: وعن معاذ بن أنس، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم، فإن الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} " الحديث.
قال الحافظ
(3)
: تحلة القسم معناه: تكفير القسم وهو اليمين، أ. هـ، وقال غيره: تحلة القسم أي قدرها، يبر الله تعالى قسمه حكاه ابن فارس ويقال: فعلت هذا تحلة القسم أي لم أفعل إلا بقدر ما حللت به يميني، وحكى الهروي: أن موضع القسم مردود إلى قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ}
(4)
قال: والعرب تقسم وتضمر المقسم به، ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ
(1)
سورة سورة مريم، الآية:71.
(2)
أحمد (15612)، وأبو يعلى (1490)، والطبراني في الكبير (403)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 287)، رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في أحد إسنادي أحمد: ابن لهيعة، وهو أحسن حالا من رشدين.
(3)
فتح الباري لابن حجر (6/ 16).
(4)
سورة مريم، الآية:68.
لَيُبَطِّئَنَّ}
(1)
معناه: وإن منكم والله، أ. هـ قاله ابن النحاس.
1920 -
وَرُوِيَ عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول حرس لَيْلَة فِي سَبِيل الله أفضل من صِيَام رجل وقيامه فِي أَهله ألف سنة السّنة ثَلَاثمِائَة يَوْم وَسِتُّونَ يَوْمًا الْيَوْم كألف سنة رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَيُشبه أَن يكون مَوْضُوعا.
1921 -
وَرَوَاهُ أَبُو يعلى مُخْتَصرا قَالَ من حرس لَيْلَة على سَاحل الْبَحْر كَانَ أفضل من عِبَادَته فِي أَهله ألف سنة
(2)
.
قوله: وروى عن أنس بن مالك تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "حرس ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة" الحديث.
1922 -
وَعنهُ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عينان لَا تمسهما النَّار أبدا عين باتت تكلأ فِي سَبِيل الله وَعين بَكت من خشيَة الله رَوَاهُ أَبُو يعلى وَرُوَاته ثِقَات وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط إِلَّا أَنه قَالَ عينان لَا تريان النَّار
(3)
.
(1)
سورة النساء، الآية:72.
(2)
ابن ماجه (2770)، وأبو يعلى (4267)، والمزي في تهذيب الكمال (10/ 404)، قال البوصيري في الزوائد (2/ 395) هذا إسناد ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2705).
(3)
أبو يعلى (4346)، والطبراني في الأوسط (5779)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 119)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 288)، رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه، ورجال أبي يعلى ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4111).
تكلأ مهموزا أَي تحفظ وتحرس.
قوله: وعنه، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار أبدًا، عين باتت تكلؤا في سبيل الله "الحديث، قال الحافظ:
(1)
تكلؤا: مهموز أي تحفظ وتحرس أي في سبيل الله.
1923 -
وَعَن مُعَاوِيَة بن حيدة رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَة لا ترى أَعينهم النَّار عين حرست فِي سَبِيل الله وَعين بَكت من خشيَة الله وَعين كفت عَن محارم الله رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَرُوَاته ثِقَات إِلَّا أَن أَبَا الحبيب العبقري لا يحضرني حَاله
(2)
.
قوله: وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه: [بفتح الحاء المهملة وإسكان المثناة تحت - ابن معاوية بن قيس بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيرى البصرى الصحابى، وهو جد بهز بن حكيم بن معاوية الراوى عن أبيه، عن جده، مذكور في المهذب في الزكاة، وغزا خراسان ومات بها، سئل يحيى بن معين، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فقال: إسناد صحيح إذا كان من دونهم ثقة] روى معاوية بن حيدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين
(1)
فتح الباري لابن حجر (6/ 37).
(2)
الطبراني في الكبير (1003)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 288)، وفيه أبو حبيب العنقزي، ويقال القنوي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2591).
وأربعين حديثًا.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترى أعينهم النار" تقدم الكلام على ذلك.
1924 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ أَلا أنبئكم لَيْلَة أفضل من لَيْلَة الْقدر حارس حرس فِي أَرض خوف لَعَلَّه أَن لا يرجع إِلَى أَهله رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ
(1)
.
قوله: وعن ابن عمر تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم ليلة أفضل من ليلة القدر، حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله" الحديث.
1925 -
وَعَن عُثْمَان رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول حرس لَيْلَة فِي سَبِيل الله أفضل من ألف لَيْلَة يُقَام لَيْلهَا ويصام نَهَارهَا رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد
(2)
.
1926 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَلاثَة أعين لا تمسها النَّار عين فقئت فِي سَبِيل الله وَعين حرست فِي سَبِيل الله وَعين بَكت من خشيَة الله رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد
(3)
.
(1)
الحاكم (2/ 80)، وقال: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(2)
الحاكم (2/ 81)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2704).
(3)
الحاكم (2/ 82)، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: عمر ضعفوه =
قَالَ المملي رضي الله عنه بل فِي إِسْنَاده عمر بن رَاشد الْيَمَانِيّ.
1927 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَيْضا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ حرم على عينين أَن تنالهما النَّار عين بَكت من خشيَة الله وَعين باتت تحرس الإِسْلَام وَأَهله من الْكفْر رَوَاهُ الْحَاكِم وَفِي إِسْنَاده انْقِطَاع
(1)
.
قوله: وعن عثمان، تقدم الكلام عليه، وتقدم أيضا على الحديث وعلى الحديث الذي بعده وعلى الحديث أيضًا الذي بعده.
1928 -
وَعَن أبي رَيْحَانَة رضي الله عنه قَالَ كنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة فأتينا ذَات يَوْم على شرف فبتنا عَلَيْهِ فأصابنا برد شَدِيد حَتَّى رَأَيْت من يحْفر فِي الأرْض حُفْرَة يدْخل فِيهَا ويلقي عَلَيْهِ الحجفة يَعْنِي الترس فَلَمَّا رأى ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من النَّاس قَالَ من يحرسنا اللَّيْلَة وأدعو لَهُ بِدُعَاء يكون فِيهِ فضل فَقَالَ رجل من الأَنْصَار أَنا يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ادنه فَدَنَا فَقَالَ من أَنْت فتسمى لَهُ الأنْصَارِيّ فَفتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالدُّعَاءِ فَأكْثر مِنْهُ قَالَ أَبُو ريحَانَة فَلَمَّا سَمِعت مَا دَعَا بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت أَنا رجل آخر قَالَ ادنه فدنوت فَقَالَ من أَنْت فَقلت أَبُو ريحَانَة فَدَعَا لي بِدُعَاء وَهُوَ دون مَا دَعَا للأَنصَارِيِّ ثمَّ قَالَ حرمت النَّار على عين دَمَعَتْ أَو بَكت من خشيَة الله وَحرمت النَّار على عين سهرت فِي سَبِيل الله عز وجل وَقَالَ حرمت النَّار على عين أُخْرَى ثَالِثَة لم يسْمعهَا مُحَمَّد بن شمير رَوَاهُ أَحْمد وَاللَّفْظ لَهُ وَرُوَاته ثِقَات للنسائي بِبَعْضِه
= وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2575).
(1)
الحاكم (2/ 82)، وقال الذهبي: فيه انقطاع، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3136).
وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد
(1)
.
قوله: وعن أبي ريحانة، أبو ريحانة هذا هو الأزدي له صحبة، واسمه: شمغون بالشين والغين المعجمتين، وقيل: بالعين المهملة وهو أنصاري، وقيل: قرشي، ويقال له مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن دمشق واتخذها دارا، سكن بعد ذلك بيت المقدس، وكان صالحا عابدا مجاهدا رضي الله عنه، قاله في الديباجة، وكذلك ابن [الأثير] ويقال: إنه والد ريحانة سرية النبي صلى الله عليه وسلم قاله ابن عبد البر
(2)
وهو مشهور بكنيته
(3)
، وماتت ريحانة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم[بعد عوده] من حجة الوداع وهي في أملك، النبي صلى الله عليه وسلم[وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليها أن يتزوجها ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول الله]، بل تتركنى يا رسول الله [في ملكك] فهو أخف عليّ وعليك فتركها
(4)
، ركب أبوها البحر وكان يخيط فيه بإبرة فسقطت إبرته في البحر فقال: عزمت عليك يارب إلا رددت علي إبرتي فظهرت حتى أخذها، واشتد عليهم البحر ذات يوم وهاج فقال: اسكن أيها البحر فإنما أنت عبد حبشى فسكن حتى صار
(1)
أحمد (17213)، والطبراني في الأوسط (8736)، والحاكم (2/ 83)، وابن أبي عاصم في الجهاد (145)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 287)، روى النسائي طرفا منه، رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورحال أحمد ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2706).
(2)
التمهيد (16/ 222).
(3)
أسد الغابة (2/ 639).
(4)
أسد الغابة (7/ 122).
كالزيت
(1)
.
قوله: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأتينا ذات يوم على شرف فبتنا عليه، الشرف: ما ارتفع وعلا من الأرض.
1929 -
وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كل عين باكية يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا عين غضت عَن محارم الله وَعين سهرت فِي سَبيل الله وَعين خرج مِنْهَا مثل رَأس الذُّبَاب من خشيَة الله رَوَاهُ الأصْبَهَانِيّ
(2)
.
قوله: وعن أبي هريرة تقدم الكلام عليه وعلى الحديث.
قوله: ويلقي عليه الحجفة. الحجفة هي الترس والدرفة قاله عياض
(3)
والترس الذي من الجلد يسمي بالدرفة.
قوله: قال: ادنه، هو أمر بالدنو وهو القرب، والهاء فيه للسكت جيء بها لبيان الحركة وقد تكررت في الحديث قاله في النهاية
(4)
.
قوله: من يحرسنا من الليلة؛ فإن قيل: كيف طلب الحراسة مع توكله وثقته بالقدر؟ الجواب: من ثلاثة أوجه، أحدها: أنه سن هذه الأشياء لا لحاجته إليها ويدل على غناه عنها أنهم كانوا إذا [اشتد البأس قدموه واتقوا
(1)
كرامات الأولياء (ص 228) لللالكائى.
(2)
الأصبهاني في الترغيب (497)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 163). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4243).
(3)
إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 293).
(4)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 138).
به ولما وقع فزع بالمدينة ركب وحده وخرج والثاني أن التوكل والثقة بالله سبحانه لا ينافيان العمل بالأسباب بدليل قوله، اعقلها وتوكل [وهذا] لأن التوكل عمل يخص القلب، والتعرض لأسباب أفعال تخص البدن فلا تناقض، الثالث: أن وساوس النفس وحديثها لا تدفع إلا بمراعاة الأسباب، ومنه قول إبراهيم عليه السلام:{وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}
(1)
[ومتى] وسوست النفس قلقلت القلب عن وظائفه إذا سكنت وسوستها [بشيء من] الأسباب تشاغلت عن إيذاء القلب المتوكل الناظر إلى السبب ومن هذا حديث سلمان الفارسي أنهم رأوه يحمل طعاما ويقول: إن [النفس] إذا أحرزت [قوتها] اطمأنت
(2)
والله أعلم قاله بعضهم على حاشية كتاب المشارق للقاضي عياض.
1930 -
وَعَن سهل ابْن الحنظلية رضي الله عنه: أَنهم سَارُوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم حنين فأطنبوا السّير حَتَّى كَانَ عَشِيَّة فَحَضَرت صَلَاة الظّهْر مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فجَاء فَارس فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي انْطَلَقت بَين أَيْدِيكُم حَتَّى طلعت على جبل كَذَا وَكَذَا فَإِذا أَنا بهوازن على بكرَة أَبِيهِم بظعنهم ونعمهم وَنِسَائِهِمْ اجْتَمعُوا إِلَى حنين فَتبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ تِلْكَ غنيمَة الْمُسلمين غَدا إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ قَالَ من يحرسنا اللَّيْلَة قَالَ أنس بن أبي مرْثَد الغنوي أَنا يَا رَسُول الله قَالَ اركب فَركب فرسا لَهُ وَجَاء إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
سورة البقرة، الآية:260.
(2)
قاله ابن الجوزى كما في كشف المشكل (1/ 1225).
اسْتقْبل هَذَا الشّعب حَتَّى تكون فِي أَعْلاهُ وَلا تغرن من قبلك اللَّيْلَة فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى مُصَلَّاهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ هَل أحسستم فارسكم قَالُوا يَا رَسُول الله مَا أحسسناه فثوب بِالصَّلَاةِ فَجعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَهُوَ يلْتَفت إِلَى الشّعب حَتَّى إِذا قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلَاته وَسلم قَالَ أَبْشِرُوا فقد جَاءَ فارسكم فَجعلنَا نَنْظُر إِلَى خلال الشّجر فِي الشّعب فَإِذا هُوَ قد جَاءَ حَتَّى وقف على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي انْطَلَقت حَتَّى كنت فِي أَعلَى هَذَا الشّعب حَيْثُ أَمرنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصبَحت اطَّلَعت الشعبين كِلَاهُمَا فَنَظَرت فَلم أر أحدا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم هَل نزلت اللَّيْلَة قَالَ لا إِلَّا مُصَليا أَو قَاضِي حَاجَة فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد أوجبت فَلَا عَلَيْك أَن لا تعْمل بعْدهَا رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَأَبُو دَاوُد وَاللَّفْظ لَهُ
(1)
.
أوجبت أَي أتيت بِفعل أوجب لَك الْجنَّة.
قوله: وعن سهل بن الحنظلية؛ هو سهل بن الربيع الأنصاري، والحنظلية أمه، وقيل: أم جده.
[قوله] أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، المراد بيوم حنين الغزاة التي وقعت فيه، وغزوة حنين كانت بعد سبع سنين وثمانية أشهر واثني عشر يوما من الهجرة، بعد فتح مكة بيوم واحد، قال القرطبي والمنذري: حنين يسمى باسم رجل أقام فيه.
(1)
أبو داود (2501)، والنسائي في الكبرى (8870)، والطبراني في الكبير (5619)، والحاكم (1/ 237)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (378).
وقوله: فأطنبوا السير أي بالغوا فيه، وأطنبت الإبل إذا تبع بعضها بعضا في السير، وأطنبت الريح إذ اشتدت في غبار.
وقوله: فإذا أنا بهوزان، هوازن هذه قبيلة مشهورة من قيس غيلان وهو هوازن بن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس بن غيلان نسب إليها جماعة من الصحابة فمن بعدهم وفي هوازن بطون كثيرة وأفخاذ وقل من ينسب هذه النسبة، استغنى بالنسبة إلى البطون والأفخاذ عن النسبة إليها ووقع في الشعر وقيس غيلان الهوازنيين، وفي خزاعة أيضًا هوازن بطن، أ. هـ.
وغزوة هوازن هي غزوة حنين وحنين وادي [بين مكة] والطائف وراء عرفات بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا وهو معروف كما جاء في القرآن العزيز، قال الله تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ}
(1)
، وغزوة أحد كانت في السنة الثالثة من الهجرة، وغزوة بدر كانت في السنة الثانية
(2)
من الهجرة أ. هـ. قوله: عن بكرة أبيهم، وعلى هنا بمعنى مع، وبكرة أبيهم: بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف وهي كلمة العرب يريدون بها الكثرة والوفور في العدد
(3)
، يريدون إذا جاءوا ولم يتخلف منهم أحد أي: بأجمعهم وليس هناك بكرة في الحقيقة
(4)
، وقال بعضهم: البكرة هنا التي يستقي عليها أي من
(1)
سورة التوبة، الآية:25.
(2)
شرح النووي على مسلم (12/ 113) وتهذيب الأسماء واللغات (3/ 86).
(3)
معالم السنن (2/ 240).
(4)
الصحاح (2/ 596).
البئر أي: جاءوا بعضهم في إثر بعض كدوران البكرة على نسق واحد، وقال قوم: أراد بالبكرة الطريقة أراد أنهم جاءوا على طريقة أبيهم أي يقتفون أثره، وقيل: هو ذم ووصف بالقلة والذلة، أي يكفيهم للركوب بكرة واحدة وذكر الأب احتقارًا وتصغيرًا لشأنهم (1)، ويقال: إن أصل ذلك أن قومًا من العرب عرض لهم انزعاج فلم يتخلف منهم أحد لا صغير ولا كبير حتى بكرة كانت لأبيهم فصار مثلا فيمن جاءوا بأجمعهم وإن لم يكن معهم بكرة، قيل: أصله أنهم قتلوا وحملوا على بكرة أبيهم فقيل فيهم ذلك ثم صار مثلا لقوم جاءوا مجتمعين (2)، أ. هـ.
قوله: بظعنهم ونعمهم وشاتهم اجتمعوا إلى حنين [فتبسم] رسول الله صلى الله عليه وسلم، والظعن: النساء والإبل خاصة وإذا قيل الأنعام دخلت معهما في ذلك البقر، وقيل: هما لفظان بمعنى واحد على الجميع وظاهر هذا الحديث يؤيد الأول، أ. هـ.
والظعن النساء واحدتها ظعينة (3)، والظعينة بالظاء المعجمة واحدة الظعن وهن النساء، وقيل: الظعينة المرأة في الهودج والظعن النساء، ثم قيل للهودج بلا امرأة وللمرأة بلا هودج ظعينة (4)؛ والهودج: بفتح الهاء المهملة وبالجيم
مركب من مراكب العرب
(1)
، تكون فيه المرأة على البعير، وجمع الظعينة ظُعُن وظُعْن وظعائن وأظعان، وأصل الظعينة الراحلة التي ترحل ويظعن عليها أي يسافر وقيل للمرأة ظعينة لأنها تظعن مع الزوج حيث ما ظعن
(2)
أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت فسميت به المرأة مجازًا، واشتهر ذلك وكثر حتى خفيت الحقيقة حتى استعمل في كل امرأة وحتى سمى الجمل الذي يركب عليه ظعينة ولا يقال ذلك إلا للإبل التي عليها الهودج
(3)
، أ. هـ.
وهذا من باب تسمية الشيء باسم سببه كما سموا المطر سماء إذ كان نزوله من السماء وكما سموا حافر الدابة أرضا لوقوعه عليها وكما يقال للجمل والمزادة راوية، وقيل: كل جمل موطئا للنساء ظعينة والظعون البعير المظعن للرحلة، أ. هـ قاله صاحب المغيث
(4)
.
فائدة
(5)
: عن البراء قال: لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم حنين نزل عن بغلته فترجل. أخرجه أبو داود
(6)
[وهو مخرج] في الصحيحين في حديث
(1)
الكواكب الدراري (11/ 181).
(2)
النهاية (3/ 157).
(3)
مشارق الأنوار (1/ 329)، وشرح النووي على مسلم (8/ 189 و 9/ 40)، والكواكب الدراري (8/ 170).
(4)
المجموع المغيث (2/ 385).
(5)
[محل هذه الفائدة ادخل الخاتمة الآتي كما نبه عليه المصنف رحمه الله].
(6)
أخرجه أبو داود (2658). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2387).
مطول
(1)
[عن العباس بن عبد المطلب وفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي قوله أهداها له فروة بن نفاثة فهو بنون مضمومة ثم فاء مخففة ثم ألف ثم ثاء مثلثة وفي رواية إسحاق بن إبراهيم قال فروة بن نعامة] والصحيح الأول، قال القاضي واختلفوا في إسلامه فقال الطبري أسلم وعمر طويلا، وقيل: لم يسلم وكانت البغلة بيضاء وجاء أنها شهباء وهي واحدة، قال العلماء: لا يعرف له بغلة سواها وهي دلدل ورأيت في موضع آخر أن الذي أهداها له المقوقس، وهي بيضاء، والبيضاء هي الشهباء وتسمي الدلدل والأول قاله في شرح الإلمام وفي الحديث ركوب البغال في القتال للإمام لثباتها فيقف عليها ويقاتلون بين يديه، قال العلماء: ركوبه عليه الصلاة والسلام في موطن الحرب وعند اشتداد البأس وقيامه عليها هو النهاية في الشجاعة والثبات
(2)
والذي قاتل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزوات بدرا وأحدا والمريسيع والخندق وقريظة وخيبر والفتح والطائف، قال ابن سعد: هو الذي أجمع لنا عليه، وفي بعض الروايات أنه قاتل في النضير وفي غزاة وادي القرى منصرفه من خيبر [وقاتل في] الغابة قاله ابن النحاس في كتاب الجهاد له
(3)
، أ. هـ.
(1)
أخرجه البخاري (2864) و (2874) و (2930) و (3042) و (4317)، ومسلم (78 و 79 و 80 - 1776). وأخرجه مسلم (76 - 1775) عن اكثير بن عباس بن عبد المطلب.
(2)
شرح النووي على مسلم (12/ 114).
(3)
عيون الأثر (1/ 258)، ومشارع الأشواق (ص 809).
قوله: قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله، مرثد بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الثاء المثلثة وبعدها دال مهملة، والغنوي بفتح الغين المعجمة وبعدها نون مفتوحة نسبة إلى غني بفتح الغين وكسر النون وهو غني بن يعصر ويقال: أعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر.
قوله صلى الله عليه وسلم: "استقبل هذا الشعب" والشعب: الطريق في الجبل، وقيل: هو ما أفرج بين جبلين.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا نُغَرِّبُ من قِبَلك" هو بضم النون وفتح الغين المعجمة وتشديد الراء، ومن قبلك بكسر الميم أي لا يؤخذ على غفلة بسببك وهو مثل قولهم: لا أرينك هاهنا ظاهره نهي المتكلم نفسه، وإنما هو نهى المخاطب عن إتيان ذلك المكان، ورأيته في بعض النسخ المعتمدة مضبوطًا بتاء مثناة من فوق مفتوحة وبضم الغين المعجمة وبفتح ميم (من) والصواب الأول ذكره النووي
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "فهل أحسستم فارسكم" أي: أدركتم فارسكم [بالحس].
قوله: فثوب بالصلاة، والتثويب يقع على النداء للصلاة أو لا وعلى الإقامة والمراد به هاهنا الإقامة. سميت تثويبا لأنها دعاء إلى الصلاة، وأصل التثويب الدعاء إلى الشيء.
قوله: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أوجبت"، قال الحافظ
(2)
: أي أتيت
(1)
شرح النووي على مسلم (13/ 7).
(2)
فتح الباري لابن حجر (6/ 37).
بفعل أوجب لك الجنة، قال ابن النحاس أوجبت لنفسك الجنة بما صنعت من حرسك الليلة
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "فلا عليك ألا تعمل بعدها" أي: لا ضرر ولا حرج عليك في ترك العمل الصالح سوى الفرائض بعد هذه الليلة وهذه بشارة بأنه غفر له والله أعلم.
خاتمة: وأما ما كان له صلى الله عليه وسلم من السلاح فكان له من الرماح أربعة ومن القسي ستة ومن التربية ثلاثة ومن الأسياف ثمانية، وقيل: تسعة، منها: ذو الفقار بكسر الفاء ويقال أبا الفتح أيضًا كان في وسطه مثل فقرات الظهر غنمه يوم بدر وكان للعاصي بن منبه السهمي وبقى معه في حروبه عليه السلام كلها وكانت قائمته وقبيعته وحلقته وعلاقته فضة، ومن الأدراع ستة، ومنطقة ومغفران وفسطاط وثلاث حربات ومحجن ومخصرة وعصب وقضيب وهراوة، ومن الخفاف ستة أزواج وثلاث جبات يلبسهن في الحرب وجعبة وغير ذلك وكل ما خلفه من ذلك وغيره فهو صدقة لحديث أبي هريرة:"لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يورثون إنما ورثوا العلم" نعم هم يرثون من غيرهم، أ. هـ قاله ابن النحاس أيضا في كتاب الجهاد
(2)
انتهى.
(1)
مشارع الأشواق (ص 422).
(2)
عيون الأثر (2/ 386 - 387) ومشارع الأشواق (ص 501 - 503).