المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في احتباس الخيل في الجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاءه في فضلها، والترغيب فيها يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٦

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌التَّرْغِيب فِي تَعْجِيل الْفطر وَتَأْخِير السّحُور

- ‌الترغيب في الفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء

- ‌التَّرْغِيب فِي إطْعَام الطَّعَام

- ‌ترغيب الصَّائِم فِي أكل المفطرين عِنْده

- ‌ترهيب الصَّائِم من الغَيْبَة وَالْفُحْش وَالْكذب وَنَحْو ذَلِك

- ‌التَّرْغِيب فِي الِاعْتِكَاف

- ‌التَّرْغِيب فِي صَدَقَة الْفطر وبَيَان تأكيدها

- ‌كتاب الْعِيدَيْنِ وَالْأُضْحِيَّة

- ‌التَّرْغِيب فِي إحْيَاء لَيْلَتي الْعِيدَيْنِ

- ‌التَّرْغِيب فِي التَّكْبِير فِي الْعِيد وَذكر فَضله

- ‌التَّرْغِيب فِي الْأُضْحِية وَمَا جَاءَ فِيمَن لم يضح مَعَ الْقُدْرَة وَمن بَاعَ جلد أضحيته

- ‌التَّرْهِيب من الْمثلَة بِالْحَيَوَانِ وَمن قَتله لغير الْأكل وَمَا جَاءَ فِي الْأَمر بتحسين القتلة والذبحة

- ‌كتاب الحج

- ‌الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى

- ‌التَّرْغِيب فِي النَّفَقَة فِي الْحَج وَالْعمْرَة وَمَا جَاءَ فِيمَن أنْفق فيهمَا من مَال حرَام

- ‌التَّرْغِيب فِي الْعمرَة فِي رَمَضَان

- ‌التَّرْغِيب فِي التَّوَاضُع فِي الْحَج والتبذل وَلبس الدون من الثِّيَاب اقْتِدَاء بالأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام

- ‌التَّرْغِيب فِي الْإِحْرَام والتلبية وَرفع الصَّوْت بهَا

- ‌التَّرْغِيب فِي الْإِحْرَام من الْمَسْجِد الْأَقْصَى

- ‌الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت

- ‌[الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله]

- ‌التَّرْغِيب فِي الْوُقُوف بِعَرَفَة والمزدلفة وَفضل يَوْم عَرَفَة

- ‌التَّرْغِيب فِي رمي الْجمار وَمَا جَاءَ فِي رَفعهَا

- ‌التَّرْغِيب فِي حلق الرَّأْس بمنى

- ‌التَّرْغِيب فِي شرب مَاء زَمْزَم وَمَا جَاءَ فِي فَضله

- ‌ترهيب من قدر على الْحَج فَلم يحجّ وَمَا جَاءَ فِي لُزُوم الْمَرْأَة بَيتهَا بعد قَضَاء فرض الْحَج

- ‌التَّرْغِيب فِي الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَسْجِد الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وقباء

- ‌الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها وفضل أحد ووادي [القرى]

- ‌الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء

- ‌كتاب الجهاد

- ‌الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

- ‌الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى

- ‌الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم ها أهليهم

- ‌الترغيب في احتباس الخيل في الجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاءه في فضلها، والترغيب فيها يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

- ‌ترغيب الغازي والمرابط في الإكثار من العمل الصالح من الصوم والصلاة والذكر ونحو ذلك

- ‌الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

- ‌الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله

- ‌الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه

- ‌التَّرْغِيب فِي الْجِهَاد فِي سَبِيلِ اللّه تَعَالَى وَمَا جَاءَ فِي فضل الْكَلم فِيهِ وَالدّعَاءِ عِنْد الصَّفّ والقتال

- ‌الترغيب في إخلاص النية في الجهاد وما جاء فيمن يولد الأجر والغنيمة والذكر وفضل الغزاة إذا لم يغنموا

- ‌الترهيب من الفرار من الزحف

- ‌الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

- ‌الترهيب من الغلول والتشديد فيه وما جاء فيمن ستر على غال

- ‌الترغيب في الشهادة وما جاء في فضل الشهداء

- ‌الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز ولم ينو الغزو وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء والترهيب من الفرار من الطاعون

- ‌فصل

الفصل: ‌الترغيب في احتباس الخيل في الجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاءه في فضلها، والترغيب فيها يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

‌الترغيب في احتباس الخيل في الجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاءه في فضلها، والترغيب فيها يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

1944 -

عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من احْتبسَ فرسا فِي سَبِيل الله إِيمَانًا بِالله وَتَصْدِيقًا بوعده فَإِن شبعه وريه وروثه وبوله فِي مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة يَعْني حَسَنَات رَوَاهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائيُّ وَغَيرهمَا

(1)

.

قوله: عن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من احتبس فرسا" أي: ربطه وحبسه على نفسه لما عسى أن يحدث من جهاد وسد ثغر من ثغور المسلمين.

قوله: "في سبيل الله" وسبيل الله عام يقع على كل عمل خالص سلك به طريق التقرب إلى الله تعالى بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه قاله في النهاية.

قوله: "فإن شبعه وريه وروثه وبوله" الحديث، أي: ما يشبعه وما يرويه.

1945 -

وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قيل يَا رَسُول الله فالخيل قَالَ الْخَيل ثَلاثَة هِيَ لرجل وزر وَهِي لرجل ستر وَهِي لرجل أجر فَأَما الَّذِي هِيَ لَهُ وزر

(1)

البخاري (2853)، وأحمد (8866)، وابن حبان (4673)، والبيهقي في شعب الإيمان (4303).

ص: 348

فَرجل ربطها رِيَاء وفخرا ونواء لاهل الإِسْلَام فَهِيَ لَهُ وزر وَأما الَّتِي هِيَ لَهُ ستر فَرجل ربطها فِي سَبِيل الله ثمَّ لم ينس حق الله فِي ظُهُورهَا وَلا رقابها فَهِيَ لَهُ ستر وَأما الَّتِي هِيَ لَهُ أجر فَرجل ربطها فِي سَبِيل الله تَعَالَى لأهل الإِسْلَام فِي مرج أَو رَوْضَة فَمَا أكلت من ذَلِك المرج أَو الرَّوْضَة من شَيْء إِلَّا كتب الله لَهُ عدد مَا أكلت حَسَنَات وَكتب لَهُ عدد أرواثها وَأَبْوَالهَا حَسَنَات وَلا تقطع طولهَا فاستنت شرفا أَو شرفين إِلَّا كتب الله لَهُ عدد آثارها وأرواثها حَسَنَات وَلا مر بهَا صَاحبهَا على نهر فَشَرِبت مِنْهُ وَلا يُرِيد أَن يسقيها إِلَّا كتب الله تَعَالَى لَهُ عدد مَا شربت حَسَنَات رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاللَّفْظ لَهُ وَهُوَ قِطْعَة من حَدِيث تقدم بِتَمَامِهِ فِي منع الزَّكَاة

(1)

.

1946 -

وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه إِلَّا أَنه قَالَ فَأَما الَّذِي هِيَ لَهُ أجر فَالَّذِي يتخذها فِي سَبِيل الله ويعدها لَهُ لا تغيب فِي بطونها شَيْئا إِلَّا كتب لَهُ بهَا أجر وَلَو عرض مرجا أَو مرجين فرعاها صَاحبهَا فِيهِ كتب لَهُ بِمَا غيبت فِي بطونها أجر وَلَو استنت شرفا أَو شرفين كتب لَهُ بِكُل خطْوَة خطاها أجر وَلَو عرض نَهرا فَسَقَاهَا بِهِ كَانَت لَهُ بِكُل قَطْرَة غيبت فِي بطونها مِنْهُ أجر حَتَّى ذكر الأجر فِي أرواثها وَأَبْوَالهَا وَأما الَّتِي هِيَ لَهُ ستر فَالَّذِي يتخذها تعففا وتجملا وتسترا وَلا يحبس حق ظُهُورهَا وبطونها فِي يسرها وعسرها وَأما الَّذِي عَلَيْهِ وزر فَالَّذِي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا عَلَيْهِم الحَدِيث

(2)

.

(1)

البخاري (2860)، مسلم (987)، وفي الخيل (6/ 216).

(2)

مسلم (987).

ص: 349

1947 -

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مُخْتَصرا بِنَحْوِ لفظ ابْن خُزَيْمَة وَلَفظه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَالْخَيْل ثَلَاثَة خيل أجر وخيل وزر وخيل ستر فَأَما خيل ستر فَمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا وَلم ينس حق ظُهُورهَا وبطونها فِي عسره ويسره وَأما خيل الأجر فَمن ارتبطها فِي سَبِيل الله فَإِنَّهَا لا تغيب فِي بطونها شَيْئا إِلَّا كَانَ لَهُ أجر حَتَّى ذكر أرواثها وَأَبْوَالهَا وَلا تعدو فِي وَاد شوطا أَو شوطين إِلَّا كَانَ فِي مِيزَانه وَأما خيل الْوزر فَمن ارتبطها تبذخا على النَّاس فَإِنَّهَا لا تغيب فِي بطونها شَيْئا إِلَّا كَانَ وزرا حَتَّى ذكر أرواثها وَأَبْوَالهَا وَلا تعدو فِي وَاد شوطا أَو شوطين إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ وزر

(1)

.

النواء بِكَسْر النُّون وبالمد هُوَ المعاداة.

الطول بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْوَاو هُوَ حَبل تشد بِهِ الدَّابَّة وترسلها ترعى.

واستنت بتَشْديد النُّون أَي جرت بِقُوَّة.

والشرف بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء جَمِيعًا هُوَ الشوط مَعْنَاهُ جرت بِقُوَّة شوطا أَوشوطين كمَا جَاءَ مُفَسرًا فِي لفظ الْبَيْهَقِيّ.

البذخ بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة اَخِره خاء مُعْجمَة هُوَ الْكبر والتبذخ التكبر وَمَعْنَاهُ أَنه اتخذ الْخَيل تكبرا وتعاظما واستعلاء على ضعفاء الْمُسلمين وفقرائهم.

قوله: وعن أبي هريرة أيضًا تقدم الكلام عليه.

(1)

البيهقي في شعب الإيمان (4305).

ص: 350

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل ثلاثة" الخيل: جماعة الأفراس لا واحد له من لفظه كالقوم والرهط والبقر، وقيل: مفرده خايل قاله أبو عبيدة والجمع خيول سميت خيلا لاختيالها في المشية فهو على هذا اسم جمع عند سيبويه وجمع عند أبي الحسن ويكفي في شرف الخيل أن الله تعالى أقسم بها في كتابه العزيز فقال تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}

(1)

وهي خيل الغزو التي تعدو فتضبح أي تصوت بأجوافها.

قوله صلى الله عليه وسلم: "هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرًا ونواء لأهل الإسلام فهي له وزر" ربطها بمعنى أعدها.

وقوله: "ونواء لأهل الإسلام" قال المنذري: ونواء بالمد أي معاداة لأهل الإسلام أ. هـ.

قوله صلى الله عليه وسلم: "وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله" أي: أعدها للجهاد وأصله من الربط ومنه الرباط وهو حبس الرجل نفسه في الثغر وإعدادها الأهبة لذلك.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها" الحديث، حق الظهور أن يحمل عليها منقطعا به أو يجاهد عليها، ومنه الحديث الآخر:"ومن حقها إقفار ظهرها" قاله في النهاية، واستدل به أبو حنيفة على وجوب الزكاة في الخيل ومذهبه إن كانت الخيل كلها ذكورا فلا زكاة فيها وإن كانت

(1)

سورة العاديات، الآية:1.

ص: 351

إناثا وذكورًا وجبت فيها الزكاة، قال مالك والشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد وجمهور العلماء: لا زكاة في الخيل بحال لقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس على المسلم في فرسه صدقه"

(1)

وهو في الصحيح، وتأولوا الحديث على أن المراد أنه يجاهد بها إذا تعين.

وقيل: يحتمل أن المراد بالحق في رقابها الإحسان إليها والقيام بعلفها وسائر مؤنها لما روى عن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ارتبط فرسا في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة" رواه أحمد في مسنده

(2)

، والمراد بظهورها إطراق فحلها إذا أطلب منه عاريته وهذا على سبيل الندب، وقيل المراد حق الله مما يكسبه من مال العدو على ظهورها وهو خمس الغنيمة.

قوله صلى الله عليه وسلم: "وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج أو روضة" الحديث، المرج بفتح الميم وإسكان الراء وبالجيم الموضع الواسع الذي فيه نبات ترعاه الدواب، سمي بذلك لأنها تمرج أو تسرج وتجيء وتذهب كيف شاءت والله أعلم، والروضة ليست معدة لرعي الدواب وإنما هي للتنزه لما فيها من أصناف النبات هذا هو الذي يتحرر من كلام أهل اللغة وتقدم ذلك في كتاب الزكاة.

(1)

البخاري (1463) و (1464) ومسلم (982).

(2)

لم يخرجه أحمد بهذا اللفظ وأخرجه ابن ماجه (2791)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/ 440، والدلاوبي في الكنى 1/ 30، والبيهقي في الشعب (4274) بلفظه.

ص: 352

قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يقطع طولها" قال الحافظ

(1)

: والطول هو حبل تشد به الدابة ويرسلها ترعى، أ. هـ.

قوله صلى الله عليه وسلم: "فاستنت شرفا أو شرفين" قال الحافظ

(2)

: استنت أي جرت بقوة والشرف هو الشوط ومعناه جرت بقوة شوطا أو شوطين كما جاء مفسرا في لفظ البيهقي أ. هـ، وجوز بعضهم أن يراد بالشرفين الطلقان وهما الشوطان.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات" النهر فيه لغتان فتح الهاء وسكونها فيه إثبات الأجور في بعض المواطن من غير قصد إلى فعل الخير، ألا ترى إلى قوله:"ولا يريد أن يسقيها" فأثبت له الأجرمن غير قصد إلى السقي، ونظير ذلك ما ثبت في الفرس حيث أثبت لصاحب البستان الأجر فيما يؤكل منه مع عدم قصده إليه وهذا من كرم الله تعالى على العباد.

وقوله صلى الله عليه وسلم: في رواية ابن خزيمة "ولا تغيب في بطونها شيئا إلا كتب الله له به أجر" ففيه تنبيه على أنه إذا كان يثاب على كل ما غيبت في بطونها وإن لم يكن بقصده ونيته فكيف بما يقصده ويحتسبه والله ذو الفضل العظيم.

لطيفة: وفي الباب الثالث من أحكام الكسب من الإحياء

(3)

: روى بعض

(1)

فتح الباري لابن حجر (6/ 143).

(2)

فتح الباري لابن حجر (6/ 16).

(3)

ينظر: إحياء علوم الدين (2/ 60).

ص: 353

الغزاة في سبيل الله قال: حملت على فرسي لأفتك علجًا فنفرني فرسي فرجعت ثم دنا مني العلج فحملت ثانية فنقرني فرسي ثم حملت الثالثة فحمل بي فرسي وكنت لا أعتاد منه ذلك فرجعت حزينا ومكثت منكوس الرأس منكسر القلب لما فاتني من العلج وما ظهر لي من خلق الفرس فوضعت راسي على عمود الفسطاط وفرسي قائم فرأيت في المنام كأن الفرس يخاطبني ويقول بالله عليك أردت أن تأخذ العلج على ثلاث مرات وأنت بالأمس اشتريت لي علفا ودفعت في ثمنه درهما زائفا، لا يكون هذا أبدا، قال: فانتبهت فزعا فذهبت إلى العلاف وأبدلت له ذلك الدرهم. أ. هـ، قاله في حياة الحيوان نقلا عن الإحياء

(1)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ولو عرض مرجا أو مرجين فرعاها صاحبها كتب له بما غيبت في بطونها أجر" تقدم الكلام على هذه الألفاظ في الأحاديث قبله.

قوله صلى الله عليه وسلم: "وأما التي هي ستر فالذي يتخذها تعففا" والعفة أن يظهر الغنى بركوبها أو نحو ذلك فتكون سترا له تحجبه عن الفاقة وتكففه عن التكفف والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يحبس عن ظهورها وبطونها" تقدم الكلام عليه في الحديث قبله.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "وأما التي هي له وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا" الحديث، قال القيسي: الأثر بفتح الهمزة والسين المرح والتكبر قال الهروي

(1)

المصدر السابق.

ص: 354

وإذا قيل فعل ذلك أشرا وبطرا، فالمعنى أنه لح في البطر والمرح واللجاج، وأما البطر فهو عند الحق الظغيان، أ. هـ.

والبذخ بالباء الموحدة وسكون الذال المعجمة آخره خاء معجمة الفخر والتطاول والباذخ المتعالي، ويجمع على بذخ، والبذخ أيضا التكبر ومعناه أنه اتخذ الخيل تكبرا وتعاظما واستعلاء على ضعفاء المسلمين وفقرائهم، أ. هـ، قاله المنذري، والأشر والبطر، وقيل: أشد البطر وقيل الأشر والبطر بمعنى واحد وهي مبالغة في البطر وهو المرح وترك شكر النعمة.

قوله صلى الله عليه وسلم: في رواية البيهقي: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" والمشهور في معنى "الخيل معقود في نواصيها الخير" ما جاء مفسرا في الحديث الآخر الصحيح الأجر والمغنم ومعنى عقد الخير بنواصيها أنه ملازم لها كأنه معقود فيها، والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة قاله الخطابي

(1)

وغيره، قالوا: وكنى بالناصية عن جميع ذات الفرس يقال: فلان مبارك الناصية وميمون العزم أي: الذات.

وأما الحديث الآخر: "إن الشؤم قد يكون في الفرس" فالمراد به: غير الخيل المعدة للغزو ونحوه، وأن الخير والشر يجتمعان فيها فإنه فسر الخيل بالأجر والمغنم، ولا يمتنع مع هذا أن يكون الفرس مما يتشاءم به، والله أعلم.

وفيه دليل على بقاء الإسلام والجهاد إلى يوم القيامة، والمراد قبيل الإسلام بيسير أي: حتى تأتي الريح الطيبة من ناحية اليمن تقبض روح كل

(1)

معالم السنن (2/ 236).

ص: 355

مؤمن ومؤمنة كما ثبت في الصحيح.

واعلم أن للخيل فضائل عظيمة: منها: أن من ارتبط منها شيئا بنية الجهاد فِي سَبِيلِ اللّهِ كَانَ شِبَعُهَا وَجُوعُهَا وَرِيُّهَا وَظِمَاؤُهَا وَأَرْوَاثُهَا وَأَبْوَالُهَا وعدد ما تأكله وتشربه وتخطوه حسنات في ميزانه، وفيه: دليل على أن النية الصالحة يؤجر عليها الإنسان كما يؤجر على العمل، وفيه: أن الأمثال تضرب لصحة المعاني [وإن كان] فيها بعض المكروهات الذكر

(1)

، أ، هـ.

ومنها: ما روى "أن من احتبس فرسا في سبيل الله كلان ستره من النار يوم القيامة"

(2)

.

ومنها: ما روى "أن من همّ أن يرتبط فرسا أعطي أجر شهيد"

(3)

.

ومنها: أن من ربط فرسا في سبيل الله كان من {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}

(4)

الآية

(5)

.

ومنها: أن المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها

(6)

.

ومنها: أن أهلها يمدهم بالمعونة على خدمتها والإنفاق عليها

(7)

.

(1)

مشارع الأشواق (ص 324).

(2)

مشارع الأشواق (ص 328).

(3)

مشارع الأشواق (ص 329).

(4)

سورة البقرة، الآية:274.

(5)

مشارع الأشواق (ص 329).

(6)

مشارع الأشواق (ص 331).

(7)

مشارع الأشواق (ص 333).

ص: 356

ومنها: أن خيرات الدنيا والآخرة معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة

(1)

.

ومنها: أن الخيل كانت أحب الأشياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء

(2)

.

ومنها: أنها تدعوا الله أن يحببها إلى صاحبها

(3)

.

ومنها: أن في الجنة خيلا من ياقوت لها أجنحة تطير براكبها حيث شاء

(4)

.

ومنها: أن من ارتبط فرسا في سبيل الله فقد امتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أما أمر الله فقوله:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}

(5)

الآية، وأما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم فقوله:"ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأعجازها"

(6)

رواه أبو داود، وعجز الفرس: مؤخرها

(7)

.

ومنها: ما روى أن الجن لا تدخل بيتا فيه فرس

(8)

.

ومنها: أن الملائكة لا تحضر من اللهو شيئًا غير إجراء الخيل

(9)

وما يذكر يذكر معه عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تحضر الملائكة من اللهو شيئا

(1)

مشارع الأشواق (ص 333).

(2)

مشارع الأشواق (ص 336).

(3)

مشارع الأشواق (ص 337).

(4)

مشارع الأشواق (ص 340).

(5)

سورة الأنفال، الآية:60.

(6)

سبق تخريجه.

(7)

مشارع الأشواق (ص 341).

(8)

مشارع الأشواق (ص 343).

(9)

مشارع الأشواق (ص 344).

ص: 357

إلا لهو الرجل مع امرأته وإجراء الخيل والنضال"

(1)

، وما أحسن ما أنشد أبو أبو عمر بن عبد البر في التمهيد

(2)

لابن عباس:

أَحِبُّوا الْخَيْلَ وَاصْطَبِرُوا عَلَيْهَا .. . فَإِنَّ الْعِزَّ فِيهَا وَالْجَمَالا

إِذَا مَا الْخَيْلُ ضَيَّعَهَا أُناس

رَبَطْنَاهَا فَشَارَكَتِ الْعِيَالا

نُقَاسِمُهَا الْمَعِيشَةَ كُلَّ يَوْمِ

وَنَكْسُوهَا الْبَرَاقِعَ وَالْجِلَالا

1948 -

وَعَن أَسمَاء بنت يزِيد رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر مَعْقُود أبدا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَمن ارتبطها عدَّة فِي سَبِيل الله وَأنْفق عَلَيْهَا احتسابا فِي سَبِيل الله فَإِن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وَأَبْوَالهَا فلاح فِي مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة وَمن ارتبطها رِيَاء وَسُمْعَة ومرحا وفرحا فَإِن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وَأَبْوَالهَا خسران فِي مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد حسن

(3)

.

قوله: وعن أسماء بنت يزيد [هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأشهلية أم سلمة، ويقال: أم عامر وهي ابنة عمة معاذ بن جبل.

بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروت عنه أحاديث صالحة، وشهدت اليرموك

(1)

أخرجه الذهبى في تذكرة الحفاظ (4/ 180). وقال الذهبى: عبد الله هو الليثي مدني ضعفه أبو حاتم.

(2)

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 341).

(3)

أحمد (2574)، والخطيب في التاريخ (11/ 59)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 43)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 261)، رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف.

ص: 358

وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود خبائها روى عنها شهر بن حوشب، ومجاهد، وإسحاق بن راشد، ومحمود بن عمرو، وغيرهم].

قوله ع صلى الله عليه وسلم: "الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة" الحديث أي: ملازم لها كأنه معقود فيها، قاله في النهاية

(1)

، وهذا كلام يحث به على ارتباط الخيل في سبيل الله يريد أن من ارتبطها لله كان له ثواب ذلك فهو خير آجل وما يصيب على ظهرها من الغنائم ومن بطونها من النتاج خير عاجل وخص النواصي من بين أعضاء الجسد لأن العرب تقول فلان ميمون الناصية أي: مبارك الناصية، وهذا نحو قوله (بطونها كنز وظهورها حرز).

قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن ارتبطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها" الحديث، وفي هذا الحديث ونظائره دليل صريح واضح على أن ارتباطها للرياء والسمعة والمفاخرة حرام يعاقب عليه فاعله يوم القيامة وأن أرواثها وأبوالها وجوعها وشبعها وريها وظمأها وركوبها وخطاها ونحو ذلك سيئات ووزر في موازينه كما أنها حسنات وأجر في موازين من ارتبطها لله مخلصا والله أعلم.

1949 -

وَروِيَ عَن خباب بن الأرَت رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْخَيل ثَلَاثَة ففرس للرحمن وَفرس للإنْسَان وَفرس للشَّيْطَان فَأَما فرس الرَّحْمَن فَمَا اتخذ فِي سَبِيل الله وَقتل عَلَيْهِ أَعدَاء الله وَأما فرس الإِنْسَان فَمَا استبطن

(1)

النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 271).

ص: 359

وتجمل عَلَيْهِ وَأما فرس الشَّيْطَان فَمَا روهن عَلَيْهِ وقومر عَلَيْهِ رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَهُوَ غَرِيب

(1)

.

قوله: وروى عن خباب بن الأرت، بالتاء المثناة فوق المشددة هو أبو عبد الله الصحابي، قيل: أبو محمد قيل: أبو يحيى خباب بن الأرت بن جندلة بن جديمة بن كعب بن سعد بن زيد [مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان] وهو عربي لحقه سبي في الجاهلية فبيع بمكة، وقيل: هو حليف بني زهرة وقيل: هو مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية وهو من حلفاء بني زهرة بن كلاب بن مرة فهو تميمي النسب خزاعي الولاء زهري الحلف وكان خباب من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله تعالى وكان سادس ستة في الإسلام، قال مجاهد: أول من أظهر إسلامه من الصحابة أبوبكر وخباب وصهيب وبلال وعمار وسمية أم عمار فكان أبو بكر رضي الله عنه يمنع عنه قومه، وأما الآخرون فكانوا يعذبونهم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وثلاثون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديث ومرض خباب مرضا شديدًا طويلًا، توفي بالكوفة سنة سبع وثلاثين في خلافة علي رضي الله عنه، وقبره أول قبر دفن بظهر الكوفة، وكان أوصى بذلك وكان الناس إنما يدفنون على أبواب دورهم ثم دفنوا بظاهر الكوفة

(1)

الطبراني في الكبير (3707)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 260)، وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف.

ص: 360

حين أوصى خباب بذلك، ولما [قام علي بن أبي طالب] على قبره قال: رحم الله خبابا أسلم راغبًا وهاجر طائعًا وعاش مجاهدًا، وابتلي في جسمه ولن يضيع الله أجر من أحسن عملًا وكان عمره ثلاثا وسبعين سنة، وقال بعضهم: توفي سنة تسع عشرة وغلطوه ومناقبه كثيرة مشهورة

(1)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "الْخَيْلُ ثَلَاثٌ فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ، وَفَرَسٌ لِلإِنْسَانِ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ" الحديث، "فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ: فَمَا اتُّخِذَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وقُوتِلَ عَلَيْهِ أَعْدَاءُ اللّهِ عز وجل" قال ابن النحاس: لو لم يكن من فضل الخيل إلا إضافتها إلى الرحمن سبحانه وتعالى تشريفا لها وتكريما كما في هذا الحديث، وحديث ابن مسعود الذي بعده لكان كافيا، ونظير هذا قول سمرة بن جندب، أما بعد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمي خيلنا خيل الله إذا فزعنا، رواه أبو داود، وبوب عليه باب النداء عند النفير يا خيل الله اركبي

(2)

.

1950 -

وَعَن رجل من الأَنْصَار رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل ثَلاثَة فرس يرتبطه الرجل فِي سَبِيل الله عز وجل فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر وَفرس يغالق عَلَيْهِ الرجل ويراهن فثمنه وزر وركوبه وزر وَفرس للبطنة فَعَسَى أَن يكون سدادا من الْفقر إِن شَاءَ الله رَوَاهُ أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح

(3)

.

(1)

تهذيب الأسماء واللغات (1/ 174 - 175 ترجمة 143).

(2)

مشارع الأشواق (ص 326).

(3)

أحمد (23230)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 260)، ورجاله رجال الصحيح.

ص: 361

1951 -

وَعَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل ثَلَاَثة فرس للرحمن وَفرس للإنْسَان وَفرس للشَّيْطَان فَأَما فرس الرَّحْمَن فَالَّذِي يرتبط فِي سَبِيل الله عز وجل فعلفه وبوله وروثه وَذكر مَا شَاءَ الله وَأما فرس الشَّيْطَان فَالَّذِي يقامر عَلَيْهِ ويراهن وَأما فرس الإِنْسَان فالفرس يرتبطها الإِنْسَان يلْتَمس بَطنهَا فَهِيَ ستر من فقر رَوَاهُ أَحْمد أَيْضا

(1)

. بِإِسْنَاد حسن.

قوله: وعن رجل من الأنصار [الظاهر أنه صحابي، لأن الراوي عنه أبا عمرو الشيبانى - واسمه سعد بن إياس - تابعي كبير].

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل ثلاثة فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله"[فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر] الحديث ومعنى الربط [وهو الشد أي أعدها للجهاد].

قوله: "وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن فثمنه حرام" يغالق: أي يراهن، والمغالق سهام الميسر وأحدها مغلق بالكسر كأنه كره الرهان في الخيل إذا كان على رسم الجاهلية، ومنه الحديث "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق" أي: في إكراه لأن المكره مغلق عليه في أمره ومضيق عليه في تصرفه كما يغلق الباب على الإنسان، أ. هـ. قاله صاحب النهاية

(2)

.

(1)

أحمد (3756)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 265)، ورجاله ثقات، وابن حبان (4674)، والحاكم (2/ 91)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 259)، ورجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3350).

(2)

المصدر السابق.

ص: 362

وقوله صلى الله عليه وسلم: "وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر" الحديث، السداد بكسر السين وهو ما يسد حاجة المعوز ويكفيه، وتقدم ذلك في السؤال.

1952 -

وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْخَيْر مَعْقُود بنواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَمثل الْمُنفق عَلَيْهَا كالمتكفف بِالصَّدَقَةِ رَوَاهُ أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الأوْسَط وَرِجَاله رجال الصَّحِيح وَهُوَ فِي الصَّحِيح بِاخْتِصَار النّفقَة

(1)

.

1953 -

وروى ابْن حبَان فِي صَحِيحه شطره الأخير قَالَ مثل الْمُنفق على الْخَيل كالمتكفف بِالصَّدَقَةِ فَقلت لعمر مَا المتكفف بِالصَّدَقَةِ قَالَ الَّذِي يُعْطي بكفه

(2)

.

قوله: وعن أبي هريرة، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة" معناه: ملازم لها يريد الأجر والمغنم [حتى كأنه شيء عقد فيها] ولم يرد الناصية خاصة قاله عياض

(3)

.

(1)

أبو يعلى (5988)، والطبراني في الأوسط (3088)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 259)، رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3349).

(2)

ابن حبان (4675).

(3)

إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 337) ومشارق الأنوار (2/ 99).

ص: 363

وقوله صلى الله عليه وسلم: "ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة" وفي رواية ابن حبان: "مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة" فقلت لعمر: ما المتكفف بالصدقة؟ قال: الذي يعطي بكفه.

1954 -

وَعَن أبي كَبْشَة رضي الله عنه: صَاحب النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا والمنفق عَلَيْهَا كالباسط يَده بِالصَّدَقَةِ رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد

(1)

.

قوله: وعن أبي كبشة الأنماري، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير وأهلها معانون عليها" تقدم الكلام على ذلك.

1955 -

(2)

وَرُوِيَ عَن عريب رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل مَعْقُود في نَوَاصِيهَا الْخَيْر والنيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا والمنفق عَلَيْهَا كالباسط يَده بِالصَّدَقَةِ وَأَبْوَالهَا وأرواثها لأهلها عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من مسك الْجنَّة رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ فِي الْكَبِير والأوسط وَفِيه نَكَارَة

(3)

.

(1)

الطبراني في الكبير (849)، وابن حبان (4674)، والحاكم (2/ 91)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 259)، رجاله ثقات.

(2)

وقع هنا خطأ بالترقيم. (المحقق).

(3)

الطبراني في المعجم الكبير (505)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2195)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5593)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 259)، وفيه من لم أعرفه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2956).

ص: 364

1957 -

وَعَن ابْن عمر رضي الله عنه، أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ مَالك وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائيّ وَابْن مَاجَه

(1)

.

قوله: وروى عن عريب، هو المليكي، وعُريب بضم العين المهملة قاله في النهاية

(2)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل والنيل إلى يوم القيامة" تقدم الكلام على ذلك أيضا.

قوله: وعن سهل بن الحنظلية هو سهل بن عمرو الأنصاري والحنظلية أمه وقيل: أم جده، وتقدم ذلك قريبا.

قوله صلى الله عليه وسلم: "المنفق على الخيل كالباسط يده على الصدقة لا يقبضها" تقدم معناه.

1958 -

وَعَن عُرْوَة بن أبي الْجَعْد رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر الأجر والمغنم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائيّ وَابْن مَاجَه

(3)

.

قوله: وعن عروة بن أبي الجعد ويقال بن الجعد الباقري الكوفي، وباقر: بطن من الأزد وهو باقر بن عدي بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن

(1)

البخاري (2849)، ومسلم (1871)، ومالك في الموطأ (1341)، وابن ماجه (2787)، وأحمد (4616)، وابن حبان (4668).

(2)

المصدر السابق للنهاية ..

(3)

البخاري (2852)، ومسلم (1873)، والترمذي (1694)، وابن ماجه (2786)، وأحمد (19354).

ص: 365

مازن، وإنما قيل له باقر لأنه نزل عند جبل يقال له باقر فنسب إليه، وقيل: غير ذلك، سكن عروة الكوفة، روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر حديثا اتفقا منها على حديث، واستعمله عمر بن الخطاب على قضاء الكوفة قبل شريح، وكان رضي الله عنه: مرابطا معه عدة أفراس منها فرس اشتراه بعشرة ألاف درهم، وقال شبيب بن غرقدة: رأيت في دار عروة بن الجعد سبعين فرسا مربوطة للجهاد في سبيل الله عز وجل ومناقبه كثيرة مشهورة

(1)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة" الحديث، وفي رواية:"الخير معقوص بنواصي الخيل"، وفي رواية:"البركة في نواصي الخيل" والمعقوص والمعقود بمعنى واحد ومعناه: ملوي مظفور والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة قاله الخطابي

(2)

وغيره، وفي هذه الأحاديث استحباب رباط الخيل واقتنائها للغزو وقتل أعداء الله وأن فضلها وخيرها والجهاد باق إلى يوم القيامة وروي في حديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال:"لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها"

(3)

وذكره أبو عبيد في كتاب الخيل عن الوضين بن عطاء مرسلا.

1959 -

وَعَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر والنيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا فامسحوا

(1)

تهذيب الأسماء واللغات (1/ 331 ترجمة 404).

(2)

معالم السنن (2/ 245).

(3)

أخرجه أبو داود في المراسيل (293) عن الوضين مرسلا.

ص: 366

بنواصيها وَادعوا لَهَا بِالْبركَةِ وقلدوها وَلا تقلدوها الأوتار رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد جيد

(1)

.

قوله: وعن جابر تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة" ومعنى معقود فيها تقدم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار" قال في النهاية

(2)

أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية وذحولها التي كانت بينكم، والأوتار جمع وتر بالكسر وهو الدم وطلب الثأر يريد: اجعلوا ذلك لازما لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق، وقيل: أراد بالأوتار جمع وتر القوس أي: لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق لأنها ربما رعت فتشبثت الأوتار ببعض شعبها فاختنقت، وقيل: إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى فيكون كالعودة لها فنهاهم عن ذلك وأعلمهم أنها لا تدفع ضررًا ولا تصرف حذرًا، أ. هـ.

وقال أبو عبيد: الأشبه أنه نهى عن تقليد الخيال أوتار القسي، نهى عن ذلك إما لاعتقادهم أن تقليدها بالأوتار يدفع عنهم العين، أ. هـ، حكي هذا

(1)

أحمد (14791)، والطحاوي في معاني الآثار (3/ 274)، والطبراني في المعجم الأوسط (8977)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3356).

(2)

النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 99).

ص: 367

عن محمد بن الحسن ومخافة اختناقها عند شدة الركض قاله الإمام مالك؛ وقيل: كانوا يعلقون التمائم في الأوتار فكان النهي عنها نهي عن تعليق التمائم، وقيل: المراد بالأوتار الأحقاد بدليل ما روى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأوتار من أعناق الخيل، أ. هـ

(1)

.

قال الخطابي رحمه الله

(2)

: وأمره صلى الله عليه وسلم بقطع قلائد الخيل قال مالك: أراه من أجل العين وقال غيره: إنما أمر صلى الله عليه وسلم بقطعها لأنهم كانوا يعلقون فيها الأجراس ويحتمل أن يكون أراد عين الوتر خاصة دون غيره من السيور والخيوط، وقيل معناه لا تطلبوا عليها الأوتار والذحول ولا تركضوها في درك الثأر على ما كان من عادتهم في الجاهلية، أ. هـ.

(1)

عبارات أبي عبيد هنا فيها تقديم يذهب بالمعنى وما جاء في الغريب له (2/ 2): فمعنى الأوتار ههنا: الذحول يقول: لا يطلبون عليها الذحول التي وتروا بها في الجاهلية. قال أبو عبيد: هذا معنى يذهب إليه بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد لا تطلبوا عليها الذحول وغير هذا الوجه أشبه عندي بالصواب قال: سمعت محمد بن الحسن يقول: إنما معناها أوتار القسي وكانوا يقلدونها تلك فتختنق يقال: لا تقلدوها بها ومما يصدق ذلك حديث هشيم عن أبي بشر عن سلمان اليشكري عن جابر أن النبي عليه السلام أمر أن تقطع الأوتار من أعناق الخيل. قال [أبو عبيد -] وبلغني عن مالك بن أنس [أنه -] قال: إنما كان يفعل ذلك [بها -] مخافة العين عليها. [قال -]: حدثنيه عنه أبو المنذر الواسطي: يعني أن الناس كانوا يقلدونها لئلا تصيبها العين فأمره النبي عليه السلام بقطعها يعلمهم أن الأوتار لا ترد من أمر الله شيئا وهذا أشبه بما كره من التمائم.

(2)

معالم السنن (2/ 249).

ص: 368

1960 -

وَعَن جرير رضي الله عنه: قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يلوي نَاصِيَة فرس بِأُصْبُعِهِ وَهُوَ يَقُول الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة الأجر وَالْغنيمَة رَوَاه مسلم وَالنَّسَائيّ

(1)

.

قوله: وعن جرير بن عبد الله تقدم الكلام عليه.

قوله رضي الله عنه: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه، الحديث، قال القاضي عياض

(2)

: فيه استحباب خدمة الرجل فرسه المعدة للجهاد، حديث "فرس المرابط إن علفه وروثه وشجاعته" يريد مسح التراب عنه وتنظيف جلده، قاله في النهاية

(3)

.

1961 -

وَعَن معقل بن يسَار رضي الله عنه قَالَ لم يكن شَيْء أحب إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الْخَيل ثمَّ قَالَ غفرانك النِّسَاء رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته ثِقَات

(4)

.

1962 -

وَرَوَاهُ النَّسَائيُّ من حَدِيث أنس وَلَفظه لم يكن شَيْء أحب إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد النِّسَاء من الْخَيل

(5)

.

قوله: وعن معقل بن يسار [هو أبو عبد الله، ويقال: أبو يسار، وأبو علي معقل بن يسار بن معبر بن حراق بن لأى بن كعب بن عبيد بن ثور بن هذمة

(1)

مسلم (1872).

(2)

إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 28).

(3)

النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 328).

(4)

أحمد (20312)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 27)، رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات. وقال الألباني ضعيف في ضعيف سنن النسائي.

(5)

الطبراني في الأوسط (1708).

ص: 369

بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المزنى البصرى.

وكان معقل هذا من مشهورى الصحابة، شهد بيعة الرضوان، ونزل البصرة، وبها توفى في آخر خلافة معاوية، وقيل: توفى أيام يزيد. روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وثلاثون حديثا، اتفقا على حديث، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين. روى عنه عمرو بن ميمون، وأبو عثمان النهدى، والحسن البصرى.

قال أحمد بن عبد الله العجلى: ليس في الصحابة من يكنى أبا على غير معقل بن يسار هذا، وهذا الذي قال مردود، فقد سبق أن طلق بن علي كنيته أبو علي. وذكر الحاكم أبو أحمد وغيره أن قيس بن عاصم كنيته أبو علي، وقيل: أبو قبيصة، وكان لمعقل دار بالبصرة، وإليه ينسب نهر معقل الذي في البصرة، وإليه أيضا ينسب التمر المعقلى الذي بالبصرة، وروينا في صحيح مسلم، عن معقل بن يسار هذا، قال: لقد رأيتنى يوم الشجرة والنبى صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشر مائة، ولم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر

(1)

].

قوله: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا}

(2)

النساء، وفي الحديث الآخر: "لم يكن شيء أحب إلى

(1)

تهذيب الأسماء واللغات (2/ 106 ترجمة 593).

(2)

سورة البقرة، الآية:285.

ص: 370

رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل" قال ابن النحاس عفا الله عنه

(1)

: فيسن لكل مسلم حب الخيل لهذا الحديث اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت الخيل له أو لغيره والله أعلم.

1963 -

وَعَن أبي ذَر رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من فرس عَرَبِيّ إِلَّا يُؤذن لَهُ عِنْد كل سحر بِكَلِمَات يَدْعُو بِهن اللَّهُمَّ خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني لَهُ فَاجْعَلْنِي أحب أَهله وَمَاله أَو من أحب أَهله وَمَاله إِلَيْهِ رَوَاهُ النَّسَائيُّ

(2)

.

1964 -

وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْبركَة فِي نواصي الْخَيل رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم

(3)

.

قوله: وعن أبي ذر، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل سحر بكلمات يدعو بهن اللهم خولتني من خولتني" الحديث.

قال ابن النحاس عفا الله عنه: ولهذا الحديث قصة ذكرها النسائي في كتاب الخيل من سننه، قال أبو عبيدة: قال معاوية بن خديج: لما افتتحت مصر كان لكل قوم مراغة يمرغون فيها دوابهم فمر معاوية بأبي ذر يمرغ فرسا فسلم عليه ثم قال: يا أبا ذر، ما هذا الفرس؟ قال: فرس لا أراه إلا مستجاب

(1)

مشارع الأشواق (ص 337).

(2)

النسائي (6/ 223)، وقال الألباني صحيح، في صحيح سنن النسائي.

(3)

البخاري (2851)، ومسلم (1874)، وأحمد (12125).

ص: 371

الدعوة، قال: وهل تدعوا الخيل وتجاب؟ قال: نعم، ليس من ليلة إلا والفرس يدعوا فيها ربه فيقول: رب إنك سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي في يده اللهم فاجعلني أحب إليه من أهله وولده فمنها المستجاب ومنها غير المستجاب ولا أرى فرسي هذا إلا مستجابا

(1)

، وذكر صاحب شفاء الصدور عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"للفرس ثلاث دعوات كل ليلة يقول في الأولى: اللهم اجعلني أحب ماله إليه، ويقول في الثانية: اللهم وسع عليه يوسع عليّ، ويقول في الثالثة: اللهم ارزقه الشهادة عليّ" وقال ابن النحاس عفا الله عنه: ولا يتعجب من دعاء الخيل فإنها تتميز على غيرها من الحيوان المركوب بمزيد إدراك وفهم وسرعة قبول للتهذيب ورياضة الأخلاق وغير ذلك مما شهد به العيان، ومن ذلك ما روى عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عاتبوا الخيل فإنها تعتب"

(2)

أي: [أدبوها] وروضوها للحرب فإنها تتأدب وتقبل العتاب قاله في النهاية

(3)

، خرج الطبراني هذا الإسناد وإن كان فيه مقال

(1)

حياة الحيوان (2/ 286).

(2)

مشارع الأشواق (ص 336 - 337) والحديث أورده ابن الأثير في النهاية (3/ 175) وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 112 رقم 7529) والشاميين (833). وقال الهيثمي في المجمع 5/ 262: رواه الطبراني من رواية إبراهيم بن العلاء الزبيدي عن بقية، وبقية مدلس. وسأل ابن جوصا محمد بن عوف عن هذا الحديث فقال: رأيته على ظهر كتاب إبراهيم ملحقا فأنكرته فقلت له: فتركه قال: وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسوي الأحاديث، وأما أبوه فشيخ غير متهم وقال فيه أبو حاتم: صدوق، ووثقه ابن حبان. وقال الألباني في الضعيفة (6360): منكر.

(3)

النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 175).

ص: 372

فالحديث مما يستأنس به مع الحيل والتجربة والله أعلم.

فائدة: وفي تاريخ نيسابور للحاكم

(1)

أبي عبد الله في ترجمة أبي جعفر الحسن بن محمد بن جعفر الزاهد العابد أنه روى بإسناده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك خلقا اجعله عزا لأوليائي ومذلة لأعدائي وجمالًا لأهل طاعتي فقالت الريح [اخلق] يارب فقبض منها قبضة فخلق منها فرسا وقال: خلقتك أعربيا، وجعلت الخير بناصيتك والغنائم محتازة على ظهرك وبوّأتك سعة من الرزق وأيدتك على غيرك من الدواب وعطفت عليك صاحبك وجعلتك تطير بغير جناح فأنت للطلب وأنت للهرب وسأجعل على ظهرك رجالك يسبحوني ويحمدوني ويهللوني ويكبروني ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من تسبيحة وتهليلة وتكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه الملائكة إلا تجيبه بمثلها" فلما سمعت الملائكة بخلق الفرس قالت: يا رب نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك ونهللك فماذا لنا؟ فخلق الله لها خيلا لها أعناق كأعناق البخت يمد بها من شاء من أنبيائه ورسله فلما استوت قوائم الفرس في الأرض [قال] الله تعالى على آدم كل شيء مما خلق قاله له اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس فقيل اختر عزك وعز ولد خالدا ما خلدوا وباقيا ما بقوا أبد [الآبدين و] دهر الدهرين، وهو في شفاء الصدور عن ابن عباس بغير هذا اللفظ ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما أراد الله أن يخلق الخيل

(1)

الكتاب مفقود. نقله من كتاب الحيوان للدميري (1/ 434). وقال الدميري: رأيت في تاريخ.

ص: 373

أوحي إلى الريح الجنوبي إني خالق منك خلقا فاجتمعي فاجتمعت، فأتى جبريل فأخذ منها قبضة ثم قال الله عز وجل: هذه قبضتي ثم خلق منها فرسا كميتا، وقال الله عز وجل: خلقتك فرسا وجعلتك عربيا وفضلتك على سائر ما خلقت من البهائم بسعة الرزق والغنائم تقاد علي [ظهرك والخير معقود بناصيتك. ثم أرسله فصهل، فقال جل وعلا:] يا كميت بصهيلك أرهب المشركين واملأ مسامعهم [وأزلزل] أقدامهم ثم وسمه بغرة وتحجيل فلما خلق الله عز وجل آدم قال يا آدم اختر أي الدابتين أحببت يعني الفرس أو البراق على صورة البغل لا ذكر ولا أنثى فقال: يا جبريل اخترت أحسنهما وجها [وهو] الفرس قال الله تبارك وتعالى له: يا آدم اخترت عزك وعز أولادك [باقيا] ما بقوا وخلدوا انتهى" قاله في حياة الحيوان

(1)

.

1965 -

وَعَن عقبَة بن عبد السّلمِيّ رضي الله عنه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لا تقصوا نواصي الْخَيل وَلا معارفها وَلا أذنابها فَإِن أذنابها مذابها ومعارفها دفؤها ونواصيها مَعْقُود فِيهَا الْخَيْر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَفِي إِسْنَاده رجل مَجْهُول

(2)

.

(1)

حياة الحيوان (1/ 434). أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 611) وقال: هَذَا حديثٌ موضوع بلا شك، قَالَ يَحيَى: الْحَسَن بن زَيْد ضعيف الحديث، وقَالَ ابن عَدِيّ: يروي أحاديث معضلة، وأحاديثه عَنْ أَبِيهِ منكرة. الخبر منكر جدًّا، وأعله ابن الجوزي بالحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأساء ابن الجوزي في ذلك، فالحسن برئ منه ومن أمثاله وإنما البلاء ممن دونه، ففي السند محمد بن أشرس، وهو متهم في الحديث. وبه اتهمه الذهبي في التلخيص (530) وابن العراق في تنزيه الشريعة (1/ 215).

(2)

أبو داود (2542). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6254).

ص: 374

قوله: وعن عتبة بن عبد السلمي [هو أبو الوليد، عتبة بن عبد السلمي. وقال ابن عبد البر: عتبة بن عبد وهو عتبة بن عبد الندر. وقال: قد قيل إنهما اثنان، ومال إلى القول الأول. وأما البخاري فإنه جعلهما اثنين، وكذلك أبو حاتم الرازي. وهذا عتبة كان اسمه عتلة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عتبة. شهد خيبر.

روى عنه ابنه يحيى، ولقمان بن عامر، وكثير بن مرة، وخالد بن معدان، وغيرهم.

مات بحمص سنة سبع وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين سنة. وهو آخر من مات بالشام في قول الواقدي].

قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفؤها ونواصيها معقود فيها الخير" الحديث.

قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقصوا نواصي الخيل" أي: لا تقطعوا

(1)

.

قوله: "ولا معارفها" جمع معرفة وهي موضع العرف جمع معرف أي شعر عنقها

(2)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن أذنابها مذابها" المذاب بفتح الميم وبعدها ذال معجمة مفتوحة وبعد الألف باء موحدة مشددة جمع مذبة بكسر الميم وفتح الذال وهو ما يذب به الإنسان الذباب وغيره، والذب المنع والدفع فهي تدفع

(1)

المفاتيح (4/ 373).

(2)

المفاتيح (4/ 373) وشرح المشكاة (8/ 2672) وشرح المصابيح (4/ 352).

ص: 375

بأذنابها ما يقع عليها من الذباب

(1)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ومعارفها" جمع معرفة بفتح الميم والراء. قوله: "دفؤها" بكسر الدال المهملة وسكون الفاء وبعدها همزة أي ما يدفئها، والدفء هو الشيء الذي يدفئك أي تدفع به البرد ذكره المنذري في حواشي مختصر سنن أبي داود، وقال غيره: دفؤها أي: كساؤها التي تدفئ به.

1966 -

وَعَن عقبَة بن عَامر وَأبي قَتَادَة رضي الله عنه قَالا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خير الْخَيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجل طلق الْيَد الْيُمْنَى قَالَ يزِيد يَعْني ابْن أبي حبيب فَإِن لم يكن أدهم فكميت على هَذِه الشية رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صحِيحه

(2)

.

1967 -

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكم عَن أبي قَتَادَة وَحده وَلَفظ التِّرْمِذِيّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خير الْخَيل الأدهم الأقرح الأرثم ثمَّ الأقرح المحجل طلق الْيَد الْيُمْنَى فَإِن لم يكن أدهم فكميت على هَذِه الشية قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَقَالَ الْحَاكم صَحِيح على شَرطهمَا

(3)

.

الأقرح هُوَ الْفرس يكون فِي وسط جَبهته قرحَة وَهِي بَيَاض يسير.

(1)

المفاتيح (4/ 373) وشرح المصابيح (4/ 352).

(2)

ابن حبان (4676)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3273).

(3)

الترمذي (1696)، وقال: حسن صحيح غريب، وابن ماجه (2789)، والحاكم (2/ 92)، وأحمد (22561).

ص: 376

والأرثم بِفَتْح الْهمزَة وثاء مُثَلّثَة مَفْتُوحَة هُوَ الْفرس يكون بِهِ رثم محركا ومضموم الرَّاء سَاكن الثَّاء وَهُوَ بَيَاض فِي شفته الْعليا وَالأُنثَى رثماء.

وطلق الْيُمْنَى بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون اللَّام وَبِضَمِّهَا أَيْضا إِذا لم يكن بهَا تحجيل.

والكميت بِضَم الْكَاف وَفتح الْمِيم هُوَ الْفرس الَّذِي لَيْسَ بالأشقر وَلا الأدهم بل يخالط حمرته سَواد.

والشية بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْيَاء مُخَفّفَة هُوَ كل لون فِي الْفرس يكون مُعظم لَوْنهَا على خِلَافه.

قوله: وعن عقبة بن عامر وأبي قتادة تقدم الكلام عليهما.

قوله صلى الله عليه وسلم: "خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم" الأدهم: الأسود الذي يميل من شدة سواده إلى خضرة، والأقرح: قال الحافظ المنذري: هو الفرس يكون في وسط جبهته قرحة وهي بياض يسير، أ. هـ.

أي: في وجه الفرس دون الغرة، والأقرح والقارح من الخيل ما دخل في السنة الخامسة وجمعه قرح

(1)

، والغرة: بياض الوجه ومنه "غرًا مجحلين من آثار الوضوء"، والأرثم: قال المنذري: بفتح الهمزة وثاء مثلثة مفتوحة هو الفرس يكون به رثم محركا ومضموم الراء ساكن الثاء وهو بياض في شفته العليا، والأنثى رثماء، أ. هـ.

(1)

النهاية (4/ 36).

ص: 377

وقال في الديباجة: الأرثم الذي أنفه أبيض وشفته العليا

(1)

، أ. هـ.

وقال صاحب المغيث

(2)

: قال وهب بن جرير: الرثم الذي في منخره بياض كأنه رثم أي لطخ وأنشد: كأن مارنها بالمسك مرثوم، أ. هـ.

قوله: "المحجل طلق اليد اليمنى" أي: مطلقها لشيء فيها تحجيل، قال المنذري: وطلق اليد اليمنى بعد ضبطه إذا لم يكن بها تحجيل، أ. هـ.

قال في النهاية

(3)

: المحجل الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين لأنها مواضع الإحجال وهي الخلاخل والقيود ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان ومنه الحديث: أمتي الغر المحجلون" أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام واستعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان في البياض الذي يكون في وجه الفرس ورجليه.

قوله: "فإن لم يكن أدهم فكميت" قال المنذري: الكميت هو الفرس الذي ليس بالأشقر ولا الأدهم بل يخالط حمرته سواد، أ. هـ.

وقال غيره: الكميت الفرس الشديد الحمرة ولا يقال كميت حتى يكون عرفه وذنبه أسودين فإن كانا أحمرين فهو أشقر، قاله في حياة الحيوان، ويستوي في الذكر والمؤنث

(4)

، أ. هـ.

وقال سيبويه: سألت الخليل عن كميت، فقال: إنما صغر لأنه بين السواد

(1)

النهاية (2/ 196).

(2)

المجموع المغيث (1/ 734).

(3)

النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 346).

(4)

حياة الحيوان (2/ 424).

ص: 378

والحمرة كأنه لم يخلص له واحد منهما فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب

(1)

قاله المنذري في الحواشي، وقد سأل عمر بن عبد العزيز العبسيين أي الخيل وجدتم أصبر في حربكم؟ قالوا: الكميت

(2)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "على هذه الشية" قال المنذري: والشية بكسر الشين المعجمة وفتح الياء مخففا هو كل لون في الفرس يكون معظم لونها على خلافه، أ. هـ.

وأصله من الوشى أيضا تقدم الكلام عليه الوشى والهاء عوض من الواو المحذوفة كالزنة والوزن يقلل وشيت الثوب أشيه وشيا وشية وأصلها وشية والوشى النقش أراد على هذه الصفة [وهذا] اللون من الخيل

(3)

، أ. هـ.

فائدة: عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل رواه الجماعة

(4)

، والشكال أن يكون في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى أو في يده اليمنى ورجله اليسري وهذا [التفسير] هو [أحد الأقوال] وجمهور أهل اللغة والغريب هو أن يكون منه ثلاث قوائم [محجلة وواحدة مطلقة]، وقيل: الشكلة: بياض الرجل اليمنى واليد اليمنى قيل بياض الرجل اليسري واليد اليسري، وقيل: بياض اليدين ورجل واحدة، وقيل: بياض الرجلين ويد

(1)

الصحاح (1/ 263).

(2)

مشارع الأشواق (ص 353).

(3)

النهاية (2/ 522).

(4)

أخرجه أحمد 2/ 250 (7408) و 2/ 436 (9626) و 2/ 457 (9893) و 2/ 461 (9932) و 2/ 476 (10160)، ومسلم (101 و 102 - 1875)، وابن ماجه (2790)، وأبو داود (2547)، والترمذي (1698)، والنسائي في المجتبى 6/ 152 (3592) و (3593).

ص: 379

واحدة، قال العلماء: وإنما كرهه لأنه على صورة المشكول، وقيل: يحتمل أن يكون قد جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة، وقال بعض العلماء: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال

(1)

والله أعلم.

1968 -

وَعَن عقبَة رضي الله عنه أَيْضا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا أردْت أَن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مُطلق الْيُمْنَى فَإنَّك تغنم وتسلم رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم

(2)

.

قوله: وعن عقبة أيضًا تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق اليمنى" تقدم الكلام على ذلك.

1969 -

وَعَن أبي وهب رضي الله عنه: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ عَلَيْكُم من الْخَيل بِكُل كميت أغر محجل أَو أشقر أغر محجل أَو أدهم أغر محجل رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائيّ أطول من هَذَا

(3)

.

قوله: وعن أبي وهب، أبو وهب: هو الجشمي قال المنذري في الحواشي: له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر له اسم وقال أبو القاسم البغوي

(4)

: أبو وهب الجشمي سكن الشام وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، وقال أبو أحمد

(1)

شرح النووي على مسلم (13/ 18 - 19).

(2)

الحاكم (2/ 92)، والطبراني في الكبير (809)، والبيهقي (6/ 330). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (350).

(3)

أبو داود (2544)، وأحمد (19032). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (548).

(4)

يراجع: شرح السنة للبغوي (10/ 345) ومعجم الصحابة (2/ 301) وسماه: ديلم.

ص: 380

الكرابيسي: أبو وهب الجشمي له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم[حديثه] في أهل اليمامة، ذكره في الذين عرفهم بكناهم ولم أقف على أسمائهم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم من الخيل بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل" والفرق بين الكميت والأشقر بالذنب والعرف فإن كانا أحمرين فهو أشفر وإن كانا أسودين فهو كميت؛ وفي كتاب شفاء الصدور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الخيل فقال: "خضرها صلبها وكمتها ديباجها وشقرها جيادها اللهم بارك في الأخضر اللهم بارك في الأشقر"

(1)

.

1970 -

وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يمن الْخَيل فِي شقرها رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب

(2)

.

الْيمن بِضَم الْيَاء هُوَ الْبركَة وَالْقُوَّة.

قوله: وعن ابن عباس تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "يمن الخيل في شقرها" قال المنذري: اليمن بضم الياء هو البركة والقوة، أ. هـ، وقال غيره: هو الخير والبركة والقوة والله أعلم.

(1)

مشارع الأشواق (ص 354 - 355).

(2)

أبو داود (2545)، والترمذي (1695)، وأحمد (2454)، والطبراني في الكبير (10676)، والبيهقي (6/ 330)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8162).

ص: 381