الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج- وقال ابن عباس: أخبرني أبو سفيان: أن هرقل دعا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ} الآية [آل عمران: 64].
وهو حديث متفق على صحته [البخاري (7) وانظر أطرافه، مسلم (1773)، أبو داود (5136)، الترمذي (2717)، وغيرهم].
ووجه الدلالة منه: إذا جاز له مس الكتاب وهو جنب، لكونه كافرًا، جاز له قراءته، وهو المقصود من الكتابة، فاستلزم جواز القراءة بالنص، وقد أجيب عنه بأجوبة منها:
1 -
أن الكتاب اشتمل على أشياء غير الآيتين، فأشبه ما لو ذكر بعض القرآن في كتاب في الفقه أو في التفسير؛ فإنه لا يمنع من قراءته ولا مسه عند الجمهور؛ لأنه لا يقصد منه التلاوة.
2 -
أنه يجوز مثل ذلك في المكاتبة لمصلحة التبليغ.
3 -
ومنها جواز تعليم النصراني الحرف من القرآن إن رجي هدايته [انظر: فتح الباري لابن حجر (1/ 486)، فتح الباري لابن رجب (1/ 430)].
وممن ذهب إلى جواز القراءة للجنب والحائض أيضًا: ابن حزم في المحلى (1/ 77).
وقد ذهب جمهور الفقهاء: الحنفية والشافعية والحنابلة، إلى حرمة قراءة الحائض للقرآن، خلافًا للمالكية الذين أجازوا لها ذلك.
ويحرم على الجنب قراءة القرآن عند عامة العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، ويجوز عند الجميع تلاوة ما لم يقصد به القرآن كالأدعية والذكر البحت، والله أعلم.
***
91 - باب في الجنب يصافح
230 -
. . . واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه فأهوى إليه، فقال: إني جنب، فقال:"إن المسلم لا ينجس"، وفي نسخة:"ليس بنجس".
• حديث صحيح.
ولفظ مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيه وهو جنب، فحاد عنه فاغتسل، ثم جاء فقال: كنت جنبًا، قال:"إن المسلم لا ينجس".
أخرجه مسلم (372)، وأبو عوانة (1/ 231/ 775 - 778)، وأبو نعيم في المستخرج (1/ 406/ 818)، والنسائي (1/ 145/ 268)، وابن ماجه (535)، وابن حبان (4/ 204/ 1369)، وأحمد (5/ 384 و 402)، وابن أبي شيبة (1/ 159/ 1826)، والبزار (7/ 300/ 2896 و 2897)، وأبو العباس السراج في مسنده (23)، وابن المنذر في الأوسط (2/ 109/ 636) و (5/ 134 و 340/ 2534 و 2946)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 34)، والبيهقي (1/ 189).
وقد رواه جرير، عن الشيباني، عن أبي بردة، عن حذيفة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي الرجل من أصحابه ماسحه، ودعا له، قال: فرأيته يومًا بكرة فحدت عنه، ثم أتيته حين ارتفع النهار، فقال:"إني رأيتك فحدت عني؟ " فقلت: إني كنت جنبًا، فخشيت أن تمسني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن المسلم لا ينجس".
أخرجه النسائي (1/ 145/ 267)، وابن حبان (4/ 68 و 205/ 1258 و 1370)، وأبو العباس السراج في مسنده (24)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (2473 و 2474).
وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين.
وجرير هو: ابن عبد الحميد، والشيباني هو: أبو إسحاق.
وذكره الحافظان ابن رجب وابن حجر في فتحيهما (1/ 348) و (1/ 465)، وسكتا عنه.
وله أسانيد أخرى فيها مقال، انظر: مسند أحمد (5/ 402)، مصنف عبد الرزاق (1/ 124/ 456)، مصنف ابن أبي شيبة (1/ 159/ 1827)، مسند البزار (7/ 357 - 358/ 2955)، معجم ابن الأعرابي (1285)، معجم الطبراني الكبير (12/ 194/ 12871)، تاريخ ابن عساكر (52/ 313).
***
231 -
. . . حميد، عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة، وأنا جنب، فاختنست، فذهبت فاغتسلت، ثم جئت، فقال:"أين كنت يا أبا هريرة؟ "، قال: قلت: إني كنت جنبًا، فكرهت أن أجالسك على غير طهارة، فقال:"سبحان الله، إن المسلم لا ينجس".
قال أبو داود: في حديث بشر: حدثنا حميد: حدثني بكر.
• حديث متفق على صحته.
وفي رواية البخاري ومسلم: "سبحان الله، إن المؤمن لا ينجس".
أخرجه البخاري (283 و 285)، ومسلم (371)، والترمذي (121)، والنسائي (1/ 145 - 146/ 269)، وابن ماجه (534)، وأبو عوانة (1/ 231/ 773 و 774)، وأبو نعيم في المستخرج (1/ 405 و 406/ 816 و 817)، وابن حبان (4/ 70/ 1259)، وابن الجارود (96)، وأحمد (2/ 235 و 382 و 471)، وابن أبي شيبة (1/ 159/ 1825)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 290 - 291/ 201) و (2/ 179/ 752) و (5/ 340/ 2947)، والطحاوي (1/ 13)، وابن حزم في المحلى (1/ 129)، والبيهقي (1/ 189)، والبغوي في شرح السُّنَّة (2/ 29 و 30/ 260 و 261)، وابن الجوزي في التحقيق (2/ 4/ 854)، والذهبي في السير (12/ 74).