المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌87 - باب الجنب يأكل - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٣

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌النوم مظنة للحدث

- ‌80 - باب في الرجل يطأ الأذى برجله

- ‌81 - باب من يحدث في الصلاة

- ‌82 - باب في المذي

- ‌83 - باب في الإكسال

- ‌84 - باب في الجنب يعود

- ‌85 - باب الوضوء لمن أراد أن يعود

- ‌86 - باب في الجنب ينام

- ‌87 - باب الجنب يأكل

- ‌88 - باب من قال: يتوضأ الجنب

- ‌89 - باب في الجنب يؤخِّر الغسل

- ‌90 - باب في الجنب يقرأ القرآن

- ‌قراءة الجنب والحائض للقرآن

- ‌91 - باب في الجنب يصافح

- ‌92 - باب في الجنب يدخل المسجد

- ‌لبث الحائض في المسجد

- ‌93 - باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسٍ

- ‌94 - باب في الرجل يجد البِلَّة في منامه

- ‌95 - باب في المرأة ترى ما يرى الرجل

- ‌ 990).***96 -باب في مقدار الماء الذي يجزئ في الغسل

- ‌97 - باب في الغسل من الجنابة

- ‌98 - باب في الوضوء بعد الغسل

- ‌99 - باب في المرأة هل تنقض شعرها عند الغسل

- ‌100 - باب في الجنب يغسل رأسه بخطمي أيجزئه ذلك

- ‌(1/ 446).***101 -باب فيما يفيض بين الرجل والمرأة من الماء

- ‌(1/ 274).***102 -باب في مؤاكلة الحائض ومجامعتها

- ‌103 - باب في الحائض تُناوِل من المسجد

- ‌(1/ 419).***104 -باب في الحائض لا تقضي الصلاة

- ‌105 - باب في إتيان الحائض

- ‌106 - باب في الرجل يصيب منها ما دون الجماع

- ‌107 - باب في المرأة تستحاض ومن قال: تدع الصلاة في عدة الأيام التي كانت تحيض

- ‌108 - باب من روى أن الحيضة إذا أدبرت لا تدع الصلاة

- ‌(14/ 137 - 143/ 3484).***109 -باب من قال: إذا أقبلت الحيضة تدع الصلاة

- ‌110 - باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة

- ‌111 - باب من قال: تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسلًا

- ‌(1/ 241/ 906).***112 -باب من قال: تغتسل من طهر إلى طهر

الفصل: ‌87 - باب الجنب يأكل

‌87 - باب الجنب يأكل

222 -

. . . سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب؛ توضأ وضوءه للصلاه.

• حديث صحيح.

أخرجه النسائي في الكبرى (8/ 210/ 8994)، وابن خزيمة (1/ 107/ 213)، وأبو عوانة (1/ 232/ 783)، وأحمد (6/ 36)، وإسحاق (2/ 467/ 1040)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في الصلاة (57)، وابن أبي شيبة (1/ 62/ 657)، وأبو يعلى (8/ 19/ 4522)، وابن شاهين في الناسخ (130)، وابن عبد البر في التمهيد (6/ 185)، والخطيب في التاريخ (9/ 368).

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه من طرق أخرى؛ كلما سيأتي.

وهذا الحديث قد رواه هكذا عن ابن عيينة: جماعة من الحفاظ، منهم: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسدد، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم.

• وخالفهم فوهم: علي بن عياش الحمصي [وهو ثقة ثبت]، فرواه عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به مثله.

هكذا قال: "عروة"، بدل:"أبي سلمة".

أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 210/ 8993).

وقال: "الصواب: حديث إسحاق، وحديث علي بن عياش: خطأ".

***

223 -

. . . ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، بإسناده ومعناه.

زاد: وإذا أراد أن يأكل وهو جنب؛ غسل يديه.

قال أبو داود: ورواه ابن وهب، عن يونس؛ فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصورًا.

ورواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، كما قال ابن المبارك، إلا أنه قال: عن عروة، أو: أبي سلمة.

ورواه الأوزاعي، عن يونس، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن المبارك.

• حديث صحيح

أخرجه النسائي في المجتبى (1/ 139/ 256 و 257)، وفي الكبرى (1/ 171 و 172/ 250 و 251) و (6/ 255 و 304/ 6704 و 6854)، و (8/ 211/ 8996)، وابن ماجه (593)،

ص: 84

وابن حبان (4/ 20/ 1218)، وأحمد (6/ 118 - 119)، وعبد الرزاق (1/ 281/ 1085)، وابن أبي شيبة (1/ 62/ 658)، وأبو يعلى (8/ 71 و 216 و 298/ 4595 و 4782 و 4891)، والدارقطني (1/ 126)، وابن شاهين في الناسخ (131)، وأبن حزم في المحلى (2/ 221)، والبيهقي (1/ 203)، وابن عبد البر (6/ 186)، والبغوي في شرح السُّنَّة (2/ 33/ 266).

من طرقٍ: عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل غسل يديه.

وفي لفظ له: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب يغسل يديه ثم يأكل أو يشرب.

وكلاهما محفوظ عن ابن المبارك.

لكن شذ عبد الرزاق، فزاد في روايته عن ابن المبارك: غسل يديه ومضمض فاه ثم طعم، أو: ثم تمضمض. [الدارقطني. عبد الرزاق].

وهذه الزيادة: المضمضة: قد تفرد بها عبد الرزاق بن همام الصنعاني [وهو ثقة حافظ]، تفرد بها دون بقية من روى الحديث عن ابن المبارك، لا سيما وفيهم أهل بلده، وحفاظ حديثه الذين لازموه وطالت صحبتهم له، وهم:

1 -

سويد بن نصر: مروزي، ثقة، وهو راوية ابن المبارك.

2 -

وعبدان: هو عبد الله بن عثمان بن جبلة: مروزي، ثقة حافظ، كتب كتب ابن المبارك بقلم واحد.

3 -

وعلي بن إسحاق السلمي: مروزي، ثقة، كان معروفًا بصحبة ابن المبارك.

4 -

ومحمد بن الصباح الدولابي: بغدادي، ثقة حافظ.

5 -

وأبو بكر بن أبي شيبة: كوفي، ثقة حافظ.

6 -

ومحمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي: كوفي، ثقة.

7 -

وعباد بن موسى الختلي: ثقة.

8 -

وعبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي: شيعي، ثقة.

فهؤلاء جميعًا رووا الحديث عن ابن المبارك بدون هذه الزيادة؛ مما يدل على شذوذها، لا سيما وعبد الرزاق كان قد أضر في آخر حياته، فلعله حدث به من حفظه بعدما أضر فوهم، أو لقنه فتلقن، وكان يقبل التلقين بعدما أضر، واللذين رويا عنه هذا الحديث ليسا ممن روى عن عبد الرزاق قبل فقدان بصره، والله أعلم.

وأما زيادة الشرب؛ فهي زيادة محفوظة: رواها عن ابن المبارك أهل بلده المراوزة الثلاثة.

والحديث: قال فيه الدارقطني: "صحيح".

وقال البغوي: "هذا حديث صحيح".

ص: 85

• قال أبو داود: ورواه ابن وهب، عن يونس؛ فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصورًا.

ورواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، كما قال ابن المبارك، إلا أنه قال: عن عروة، أو: أبي سلمة.

ورواه الأوزاعي، عن يونس، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن المبارك.

• أما رواية ابن وهب عن يونس؛ فقد أخرجها:

النسائي في الكبرى (8/ 210/ 8995)، وأبو عوانة (1/ 233/ 788)، والطحاوي (1/ 126)، والبيهقي (1/ 200)، والبغوي في شرح السُّنَّة (2/ 33/ 265).

من طريق ابن وهب، عن الليث، ويونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب: توضأ وضوءه للصلاه قبل أن ينام.

وليس فيه جملة غسل اليدين للأكل أصلًا، لا مرفوعة ولا موقوفة.

وإنما رأيت ذلك من حديث الليث، عن ابن شهاب، -في أحد طرقه- عند البيهقي (1/ 203)، ويأتي الكلام عليها.

وقد تابع ابن وهب عن يونس؛ في روايته لهذا الحديث بدون زيادة جملة الأكل:

يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبيه، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة: أن عائشة حدثته، قالت:

فذكر الحديث مثله، دون آخره: قبل أن ينام.

أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 169/ 4971).

قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي، قال: نا عمى محمد بن مهدي، قال: نا يزيد بن يونس به.

وقد روى ثلاثة أحاديث بنفس إسناده إلى ابن شهاب، ثم قال:"لم يرد هذه الأحاديث عن يزيد بن يونس إلا محمد بن مهدي الأخميمي".

قلت: أما يزيد بن يونس: فذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 297)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 274)، وقال:"يروي عن أبيه، روى عنه محمد بن مهدي الأخميمي: نسخة مستقيمة"[وانظر: اللسان (6/ 362) ولا يصح ما فيه]، وقال ابن عدي في الكامل (6/ 38):"ويزيد هذا حدث عنه ابن وهب شيئًا يسيرًا".

وأما محمد بن مهدي الإخميمي: فقال ابن عدي (6/ 38) بأنهم قالوا عنه: لم ير يزيد ولم يلحقه، لكنه صرح بالتحديث عن يزيد هنا، وفي الموضع (2/ 237).

وأما شيخ الطبراني؛ القاسم بن عبد الله بن مهدي: فقد مشاه ابن عدي، فقال: "ولم أر له حديثًا منكرًا فأذكره، وهو عندي لا بأس به،

، وكان بعض شيوخ مصر يضعفه"، وقد ذكر له حديثين قال الذهبي في أحدهما: "هذا موضوع باطل"، ثم اتهمه بحديث آخر

ص: 86

أبطل منه، ثم تعقب قول ابن عدي فيه فقال:"قد ذكرت له حديثًا باطلًا فيكفيه [وفي نسخة: حديثين باطلين]، وروى له الدارقطني حديث النضح، فقال: متهم بوضع الحديث".

وقال الدارقطني في سؤالات السهمي لما سئل عن روايته لنسخة يزيد بن يونس؟ قال: "كان لينًا"، وقال:"وله أحاديثه منكرة غير النسخة، وقال: ليس هو بشيء"[الكامل (6/ 38)، مختصر الكامل (1585)، الميزان (3/ 372)، اللسان (4/ 540)، سؤالات السهمي (356)].

وعلى هذا فإن كان القاسم هذا هو المتفرد بهذا الحديث، فهو إسناد باطل.

وإن لم يكن قد تفرد به كما يُفهم من كلام الطبراني؛ فلا تزيد متابعة يزيد بن يونس على كونها متابعة من رجل غير مشهور بالطلب، لا تُعرف له رواية إلا عن أبيه، ولا روى عنه سوى ابن وهب والإخميمي هذا.

• وأما رواية ابن المبارك عن يونس بهذه الزيادة: "وإذا أراد أن يأكل غسل يديه": فقد تابعه عليها جماعة منهم:

1 -

عامر بن صالح بن عبد الله الزبيري المدني سكن بغداد [ضعيف؛ كذبه ابن معين، وقال الدارقطني: "يترك"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال أحمد: "ثقة، لم يكن صاحب كذب"، وروى عنه هذا الحديث في مسنده، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، ما أرى بحديثه بأسًا، كان يحيى بن معين يحمل عليه، وأحمد بن حنبل يروي عنه". التهذيب (2/ 266)، الميزان (2/ 360)]، قال: حدثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب يتوضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يده ثم أكل وشرب.

أخرجه أحمد (6/ 279).

2 -

حسان بن إبراهيم [صدوق يخطئ]، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، بنحو حديث ابن المبارك.

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (6/ 186).

3 -

طلحة بن يحيى بن النعمان الزرقي الأنصاري الدمشقي، سكن بغداد [صدوق يهم]، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة أو: عروة، عن عائشة، بنحو حديث ابن المبارك.

أخرجه الدارقطني (1/ 126). وقال: "صحيح".

4 -

أبو ضمرة أنس بن عياض [ثقة]، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عروة وأبي سلمة، عن عائشة، بمثل حديث ابن المبارك.

أخرجه الدارقطني (1/ 126). وقال: "صحيح".

• ووهم فيه على أبي ضمرة: يعقوب بن حميد، فجعله من مسند أم سلمة، ولم يذكر فيه أبا سلمة.

ص: 87

أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 408/ 980).

5 -

محمد بن بكر البرساني [صدوق]، قال: أخبرنا يونس، قال: حدثني ابن شهاب، عمن حدثه، عن عائشة، قالت:

فذكره بمثل حديث ابن المبارك.

أخرجه أحمد (6/ 119).

6 -

عيسى بن يونس [ثقة مأمون]، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يطعم وهو جنب: غسل يديه ثم طعم.

أخرجه ابن خزيمة (218)، والطحاوي (1/ 128).

وعبد الله بن المبارك: أثبت وأحفظ وأضبط من عبد الله بن وهب، زيادته مقبولة لو كان انفرد بها عن يونس بن يزيد، فكيف وقد تابعه عليها جماعة من الثقات، مثل: عيسى بن يونس، وأنس بن عياض، ومحمد بن بكر.

وأما اختلافهم على يونس بن يزيد في الواسطة التي بين الزهري وعائشة:

فمَرَدُّه -والله أعلم- إلى يونس نفسه، وأنه كان يحدث به مرة: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة.

ومرة يقول: عن الزهري، عن أبي سلمة وعروة، عن عائشة.

وثالثة يقول: عن الزهري، عن أبي سلمة أو: عروة، عن عائشة.

ورابعة يقول: عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وخامسة يقول: عن الزهري، عمن حدثه، عن عائشة.

وهذا اضطراب من يونس بن يزيد في هذا الحديث عن الزهري، وقد حمل أحمد بن حنبل على يونس، وأنكر عليه أحاديث رواها عن الزهري.

• إلا أن هذا الاضطراب لا يقدح في صحة الحديث ولا يعله لأمور؛ منها:

1 -

أن الإسناد كيفما دار دار على ثقة.

2 -

أن الزهري مشهور بالرواية عن عروة عن عائشة، وعن أبي سلمة عن عائشة، وكلاهما في الصحيح.

3 -

أن الحديث محفوظ من حديث أبي سلمة عن عائشة، ومن حديث عروة عن عائشة، كما سيأتي.

ومع هذا فنقول بأن الأشبه إنما هو: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة.

ويحتمل أن يكون يونس حفظه عن الزهري بالوجهين، وصححه الدارقطني بالوجهين، كما في السنن، والعلل (14/ 293/ 3636).

• وقد اختلف فيه على الزهري:

1 -

فرواه سفيان بن عيينة، والليث بن سعد، وابن جريج، ومحمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري:

رواه أربعتهم: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة به، ولم يختلف عليهم في إسناده.

ص: 88

أ- أما رواية ابن عيينة فقد تقدم ذكرها في الحديث السابق برقم (222).

ب- وأما رواية الليث:

فأخرجها مسلم (305/ 21)، وأبو عوانة (1/ 788/233)، وأبو نعيم في المستخرج (1/ 360/ 696)، والنسائي في المجتبى (1/ 258/139)، وفي الكبرى (8/ 210/ 8995)، وابن ماجه (584)، وابن حبان (4/ 18 - 19/ 1217)، والطحاوي (1/ 126)، والبيهقي (1/ 200 و 203)، والبغوي في شرح السُّنَّة (2/ 33/ 265).

وأخرجه مسلم أيضًا في التمييز (43)، معلًا به حديث أبي إسحاق الآتي برقم (228).

أخرجوه من طرق: عن الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب: توضأ وضوءه للصلا، قبل أن ينام.

• وقد روى هذا الحديث: يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الحمداني الرملي، ويقال له: يزيد بن موهب؛ رواه عن الليث به؛ إلا أنه زاد في آخره: قالت عائشة: وإذا أراد أن يأكل أو يشرب يغسل يديه، ثم يأكل ويشرب إن شاء.

أخرجه البيهقي (1/ 203).

وقد أخرجه ابن حبان (1217)، من نفس الطريق بدون هذه الزيادة، وفي ثبوتها نظر؛ فإن حديث الليث هذا قد رواه عنه: محمد بن رمح، وقتيبة بن سعيد، وعبد الله بن وهب، وأحمد بن يونس، ويحيى بن بكير، ويحيى بن يحيى التميمي، وهاشم بن القاسم، ومعلى بن منصور الرازي؛ بدون الزيادة.

وهؤلاء ثمانية من الثقات، وفيهم أصحاب الليث المكثرين عنه، مثل: ابن وهب، وقتيبة بن سعيد، وابن رمح، وابن بكير، وروايتهم: هي الأولى بالصواب.

ويزيد بن موهب: ليس بذاك الحافظ الذي تقبل زيادته، قال فيه بقي بن مخلد:"كان ثقة جدًّا"، وقال ابن قانع:"صالح"، وروى عنه أبو زرعة وأبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (4/ 410)].

ج- وأما رواية ابن جريج:

فأخرجها أحمد (6/ 200)، وعبد الرزاق (1/ 278/ 1073)، ومن طريقه: ابن المنذر (2/ 93/ 612) مختصرًا.

من طريق محمد بن بكر البرساني، وعبد الرزاق، كلاهما: عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب: توضأ وضوءه للصلاه.

زاد عبد الرزاق: قبل أن ينام، وإذا أراد أن يطعم غسل فرجه، ومضمض ثم طعم.

قلت: قوله: "غسل فرجه": وهمٌ، إما من ابن جريج أو ممن دونه، والمحفوظ في هذا الحديث عن الزهري:"غسل يديه".

ص: 89

ومعلوم أن ابن جريج لم يسمع من الزهري شيئًا، وإنما أعطاه الزهري جزءًا فكتبه وأجازه له، وقال فيه ابن معين:"وابن جريج ليس بشيء في الزهري"[التهذيب (2/ 616)، شرح علل الترمذي (2/ 676)].

د- وأما رواية ابن أخي الزهري:

فأخرجها أبو عوانة (1/ 233/ 788)، مقرونة برواية الليث ويونس.

وابن أخي الزهري: ضعيف في عمه؛ وهو صالح في المتابعات؛ إذ هو في الأصل صدوق.

2 -

ورواه يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، واختلف عليه في إسناده:

أ- فرواه ابن المبارك، وابن وهب، وحسان بن إبراهيم، وعامر بن صالح:

أربعتهم: عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة به.

ب- ورواه عيسى بن يونس، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به.

ج- ورواه أبو ضمرة أنس بن عياض، عن يونس، عن الزهري، عن عروة وأبي سلمة، عن عائشة به.

د- ورواه طلحة بن يحيى، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة أو: عروة، عن عائشة به.

هـ- ورواه محمد بن بكر البرساني، عن يونس، عن الزهري، عمن حدثه، عن عائشة به، فأبهمه.

وقد تقدم ذكر ذلك قريبًا مفصلًا.

وذكرنا بأن هذا اضطراب من يونس بن يزيد؛ لكن النفس تميل إلى أن الرواية عنده: عن أبي سلمة وحده، وذلك لأن ابن المبارك وابن وهب قد روياه عنه هكذا، ثم وهم يونس بعد ذلك فحدث به بعض الثقات على الوهم والغلط.

وإنما قلت ذلك؛ لأن ابن المبارك كان من المتثبتين في التحمل؛ فلعله أخذه من كتاب يونس، فقد قال ابن المبارك في يونس:"كتابه صحيح"، فإذا جمعنا هذا إلى قول وكيع في يونس:"كان سيئ الحفظ"، أدركنا أن هذا الاختلاف إنما جاء لما حدث به من حفظه، والله أعلم.

3 -

ورواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة وأبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل ويشرب يغسل يديه ثم يأكل ويشرب.

أخرجه النسائي في الكبرى (8/ 211/ 8997)، وأحمد (6/ 102 و 119 و 192)، وإسحاق (2/ 300/ 822)، والعدني في مسنده (10/ 738/ 2406 - مطالب).

وصالح بن أبي الأخضر: ضعيف يعتبر به.

قال يحيى بن سعيد: "قال لنا صالح: حديثي: منه ما قرأت على الزهري، ومنه ما

ص: 90

سمعت، ومنه ما وجدت في كتاب، فلست أفصل ذا من ذا" [التهذيب (2/ 188)].

4 -

ورواه الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب؛ توضأ وضوءه للصلاة.

أخرجه النسائي في الكبرى (8/ 210/ 8992)، وأحمد (6/ 85)، وأبو جعفر ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (24)[مجموع مصنفاته (520)].

والأوزاعي: قال فيه الجوزجاني: "ربما يهم عن الزهري"، وقال ابن معين:"الأوزاعي في الزهري: ليس بذاك: أخذ كتاب الزهري من الزبيدي"، وقال يعقوب بن شيبة:"الأوزاعي: ثقة ثبت، إلا روايته عن الزهري خاصة فإن فيها شيئًا"، وقال عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي:"ودفع إليَّ الزهري صحيفة، وقال: اروها عني"[شرح علل الترمذي (2/ 674)، التهذيب (2/ 538)].

• وحاصل ما تقدم: أن المحفوظ عن الزهري: ما رواه عنه: سفيان بن عيينة، والليث، وابن جريج، وابن أخيه، فقالوا: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. لم يذكروا فيه عروة.

وابن عيينة مقدم في الزهري على جميع من روى عنه هذا الحديث: يونس، والأوزاعي، وصالح: عند جمهور الأئمة، ولم ينفرد بذلك فقد تابعه كما ترى: الليث بن سعد، وابن جريج، وابن أخي الزهري [انظر: شرح العلل (2/ 671)].

هذا من جهة المحفوظ في إسناد هذا الحديث.

• وأما من جهة المتن:

فإن زيادة: "وإذا أراد أن يأكل غسل يديه": محفوظة من حديث يونس بن يزيد، كما سبق تقريره، وقد تابعه عليها: صالح بن أبي الأخضر.

فهي زيادة مقبولة؛ صحيحة، وقد قال ابن المبارك وابن مهدي:"يونس بن يزيد: كتابه صحيح".

وصححها الدارقطني والبغوي، وتقدم نقل كلامهما.

• وقد سبق أن قلنا بأن الحديث محفوظ عن أبي سلمة عن عائشة، وعن عروة عن عائشة:

• أما حديث أبي سلمة: فله ثلاث طرق:

الأول: الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. وتقدم.

الثاني: يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب؟ قالت: نعم، ويتوضأ.

وفي رواية لأحمد: نعم، ويتوضأ وضوءه للصلاة.

أخرجه البخاري (286)، وأحمد (6/ 121 و 128 و 202)، وإسحاق (2/ 468/ 1041)، والطيالسي (3/ 89/ 1588)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في الصلاة (51 و 52)،

ص: 91

وابن أبي شيبة (1/ 63/ 673)، والطحاوي (1/ 126)، والطبراني في مسند الشاميين (4/ 95/ 2829)، وابن المقرئ في المعجم (78).

وانظر في الأوهام على يحيى بن أبي كثير: الطيوريات (12)، علل الدارقطني (14/ 295/ 3636).

الثالث: محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب؟ قالت: نعم، ولكنه كان لا ينام حتى يغسل فرجه، ويتوضأ وضوءه للصلاة.

أخرجه أحمد (6/ 216 و 237)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (217)، والطحاوي (1/ 126)، لكن وقع عنده من مسند أبي هريرة بدل عائشة، وهو: وهم. وابن الأعرابي في المعجم (113).

• وأما حديث عروة:

فيرويه الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلاة.

أخرجه البخاري (288)، والطبراني في الأوسط (8/ 311/ 8728).

تابع عبيد الله بن أبي جعفر عليه عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة: عبد الله بن لهيعة:

أخرجه أحمد (6/ 91 و 103)، من طريقين عن ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -كان ينام وهو جنب؛ إذا توضأ وضوءه

للصلاة.

وفي أحد الطريقين زيادة: وكان يقول: "من أراد أن ينام وهو جنب فليتوضأ وضوءه للصلاة"، وهي زيادة منكرة، تفرد بها ابن لهيعة، وهو ضعيف.

• وانظر في طرق حديث أبي سلمة عن عائشة هذا، وأوجه الاختلاف فيها: علل الدارقطني (14/ 293/ 3636).

• والحديث رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ إلا أنه اختلف عليه في رفعه ووقفه، وفيه زيادات منكرة، لا تصح بحال.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 93/ 119)، وعبد الرزاق (1/ 278/ 1072)، وابن أبي شيبة (1/ 62 و 63/ 661 و 676)، وابن المنذر في الأوسط (2/ 89/ 598)، والطحاوي (1/ 126)، والبيهقي (1/ 200)، والخطيب في تاريخ (5/ 140).

***

ص: 92