المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌140 - باب تمام التكبير - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٩

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌130 - باب تخفيف الأخريين

- ‌15).***131 -باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر

- ‌132 - باب قدر القراءة في المغرب

- ‌133 - باب من رأى التخفيف فيها

- ‌باب تكميلي

- ‌باب القراءة في صلاة العشاء

- ‌134 - باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

- ‌135 - باب القراءة في الفجر

- ‌136 - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب

- ‌137 - باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام

- ‌138 - باب من رأى القراءة إذا لم يجهر الإمام بقراءته

- ‌139 - باب ما يجزئ الأُمِّيَّ والأعجميَّ من القراءة

- ‌140 - باب تمام التكبير

- ‌141 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه

- ‌142 - باب النهوض في الفرد

- ‌143 - باب الإقعاء بين السجدتين

- ‌144 - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

- ‌(14/ 407)].***146 -باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال [وفي نسخة: مع الإمام] رؤوسهنَّ من السجدة

- ‌147 - باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين

- ‌148 - باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

- ‌149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يُتمُّها صاحبها تُتَمُّ من تطوُّعِه

- ‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

- ‌151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌153 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌154 - باب مقدار الركوع والسجود

- ‌155 - باب أعضاء السجود

- ‌(1/ 236/ 2716).***156 -باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا كيف يصنع

- ‌157 - باب السجود على الأنف والجبهة

- ‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود

الفصل: ‌140 - باب تمام التكبير

• قال صاحب العون (3/ 44): "والحديث يدل على أنه يكفي الدعاء في صلاة التطوع، وأن القراءة ليست بفرض فيه؛ لكنه موقوف، ثم هو منقطع؛ لأن الحسن البصري لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال المنذري: ذكر علي بن المديني وغيره أن الحسن البصري لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وأيضًا هو معارض بحديث حبيب بن الشهيد: "لا صلاة إلا بقراءة" رواه مسلم مرفوعًا من رواية أبي أسامة عنه، وبحديث عبادة بن الصامت: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة" عام يشمل التطوع والفريضة"[انظر: مختصر السنن للمنذري (1/ 243/ 797)].

قلت: أما حديث حبيب بن الشهيد؛ فقد تقدم بيان أن رفعَ هذه الجملة وهمٌ؛ إنما هي موقوفة من قول أبي هريرة، كما رواه جماعة الثقات الحفاظ عن حبيب بن الشهيد، راجع في ذلك الحديث المتقدم برقم (797).

وأما فرض القيام في السرية والجهرية، والفريضة والتطوع: فقراءة فاتحة الكتاب، وما زاد مما تيسر من القرآن فهو خير، ولا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، وليس القيام موطن للذكر والدعاء إلا لمن لا يحسن فاتحة الكتاب، ولا شيئًا من القرآن، وتقدم بيان ذلك في موضعه من هذا الباب، ومن الأبواب السابقة، وفيه حديث أبي قتادة وأبي سعيد وأبي هريرة وعبادة بن الصامت وغيرهم، وانظر: الأحاديث المتقدمة من (797) إلى (812)، إضافة إلى أحاديث هذا الباب، والله أعلم.

***

‌140 - باب تمام التكبير

835 -

. . . حماد، عن غَيلان بن جرير، عن مطرِّف، قال: صليتُ أنا وعمرانُ بن حصين خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكان إذا سجد كبر، وإذا ركع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما انصرفنا أخذ عمران بيدي، وقال: لقد صلى هذا قبلُ -أو قال: لقد صلى بنا هذا قبلُ- صلاةَ محمد صلى الله عليه وسلم.

• حديث متفق على صحته.

أخرجه البخاري (786 و 826)، ومسلم (393)، وأبو عوانة (1/ 428/ 1593)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 16/ 869)، والنسائي في المجتبى (2/ 204/ 1082) و (3/ 2/ 1180)، وفي الكبرى (1/ 342/ 673) و (2/ 31/ 1104)، وأحمد (4/ 440 و 444)، والطيالسي (2/ 166/ 865)، والطبراني في الكبير (18/ 125/ 257)، والبيهقي (2/ 134)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 176).

هكذا رواه عن حماد بن زيد: أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي عارم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن سعيد القطان، وخلف بن هشام البزار المقرئ،

ص: 272

ويحيى بن حبيب بن عربي، وأبو داود الطيالسي، ومسدد بن مسرهد، وحجاج بن المنهال، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والحسن بن موسى الأشيب، ومعلى بن منصور، وعاصم بن علي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.

وفي رواية جميعهم: "وإذا رفع كبر"، أو:"وإذا رفع رأسه كبر"، بدل:"وإذا ركع كبر"، وفي آخره: أو قال: لقد ذكَّرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية يحيى بن حبيب عند النسائي: "وإذا رفع رأسه من السجود كبر"، وفي رواية يحيى بن سعيد: فكان يكبر في كل خفض ورفع، يُتم التكبير.

وهكذا رواه أحمد بن حنبل، والبخاري، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي: عن سليمان بن حرب عن حماد، فقالوا:"وإذا رفع كبر".

فظهر بذلك شذوذ رواية أبي داود عن سليمان بن حرب بهذا اللفظ: "وإذا ركع كبر"، والله أعلم.

ومطرِّف هو ابن عبد الله بن الشخير: ثقة فاضل، من كبار التابعين.

• وقد توبع حماد بن زيد عليه:

فقد رواه مهدي بن ميمون الأزدي [بصري، ثقة]، عن غيلان بن جرير، عن مطرف، عن عمران بن حصين؛ أنه صلى خلف علي بن أبي طالب، فكان إذا استقبل الصلاة رفع يديه وكبر، ويكبر إذا ركع وإذا رفع، فقال: ذكرني هذا صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا.

أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2499)، بإسناد صحيح إلى مهدي بن ميمون.

• وله طرق أخرى كثيرة، منها:

ما رواه خالد بن عبد الله الواسطي، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال: صلَّى مع عليٍّ رضي الله عنه بالبصرة، فقال: ذكَّرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه كان يكبر كلما رفع، وكلما وضع.

أخرجه البخاري (784)، والبزار (9/ 26 - 27/ 3533)، وصححه، والبيهقي (2/ 68).

وانظر فيمن أخطأ فيه على أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير: الكنى للدولابي (2/ 641/ 1143).

• وله أسانيد أخرى لا تخلو من مقال أو اختلاف وتعليل، وفي الصحيح غنية [انظرها عند: ابن خزيمة (581)، وأحمد (4/ 428 و 429 و 1432) وعبد الرزاق (2/ 62/ 2498)، وابن أبي شيبة (1/ 217/ 2492)، والطبراني في الكبير (18/ 117/ 229 و 230) و (18/ 126/ 258 و 259) و (18/ 227/ 563)، والدارقطني في الأفراد (1/ 110/ 414 - أطرافه)].

• وقصة صلاة علي بن أبي طالب هذه رواها أيضًا أبو موسى الأشعري:

فقد روى أبو إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي موسى، قال: صلى بنا عليٌّ

ص: 273

يومَ الجمل صلاةً ذكَّرنا بها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإما أن نكون نسيناها، وإما أن نكون تركناها عمدًا، يكبر في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، ويسلم عن يمينه ويساره.

أخرجه ابن ماجه (917)، وأحمد (4/ 392)، وابن أبي شيبة (1/ 217/ 2491)(2/ 425 - 426/ 2506 - ط عوامة)، والطحاوي (1/ 267)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 175).

صحح إسناده ابن حجر في الفتح (2/ 270).

وقال أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل (36) بأن بريدًا لم يسمع من أبي موسى، نقله عن التهذيب (4/ 52)، ولم أجده فيه، ولا في تهذيبه (1/ 218)، لكن التأريخ يؤيد ذلك فإن بين وفاتيهما قرابة أربع وتسعين سنة، والله أعلم.

روقد اختلف فيه على أبي إسحاق:

أ- فرواه أبو بكر بن عياش، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وعمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي موسى.

ب- ورواه زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن رجل من بني تميم، عن أبي موسى مثله.

أخرجه أحمد (4/ 415)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (3/ 70/ 3869)، وأبو جعفر ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (95)(591 - مجموع مصنفاته).

قال الدارقطني في العلل (7/ 224/ 1307): "والصواب: قول زهير".

فقدَّم الدارقطني قول زهير -وهو ممن تأخر سماعه من أبي إسحاق- لكونه زاد رجلًا في الإسناد، وزهير أقوى في أبي إسحاق من هؤلاء المذكورين، والله أعلم.

لكن هذا لا يعني تقديم قول زهير على إسرائيل:

ج- فقد رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى، قال: لقد ذكَّرنا ابنُ أبي طالب صلاةً كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إما نسيناها، وإما تركناها عمدًا، كان يكبر كلما رفع، وكلما وضع، وكلما سجد.

وفي رواية جماعةٍ من الثقات عن إسرائيل: عن أبي إسحاق، عن الأسود، قال: قال أبو موسى:

، وفيه: يكبر كلما ركع، وكلما رفع، وكلما سجد.

أخرجه أحمد (4/ 392 و 400 و 411)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (3/ 69/ 3868)، والبزار (8/ 28 - 29/ 3008 و 3009)، والطحاوي (1/ 221)، وأبو جعفر ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (94)(590 - مجموع مصنفاته)، وابن بشران في الأمالي (1212)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 175 - 176).

قلت: وهذه الرواية عندي أشبه بالصواب؛ فإن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق: ثقة، تكلم فيه بلا حجة، وهو ثبت في جده أبي إسحاق، قال أبو حاتم:"من أتقن أصحاب أبي إسحاق"، قدمه بعضهم على الثوري وشعبة في أبي إسحاق، مع كونه متأخر السماع من جده، حتى إن شعبة قدمه على نفسه [انظر: التهذيب (1/ 133)، شرح علل الترمذي (2/ 712)].

ص: 274

وسماع أبي إسحاق من الأسود بن يزيد ثابت في الصحيح [البخاري (1067 و 3763)، مسلم (576 و 2460)]، إلا أنه لم يصرح هنا بالسماع، ولم يثبت لنا فيه تدليسٌ من أبي إسحاق، والأسود بن يزيد سمع أبا موسى الأشعري، وروايته عنه في الصحيحين، بل إن هذا الإسناد على شرط الشيخين، فقد أخرجا بهذا الإسناد حديثًا في مناقب ابن مسعود [البخاري (3763)، مسلم (2460)].

وعلى هذا: فهو حديث صحيح، يشهد لثبوته حديث عمران بن حصين المتفق على صحته، والله أعلم.

• وانظر أيضًا: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 216/ 2479) و (1/ 217 / 2484 و 2485)، مسند البزار (9/ 26/ 3532)، الأوسط لابن المنذر (3/ 134/ 1376).

• قال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله لأحمد وإسحاق (190): "ما الذي كانوا نقصوا من التكبير؟ قال [يعني: أحمد]: إذا انحطوا للسجود من الركوع، وإذا أراد أن يسجد السجدة الثانية.

قال إسحاق: إنما نقصوا التكبير إذا انحط للسجود فقط" [انظر: مجموع الفتاوى (22/ 588)].

ونقل ابن بطال في شرح صحيح البخاري (2/ 404) عن مسعر مثل قول أحمد.

وقال الطحاوي (1/ 220): "كانوا لا يكبرون في الصلاة إذا خفضوا، ويكبرون إذا رفعوا، وكذلك كانت بنو أمية تفعل ذلك".

قال أبو العباس بن تيمية معللًا قول الإمام أحمد: "لأن الخفض يشاهَد بالأبصار، فظنوا لذلك أن المأموم لا يحتاج إلى أن يسمع تكبيرة الإمام؛ لأنه يرى ركوعه ويرى سجوده، بخلاف الرفع من الركوع والسجود، فإن المأموم لا يرى الإمام، فيحتاج أن يعلم رفعه بتكبيره"[مجموع الفتاوى (22/ 586)][انظر: الفتح لابن رجب (5/ 38)].

وقال ابن رجب في الفتح (5/ 40): "فيه ما يُستدَلُّ به على أن نقص التكبير الذي كان معهودًا بينهم: هو تركه عند السجود، وعند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد حديث أبي هريرة الآتي: "وهذا كله معناه: جهر الإمام بالتكبير، ولهذا كانوا يسمونه إتمام التكبير؛ لما فيه من إتمامه برفع الصوت، وفعله في كل خفض ورفع"، إلى أن قال:"فهذا يبين أن الكلام إنما هو في الجهر بالتكبير، وأما أصل التكبير فلم يكن مما يخفى على أحد، وليس هذا أيضًا مما يجهل؛ هل يفعله الإمام أم لا يفعله؟ فلا يصح لهم نفيه عن الأئمة"[مجموع الفتاوى (22/ 586)].

وانظر: إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 243)، التوضيح لابن الملقن (7/ 253)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (3/ 96)، وغيرها.

***

ص: 275

836 -

. . . شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو سلمة، أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها، يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد، ثم يقول: الله أكبر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في اثنتين، فيفعل ذلك في كلِّ ركعةٍ حتى يفرُغ من الصلاة، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبهًا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا.

قال أبو داود: هذا الكلام الأخير يجعله مالك والزبيدي وغيرهما، عن الزهري، عن علي بن حسين، ووافق عبدُ الأعلى عن معمر، شعيبَ بن أبي حمزة عن الزهري.

• حديث متفق على صحته، وجملة: إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا؛ انفرد بها البخاري.

أخرجه البخاري (803)، وأبو عوانة (1/ 425/ 1582)، والطبراني في مسند الشاميين (4/ 221/ 3135)، وابن حزم في العلى (3/ 261)، والبيهقي في السنن (2/ 67)، وفي المعرفة (1/ 539/ 755 و 756)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 174).

• تابع شعيب بن أبي حمزة على هذه الرواية:

معمر بن راشد [من رواية: عبد الرزاق، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى عنه]:

عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وعن أبي سلمة [لم يذكر عبد الرزاق أبا بكر]، عن أبي هريرة، أنهما صليا خلف أبي هريرة، فلما ركع كبر، فلما رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال: ربنا ولك الحمد، ثم سجد وكبر، ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر حين قام من الركعتين، ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبهًا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 195/ 1060) و (2/ 235/ 1156)، وفي الكبرى (1/ 332/ 651) و (1/ 371 - 372/ 746)، والدارمي (1/ 315/ 1248)، وأبو عوانة (1/ 427/ 1591)، وابن خزيمة (1/ 291/ 579)، وأحمد (2/ 270)، وعبد الرزاق (2/ 61/ 2495)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2491 و 2496)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 134/ 1374)، وابن المقرئ في الأربعين (34)، والدارقطني في العلل (9/ 261/ 1745)، والبيهقي (2/ 67).

ص: 276

• ورواه ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن؛ أنه سمع أبا هريرة، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبِّر حين يقوم، ثم يكبِّر حين يركع، ثم يقول:"سمع الله لمن حمده" حين يرفع صُلْبَه من الركوع، ثم يقول وهو قائم:"ربنا ولك الحمد"، ثم يكبِّر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبِّر حين يرفع رأسه، ثم يكبِّر حين يسجد، ثم يكبِّر حين يرفع رأسه، ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلِّها حتى يقضيها، ويكبِّر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس.

ثم يقول أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

تقدم تخريج هذا الطريق مفصلًا عند الحديث السابق برقم (738)، وهو في صحيح مسلم (392/ 28).

• ورواه عن الزهري بمثل حديث ابن جريج: عقيل بن خالد، وصالح بن كيسان، إلا أنهما لم يذكرا قول أبي هريرة: إني لأشبهكم صلاةً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البخاري (789)، ومسلم (392/ 29)، وأبو عوانة (1/ 425/ 1580 و 1581)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 15/ 865)، والنسائي في المجتبى (2/ 233/ 1150)، وفي الكبرى (1/ 369 - 370/ 740)، وأحمد (2/ 454)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2492 و 2493)[وفي الرواية الأولى وهمٌ، حيث ركِّب متن حديث معمر على إسناد صالح بن كيسان]، وابن حزم في المحلى (4/ 152)، والبيهقي (2/ 67 و 93 و 98 و 118 و 127 و 134)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 613/91).

• وحديث أبي هريرة من هذا الطريق حجة في بيان موضع التكبير، وأن محله بين الركنين، حال الانتقال، وأنه يقول: سمع الله لمن حمده بعد أن يبدأ في الرفع من الركوع، وقبل أن يستوي قائمًا، فإذا استوى قائمًا قال: ربنا ولك الحمد.

• ورواه أيضًا لكن بشيء من الإجمال:

يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة كان حين يستخلفه مروان على المدينة إذا قام للصلاة المكتوبة كبر، ثم يكبر حين يركع، وإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم يكبر حين يهوي ساجدًا، ثم يكبر حين يقوم من الثنتين بعد التشهد، ثم يفعل ذلك حتى يقضي صلاته، فإذا قضاها وسلم أقبل على أهل المسجد، فقال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

زاد في روايةٍ: قال سالم: وكان ابن عمر يفعل مثل ذلك، غير أنه كان يخفض صوته بالتكبير.

أخرجه مسلم (392/ 30)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 15/ 866)، والنسائي في المجتبى (2/ 181/ 1023)، وفي الكبرى (2/ 29/ 1097)، وابن حبان (5/ 63/ 1767)، والدارقطني في العلل (9/ 262/ 1745)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 174).

ص: 277

• ورواه مختصرًا: مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف؛ أن أبي هريرة كان يصلي لهم، فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: والله إني لأشبهُكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 126/ 199)، ومن طريقه: البخاري (785)، ومسلم (392/ 27)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 14/ 863)، والنسائي في المجتبى (2/ 235/ 1155)، وفي الكبرى (1/ 371/ 745)، وابن حبان (5/ 62/ 1766)، وابن الجارود (191)، والشافعي في الأم (1/ 110)، وفي المسند (38)، وأحمد (2/ 236)، والبزار (14/ 277/ 7869)، والطحاوي (1/ 221)، وابن المظفر في غرائب مالك (153)، والجوهري في مسند الموطأ (144)، والبيهقي في السنن (2/ 67)، وفي المعرفة (1/ 538/ 753)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 90/ 611).

وانظر في الغرائب: غرائب مالك لابن المظفر (154)، وانظر أيضًا: التمهيد لابن عبد البر (7/ 79 و 80).

• ورواه بنحو رواية مالك مختصرًا:

عبد الرحمن بن نمر اليحصبي [ثقة]، قال: وسألت الزهري عن التكبير في الصلاة كلما خفض ورفع؟ فقال: أخبرني أبو سلمة، أن أبا هريرة كان يفعل ذلك حين يصلي بهم، ثم يقول إذا سلم وهو مقبل على الناس: والذي نفس أبي هريرة بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (9/ 114/ 2884).

• وتابعهم أيضًا: النعمان بن راشد [صدوق، كثير الوهم]، فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن أبا هريرة كان يصلي بهم المكتوبة وغيرها، فيكبر

الحديث، وفي آخره: إني لأقربكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا.

أخرجه الطحاوي (1/ 221)، ولم يسق لفظه، والدارقطني في العلل (9/ 261/ 1745)، واللفظ له.

وانظر بقية من رواه عن الزهري، وأوجه الاختلاف فيه: مسند البزار (14/ 276/ 7868)، علل الدارقطني (9/ 257/ 1745).

• والذي يظهر لي -والله أعلم- أن هذه اللفظة الأخيرة من الحديث: إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا: محفوظة من حديث الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأبي سلمة، عن أبي هريرة.

حيث تتابع عليها شعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، والنعمان بن راشد، لا سيما ومعمر من أثبت الناس في الزهري، وقد أخرجها البخاري في صحيحه من طريق شعيب، وهو من ثقات أصحاب الزهري، ولا يُعترض على ذلك بأن مالكًا لم يذكرها، حيث يقال: إن مالكًا قد اختصر الحديث، فكانت هذه اللفظة من جملة ما اختصره، والله أعلم.

ص: 278

• وقد رويت هذه اللفظة من مرسل علي بن الحسين:

فقد رواها مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، والزبيدي، وابن عيينة:

عن ابن شهاب، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في الصلاة كلما خفض ورفع، فلم تزل تلك صلاته حتى لقي الله عز وجل.

ولفظ ابن عيينة: أخبرني علي بن حسين، قال: إنها كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر له أن أبا هريرة كان يكبر في كل خفض ورفع.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 125/ 197)، والشافعي في الأم (1/ 110)، وفي المسند (38)، وعبد الرزاق (2/ 62/ 2497)، وابن أبي شيبة (1/ 218/ 2494)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات"(55)، والبيهقي في السنن (2/ 67)، وفي المعرفة (1/ 539/ 754)، وذكره أبو داود في السنن، والدارقطني في العلل (9/ 259 و 260).

قال البيهقي: "وهو مرسل حسن، وهذه اللفظة الأخيرة قد رويت في الحديث الموصول عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (9/ 173): "ولا أعلم بين رواة الموطأ خلافًا في إرسال هذا الحديث"، ثم ذكر رواية من أغرب فيه على مالك، ثم قال:"ولا يصح فيه إلا ما في الموطأ مرسل".

قلت: وابن عيينة ممن لم يضبط إسناد الحديث الموصول عن الزهري، انظر: علل الدارقطني (9/ 257/ 1745).

• وله طرق أخرى عن أبي هريرة، منها ما رواه:

أ- الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة كان يكبر في الصلاة كلما رفع ووضع، فقلنا: يا أبا هريرة ما هذا التكبير؟ قال: إنها لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه مسلم (392/ 31)، وأبو عوانة (1/ 428/ 1594)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 868/15)، والبزار (15/ 201/ 8597)، وأبو يعلى (10/ 392/ 5992)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 222)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 82).

ب- ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع الله لمن حمده"، قال:"اللَّهُمَّ ربنا ولك الحمد"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع وإذا رفع رأسه يكبر، وإذا قام من السجدتين قال:"الله أكبر".

أخرجه البخاري (795)، وأحمد (2/ 319 و 452)، والطيالسي (4/ 82/ 2439)، والبزار (15/ 165/ 8516)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (493) و (2503)[وفي سنده زيادة، وهي خطأ]، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (2850)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 221 و 240)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (277)، والبيهقي (2/ 95)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 177).

ج- يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛ أنه

ص: 279

كان يكبر كلما خفض ورفع، ويحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

أخرجه مسلم (392/ 32)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 15/ 867)، وأحمد (2/ 417)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (317 و 1892 و 2498 و 2569).

د- محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبا هريرة أنه كان يصلي بهم، فيكبر كلما رفع ووضع، فإذا انصرف قال: أنا أشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة (16/ 1/ 104/ 20456 و 20457 - إتحاف المهرة)، وأحمد (2/ 502 و 527)، وابن أبي شيبة (1/ 218/ 2496)، والبزار (14/ 316/ 7961)، وأبو يعلى (10/ 357/ 5949).

إسناده حسن، وهو حديث صحيح، وانظر تخريجه أيضًا تحت الحديث السابق برقم (738).

هـ- ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، قال: دخل علينا أبو هريرة مسجد الزُّرَقيين، فقال: ترك الناسُ ثلاثةً مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلُ: كان إذا دخل الصلاة رفع يديه مدًّا، ثم سكت [قبل القراءة] هُنيَّةً؛ يسأل الله عز وجل من فضله، وكان يكبر إذا خفض ورفع، [وإذا ركع].

وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه برقم (753).

و- وروى الليث بن سعد، قال: ثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، قال: صليت وراء أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ثم قرأ بأم القرآن، حتى بلغ {وَلَا الضَّالِّينَ} ، فقال: آمين، وقال الناس: آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر، فإذا قام من الجلوس قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول لله صلى الله عليه وسلم.

ورواه حيوة بن شريح، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، قال: صليت وراء أبي هريرة، فقال:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ثم قرأ بأم الكتاب، حتى إذا بلغ:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ، قال: آمين، وقال الناس: آمين، فلما ركع، قال: الله أكبر، فلما رفع رأسه، قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال: الله أكبر، ثم سجد، فلما رفع، قال: الله أكبر، فلما سجد، قال: الله أكبر، فلما رفع، قال: الله أكبر، ثم استقبل قائمًا مع التكبير، فلما قام من الثنتين، قال: الله أكبر، فلما سلم، قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا إسناد مدني ثم مصري جيد، وذكر البسملة فيه غير محفوظ على معنى الجهر بها، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (788).

وانظر طرقًا أخرى عند: عبد الرزاق (2/ 61/ 2492)، وإسحاق بن راهويه (1/ 353/ 353)، وأبي يعلى (11/ 492/ 6615)، وابن الأعرابي في المعجم (144) [وقد

ص: 280

سبق تخريجه تحت الحديث رقم (738)]، والدارقطني في الأفراد (2/ 312/ 5356 - أطرافه)، والخطيب في الموضح (2/ 270)، وفي التاريخ (2/ 37).

• وفي الباب:

1 -

حديث ابن عباس، وله طرق:

أ- روى هشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة، قال: رأيت رجلًا عند المقام يكبر في كل خفض ورفع، وإذا قام وإذا وضع، فأخبرت ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أوليس تلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا أُمَّ لك!.

أخرجه البخاري (787)، وابن خزيمة (1/ 290/ 577)، وابن أبي شيبة (1/ 218/ 2495)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (2/ 553)، وأبو يعلى (4/ 361/ 2478)، والطحاوي (1/ 221)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 177).

وقع تحريف في المصنف نبه عليه ابن حجر في هدي الساري (264)، فقال:"ووقع في مصنف ابن أبي شيبة: رأيت يعلى يصلي، وهو تحريف؛ وإنما هو: رأيت رجلًا يصلي".

قال أبو إسحاق الحربي: "قوله: يكبر في كل خفض؛ هو خلاف الرفع، يريد حين يهبط للركوع والسجود".

ب- وروى هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد العطار:

عن قتادة، عن عكرمة، قال: صليت خلف شيخ بمكة، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فقلت لابن عباس: إنه أحمق، فقال: ثكلتك أمك، سُنَّة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية: صليت خلف شيخ أحمق صلاة الظهر، فكبر فيها ثنتين وعشرين تكببرة، يكبر إذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، فقال ابن عباس: لا أمَّ لك، تلك سُنَّة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البخاري (788)، وابن خزيمة (1/ 293 و 294/ 582)، وابن حبان (5/ 61 1765)، وأحمد (1/ 218 و 292 و 339 و 351)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 134/ 1375)، والبيهقي (2/ 68)، والخطيب في التاريخ (9/ 204).

وانظر فيمن وهم فيه على قتادة فأبهم عكرمة: مصنف عبد الرزاق (2/ 2506/65).

ج- ورواه عمر بن فروخ، قال: حدثنا حبيب بن الزبير، عن عكرمة، قال: رأيت رجلًا دخل المسجد فقام، فصلى، فكان إذا رفع رأسه كبر، وإذا وضع رأسه كبر، وإذا ما نهض من الركعتين كبر، فأنكرت ذلك، فأتيت ابن عباس فأخبرته بذلك، فقال: لا أمَّ لك، أوليس تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (1/ 327 و 335)، والطبراني في الكبير (11/ 337/ 11933)، وابن عدي في الكامل (5/ 65).

ص: 281

وهذا إسناد حسن.

وانظر: المهروانيات (70).

د- ورواه عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الداناج، قال: حدثنا عكرمة مولى ابن عباس، قال: صليت خلف أبي هريرة، قال: فكان يكبر إذا ركع، وإذا سجد كبر، قال: فذكرت ذلك لابن عباس، فقال: لا أمَّ لك، أوليست تلك سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (1/ 250)، والطحاوي (1/ 221)، والطبراني في الأوسط (3/ 164/ 2812)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 85).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الله الداناج إلا عبد العزيز بن المختار".

قلت: عبد الله بن فيروز الداناج: ثقة، لكني أخاف أن يكون وقع وهم في تعيين المبهم في الروايات الثلاث المتقدمة، لا سيما مع وصفه بالحمق في رواية قتادة، ويبعد على عكرمة أن يصف أبا هريرة بهذا الوصف، كما أن الاعتذار عنه بأنه لم يكن يعرفه مستبعد أيضًا، إذ إن عكرمة مشهور بالرواية عن أبي هريرة، وأخشى أن يكون الوهم في ذلك من عبد العزيز بن المختار؛ فإنه لا بأس به، وثقه جماعة، لكن قال ابن حبان:"كان يخطئ"، والله أعلم [التهذيب (2/ 593)].

2 -

حديث أبي سعيد:

رواه فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، قال: صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكببر حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم. لفظه عند البخاري.

وفي رواية الباقين: اشتكى أبو هريرة -أو: غاب-، فصلى بنا أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة، وحين ركع، وحين قال: سمع الله لمن حمده، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، [وحين رفع]، وحين قام من الركعتين، حتى قضى صلاته على ذلك، فلما صلى قيل له: قد اختلف الناس على صلاتك، فخرج فقام عند المنبر، فقال: أيها الناس! والله ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف، هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي.

أخرجه البخاري (825)، وابن خزيمة (1/ 291/ 580)، والحاكم (1/ 223)، وأحمد (3/ 18)، وأبو يعلى (2/ 431/ 1234)، والبيهقي (2/ 18).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث غيلان بن جرير، عن مطرف، عن عمران بن حصين مختصرًا، وقد تفرد البخاري بحديث عكرمة قال: قلت لابن عباس: صليت الظهر بالبطحاء خلف شيخ أحمق فكبر اثنتين وعشرين تكبيرة، الحديث على الاختصار".

قلت: قد أخرجه البخاري كما ترى.

ص: 282

قال ابن خزيمة: "قوله: "وحين قال: سمع الله لمن حمده"، إنما أراد حين قال: سمع الله لمن حمده، فأراد الإهواء للسجود كبر، لا أنه إذا رفع رأسه من الركوع كبر".

فإن قيل هذا الحديث ظاهره التعارض مع حديث أبي هريرة، فإنه صريح في كونه كان يُتمُّ التكبير، وهذا مفهومه أن أبا هريرة لم يكن يتم التكبير، والذي يظهر لي -والله أعلم- أن عدم إتمام التكبير يمكن نسبته إلى مروان بن الحكم حين كان واليًا على المدينة من قِبَل معاوية، فاعتاد الناس على ذلك، ورأوه من السُّنَّة، فلعل مراد الراوي أن مروان استخلف أبا هريرة لكنه تخلف لسبب، فناب عنه أبو سعيد فأتم التكبير، فأنكروا عليه مخالفته ما اعتادوه من نقص التكبير من قبل مروان، والله أعلم.

ويؤيد ذلك ما رواه يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة كان حين يستخلفه مروان على المدينة إذا قام للصلاة المكتوبة كبر،

فذكر الحديث بتمامه، وتقدم تخريجه في طرق حديث أبي هريرة، وهو في صحيح مسلم (392/ 30).

وما رواه عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع؛ أن مروان كان يستخلف أبا هريرة فكان يُتمُّ التكبير، وكان ابن عمر يُتمُّ التكبير.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 217/ 2482).

وإسناده صحيح.

3 -

حديث مالك بن الحويرث:

رواه معلَّى بن أسد، وعفان بن مسلم، وإبراهيم بن الحجاج السامي:

قالوا: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: جاءنا مالك بن الحويرث، فصلى بنا في مسجدنا هذا، فقال: إني لأصلي بكم، وما أريد الصلاة، ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، قال أيوب: فقلت لأبي قلابة: وكيف كانت صلاته؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا -يعني: عمرو بن سلِمة-، قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يتم التكبير، وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس، واعتمد على الأرض، ثم قام.

أخرجه البخاري (824)، والطبراني في الكبير (19/ 287/ 634)، والبيهقي في السنن (2/ 123)، وفي المعرفة (2/ 21/ 869).

ويأتي تخريجه بطرقه مفصلًا في موضعه من السنن قريبًا إن شاء الله تعالى، برقم (842 و 843).

4 -

حديث أبي موسى:

يرويه أبو عوانة، عن قتادة، عن يونس بن جُبَير، عن حِطَّانَ بن عبد الله الرقاشي، قال: صليت مع أبي موسى الأشعري صلاةٌ،

فذكر قصة إلى أن قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبيَّن لنا سُنَّتنا، وعلَّمنا صلاتنا، فقال: "إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمَّكم أحدُكم، فإذا كبر فكبِّروا، وإذا قال:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين،

ص: 283

يجبكم الله، فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَتِلْكَ بِتِلكَ، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد، يسمع الله لكم، فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا، فإن الامام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم"

الحديث.

تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (607)، وقد أخرجه مسلم (404)، وأبو داود (972)، ويأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

5 -

حديث أنس بن مالك:

يرويه أبو عوانة، وسفيان الثوري، وليث بن أبي سليم [ضعيف؛ لاختلاطه]:

عن عبد الرحمن بن الأصم، قال: سئل أنس بن مالك عن التكبير في الصلاة؟ فقال: يكبر إذا ركع، وإذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، وإذا قام من الركعتين، فقال حَكيم [وقيل: حُطيم]: عمن تحفظ هذا؟ قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر، ثم سكت، فقال له حكيم: وعثمان؟ قال: وعثمان، وهذا لفظ أبي عوانة.

وفي لفظ للثوري: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان لا ينقصون التكبير، وفي رواية: يتمون التكبير؛ إذا رفعوا، وإذا وضعوا.

وفي رواية يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، قال: حدثني عبد الرحمن الأصم، قال: سمعت أنسًا يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يُتمُّون التكبير، يكبرون إذا سجدوا، وإذا رفعوا، وإذا قاموا من الركعة.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 259)، والنسائي في المجتبى (3/ 2/ 1179)، وفي الكبرى (2/ 31/ 1103)، وأحمد (3/ 119 و 125 و 132 و 179 - 180 و 251 و 257 و 262)، والطيالسي (3/ 550/ 2189)، وعبد الرزاق (2/ 64/ 2501)، وابن أبي شيبة (1/ 216/ 2477)، وأبو يعلى (7/ 265/ 4280) و (7/ 266/ 4281)، والطحاوي (1/ 221)، والدارقطني في العلل (12/ 121/ 2506)، والبيهقي (2/ 68)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 177)، والضياء في المختارة (6/ 261 و 262/ 2281 و 2282).

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

6 -

حديث ابن عمر:

يرويه ابن جريج، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وخالد بن عبد الله الواسطي، ومحمد بن فليح بن سليمان:

أربعتهم عن عمرو بن يحيى بن عمارة المازني.

قال ابن جريج: أنبأنا عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، أنه سأل عبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"الله أكبر" كلما وضع، "الله أكبر" كلما رفع، ثم يقول:"السلام عليكم ورحمة الله" عن يمينه، "السلام عليكم ورحمة الله" عن يساره.

ص: 284

أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 62/ 1320) و (3/ 63/ 1321)، وفي الكبرى (2/ 88/ 1244) و (2/ 89/ 1245)، وابن خزيمة (1/ 289/ 576)، وأبو عوانة (1/ 549/ 2052)، وأحمد (2/ 72 و 152)، وأبو يعلى (10/ 142/ 5764)، وأبو العباس السراج في مسنده (1220)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (78 و 872 و 2502)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 133/ 1371)، والطحاوي (1/ 268)، وأبو جعفر ابن البختري في السادس عشر من حديثه (52 - المنتقى)(721 - مجموع مصنفاته)، والطبراني في الكبير (12/ 349/ 13313)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (265)، وابن شاذان في مشيخته الصغرى (14)، والبيهقي (2/ 178)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 180 - 181).

وانظر: تحفة الأشراف (5/ 641/ 8553 - ط الغرب).

قال ابن خزيمة: "اختلف أصحاب عمرو بن يحيى في هذا الإسناد، فقال: إنه سأل عبد الله بن زيد بن عاصم".

وقال البيهقي: "أقام إسناده حجاج بن محمد وجماعة، وقصر به بعضهم عن ابن جريج، واختلف فيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي على عمرو بن يحيى، ومن أقامه حجة فلا يضره خلاف من خالفه، والله أعلم".

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 494): "رواه ابن جريج، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلهم عن عمرو بن يحيى المازني، وهو إسناد مدني صحيح".

قلت: وهو كما قال، وقد صححه ابن خزيمة، وأبو عوانة، والبيهقي، واحتج به النسائي، وقال ابن رجب في الفتح (5/ 207):"وهذا إسناد جيد".

7 -

حديث أبي مالك الأشعري:

يرويه قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري أنه قال لقومه: اجتمعوا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا، فقال: هل فيكم أحد؟ فقالوا: لا؛ إلا ابن أختٍ لنا، قال: فذلك من القوم، فدعا بجفنة فيها ماء، فتوضأ وهم شهود، فمضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه وظهر قدميه، ثم صلى بهم الظهر، فكبر فيها ثنتين وعشرين تكبيرة، بكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه، وقرأ بهم في الركعتين الأوليين، وأسمع من بليه.

وهو حديث حسن، والمحفوظ فيه: غسل القدمين، لا مسحهما، وقد تقدم برقم (677).

8 -

حديث وائل بن حجر:

أ- رواه موسى بن أبي عائشة [ثقة]، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر رضي الله عنه، قال: تفقدت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته يرفع يديه إذا كبر، ثم يضع يديه واحدة

ص: 285

على الأخرى، ثم إذا أراد أن يركع رفع يديه فكبر، ثم قال:"سمع الله لمن حمده"، فرفع -فأوهمت: رفع حين سجد أم لا-، قال: فركع ركعتين فلما قعد للتشهد افترش رجله اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه، ثم عقد إصبعه، ثم حلق حلقة، وأشار بالسبابة، وسلم عن يمينه وعن يساره، قال: ورأيته يكبر كلما خفض ورفع.

أخرجه البزار (10/ 358/ 4489)، والطبراني في الدعاء (637) مختصرًا، والدارقطني في الأفراد (2/ 156/ 4471 - أطرافه).

وهو غريب من حديث موسى بن أبي عائشة، ولا يثبت عنه، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (728)، الطريق رقم (19).

ب- ورواه شعبةُ، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن عبد الرحمن بن اليحصبي، عن وائل بن حجر الحضرمي، أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يكبر إذا خفض، وإذا رفع، ويرفع يديه عند التكبير، ويسلم عن يمينه وعن يساره.

وهو حديث ضعيف، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (723).

9 -

حديث ابن مسعود:

يرويه أبو إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة والأسود، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، [ويسلم عن يمينه وعن يساره]، وكان أبو بكر، وعمر يفعلانه.

وسيأتي تخريجه مفصلًا في السنن برقم (996)، إن شاء الله تعالى، وهو في جامع الترمذي برقم (253)، وقال:"حسن صحيح".

• وروى إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: أول من نقص التكبير الوليد بن عقبة، فقال عبد الله: نقصوها نقصهم الله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر كلما ركع، وكلما سجد، وكلما رفع.

أخرجه ابن أبي عمر العدني في مسنده (4/ 168/ 513 - مطالب)، وأبو بكر الباغندي في ستة مجالس من أماليه (58)، والبزار (5/ 313/ 1928)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (2/ 297/ 873 و 874).

وانظر فيمن وهم فيه على إسرائيل، فجعله عن أمه، بدل: أبيه: الحلية (8/ 73).

وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ ثوير بن أبي فاختة: ضعفوه، وتركه بعضهم [التهذيب (1/ 278)]، وبقية رجاله ثقات.

10 -

حديث البراء بن عازب:

يرويه إسماعيل بن مجالد: نا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع.

أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 111/ 8126)، وابن مخلد البزاز في حديثه عن شيوخه (39).

ص: 286

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسماعيل بن مجالد".

قلت: هو غريب من حديث أبي إسحاق السبيعي، ولا أحسبه ثابتًا؛ فإن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني: صدوق يخطئ، وبعضهم ضعفه أو لينه [التقريب (82)، التهذيب (1/ 165)]، ولا يحتمل تفرد مثله عن أبي إسحاق في كثرة أصحابه، كما أن طبقته متأخرة عن طبقة الثوري وشعبة ممن تقدم سماعهم من أبي إسحاق.

11 -

حديث معاوية بن أبي سفيان:

يرويه عبد الله بن عثمان بن خثيم [مكي، صدوق]، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره؛ أن أنس بن مالك أخبره، قال: صلى معاوية بالمدينة صلاةً فجهر فيها بالقراءة، فقرأ:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لأم القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها، حتى قضى تلك القراءة، ولم يكبر حين يهوي [ساجدًا] حتى قضى تلك الصلاة، فلما سلَّم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان: يا معاوية أسَرقتَ الصلاة أم نسيت؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} للسورة التي بعد أم القرآن، وكبر حين يهوي ساجدًا.

وهو حديث ضعيف مضطرب، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (788).

12 -

حديث جابر بن عبد الله:

يرويه زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن جابر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع.

أخرجه أبو داود الطيالسي (3/ 274/ 1805)، والبزار (1/ 260/ 534 - كشف (387 - مختصر الزوائد)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 236).

قال البزار: "لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، تفرد به زمعة، وقد حدث عنه جماعة".

وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عمرو، تفرد به زمعة".

قلت: هو حديث منكر؛ زمعة بن صالح: ضعيف، لا يحتمل تفرده عن عمرو بن دينار، وله عنه مناكير وغرائب [انظر: الكامل لابن عدي (3/ 229)].

• ورواه أبو حنيفة، عن بلال [هو: ابن مرداس الفزاري]، عن وهب بن كيسان، عن جابر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل خفض ورفع.

وتابعه: خارجة بن عبد الله بن سليمان الأنصاري، عن وهب بن كيسان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

وخالفهما: مالك بن أنس، رواه عن وهب بن كيسان، عن جابر موقوفًا، وقول مالك: أشبه.

قاله الدارقطني في العلل (13/ 390/ 3282).

قلت: وهو كما قال؛ فإن بلال بن مرداس: متكلم فيه [التهذيب (1/ 254)]،

ص: 287

والراوي عنه: أبو حنيفة النعمان بن ثابت: إمام فقيه، ضعيف الحديث، وخارجة بن عبد الله بن سليمان الأنصاري: صدوق له أوهام، ضعفه أحمد والدارقطني [الميزان (1/ 625)، التهذيب (1/ 512)، التقريب (172)].

• وحديث مالك رواه مالك في موطئه (1/ 127/ 202)، ومن طريقه: عبد الرزاق (2/ 64/ 2502)، وابن أبي شيبة (1/ 216/ 2481)، والدولابي في الكنى (3/ 1094/ 1917).

ولفظه: عن جابر بن عبد الله؛ أنه كان يعلمهم التكبير في الصلاة، قال: فكان يأمرنا أن نكبِّر كلما خفضنا ورفعنا.

ولفظه عند ابن أبي شيبة: عن وهب بن كيسان، قال: كان جابر بن عبد الله يعلمنا التكبير في الصلاة، نكبِّر إذا خفضنا وإذا رفعنا.

13 -

حديث أى مسعود البدري:

يرويه همام، قال: ثنا عطاء بن السائب، قال: حدثني سالم البرَّاد -قال: وكان عندي أوثق من نفسي-، قال: قال أبو مسعود البدري: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى بنا أربع ركعات، يكبر فيهن كلما خفض ورفع، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطحاوي (1/ 221)، هكذا مختصرًا.

ورواه من طريق همام به مطولًا أو ببعضه: الدارمي (1/ 340/ 1304)، وأحمد (4/ 119)، والطيالسي (2/ 15/ 654)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 151/ 1393) و (3/ 163/ 1424)، والطحاوي (1/ 229)، والطبراني في الكبير (17/ 240/ 668).

وأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (863)، قريبًا إن شاء الله تعالى.

***

837 -

حدثنا محمد بن بشار، وابن المثنى، قالا: حدثنا أبو داود: حدثنا شعبة، عن الحسن بن عمران -قال ابن بشار: الشامي، وقال أبو داود: أبو عبد الله العسقلاني-، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يُتمُّ التكبير.

قال أبو داود: معناه: إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر.

• حديث منكر.

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (2/ 616/ 1383)، ومن طريقه: البخاري في التاريخ الكبير (2/ 301)، وأبو داود السجستاني (837)، والنسائي في الرابع من الإغراب (42)، والبيهقي (2/ 347)، والخطيب في الموضح (1/ 545 - 546)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 336 و 338).

ص: 288

هكذا رواه عن الطيالسي [وهو: ثقة حافظ]: محمد بن بشار بندار [ثقة حافظ]، ومحمد بن المثنى [أبو موسى الزمن: ثقة ثبت]، ويونس بن حبيب [أبو بشر الأصبهاني، راوي مسند الطيالسي، وهو ثقة. الجرح والتعديل (9/ 237)، الثقات (9/ 290)، طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 45)].

هكذا نسبه شاميًا: بندار محمد بن بشار، ووقع عند أبي داود السجستاني ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 61)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 33):"قال أبو داود: الحسن بن عمران، هو: أبو عبد الله العسقلاني"، وليس هذا في رواية هذا الحديث، وإنما هو في أثر رواه عن ابن محيريز، كما وقع عند ابن عساكر.

روهكذا رواه البخاري وأبو داود عن بندار مبهمًا، ورواه:

محمد بن عبد السلام، قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن الحسن بن عمران، قال: سمعت سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، يحدث عن أبيه؛ أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن يتم التكبير، كان لا يكبر إذا خفض.

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (7/ 84).

ومحمد بن عبد السلام؛ هو: ابن ثعلبة بن زيد بن الحسن، أبو عبد الله الخشني، الأندلسي القرطبي: ثقة حافظ [تاريخ علماء الأندلس (2/ 23/ 1132)، جذوة المقتبس (100)، الإكمال (3/ 261)، الأنساب (2/ 372)، السير (13/ 459)، تذكرة الحفاظ (2/ 649)].

ورواية البخاري وأبي داود أولى بالصواب، والله أعلم.

• ورواه أبو بكر بن أبي شيبة [ثقة حافظ إمام]، ومحمود بن غيلان [ثقة]، وأبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد بن محمد العجلي [ليس بالقوي]:

عن أبي داود، عن شعبة، عن الحسن بن عمران، قال: سمعت سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، يحدث عن أبيه؛ أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يتم التكبير. كذا لفظه عند الجماعة. ووقع عند ابن عبد البر من روايةٍ لمحمود بن غيلان: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يكبر إذا خفض؛ يعني: بين السجدتين.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 300)، والنسائي في الرابع من الإغراب (42)، وابن أبي شيبة (1/ 218/ 2497)، وعنه: ابن أبي غرزة في مسند عابس الغفاري (43)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (4/ 467/ 1929)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 336)، وذكره ابن عبد البر في التمهيد (9/ 178) تعليقًا.

هكذا اختلف الثقات الحفاظ على أبي داود الطيالسي، فمرة كان يسميه سعيدًا، ومرة كان يُبهمه، والله أعلم.

• تابع الطيالسيَّ على هذا الوجه بتسمية ابن عبد الرحمن سعيدًا، لكن وقع في متنه وهم:

سليمانُ بن حرب [ثقة حافظ]: نا شعبة، عن الحسن بن عمران، عن سعيد بن

ص: 289

عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يتم الركوع، كذا قال: الركوع، وإنما هو التكبير.

أخرجه ابن قانع في المعجم (2/ 149)، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله [هو: أبو مسلم الكجي: ثقة حافظ]: نا سليمان به.

• ورواه يحيى بن حماد [ثقة]، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد [ثقة ثبت]، وعمرو بن مرزوق [ثقة]، وروح بن عبادة [ثقة]:

عن شعبة، عن الحسن بن عمران [قال روح في نعت الحسن: رجل كان بواسط، وكناه أبو عاصم بأبي عبد الله]، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يتم التكبير. لفظ يحيى، وزاد روح مفسرًا: يعني: إذا خفض، وإذا رفع.

وفي رواية أبي عاصم [عند البخاري في التاريخ، ومن طريقه: ابن عساكر]: صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، وكبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا خفض ورفع.

ولفظه عند ابن سعد: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا خفض لا يكبر، قال: يعني: إذا سجد.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 300 و 301)، وأحمد (3/ 406)(6/ 3239/ 15587 - ط المكنز) و (7/ 407)(6/ 3242/ 15605 - ط المكنز)، وابن سعد في الطبقات (5/ 462)، والطحاوي (1/ 220)، وابن الأعرابي في المعجم (354)، والبيهقي (2/ 68)، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 179)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 336 و 337).

• هكذا اختلف في هذا الحديث على شعبة؛ فرواه حافظان من أصحابه المكثرين عنه، وقالا: عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، ورواه أربعة من الثقات، وقالوا: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، وأبهمه الطيالسي في رواية.

كما اختلفوا على شعبة أيضًا في لفظه.

وسعيد وعبد الله أخوان؛ سئل عنهما أحمد، فقال:"كلاهما عندي حسن الحديث"، ووثق الأول أيضًا: النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وأما الثاني: فقد روى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (2/ 29 و 371)].

لكن الشأن في الحسن بن عمران فيه أُعلَّ الحديث.

قال أبو داود الطيالسي: "وهذا عندنا لا يصح" التاريخ الكبير (2/ 300)، تاريخ دمشق (13/ 338)].

وقد نُقل أيضًا عن أبي داود الطيالسي أنه قال: "هذا عندنا باطل"[مجموع فتاوى أبي العباس بن تيمية (22/ 587)، التوضيح لابن الملقن (7/ 142)، الفتح لابن حجر (2/ 269)، التهذيب (1/ 411)].

ص: 290

وقال البخاري: "وهذا لا يصح".

وقال النسائي: "هذا حديث منكر".

ورده محمد بن جرير الطبري أيضًا، وضعفه بسبب الحسن بن عمران هذا، وقال:"راويه الحسن بن عمران، وهو مجهول، لا يجوز الاحتجاج به"[شرح البخاري لابن بطال (2/ 405)، التوضيح لابن الملقن (7/ 142)، ذيل الميزان (283)، التهذيب (1/ 411)].

وغمزه ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 417)، فقال بأنه ليس في الاشتهار ولا في الصحة كأحاديث مالك في هذا الباب.

وقال البيهقي: "فقد يكون كبر ولم يسمع، وقد يكون ترك مرةً ليبين الجواز، والله أعلم"، وقال أيضًا:"وهذا عندنا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم سها عنه، فلم يسجد له"، وانظر أيضا فيمن تأوله على فرض صحته: المجموع شرح المهذب (3/ 353)، مجموع الفتاوى (22/ 587)، فتح الباري لابن رجب (5/ 34)، الفتح لابن حجر (2/ 269).

وقال النووي في المجموع (3/ 353): "ضعيف؛ لأن راويه الحسن بن عمران: ليس معروفًا".

وقال ابن رجب في الفتح (5/ 30): "

مضطرب إسناده، والحسن بن عمران: مجهول، وابن عبد الرحمن بن أبزى، قيل: إنه عبد الله، وقيل: إنه سعيد، قال أحمد: هو أشبه، وروي أنه محمد، ومحمد هذا غير معروف".

وقال ابن الملقن في التوضيح (7/ 139): "ومعناه أنه كان يكبر في بعض صلاته، ويترك في خفض أو رفع، على أن هذا الحديث لا يصح من جهة النقل، فاستغنينا عن التكثير في ذلك"، وقال في موضع آخر (7/ 142):"ضعيف".

وقال ابن حجر في الفتح (2/ 269): "وقد نقل البخاري في التاريخ عن أبي داود الطيالسي أنه قال: هذا عندنا باطل، وقال الطبري والبزار: تفرد به الحسن بن عمران، وهو مجهول".

وقال في التهذيب (1/ 411) بعدما ذكر الخلاف فيه على شعبة: "والحديث معلول".

• قلت: الحسن بن عمران أبو عبد الله العسقلاني، قال أبو داود في مسائله لأحمد:"قلت لأحمد: زعم فلان أن الحسن بن عمران الذي حدث عنه شعبة هو أبو عبد الله العسقلاني؟ قال: لا ندري، هو زعْمُ روح -هو ابن عبادة البصري- أن الحسن بن عمران شيخ كان بواسط، قال أحمد: لعله من بعض الشاميين الذين يقدمون عليهم"، وقال أبو حاتم:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال صالح بن محمد جزرة الحافظ بأنه شامي قدم واسط فسمع منه شعبة، وقال البزار والطبري:"مجهول"، وقال عبد الحق الإشبيلي:"شيخ، ليس بالقوي"، وهو قليل الرواية جدًّا [التاريخ الكبير (2/ 300)، الكنى لمسلم (1875)، سؤالات أبي داود (129)، الجرح والتعديل (3/ 27 و 37)، الثقات (6/ 162)، فتح الباب (4337)، تاريخ دمشق (13/ 335)، الأحكام الوسطى (1/ 398)،

ص: 291

التهذيب (1/ 411)، التقريب (147)، وقال:"لين الحديث"، مغاني الأخيار (1/ 201)، وله أثر ضعيف عن ابن عمر في قطع الصلاة، تقدم تحت الحديث رقم (720)].

فكيف ينفرد مثل هذا بحديث مخالف للأحاديث الصحيحة المتكاثرة في الباب في إتمام التكبير، وأقوال الصحابة في هذه الأحاديث وغيرها تدل على أن نقص التكبير إنما وقع في عهد الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو حديث منكر؛ كما قال النسائي.

• قال الطحاوي بعد حديث ابن أبزى (1/ 220 و 222): "فذهب قوم إلى هذا، فكانوا لا يكبرون في الصلاة إذا خفضوا، ويكبرون إذا رفعوا، وكذلك كانت بنو أمية تفعل ذلك، وخالفهم في ذلك آخرون فكبروا في الخفض والرفع جميعًا، وذهبوا في ذلك إلى ما تواترت به الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال بعد أحاديث الباب: "فكانت هذه الآثار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التكبير في كل خفض ورفع أظهر من حديث عبد الرحمن بن أبزى، وأكثر تواترًا، وقد عمل بها من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم، وتواتر بها العمل إلى يومنا هذا، لا ينكر ذلك منكِرٌ، ولا يدفعه دافع".

وقال ابن المنذر في الأوسط (3/ 134): "ثبتت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتم التكبير، وثبت ذلك عن الخلفاء الراشدين المهديين، وهو قول عبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وقيس بن عبادة"، إلى أن قال: "وبه قال مالك، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جابر، والشافعي، وأبو ثور، وهو قول عوام أهل العلم من علماء الأمصار، وفي الأخبار الثابتة التي رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة وكفاية.

وقد روينا عن غير واحد من أهل العلم أنهم نقصوا التكبير، ولا حجة في أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل من ذكرنا عنهم أنهم نقصوا التكبير إما أن يكونوا أغفلوا، أو كبروا، فلم يؤدَّى عنهم، أو يكونوا دفعوا ذلك، فغير جائز دفع ما قد ثبتت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمن ذكرنا ذلك عنه من أصحابه بقول أحد.

فممن روي عنه أنه قال: لا يتم التكبير: القاسم، وسالم، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جبير" [وانظر: شرح المعاني (1/ 222)، شرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 403)].

• مسألة جزم التكبير:

احتج فيه بعضهم بما روي مرفوعًا: "التكبير جزم، والسلام جزم"، قال ابن الملقن في البدر المنير (3/ 516):"هذا الحديث لا أعلم من رواه هكذا مرفوعًا؛ وإنما أعرفه من قول إبراهيم النخعي: التكبير جزم، والسلام جزم"، وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 225): "لا أصل له بهذا اللفظ،

".

قلت: قول إبراهيم النخعي هذا علقه الترمذي في جامعه (297) بعد حديث: "حذف السلام سُنَّة"، بصيغة التمريض.

ووصل أوله: عبد الرزاق في المصنف (2/ 2553/74)، عن يحيى بن العلاء، عن مغيرة، عن إبراهيم.

ص: 292

ويحيى بن العلاء البجلي الرازي: كذاب، يضع الحديث [التهذيب (4/ 380)، الميزان (4/ 397)].

فلا يثبت في هذا حديث ولا أثر.

وراجع: تهذيب اللغة (10/ 331)، النهاية في غريب الحديث (1/ 270)، المقاصد الحسنة (345)، الحاوي للفتاوي (1/ 333).

• وممن قال بخلافه محتجًا بحديث أبي هريرة، ويأتي ذكر لفظه:

قال ابن قدامة في المغني (1/ 303): "وينحط إلى السجود مكبرًا؛ لما ذكرنا من الأخبار، ولأن الهوي إلى السجود ركن، فلا يخلو من ذكرٍ كسائر الأركان، ويكون ابتداء تكبيره مع ابتداء انحطاطه، وانتهاؤه مع انتهائه".

وقال أيضًا (1/ 307): "إذا قضى سجوده رفع رأسه مكبرًا، وجلس واعتدل، ويكون ابتداء تكبيره مع ابتداء رفعه، وانتهاؤه مع انتهائه".

وقال أيضًا (1/ 312): "يستحب أن يكون ابتداء تكبيره مع ابتداء رفع رأسه من السجود، وانتهاؤه عند اعتداله قائمًا؛ ليكون مستوعبًا بالتكبير جميع الركن المشروع فيه،

"

وقال النووي في المجموع (3/ 380): "ويستحب مد التكبير من حين يشرع في الهوي حتى يضع جبهته على الأرض".

وقال في شرح مسلم (4/ 99): "هذا دليل على مقارنة التكبير لهذه الحركات وبسطه عليها، فيبدأ بالتكبير حين يشرع في الانتقال إلى الركوع، ويمده حتى يصل حد الراكعين،

" إلى آخر كلامه مفصلًا.

وقال ابن الملقن في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (3/ 90): "قوله: "ثم يكبر حين يركع": مقتضاه مقارنة التكبير لابتداء الركوع إلى حين انتهائه إلى حده، ويمده على ذلك".

وقال ابن حجر في الفتح (2/ 291): "فيه: أن التكبير ذِكر الهُويّ، فيبتدئ به من حين يشرع في الهوي بعد الاعتدال إلى حين يتمكن ساجدًا".

وراجع: فتاوى الرملي (1/ 315).

• فإن قيل: يعارض ذلك ما رواه:

حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يسجد كبر ثم يسجد، وإذا قام من القعدة كبر ثم قام.

أخرجه ابن حبان في كتاب الصلاة (16/ 1/ 104/ 20456 و 20457 - إتحاف المهرة)، وأبو يعلى (10/ 419/ 6029).

فإنه يدل على أنه كان يكبر أولًا ثم يشرع في الانتقال، كما أنه دالٌّ على الجزم، وعدم مد التكبير.

قلت: هو شاذ بهذا اللفظ؛ فقد رواه:

خالد بن عبد الله الواسطي الطحان، ويزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد الطنافسي [وهم ثقات حفاظ]:

ص: 293