المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٩

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌130 - باب تخفيف الأخريين

- ‌15).***131 -باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر

- ‌132 - باب قدر القراءة في المغرب

- ‌133 - باب من رأى التخفيف فيها

- ‌باب تكميلي

- ‌باب القراءة في صلاة العشاء

- ‌134 - باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

- ‌135 - باب القراءة في الفجر

- ‌136 - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب

- ‌137 - باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام

- ‌138 - باب من رأى القراءة إذا لم يجهر الإمام بقراءته

- ‌139 - باب ما يجزئ الأُمِّيَّ والأعجميَّ من القراءة

- ‌140 - باب تمام التكبير

- ‌141 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه

- ‌142 - باب النهوض في الفرد

- ‌143 - باب الإقعاء بين السجدتين

- ‌144 - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

- ‌(14/ 407)].***146 -باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال [وفي نسخة: مع الإمام] رؤوسهنَّ من السجدة

- ‌147 - باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين

- ‌148 - باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

- ‌149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يُتمُّها صاحبها تُتَمُّ من تطوُّعِه

- ‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

- ‌151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌153 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌154 - باب مقدار الركوع والسجود

- ‌155 - باب أعضاء السجود

- ‌(1/ 236/ 2716).***156 -باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا كيف يصنع

- ‌157 - باب السجود على الأنف والجبهة

- ‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود

الفصل: ‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود

2757 -

، وابن المنذر (1461)، والبيهقي (2/ 105)]، وما روي في هذا عن علي بن أبي طالب وعبادة بن الصامت؛ فلا يصح.

• وانظر في الآثار الواردة في السجود على كور العمامة، وكذا أقوال الفقهاء فيه:

الآثار للشيباني (1/ 102/ 76)، مصنف عبد الرزاق (1/ 399 - 401/ 5635 - 1570)، مصنف ابن أبي شيبة (1/ 239 و 240/ 2747 - 2766)، التاريخ الكبير (1/ 175)، الآحاد والمثاني (3/ 105/ 1423)، أخبار القضاة (2/ 239)، الأوسط لابن المنذر (3/ 179/ 1460 - 1462)، اختلاف العلماء (1/ 232 - مختصره)، شرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 48)، موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 196)، المغني (1/ 305)، المجموع شرح المهذب (3/ 386)، الفتح لابن رجب (2/ 266)، فتح القدير لابن الهمام ‌

(1/ 306).

158 -

باب صفة السجود

896 -

قال أبو داود: حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، قال: وصف لنا البراء بن عازب، فوضع يديه، واعتمد على ركبتيه، ورفع عَجيزتَه، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد.

• حديث غير محفوظ بهذا اللفظ.

أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (2/ 115).

هكذا رواه عن شريك: الربيع بن نافع، أبو توبة الحلبي، وهو: ثقة حجة، فقال: واعتمد على ركبتيه.

• ورواه يونس بن محمد المؤدب، وشاذان أسود بن عامر، ومحمد بن سليمان لوين:

عن شريك، عن أبي إسحاق، قال: وصف لنا البراء؛ فاعتمد على كفيه، ورفع لي عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد.

ولفظ محمد بن سليمان: فادَّعم على راحتيه.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 1 42)، وابن أبي شيبة (1/ 231/ 2650)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 170/ 1442).

• ورواه محرز بن عون، وعلي بن حجر المروزي:

عن شريك، عن أبي إسحاق، قال: اعتمد البراء على الأرض، ورفع عجيزته، فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. لفظ محرز، وقال عدي: فوضع يديه بالأرض.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 212/ 1104)، وفي الكبرى (1/ 351/ 695)، وابن

ص: 560

خزيمة (1/ 325/ 646)، وابن حبان في الصلاة (2/ 497/ 2121 - إتحاف المهرة)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (2114).

• ورواه أبو كامل مظفر بن مدرك، وسعيد بن سليمان الواسطي، ومعلى بن منصور: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب؛ أنه وصف السجود، قال: فبسط كفيه، ورفع عجيزته، وخوَّى، وقال: هكذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم. هكذا قال أبو كامل: فبسط كفيه، وقال سعيد نحوه، وقال معلى: وألزق كفيه بالأرض واعتمد.

أخرجه أحمد (4/ 303)، والروياني (280)، والبيهقي (2/ 115).

• ورواه يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، قال: رأيت البراء إذا سجد خوَّى، ورفع عجيزته، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.

أخرجه الطحاوي (1/ 231).

[وانظر فيمن وهم في إسناده على شريك: علل ابن أبي حاتم (1/ 169/ 482)].

• وأما ما رواه عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخَّى.

أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 684)، ومن طريقه: الخطيب في التاريخ (9/ 449).

فإنه ليس من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، فإن راويه عنه: عبد الله بن حفص بن عمر الوكيل أبو محمد السامري: يسرق الحديث، وقد اتهموه بوضع الحديث [اللسان (4/ 461)].

• وباستثناء ما لم يصح عن شريك، فإن هذا الحديث رواه عن شريك بن عبد الله النخعي: عشرة من الثقات [عدا الأخير ففيه كلام]، بعضهم من الحفاظ المتقنين، الذين يأتون بالحديث على وجهه بحروفه، ووقع في روايتهم هذا الاختلاف في ألفاظه، مما يدل على أن شريكًا لم يكن يضبط لفظه، وأنه قد حدَّث به وقد ساء حفظه، ولم أر من تابعه عليه عن أبي إسحاق متابعة تامة، فأتى بحروفه كما أتى به شريك، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم:

• فقد رواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه [أبي إسحاق]، عن البراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى جخَّى [كذا في المجتبى ومسند الروياني وغيرهما، وفي أكثر المصادر: جخَّ]، وفي رواية: إذا سجد خوَّى.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 212/ 1105)، وفي الكبرى (1/ 351/ 696)، وابن خزيمة (1/ 647/326)، وابن حبان في الصلاة (2/ 500/ 2127 - إتحاف المهرة)، والحاكم (1/ 227 - 228)، والروياني (299)، وأبو العباس السراج في مسنده (356)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 171/ 1443)، وابن الأعرابي في المعجم (464)، وابن المقرئ في المعجم (808)، وابن مخلد البزاز في حديثه عن شيوخه (40)، والبيهقي (2/ 115)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 432).

رواه عن يونس به: النضر بن شميل، وشبابة بن سوار، وأبو نعيم الفضل بن دكين،

ص: 561

وأبو الجواب الأحوص بن جواب [وهم ثقات]، وهارون بن عمران الموصلي [ذكره ابن حبان في الثقات، وأكثر ما يُعرف بالرواية عنه: علي بن حرب الموصلي، وهو في عداد المجاهيل، وإن وُصف بالفقه. الجرح والتعديل (9/ 93)، الثقات (9/ 238)، تاريخ الإسلام (14/ 416)]، والحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني [متروك الحديث. اللسان (3/ 106)، والراوي عنه: محمد بن عيسى بن حيان المدائني: ضعيف، كان مغفلًا، لم يكن يدري ما الحديث، حدث عن مشايخه بما لا يتابع عليه، وقال الدارقطني والحاكم: "متروك"، ومشاه بعضهم. اللسان (7/ 428)].

قال النضر: "جخَّ: الذي لا يتمدد في ركوعه، ولا في سجوده"، وقال أيضًا:"والعرب تقول: جخَّى"[عند: ابن خزيمة وابن المنذر].

وقال الحاكم: "سمعت أبا زكريا العنبري، يقول: جخَّ الرجل في صلاته إذا مد ضبعيه، ويجافي في الركوع والسجود.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو أحد ما يعدُّ في أفراد النضر بن شميل، وقد حدث به زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أربد التميمي عن ابن عباس" [انظر: سنن البيهقي (2/ 115)، الإتحاف (2/ 500)].

وفي تهذيب اللغة (6/ 288): "وقال أبو العباس في تفسير حديث البراء: معنى جخَّ؛ أي: فتح عَضُدَيه في السجود، وكذلك جخَّى واجْلخَّ، كله إذا فتح عضديه في السجود"، وقال في موضع آخر (7/ 194) نقلًا أيضًا عن أبي العباس أحمد بن يحيى في بيان معنى جخَّى في هذا الحديث:"إذا خوَّى في سجوده، وهو أن يرفع ظهره حتى يُقِلَّ بطنَه عن الأرض".

هكذا رواه يونس عن أبيه، فلم يذكر العجيزة، ولا الاعتماد على اليدين.

ويونس بن أبي إسحاق: ليس به بأس، لكنه ليس بالقوي في أبيه، في حديثه عن أبيه اضطراب، ضعَّف أحمد حديثه عن أبيه، وقال:"حديثه مضطرب"[التهذيب (4/ 466)، الميزان (4/ 483)، شرح علل الترمذي (2/ 711 و 813)].

• لكنه توبع على معناه، فإن التجخية والتخوية والمجافاة بمعنىً واحد:

فقد رواه مطرف، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى بيديه عن إبطيه.

أخرجه ابن حبان في الصلاة (2/ 500/ 2127 - إتحاف المهرة)، وأبو العباس السراج في مسنده (351)، والخطيب في تاربح بغداد (11/ 379) و (12/ 431).

قال ابن حبان: "إن هذا هو معنى: جخَّ".

قلت: مطرف بن طريف: كوفي ثقة، قديم الوفاة، توفي سنة (141) أو بعدها، فهو أقدم وفاة من شعبة وسفيان بما يقرب من عشرين عامًا، وقد رويا عنه [انظر: التهذيب (4/ 90)]، وعليه فهو قديم السماع من أبي إسحاق، والله أعلم.

ص: 562

• ورواه الحسين بن واقد، قال: حدثنا أبو إسحاق: حدثني البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد على أليتي الكف.

أخرجه ابن خزيمة (1/ 323/ 639)، وابن حبان (5/ 243/ 1915)، والحاكم (1/ 227)، وأحمد (4/ 295)، والبيهقي (2/ 107).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"، وليس كما قال.

والحسين بن واقد: مروزي، ليس به بأس، له أوهام ومناكير، أنكر حديثه أحمد، وله عن أبي إسحاق السبيعي أوهام [انظر في أوهامه: علل الدارقطني (4/ 407/9) و (4/ 145/ 475)، أطراف الغرائب والأفراد (3/ 86/ 2110) و (4/ 102/ 3715)، [وانظر ترجمته: التهذيب (1/ 438)، الميزان (1/ 549)، سؤالات المروذي والميموني (146 و 444)].

وقد تابعه على لفظه دون رفعه: شعبة وسفيان.

• ورواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد فوضع يديه بالأرض استقبل بكفيه وأصابعه القبلة.

أخرجه البيهقي (2/ 113)، بإسناد صحيح إلى الفزاري.

وأبو إسحاق الفزاري: ثقة حافظ إمام، إلا أنه متأخر السماع من أبي إسحاق، فلعل أبا إسحاق السبيعي حدثه به بعد التغير، فوهم في متنه، وزاد فيه ما ليس منه.

• وروى حجاج بن أرطأة [ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين. التهذيب (1/ 356)]، عن أبي إسحاق، قال: قلت للبراء بن عازب: أين كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع وجهه إذا سجد؟ فقال: بين كفيه.

أخرجه الترمذي (271)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 130/ 258)، والطحاوي (1/ 257).

قال الترمذي: "حسن غريب"، وكذا في المستخرج للطوسي، وفي تحفة الأشراف (2/ 1828/44)، وفي بعض النسخ:"حسن صحيح غريب"، ولا أظن زيادة:"صحيح"، تصح من كلام الترمذي، فقد تكون من أوهام النساخ، والله أعلم.

• ورواه زهير بن معاوية [ثقة ثبت، سمع من أبي إسحاق بأخرة]، عن أبي إسحاق، قال: رأيت البراء ينعت لنا السجود، فقال: يلزق إليتي الكف بالأرض، قال: ورفع البراء عجيزته. هكذا موقوفًا.

أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2510).

وزهير بن معاوية: ثقة متقن، لكن في حديثه عن أبي إسحاق لين، سمع منه بأخرة، فهو كما قال الذهبي:"لينُ روايته عن أبي إسحاق: من قِبَل أبي إسحاق، لا من قِبَله"؛ فإن أبا إسحاق كان قد تغير في آخر عمره [التهذيب (1/ 640)، الميزان (2/ 86)].

ص: 563

وهنا تابع زهيرٌ شريكًا في بعض ألفاظه، لكنه خالفه فأوقفه.

• ورواه موقوفًا أيضًا أثبت أصحاب أبي إسحاق:

فقد رواه شعبة، وسفيان الثوري:

قال شعبة: أنبأني أبو إسحاق، عن البراء، قال: إذا سجد أحدكم فليسجد على ألية الكف، وفي روايةٍ لشعبة: عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: السجود على ألية الكفين.

ولفظ الثوري: السجود على ألية الكف.

أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (5/ 336)، وابن أبي شيبة (1/ 233 و 234/ 2675 و 2676)(2/ 481/ 2690 و 2691 - ط عوامة)، والبيهقي (2/ 107).

• وشعبة وسفيان الثوري: هما أثبت من روى هذا الحديث عن أبي إسحاق السبيعي، وأقدم الناس سماعًا منه، فأوقفاه على البراء في السجود على ألية الكف فقط، ولم يزيدا على ذلك شيئًا، وتابعهما على لفظه وأخطأ في رفعه: الحسين بن واقد، وتابعهما على وقفه، وزاد في متنه ما لا يصح: زهير بن معاوية.

وهذا الموقوف له حكم الرفع؛ إذ مثله لا يقال من قبل الرأي، إنما يصف البراء مسألة تعبدية محضة، لا يأخذها الصحابي غالبًا إلا مما رآه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والسجود على الكفين ثابت من أحاديث كثيرة، والله أعلم.

وقد رواه أيضًا من القدماء: مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى بيدب عن إبطيه، وتابعه على هذا المعنى: يونس بن أبي إسحاق، وشريك بن عبد الله، والمجافاة في السجود وصف ثابت من أحاديث كثيرة.

هذان الوجهان هما اللذان يصحان عندي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب، والله أعلم.

• وعلى هذا فإن رواية شريك ومن تابعه في ذكر العجيزة في هذا الحديث: وهمٌ، وهي لفظة غير محفوظة من حديث أبي إسحاق عن البراء، والله أعلم.

• وأما ما رواه الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن البراء بن عازب؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جخَّا، ورفع عجيزته، ويتجافى حتى يُرى بياض إبطيه.

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 290).

فلا يثبت عن أبي إسحاق بهذا اللفظ؛ الحسن بن عمارة: متروك، وشيخ ابن عدي فيه: الحسن بن عثمان التستري: كذاب، يسرق الحديث [اللسان (3/ 67)].

• وكذلك ما رواه زكريا بن أبي زائدة [ثقة، سمع من أبي إسحاق بآخرة]، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وجَّه أصابعه قِبَل القبلة؛ فتفاجَّ.

ص: 564

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (352)، والدارقطني في الأفراد (1/ 282/ 1479 - أطرافه)، والبيهقي (2/ 113).

قال الدارقطني: "تفرد به الحسين بن علي بن يزيد الصدائي [عن أبيه] عن زكريا بن أبي زائدة عنه".

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن ابن أبي زائدة: علي بن يزيد الصدائي، وهو: منكر الحديث عن الثقات، عامة ما يرويه لا يتابع عليه [الميزان (3/ 162)، التهذيب (3/ 199)].

• ورواه أيضًا بلفظ مطول:

عبد الله بن حكيم، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما شحمة أذنيه، وكان إذا رفع من الركوع لم يختر أحد منا أن يحني ظهره حتى يستقر جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض، وكان إذا سجد سجد على إليتي كفيه، وخوَّى كما تخوي الحمامة، ويجافي يديه عن جنبيه.

أخرجه بحشل في تاريخ واسط (246).

وهذا حديث باطل؛ أبو بكر الداهري عبد الله بن حكيم: متروك الحديث، كذبه الجوزجاني [اللسان (4/ 464)].

• وحديث شريك: حسن إسناده النووي في الخلاصة (1323)، وحديث يونس: صحح إسناده في المجموع (3/ 390)، وفي الخلاصة (1314)، وقد علمت ما فيهما.

• وللبراء في صفة السجود إسناد آخر:

فقد روى عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن إياد، عن البراء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مِرفَقيك".

أخرجه مسلم (494)، وأبو عوانة (1/ 150/ 1868)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 105/ 1094)، وابن خزيمة (1/ 329/ 656)، وابن حبان (5/ 244/ 1916)، وأحمد (4/ 283 و 294)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (4/ 283)، والطيالسي (2/ 111/ 784)، وأبو يعلى (3/ 258/ 1707)، والروياني (433)، وأبو العباس السراج في مسنده (347 و 354)، وأبو جعفر ابن البختري في المنتقى من السادس عشر من حديثه (55)(724 - مجموع مصنفاته)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (58)، وأبو نعيم في تسمية ما انتهى إلينا عاليًا عن سعيد بن منصور (3)، وقال:"حديث صحيح"، والبيهقي (2/ 113).

رواه عن عبيد الله بن إياد: عبد الرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وأبو داود الطيالسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وسعيد بن منصور، وجعفر بن حميد الكوفي، وعاصم بن علي الواسطي [وهم ثقات، أكثرهم حفاظ متقنون].

ص: 565

هكذا رواه الإمام أحمد عن أبي الوليد الطيالسي به، وخالفه: الفضل بن الحباب [ثقة؛ تكلم فيه، وأخطأ في أحاديث. انظر: الإرشاد (2/ 526)، سؤالات حمزة السهمي (247)، الثقات (9/ 8)، السير (14/ 7)، التذكرة (2/ 670)، الميزان (3/ 350)، اللسان (6/ 337)]، فرواه عن أبي الوليد به، فزاد في آخره:"وانتصِب"[عند ابن حبان]، وهي زيادة شاذة، والله أعلم.

***

897 -

. . . شعبة، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب".

• حديث متفق على صحته.

أخرجه البخاري (822)، ومسلم (493)، وأبو عوانة (1/ 501/ 1869 و 1870)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 104/ 1093)، والترمذي (276)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه" مختصر الأحكام"(2/ 139/ 263)، والنسائي في المجتبى (2/ 213/ 1110)، وفي الكبرى (1/ 353/ 702)، والدارمي (1/ 348/ 1322)، وابن حبان (5/ 253/ 1926)، وأحمد (5/ 113 و 177 و 179 و 202 و 274 و 291)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (3/ 279)، والطيالسي (3/ 478/ 2089)، وابن أبي شيبة (1/ 232/ 2655)(2/ 475/ 2670 - ط عوامة)، والبزار (13/ 391/ 7081)، وأبو يعلى (6/ 5/ 3216)، وأبو العباس السراج في مسنده (341)، والطبراني في الأوسط (2/ 321/ 2102)، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (130)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (318)، وفي الفوائد (9)، وابن حزم في المحلى (4/ 21)، والبيهقي (2/ 113).

رواه عن شعبة: يحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وغندر محمد بن جعفر، ومعاذ بن معاذ، ووكيع بن الجراح، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وأبو داود الطيالسي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وحجاج بن محمد المصيصي، وبهز بن أسد، ووهب بن جرير، وسعيد بن الربيع، ويزيد بن هارون، وغيرهم.

ولفظ غندر [عند البخاري]، ووكيع [عند مسلم]، وتابعهما عليه جماعة:"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".

• تابع شعبةَ عليه جماعةٌ من أصحاب قتادة:

1 -

فقد رواه عبدة بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك [قرن ابنُ المبارك ابنَ أبي عروبة بحماد بن سلمة] [منهم من سمع من سعيد قبل الاختلاط مثل: عبدة بن سليمان، ومنهم من سمع بعد الاختلاط، ومنهم من سمع في

ص: 566

الحالين، أو اختلفت فيه أقوال النقاد. انظر: شرح علل الترمذي (2/ 743)، الكواكب النيرات (25)]:

عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب". وفي رواية ابن المبارك: "اعتدلوا في الركوع السجود،

"، وهي شاذة.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 183/ 1028) و (2/ 213/ 1110)، وفي الكبرى (1/ 353/ 702) و (2/ 30/ 1102)، وابن ماجه (892)، وأحمد (3/ 109)(5/ 2545/ 12248 - ط المكنز)، والبزار (13/ 391/ 7080)، وأبو يعلى (5/ 346/ 2986)، وأبو العباس السراج في مسنده (340 - 342).

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

2 -

يزيد بن إبراهيم التستري، قال: حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط ذراعيه كالكلب، وإذا بزق فلا يبزقن بين يديه، ولا عن يمينه، فإنه يناجي ربه".

أخرجه البخاري (532)، وأحمد (3/ 191)، وأبو العباس السراج في مسنده (343)، وأبو القاسم الحامض في المنتقى من الجزء الأول من حديثه (51).

3 -

هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اعتدلوا في السجود، ولا يسجد أحدكم باسطًا ذراعيه كالكلب".

أخرجه أحمد (3/ 214)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 280).

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

4 -

همام بن يحيى: حدثنا قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه كالكلب".

أخرجه أحمد (3/ 191).

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

5 -

حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 183/ 1028)، وفي الكبرى (2/ 30/ 1102)، وابن حبان (5/ 254/ 1927)، وأبو يعلى (5/ 241/ 2853)، وأبو العباس السراج في مسنده (344).

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

6 -

ورواه أبو العلاء أيوب بن أبي مسكين [صدوق]، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يفترشْ أحدكم ذراعيه في السجود افتراشَ الكلب".

ص: 567

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 212/ 1103)، وفي الكبرى (1/ 350/ 694)، وأحمد (3/ 231).

وهذا إسناد جيد.

7 -

ورواه سَليم بن حيان [ثقة]، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يصلِّينَّ [وفي رواية: لا يسجدَّنَّ] أحدُكم باسطًا ذراعيه كالكلب".

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (345)، والطبراني في الأوسط (2/ 333/ 2145).

وهذا إسناد صحيح.

8 و 9 - وممن رواه عن قتادة من الضعفاء:

سعيد بن بشير [ضعيف، يروي عن قتادة المنكرات، وفي الإسناد إليه من ضُعِّف]، وعمران بن خالد [الخزاعي: متروك الحديث. اللسان (6/ 171)]:

عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعتدلوا في السجود، ولا يكوننَّ أحدكم باسطًا ذراعيه كالكلب".

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (346)، والطبراني في الأوسط (8/ 364/ 8883)، وفي مسند الشاميين (4/ 14/ 2594).

• وانظر طرقًا أخرى لحديث أنس ورد فيها موضع الشاهد: تحت الحديث رقم (845)، الشاهد الخامس، وانظر أيضًا: الشاهد الرابع.

• وله شواهد، منها:

1 -

حديث أبي حميد الساعدي:

رواه محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظَكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: فإذا سجد وضع يديه غيرَ مُفترِشٍ ولا قابِضِهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة،

الحديث.

أخرجه البخاري (828)، وتقدم عند أبي داود برقم (732).

2 -

حديث عائشة:

رواه بُدَيل بن ميسرةَ، عن أبي الجَوزاء، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير،

فذكر الحديث بطوله، وفيه: وكان ينهى عن عَقِبِ الشيطان، وعن فِرشَة السَّبُع، وكان يختم الصلاة بالتسليم، عليه السلام. وفي رواية مسلم: وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السَّبُع.

أخرجه مسلم (498)، وتقدم عند أبي داود برقم (783).

3 -

حديث أبي هريرة:

يرويه الليث، عن درَّاج، عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سجد أحدكم فلا يفترِشْ يديه افتراشَ الكلب، وليضُمَّ فخِذَيه".

ص: 568

ويأتي برقم (901).

4 -

حديث جابر بن عبد الله:

يرويه سفيان الثوري، وأخوه عمر بن سعيد بن مسروق، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، وزائدة بن قدامة، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وداود بن نصير الطائي، وعمار بن رزيق، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان [وهم ثقات، وفيهم أثبت أصحاب الأعمش]، وأبو جعفر الرازي [ليس بالقوي]:

عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب"، وفي رواية:"السبع".

أخرجه الترمذي (275)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 137 - 138/ 262)، وابن ماجه (891)، وابن خزيمة (1/ 325/ 644)، وابن حبان في الصلاة (3/ 182/ 2781 - إتحاف المهرة)، وأحمد (3/ 305 و 315 و 389)، وعبد الرزاق (2/ 171/ 2930) و (3/ 16/ 4623)، وابن أبي شيبة (1/ 231/ 2651) و (1/ 2656/ 232)(2/ 475/ 2671 - ط عوامة)(2/ 104/ 2668 - ط الرشد)، وأبو يعلى (4/ 10/ 2008) و (4/ 191/ 2285)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2988)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 175/ 1441)، وابن الأعرابي في المعجم (800)، والطبراني في الأوسط (2/ 165/ 1591) و (2/ 203/ 1731) و (4/ 379/ 4483)، وابن المقرئ في الأربعين (40)، وأبو طاهر المخلص في العاشر من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (91)(2246 - المخلصيات)، وتمام في الفوائد (597)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 365)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 143/ 649).

قال الترمذي: "حديث جابر: حديث حسن صحيح".

• ورواه سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتدل في السجود، ولا يسجد أحدنا باسطًا ذراعيه على الأرض كالكلب.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (355)، بإسناد صحيح إلى سليمان.

وإسناده صحيح غريب.

• وقد رواه ابن لهيعة [ضعيف]؛ أن أبا الزبير أخبره، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن يُعتدَل في السجود، ولا يسجد الرجل باسط ذراعيه كالكلب.

وفي رواية: عن ابن لهيعة: ثنا أبو الزبير، قال: سألتُ جابرًا رضي الله عنه عن السجود؟

فذكره.

أخرجه ابن وهب في الجامع (391)، وأحمد في المسند (3/ 336).

ص: 569

وهذا إسناد صالح في المتابعات.

والحاصل: فإن حديث جابر: حديث صحيح.

• وقد روي عن جابر من وجه آخر مرسلًا [عند: عبد الرزاق (2/ 2929/171)].

5 -

حديث عبد الرحمن بن شبل:

يرويه جعفر بن عبد الله الأنصاري، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نَقْرة الغراب، وافتراضِ السبُع، وأن يُوْطِنَ الرجلُ المكانَ في المسجد كما يُوْطِنُ البعيرُ.

تقدم برقم (862)، وهو حديث ضعيف.

6 -

حديث يزيد بن سلمة الضمري:

يرويه عثمان البتي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه [يزيد بن سلمة الضمري]؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب، وعن فِرشة السبع، وأن يوطن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطن البعير.

تقدم تحت الحديث رقم (862)، وهو حديث شاذ.

7 -

حديث علي بن أبي طالب:

يرويه أبو إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي! إني أحب لك ما أحب لنفسي،

" الحديث والشاهد منه: "ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع في الصلاة،

".

أخرجه أبو داود (908)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (647)، وهو حديث ضعيف، واختلف في رفعه ووقفه، ووقفه أصح.

8 -

حديث ابن عمر:

يرويه ابن إسحاق [صدوق]: حدثني مسعر بن كدام الهلالي [ثقة ثبت]، عن آدم بن علي البكري، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تبسط ذراعيك كبسط السبع، وادَّعِم على راحتيك، وتجاف عن ضبعيك، فإنك إذا فعلت ذلك سجد أكل عضو منك".

أخرجه ابن خزيمة (1/ 325/ 645)، وابن حبان (5/ 242/ 1914)، والحاكم (1/ 227)، والضياء في المختارة (13/ 133/ 213 و 214)، والطبراني في الكبير (13/ 105/ 13757)، وابن عدي في الكامل (6/ 109)، والدارقطني في الأفراد (1/ 512/ 2909 - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 227).

قال الدارقطني: "لم يروه عن مسعر عنه: غير محمد بن إسحاق".

وقال الحاكم: "قد احتج البخاري بآدم بن علي البكري، واحتج مسلم بمحمد بن إسحاق، وهذا صحيح ولم يخرجاه".

وقال أبو نعيم: "تفرد برفعه محمد بن إسحاق عن مسعر، ورواه عن مسعر موقوفًا

" كذا.

ص: 570

وصحح إسناده ابن حجر في الفتح (2/ 294).

• قلت: قد وهم ابن إسحاق في رفعه؛ إنما هو موقوف:

فقد رواه سفيان الثوري [ثقة حافظ، حجة إمام]، وعمر بن عبيد الطنافسي [ثقة]:

عن آدم بن علي، قال: رآني ابن عمر وأنا أصلي، لا أتجافى عن الأرض بذراعي [وفي رواية: الطنافسي: صليت إلى جنب ابن عمر، فافترشت ذراعي]، فقال: يا ابن أخي! لا تبسط بسط السبع [وفي رواية الطنافسي: لا تفترش افتراش السبع]، وادَّعم على راحتيك، وأبْدِ ضبعيك، فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك.

أخرجه عبد الرزاق (2/ 170/ 2927)، وابن جرير الطبري (2/ 437 - شرح صحيح البخاري لابن بطال).

قال الدارقطني في العلل (13/ 149/ 3026) لما سئل عن هذا الحديث: "يرويه مسعر بن كدام، واختلف عنه: فرفعه محمد بن إسحاق، عن مسعر، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وغيره يرويه عن مسعر موقوفًا على ابن عمر.

وكذلك رواه شعبة، والثوري، وأبو حنيفة، وحسين بن عمران، عن آدم بن علي موقوفًا، وهو الصواب".

قلت: فهو موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح، وآدم بن علي البكري العجلي: ثقة، سمع ابن عمر، وروى له البخاري متابعة (4718).

قوله: وأبْدِ ضبعيك؛ يعنى: أظهر، وقيل: وأبِدَّ، وهو من الأبداد، وهو المد، والادِّعام على الراحتين: الاعتماد عليهما، مأخوذ من الدعامة، والضبعان العضدان [غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 181)].

• وروي عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من صلى منكم فلا يفترش افتراش الكلب ذراعيه".

أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 123/ 13784)، والضياء في المختارة (13/ 147/ 237).

بإسنادين غريبين، وفيهما من يُجهل حاله، والله أعلم.

***

898 -

. . . سفيان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عمه يزيد بن الأصم، عن ميمونة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه، حتى لو أن بَهْمةً أرادتْ أن تمرَّ تحت يديه مرَّتْ.

• حديث صحيح.

أخرجه مسلم (496/ 237)، وأبو عوانة (1/ 501 و 502/ 1871 - 1873)، وأبو

ص: 571

نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 105/ 1097)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 128)، والنسائي في المجتبى (2/ 213/ 1109)، وفي الكبرى (1/ 353/ 701)، وابن ماجه (880)، والدارمي (1/ 351/ 1331)، وابن خزيمة (1/ 329/ 657)، والحاكم (1/ 228)، وأحمد (6/ 331)(12/ 6477 / 27451 - ط المكنز)، والشافعي في الأم (7/ 186)، وفي السنن (159)، وفي المسند (388 - ترتيب الأصم)(248 - ترتيب سنجر)، والحميدي (314)(316 - ط الداراني)، وعبد الرزاق (2/ 170/ 2925)، وأبو يعلى (13/ 13/ 7097)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 173/ 1449)، والطبراني في الكبير (23/ 435 و 436/ 1054 و 1055)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 100)، وابن حزم في المحلى (4/ 122)، والبيهقي في السنن (2/ 114)، وفي المعرفة (2/ 858/16 و 859).

رواه عن سفيان بن عيينة: الحميدي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وسعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وابن أبي عمر العدني، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعمر بن حفص الشيباني، ويحيى بن حسان، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وعبد الرزاق بن همام، وهشام بن عمار [وهم ثقات، وفيهم أثبت أصحابه]، وغيرهم.

وقد اختلف في شيخ ابن عيينة، فقال الحميدي والشافعي وابن المديني: عبد الله هكذا مكبرًا، وفي رواية الحميدي: أبو سليمان عبد الله بن عبد الله ابن أخي يزيد بن الأصم الأكبر منهما، هكذا ميزه بكنيته وبكونه الأكبر، وهو عبد الله، ووقع في رواية أحمد: ثنا سفيان عن ابن الأصم، قال:"وقُرِئَ على سفيان؛ اسمه: عبيد الله بن عبد الله ابن أخي يزيد بن الأصم"، قلت: ويحتمل أن اسم ابن الأصم وقع تفسيرًا من الإمام أحمد، أو ممن هو دونه، ويحتمل أنه قرئ اسمه على سفيان هكذا مصغرًا، وأقره.

وقد رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وابن أبي عمر، ووقع في المطبوعة: عبيد الله مصغرًا، لكن اختلفت نسخ مسلم في ذلك، وقد وقع في بعضها عبد الله مكبرًا، والمحفوظ عنهما: عبيد الله المصغر [راجع: الأحكام الكبرى لعبد الحق (2/ 243)، الشافي في شرح مسند الشافعي لابن الأثير (1/ 625)، شرح النووي على مسلم (4/ 211)، تحفة الأشراف مع النكت الظراف (12/ 497/ 18083)].

وهكذا رواه عامة أصحاب ابن عيينة مصغرًا.

وأيًّا كان فإن عبيد الله وعبد الله ابني عبد الله بن الأصم كلاهما: ثقة.

• خالف أصحاب ابن عيينة، فوهم في إسناده:

أحمد بن عبدة الضبي [ثقة]: أنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد رُئي وَضَحُ إبطيه؛ يعني: مما يجافي.

أخرجه البزار (16/ 225/ 9382).

ص: 572

واستغربه البزار، وإنما هو حديث ميمونة، كما رواه جماعة الثقات من أصحاب ابن عيينة، ومن قال: عن أبي هريرة، فقد وهم.

• ورواه مروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ]، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني [ليس به بأس، مقارب الحديث، وقد ضعفه جماعة. التهذيب (1/ 151)، الميزان (1/ 228)]، وعبدة بن سليمان [ثقة ثبت، لكنه لا يثبت عنه؛ فإن الراوي عنه: ضِرار بن صُرَد، الكوفي الطحان، وهو: ضعيف، تركه البخاري والنسائي، وكذبه ابن معين. التهذيب (2/ 227)، الميزان (2/ 327)]:

حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم أنه أخبره، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوَّى بيديه -يعني: جنَّح- حتى يُرى وَضَحُ إبطيه من ورائه، وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى.

أخرجه مسلم (497/ 238)، وأبو عوانة (1/ 502/ 1874) و (1/ 535/ 2005)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 106/ 1098)، والنسائي في المجتبى (2/ 232/ 1147)، وفي الكبرى (1/ 369/ 737)، والدارمي (1/ 351/ 1331) و (1/ 352/ 1332)، وإسحاق بن راهويه (4/ 209/ 2012)، وأبو يعلى (13/ 11/ 7096) [ووقع عنده: عبد الله مكبرًا]، وأبو العباس السراج في مسنده (349)، والطحاوي (1/ 231)، والطبراني في الكبير (23/ 436/ 1056) و (24/ 21/ 47)، وأبو طاهر المخلص في الرابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (20)(635 - المخلصيات)، والبيهقي (2/ 114).

• خالفهم: عبد الواحد بن زياد [ثقة]، قال: حدثنا عبد الله [وفي رواية: عبيد الله، بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد رئي وَضَحُ إبطيه.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 129)، ومسدد (4/ 146/ 506 - المطالب)، ومن طريقه: الحاكم (1/ 228).

وقال: "صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه".

قلت: وليس كما قال، فإن من قال فيه: عن أبي هريرة، فقد وهم؛ إنما هو حديث يزيد بن الأصم عن ميمونة، وهو على شرط مسلم، وليس من شرط البخاري.

• ورواه جعفر بن بُرقان [ثقة، وهو ثبت في يزيد بن الأصم، ضابط لحديثه]، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد رأى مَن خلفَه بياضَ إبطيه.

وفي رواية: جافى حتى يَرى مَن خلفَه وضحَ إبطيه، أو: حتى يُرى مِن خلفِه وضحُ إبطيه.

أخرجه مسلم (497/ 239)، وأبو عوانة (1/ 502/ 1875 و 1876) و (1/ 535/ 2056)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 106/ 1099)، والدارمي (1/ 351/ 1335)، وأحمد (6/ 332 و 333 و 335)، وإسحاق بن راهويه (4/ 210/ 2013)، وابن سعد في الطبقات (1/ 421)، وابن أبي شيبة (1/ 231/ 2640)، وابن أبي خيثمة في

ص: 573

التاريخ الكبير (2/ 771/ 3337 - السفر الثاني)، وأبو يعلى (13/ 19/ 7102)، وأبو العباس السراج في مسنده (350)، والطحاوي (1/ 231)، والطبراني في الكبير (23/ 435/ 1053)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 100).

• قال النووي في شرحه على مسلم (4/ 211): "قال أبو عبيد وغيره من أهل اللغة: البهمة واحدة البهم، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، وجمع البهم بهام بكسر الباء، وقال الجوهري: البهمة من أولاد الضأن خاصة، ويطلق على الذكر والأنثى، قال: والسخال أولاد المعزى"[وانظر: العين (4/ 62)، كتاب الشاء للأصمعي (57)، إصلاح المنطق (320)، تهذيب اللغة (6/ 179)، الزاهر (269)، غريب الحديث للخطابي (1/ 164)، النهاية (1/ 169)، [وقد سبق تفسيرها عند الحديث رقم (708)].

***

899 -

. . . زهير: حدثنا أبو إسحاق، عن التميمي - الذي يحدث بالتفسير -، عن ابن عباس، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه، فرأيتُ بياضَ إبطيه وهو مُجَخٍّ، قد فرَّج بين يديه.

• حديث صحيح.

أخرجه الحاكم (1/ 228)، والضياء في المختارة (9/ 478/492)، وأحمد (1/ 267)، والبيهقي (2/ 115).

• ورواه إسرائيل بن أبي إسحاق، وشريك بن عبد الله النخعي:

عن أبي إسحاق، عن رجل من بني تميم [وفي رواية: عن التميمي]، قال: سمعت ابن عباس يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدًا مخوِّيًا، فرأيت بياض إبطيه.

أخرجه أحمد (1/ 302 و 305 و 316 - 317 و 317 و 354)، وابن سعد في الطبقات (1/ 421)، وابن شاهين في فوائده (5)، والضياء في المختارة (9/ 490/ 474).

• ورواه الثوري أوعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وقبيصة، وعبد الرزاق]:

وشعبة [وعنه: غندر محمد بن جعفر، وعفان بن مسلم، وأبو داود الطيالسي]:

عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يُرَى بياضُ إبطيه [وهو ساجد].

وفي رواية لشعبة: عن أبي إسحاق، قال: سمعت التميمي، يحدث عن ابن عباس.

وانفرد قبيصة من أصحاب سفيان بقوله: "عن التميمي، واسمه أربدة"، فقد يكون هذا من قبيصة نفسه، والله أعلم.

أخرجه أحمد (1/ 339 - 340 و 343 و 362 و 365)، والطيالسي (4/ 460/ 2863)،

ص: 574

وعبد الرزاق (2/ 169/ 2924)، والسري بن يحيى في حديثه عن شيوخه عن الثوري (36)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 136/ 261)، والطحاوي (1/ 231)، والضياء في المختارة (9/ 490/ 473) و (9/ 491/ 475 - 477).

• ورواه أبو وكيع الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس، قال: استدبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت بياض إبطيه وهو ساجد.

أخرجه أحمد (1/ 292)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 145).

هكذا رواه عن أبي إسحاق السبيعي جماعة من ثقات أصحابه، لكن منهم من سمع منه بعد التغير، وفيهم من قدماء أصحابه وأثبت الناس فيه: سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وقد صرح فيه أبو إسحاق بالسماع من التميمي.

• والتميمي هذا: شيخ لأبي إسحاق السبيعي، وقد روى عنه كثيرًا، وأكثرها موقوفات من كلام ابن عباس في التفسير، وقد روى أحمد بن حنبل وابن معين وابن سعد وغيرهم، عن أبي أحمد الزبيري، قال:"سألت إسرائيل عن اسم التميمي؟ فقال: أربدة"، ووقع عند ابن سعد: أربد، وفي رواية لأحمد:"عن إسرائيل، قال: اسم التميمي الذي حدث عنه أبو إسحاق: أربدة"، وممن سماه أربدة: يحيى بن معين، والبخاري، ومسلم، وأبو حاتم، وأبو داود، والعجلي، والبرديجي، وابن حبان، والطبراني، وقال البخاري في التاريخ الكبير:"أربدة التميمي: سمع ابن عباس"، وقد ذكر البخاري وابن حبان بأنه رجل من أهل البصرة، كان يجالس البراء بن عازب، وقال العجلي:"كوفي تابعي، ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن البرقي:"مجهول"، وذكره أبو العرب الصقلي القيرواني في الضعفاء، فلم يُصِب [طبقات ابن سعد (6/ 300)، تاريخ ابن معين للدوري (3/ 467/ 2294) و (3/ 569/ 2791)، سؤالات ابن الجنيد (111)، معرفة الرجال لابن محرز (2/ 102/ 279 و 280)، الأسامي والكنى (225)، العلل ومعرفة الرجال (1/ 157/ 72) و (3/ 17/ 3950)، التاريخ الكبير (2/ 63)، التاريخ الأوسط (1/ 165)، كنى البخاري (83)، كنى مسلم (807)، سؤالات الآجري (81)، معرفة الثقات (55 و 2318)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1248)، المعرفة والتاريخ (3/ 169)، الأسماء المفردة (116)، كنى الدولابي (1/ 342/ 610)، الجعديات (446)، الجرح والتعديل (2/ 345)، الثقات (4/ 52)، المعجم الصغير (956)، الميزان (1/ 170)، إكمال مغلطاي (2/ 35)، التهذيب (1/ 102)].

وعليه: فإن أربدة التميصي هذا في عداد المجاهيل، والسبيعي مكثر من الرواية عمن لا يُعرفون إلا من طريقه، قال علي بن المديني:"روى أبو إسحاق عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره"[شرح مسلم للنووي (1/ 73)، السير (5/ 394)]، والعجلي وابن حبان معروفان بتساهلهما في توثيق المجاهيل من التابعين.

قلت: وهذا إسناد متصل، سمع بعضهم من بعض، وجهالة أربدة التميمي لا تضر في

ص: 575

هذا الموضع، فإنه لم يرو منكرًا، وإنما روى صحيحًا، قد ثبت عن عدد من الصحابة، في صفة سجود النبي صلى الله عليه وسلم مجخِّيًا مخوِّيًا مجافيًا يديه عن إبطيه، يُرَى بياضُ إبطيه وهو ساجد.

وإنما تُرَدُّ رواية مثله عند المخالفة، وعند التفرد بما لا يتابع عليه، والله أعلم.

• ورواه ابن أبي ذئب، عن شعبة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُرَى بباضُ إبطيه إذا سجد.

ولفظه عند أحمد وبنحوه عند الطيالسي والطوسي: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: إن مولاك إذا سجد: وضع جبهته وذراعيه وصدره بالأرض، فقال له ابن عباس: ما يحملك على ما تصنع؟ قال: التواضع، قال: هكذا ربضة الكلب، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد رُئي بباض إبطيه.

أخرجه أحمد (1/ 233 و 320 و 352)، وابن وهب في الجامع (394)، والطيالسي (4/ 447/ 2850)، وابن سعد في الطبقات (1/ 421)، وابن أبي شيبة (1/ 2643/231)(2/ 2658/471 - ط عوافة)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 136/ 261)، والطبراني في الكبير (11/ 430/ 12219).

وشعبة هذا هو: ابن دينار المديني، مولى ابن عباس، قال فيه مالك -وهو الحكم في أهل المدينة-:"ليس بثقة"، وهذا جرح شديد، موافق لقول ابن حبان فيه:"يروي عن ابن عباس ما لا أصل له، كأنه ابن عباس آخر"، لكن الجمهور على تليينه، وأنه ليس بقوي [انظر: التهذيب (2/ 170)، الميزان (2/ 274)، سؤالات أبي داود (160)، الجرح والتعديل (4/ 367)، وقد تقدم له حديث منكر في السنن برقم (246)].

ولو احتملناه هنا لقول أحمد فيه: "ما أرى به بأسًا"، ولأن اثنين من المتشددين في الرجال اكتفيا بتليينه، فقال فيه أبو حاتم والنسائي:"ليس بقوي"، فإنما نحتمله لما توبع فيه، وتبين لنا أنه حفظه وضبطه، ولم ينفرد به، فها هو أربدة التميمي يروي مثل روايته عن ابن عباس، ويتابعه عليها، فتشهد رواية أحدهما للآخر، وتدل على صدقها، والله أعلم.

• وله إسناد آخر عن ابن عباس، لكنه واهٍ جدًّا [عند: الطبراني في مسند الشاميين (2/ 287/ 1355)] [وفي إسناده: عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي: متروك، منكر الحديث، لم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش. التهذيب (2/ 590)، الميزان (2/ 632)، الكامل (5/ 285)].

• وانظر أيضًا في الأباطيل؛ أطراف الغرائب والأفراد (1/ 441/ 2401).

• قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "جخَّ: أي فتح عضديه في السجود"، قلت: قد جاء مفسرًا في الرواية: وهو مُجَخٍّ، قد فرَّج بين يديه، وتقدم تفسيره عند الحديث السابق برقم (896) [وانظر: معالم السنن (1/ 215)].

***

ص: 576

900 -

. . . عباد بن راشد: حدثنا الحسن: حدثنا أحمرُ بن جَزْء صاحبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى عَضُديه عن جنبَيه، حتى نأوِيَ له.

• حديث حسن.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 62)، وابن ماجه (886)، وأحمد (4/ 342) و (5/ 30 و 31)، وابن سعد في الطبقات (7/ 47)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 231/ 2641)(2/ 469 - 470/ 2656 - ط عوامة)، وفي المسند (604)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 81/ 180 - السفر الثاني)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 274/ 1655)، وأبو يعلى في المسند (3/ 123/ 1552)، وفي المفاريد (64)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (1/ 169/ 119)، والطحاوي (1/ 232)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 566/ 1109)، وابن قانع في المعجم (1/ 57)، والطبراني في الكبير (1/ 813/279)، وابن عدي في الكامل (4/ 340)، والدارقطني في الأفراد (1/ 153/ 632 - أطرافه)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 328/ 1034)، والبيهقي (2/ 115)، والخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1556/ 994)، والضياء في المختارة (4/ 71 - 73/ 1290 - 1294).

هكذا رواه عن عباد بن راشد: مسلم بن إبراهيم الفراهيدي [وهذا لفظه]، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم [وهم ثقات حفاظ]، وحرمي بن عمارة، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي [وهما ثقتان]، وبكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني [ذاهب الحديث. اللسان (2/ 332)].

ولفظ الجماعة: إنْ كنا لَنَأوِي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي بيديه [وقال ابن مهدي: مرفقيه، عن جنبيه إذا سجد، ووقع عند ابن أبي شيبة في المصنف: بفخِذَيه، بدل: بيديه، وهو خطأ ممن دونه.

قال ابن عدي بعد أن أخرجه في ترجمة عباد بن راشد: "وعباد بن راشد هذا ليس حديثه بالكثير، وحديثه - مقدار ما له مما ذكرته وما لم أذكره - على الاستقامة"، وعليه: فقد عدَّ حديثه هذا مستقيمًا، ولم ينكره عليه، وذكر في موضع آخر (2/ 298) بأن عباد بن راشد لم ينفرد به.

وقال ابن صاعد: "وهذا الحديث المشهور بروايته: عباد بن راشد عن الحسن".

وقال أبو نعيم: "رواه وكيع وشعيب بن حرب ومحمد بن ربيعة وعبد الرحمن بن مهدي والمعافى بن عمران كلهم عن عباد بن راشد، ورواه عطاء بن عجلان عن الحسن عن أحمر مثله".

ص: 577

وقال النووي في الخلاصة (1317)، وفي المجموع (3/ 390):"رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح".

وقال ابن الملقن في البدر المنير (3/ 666): "رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح، قال الشيخ تقي الدين [يعني: ابن دقيق العيد] في آخر الاقتراح: وهو على شرط البخاري".

• قلت: عباد بن راشد: من أصحاب الحسن البصري، المكثرين عنه، وهو: صدوق، قال عنه أحمد:"ثقة ثقة"، وقال أيضًا:"شيخ ثقة، صدوق صالح"، وقال ثالثة:"عباد بن راشد: أثبت حديثًا من عباد بن ميسرة المنقري"، وقال ابنه عبد الله في المسند (2/ 362)، وكذلك قال البزار والعجلي:"ثقة".

وقال ابن معين [في رواية الكوسج عنه]: "صالح"، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث"، وقال ابن عدي:"حديثه على الاستقامة"، وقال الساجي والأزدي:"صدوق"، وكان ابن مهدي يحدث عنه.

وذكره البخاري في الضعفاء، وقال:"يهِم شيئًا"، فانكر ذلك أبو حاتم على البخاري، وقال:"يحوَّل من هناك"، ومع ذلك فقد أخرج له البخاري في صحيحه متابعةً (4529).

وقد ليَّنه جماعة فقالوا: "ليس بالقوي"، منهم: ابن معين [في رواية الدوري عنه]، والنسائي، وابن البرقي، وقال يعقوب بن سفيان:"في حديثه ضعف"، وتركه يحيى القطان، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن معين [في رواية الدورقي عنه]:"ضعيف"، وقال أبو داود:"ضعيف"[فيما رواه عنه الآجري]، إلا أنه هنا في السنن قد احتج به في هذا الحديث، وروى له في موضعين آخرين برقم (2087 و 3331).

وأخطأ ابن حبان خطأ فاحشًا فألزق به مناكير عباد بن كثير الثقفي البصري، وضعفه بها، وأفحش فيه القول بما هو بريء منه، فالرجل صدوق، كما صدرنا به ترجمته [تاريخ ابن معين للدوري (4/ 103/ 3369)، العلل ومعرفة الرجال (2/ 369/ 2638 و 2640)، مسائل حرب (3/ 1316)، الضعفاء الصغير (226)، التاريخ الكبير (6/ 36)، معرفة الثقات (835)، سؤالات الآجري (4/ ق 9)، المعرفة والتاريخ (2/ 126)، كشف الأستار (108)، ضعفاء النسائي (409)، ضعفاء العقيلي (3/ 131)، الجرح والتعديل (79/ 6)، المجروحين (2/ 163)، الكامل (4/ 340)، تعليقات الدارقطني على المجروحين (252)، الميزان (2/ 365)، السير (7/ 181)، إكمال مغلطاي (7/ 166)، التهذيب (2/ 276)].

• ولم ينفرد به عباد بن راشد عن الحسن، بل تابعه عليه عباد بن ميسرة المنقري وغيره:

أ - فقد رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد [ثقة ثبت]، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي [ثقة]:

ص: 578

عن عباد بن ميسرة [المنقري: ليس بالقوي]، عن الحسن، قال: أخبرني أحمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.

أخرجه الطحاوي (1/ 232)[وانظر: نخب الأفكار في شرح معاني الآثار (4/ 225 و 226)].

وشيخ الطحاوي فيه: إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نزيل مصر: لا بأس به، وكان يخطئ فلا يرجع [التهذيب (1/ 86)]، فلعله حفظه.

ب - قال أبو نعيم: "ورواه عطاء بن عجلان عن الحسن عن أحمر مثله".

وقال الدارقطني في الأفراد: "وهو غريب من حديث عطاء بن عجلان عن الحسن، تفرد به: مروان بن معاوية الفزاري عن عطاء".

قلت: ليس الشأن في مروان بن معاوية الفزاري؛ فإنه: ثقة حافظ، ولكن الشأن في عطاء بن عجلان الحنفي، أبو محمد البصري العطار؛ فإنه: متروك، منكر الحديث جدًّا؛ كذبه ابن معين وعمرو بن علي الفلاس والجوزجاني، وكان يتلقن كلما لقِّن [التهذيب (3/ 106)].

ج - ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 298)، من طريق الحسن بن دينار [متروك، كذبه غير واحد. اللسان (3/ 40)]، عن الحسن، عن أحمر، قال: إن كنا لنأوي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي يده عن جنبيه إذا صلى.

وشيخ ابن عدي هو: الحسن بن علي بن يحيى بن عاصم البصري، قال فيه ابن عدي:"كتبنا عنه، رأيتهم مجتمعين على ضعفه، يحدث عن علي بن المديني والقواريري وعبد الأعلى بن حماد وغيرهم، وقد حدث بغير حديث أنكرته عليه، ورأيت له ابنًا أعور كهلًا، ذكر البغداديون أنه يلقِّن أباه ما ليس من حديثه"[الكامل (2/ 343)].

قال ابن عدي: "وهذا الحديث قد رواه عباد بن راشد وغيره عن الحسن عن أحمر".

• قال الترمذي في الجامع (274): "وأحمر بن جزء هذا: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، له حديث واحد".

وقال أبو القاسم البغوي: "وليس لأحمر بن جزي فيما أعلم غيره".

وقال الدارقطني في المؤتلف (1/ 492): "أحمر بن جزي السدوسي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، سمع منه الحسن بن أبي الحسن البصري".

وقال في الإلزامات (75): "أخرج البخاري عن الحسن عن عمرو بن تغلب، ولم يرو عنه غير الحسن، ويلزمه إخراج حديث الحسن عن أحمر بن جزء: إن كنا لنأوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي، من حديث عباد بن راشد عن الحسن عن أحمر؛ لأنه قد أخرج عن عباد بن راشد عن الحسن عن معقل أن أخته طلقت".

قلت: تقدم الكلام عن عباد بن راشد، وأن البخاري إنما أخرج له متابعة، غير محتج به على انفراده، فلا يلزمه إخراج حديث أحمر، والله أعلم.

ص: 579

وأحمر بن جزء: تفرد بالرواية عنه الحسن البصري، وليس له غير هذا الحديث الواحد، وقد أثبت له الصحبة بهذا الحديث: البخاري وأبو حاتم وابن حبان وكذا كل من صنف في الصحابة، وبهذا الحديث أيضًا أثبت أبو حاتم سماع الحسن من أحمر، فقال:"يصح للحسن سماعه من أنس بن مالك، وأبي برزة، وأحمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عمرو، ومن عمرو بن تغلب"[التاريخ الكبير (2/ 62)، الجرح والتعديل (2/ 343) و (3/ 41)، المراسيل (153)، الثقات (3/ 19)، الكتب المصنفة في الصحابة، سواء المسندة، أو بتجريد أسمائهم وتراجمهم].

• وأما ما رواه ابن أبي شيبة (1/ 2647/231)، قال: حدثنا ابن مبارك [هو: عبد الله]، عن هشام، عن الحسن، قال: الرجل يتجافى.

فإنه لا يُعلُّ رواية عباد بن راشد المتصلة المرفوعة، فإن غايتها أن الحسن قد أفتى بما روى، والله أعلم.

• قال الأزهري: "قلت: معنى قوله: كنا نأوي له، بمنزلة قولك: كنا نرثي له، ونرِقُّ له، ونشفق عليه من شدَّة إقلاله بطنَه عن الأرض ومدِّه ضبعيه عن جنبيه"[تهذيب اللغة (15/ 467)، [وانظر: معالم السنن (1/ 215)، مشارق الأنوار (1/ 52)، النهاية (1/ 82)].

قال الذهبي في تهذيب السنن الكبرى للبيهقي (2/ 561) بعد حديث أحمر هذا: "هذا التجافي منه عليه السلام كان لأنه كان إمامًا لا يزحمه أحد، فأما إذا كان الصف رصًا فهو أولى بهم من تخللهم؛ فمع التراص لا يمكنهم التجافي".

• ومما جاء في المجافاة في السجود أيضًا:

1 -

حديث وائل بن حجر:

روى شعبة: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر الحضرمي رضي الله عنه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى فكبر، فرفع يديه، فلما ركع رفع يديه، فلما رفع رأسه من الركوع رفع يديه، وخوَّى في ركوعه، وخوَّى في سجوده، فلما قعد يتشهد وضع فخذه اليمنى على اليسرى، ووضع يده اليمنى وأشار بإصبعه السبابة، وحلَّق بالوسطى [لفظ هاشم بن القاسم].

وفي رواية: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر حين دخل، ورفع يده، وحين أراد أن يركع رفع يديه، وحين رفع رأسه من الركوع رفع يديه، ووضع كفيه، وجافى [يعني: في السجود]، وفرش فخذه اليسرى من اليمنى، وأشار بإصبعه السبابة [يعني: في الجلوس في التشهد] [لفظ غندر].

وفي رواية وهب بن جرير: وقال حين سجد هكذا، وجافى يديه عن إبطيه، وهو حديث صحيح، تقدم تحت الحديث رقم (728).

• قال في القاموس (1653): "وخوَّى في سجوده تخوية: تجافى، وفرَّج ما بين عضديه وجنبيه"، وقال في النهاية (2/ 90): "جافى بطنه عن الأرض ورفعها، وجافى

ص: 580

عضديه عن جنبيه، حتى يخوى ما بين ذلك" [وانظر: تهذيب اللغة (7/ 250)].

2 -

حديث أبي حميد الساعدي:

أ - رواه عبد الحميد بن جعفر: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حُميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو قتادة.

قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فلِمَ؟ فوالله ما كنتَ بأكثرِنا له تَبِعةً، ولا أقدمِنا له صحبةً، قال: بلى، قالوا: فاعرِض، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة

، فذكر الحديث بطوله، وموضع الشاهد منه: ثم أهوى إلى الأرض ساجدًا، وقال:"الله أكبر"، ثم جافى عضديه عن إبطيه، وفتخ أصابع رجليه.

وفي رواية: ثم هوى إلى الأرض، فقال:"الله أكبر"، وسجد، وجافى عضديه عن جنبيه، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، ثم رفع رأسه.

وهو حديث صحيح، تقدم برقم (730)، وانظر رواياته هناك.

وقوله: "جافى عضديه عن إبطيه"؛ أي: باعد بهما، والجفاء بين الناس: التباعد.

قوله: "وفتخ أصابع رجليه"؛ أي: ليَّنها حتى تنثني فيوجهها نحو القبلة، والفتخ: لين واسترسال في جناح الطائر، ومنه قيل للعقاب: فتخاء؛ لأنها إذا انحطت كسرت جناحها".

[وانظر: معالم السنن (1/ 169)، النهاية (3/ 408)].

ب - ورواه عبد الملك بن عمرو: أخبرني فُلَيح: حدثني عباس بن سهل، قال: اجتمع أبو حُميد، وأبو أُسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فذكر الحديث، وقال: ثم سجد فأمكن أنفَه وجبهتَه، ونحَّى يديه عن جنبَيه، ووضع كفَّيه حَذْوَ منكبيه.

وهو حديث صحيح، تقدم برقم (734).

ج - ورواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد: نا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته إذا سجد - العباس بن سهل بن سعد بن مالك بن ساعد، قال: جلست بسوق المدينة في الضحى مع أبي أسيد مالك بن ربيعة، ومع أبي حميد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما من رهطه من بني ساعدة، ومع أبي قتادة الحارث بن ربعي، فقال بعضهم لبعض - وأنا أسمع -: أنا أعلم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منكما، كل يقولها لصاحبه، فقالوا لأحدهم: فقم فصلِّ بنا حتى ننظر أتصيب صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فقام أحدهما فاستقبل القبلة، ثم كبر،

فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: ثم وقع ساجدًا على جبينه وراحتيه وركبتيه وصدور قدميه راجلًا بيديه، حتى رأيت بياض إبطيه ما تحت منكبيه، ثم ثبت حتى اطمأن كل عظم منه،

إلى أن قال: فقالا له: أصبت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا كان يصلي.

وهذا إسناد مدني حسن، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (734).

3 -

حديث أبي مسعود الأنصاري:

ص: 581

يرويه عطاء بن السائب، عن سالمٍ البرَّاد، قال: أتينا عقبة بن عمرو الأنصاري أبا مسعود، فقلنا له: حدثنا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين أيدينا في المسجد،

فذكر الحديث، وموضع الشاهد منه: ثم كبر وسجد، ووضع كفيه على الأرض، ثم جافى بين مِرفقيه حتى استقرَّ كلُّ شيء منه.

وفي رواية: ثم سجد فجافى إبطيه حتى استقرَّ كل شيء منه.

وهو حديث صحيح، تقدم برقم (863).

4 -

حديث عبد الله بن مالك بن بحينة:

يرويه بكر بن مضر، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، ويحيى بن أيوب:

عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فرَّج بين يديه، حتى يبدوَ بياضُ إبطيه. رواية بكر بن مضر.

وفي رواية عمرو بن الحارث [عند مسلم]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد؛ يجنِّح في سجوده، حتى يُرى وَضَحُ إبطيه.

وفي رواية الليث بن سعد [عند مسلم]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد؛ فرَّج يديه عن إبطيه، حتى إني لأرى بياضَ إبطيه.

وفي رواية يحيى بن أيوب [عند الطحاوي]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد فرَّج بين ذراعيه وبين جنبيه، حتى يُرى بياضُ إبطيه.

أخرجه البخاري (390 و 807 و 3564)، ومسلم (495)، وأبو عوانة (1/ 502 و 503/ 1877 و 1878)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (5/ 105/ 1095 و 1096)، والنسائي في المجتبى (2/ 212/ 1106)، وفي الكبرى (1/ 351/ 697)، وابن خزيمة (1/ 648/ 326)، وابن حبان (5/ 247/ 1919)، وأحمد (5/ 345)، وابن أبي شيبة في المسند (843)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 95)، وأبو العباس السراج في مسنده (348)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (4/ 33/ 1569)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 171/ 1445)، والطحاوي (1/ 231)، والطبراني في الأوسط (3/ 298/ 3212) و (8/ 293/ 8675)، وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (59)، والبيهقي (2/ 114).

5 -

حديث جابر بن عبد الله:

يرويه هشام بن يوسف الصنعاني، وعبد الرزاق بن همام:

عن معمر، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى حتى يُرى بياضُ إبطيه، أو: حتى أرى بياضَ إبطيه.

أخرجه ابن خزيمة (1/ 326/ 649)، وأحمد (3/ 294 - 295)، وعبد الرزاق (2/ 168/ 2922)، وابن سعد في الطبقات (1/ 421)، وأبو يعلى (4/ 11/ 2010)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 171/ 1444)، والطحاوي (1/ 231)، والطبراني في الكبير

ص: 582

(2/ 183/ 1745)، وفي الأوسط (3/ 223/ 2983)، وفي الصغير (271)، والبيهقي (2/ 115).

قال الطبراني: "لم يروه عن منصور إلا معمر، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد".

قال مغلطاي: "رواه ابن خزيمة في صحيحه، وقال أبو زرعة: هو صحيح، وفي سؤالات مهنا: سألت أحمد ويحيى عنه؟ فقالا: ليس بصحيح، فقلت لأحمد: كيف لم يقل [لعله أراد: لم تقل أنت] لعبد الرزاق -يعني: شيخه- فيه أنه ليس بصحيح؟ فقال: لم أعلم به يومئذ، قلت: فكيف حدَّثت به؟ قال: لم أعلم إلا بعد ذا، قال: فقلت: كيف علمتَه؟ فقال: ثنا ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: حُدِّثت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى، وقال أبو عبد الله: كنتُ تركتُ هذا الحديث حتى ذُكر لي أن فضيل بن عياض روى عن منصور مثل هذا -يعني: مثل رواية عبد الرزاق-: "[الإعلام بسنته (5/ 315)].

قلت: رواية سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم؛ [وفي رواية: بلغني] أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُرى من خلفِه بياضُ إبطيه إذا سجد.

أخرجها أحمد (1/ 364)، وعبد الرزاق (2/ 170/ 2926)، وابن سعد في الطبقات (1/ 421)، وابن أبي شيبة (1/ 231/ 2645).

وقد روى الخطيب في تاريخه (10/ 326)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 17).

بإسناد صحيح إلى: محمد بن صالح أبي عبد الله البغدادي [لم يترجم له الخطيب في تاريخه (5/ 360) بأكثر مما ذكر هنا]، قال: رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدثه، ورأيته قد مجمج على حديث [يعني: ضرب عليه. جمهرة اللغة (1/ 185)، المغرب (2/ 258)] كان حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن [سالم عن] جابر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه، وقد مجمج عليه أحمد، فقال له أبو زرعة: أي شيء خبر هذا الحديث؟ فقال: أخاف أن يكون غلطًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم؛ أنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه، فقال له أبو زرعة: يا أبا عبد الله الحديث صحيح، فنظر إليه، فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل: حدثنا رضوان البخاري، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن جابر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه، وحدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني: أخبرنا معمر، عن منصور، عن سالم، عن جابر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه، فقال أحمد: هات القلم إليَّ، فكتب: صح صح صح، ثلاث مرات.

ورضوان البخاري: لم أقف له على ترجمة، ولعله تحرف عن أبي الربيع صقر بن

ص: 583

داود البخاري، وكان راوية للفضيل بن عياض، وروى عنه البخاري، فالله أعلم.

• والحاصل من هذين النقلين عن الإمام أحمد: أنه كان أولًا يرى صحة حديث معمر لثقة رجاله، واتصال إسناده، وسلامته من العلة، وسالم بن أبي الجعد معروف بالسماع من جابر بن عبد الله [التاريخ الكبير (4/ 107)]، وقد اتفق الشيخان على إخراج حديثه عنه [تحفة الأشراف (2/ 218 - 223)].

ثم لما اطلع على أن سفيان الثوري قد رواه عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي مرسلًا، قدَّم رواية سفيان المرسلة، وأعلَّ بها رواية معمر الموصولة؛ فإن سفيان الثوري من أثبت الناس في منصور، قال ابن رجب في شرح العلل (2/ 721): "ومعمر في منصور: كأنه ليس بالقوي، فإن معمرًا روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى.

ورواه سفيان، عن منصور، عن إبراهيم مرسلًا.

والصحيح عند أحمد وابن معين: قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ".

قلت: ثم إن أبا زرعة لما راجع أحمد في هذا الحديث، وأخبره بأنه صحيح عنده، حيث إن عبد الرزاق لم ينفرد به عن معمر، بل تابعه عليه: هشام بن يوسف الصنعاني، وهو ثقة، بل لم ينفرد به معمر عن منصور، فقد تابعه عليه: الفضيل بن عياض، وهو ثقة عابد إمام، روى له الشيخان، عندئذ رجع الإمام أحمد إلى تصحيح حديث معمر، والله أعلم.

6 -

حديث أبي هريرة:

يرويه محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عمران، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، قال: لو كنتُ بين يدَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبصرتُ إبطيه، قال أبو مجلز: كأنه قال ذلك لأنه في صلاة.

تقدم تحت الحديث رقم (746)، وهو حديث شاذ.

• وروى أبو الحسن الصوفي أحمد بن الحسين: حدثنا ابن أبي سمينة: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: إن كنا لنأوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما جافى يديه عن جنبيه في الصلاة.

أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (114).

قلت: هو حديث باطل بهذا الإسناد، فإنه من لدن عبد الصمد: إسناد صحيح، على شرط الشيخين، وابن أبي سمينة هو: محمد بن يحيى بن أبي سمينة أبو جعفر التمار، وهو: صدوق، وقد تفرد به عنه: أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير: ترجم له الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 332)، ولم يذكره بجرحة، ووثقه الحاكم والذهبي، لكن قال ابن المنادي:"كتبت عنه على معرفةٍ بلينه، والذين تركوه أحمد وأشهر"[تاريخ بغداد (4/ 98)، الأنساب (3/ 566)، السير (14/ 153)، اللسان (1/ 435)].

ص: 584

7 -

حديث عبد الله بن أقرم الخزاعي:

رواه جماعة من الثقات الحفاظ وغيرهم، عن داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه، قال: كنت مع أبي بالقاع من نَمِرة، فمرَّ بنا ركب فأناخوا بناحية الطريق، فقال: أي بُنيَّ! كُن في بَهْمِك، حتى آتي هؤلاء القوم، فخرج وخرجتُ معه، -يعني: دنا ودنوت-، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى وصلَّيت معه، فكنت أنظر إلى عُفْرَة [وفي رواية: عُفرتي] إبطيه [إذا سجد]، وفي رواية: فرأيت بياض إبطيه إذا سجد.

أخرجه الترمذي (274)، والنسائي في المجتبى (2/ 213/ 1108)، وفي الكبرى (1/ 352/ 699)، وابن ماجه (881 و 881 م)، والحاكم (1/ 227)، والضياء في المختارة (4/ 327 و 328/ 1504 و 1505) و (8/ 405 - 407/ 500 - 504)، وأحمد (4/ 35)، والشافعي في الأم (1/ 115) و (7/ 186)، وفي المسند (40 و 388)، وعبد الرزاق (2/ 169/ 2923)، والحميدي (923)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (1/ 350)، وابن سعد في الطبقات (1/ 420) و (4/ 296)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 231/ 2642)(2/ 470/ 2657 - ط عوامة)، وفي المسند (610)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (423)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (1/ 193)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 29/44 - السفر الثاني)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 39)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 306/ 2331)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (1/ 165/ 117) و (4/ 158/ 1670 و 1671)، والطحاوي (1/ 231) [وفي سند المطبوع سقط] [انظر: إتحاف المهرة (6/ 494/ 6882)]، وابن قانع في المعجم (2/ 116)، والطبراني في الكبير (14/ 417/ 15051)، وابن منده في معرفة الصحابة (1/ 198 - 199)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 325/ 1026) و (3/ 1583/ 3996)، والبيهقي في السنن (2/ 114)، وفي المعرفة (2/ 15/ 855)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (2/ 591)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 144 و 145/ 650 و 651).

وانظر في الأوهام: المعجم الكبير للطبراني (1/ 306/ 904)[وفيه: سليمان بن يزيد أبو المثنى الخزاعي الكعبي، وهو: ضعيف، قال أبو حاتم: "منكر الحديث، ليس بقوي].

تنبيه: وقع عند ابن أبي شيبة في المصنف، عن وكيع، وكذا من رواه من طريق ابن أبي شيبة:"عبد الله بن عبد الله" هكذا مكبرًا، وهو خطأ، وإنما هو عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، كما رواه أحمد عن وكيع، وكما رواه جماعة الثقات عن داود بن قيس، مثل: أبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبي داود سليمان بن داود الطيالسي، وصفوان بن عيسى، وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، وعبد الله بن نافع الصائغ.

ص: 585

وقد أشار ابن ماجه إلى هذا الوهم.

تنبيه آخر: وقع عند بعضهم زيادة، أو عبارة في السند توهم كون الحديث من رواية أقرم الخزاعي، وليس كذلك، كمثل ما وقع في مصنف عبد الرزاق:"داود بن قيس، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، يحدث عن أبيه، قال: حدثني أبي"، وإنما الجملة الأخيرة تفسير لما قبلها، فكأن داود بن قيس قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن أقرم يحدث عن أبيه عبد الله بن أقرم، قال عبيد الله: حدثني أبي

فسرد القصة، والله أعلم.

• قال الترمذي: "حديث عبد الله بن أقرم: حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا نعرف لعبد الله بن أقرم الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، على ما أصلته في تفرد الابن بالرواية عن أبيه".

وهذا الحديث مما ألزم به الدارقطنيُّ الشيخين إخراجَه في الصحيح [الإلزامات (96)]، وكان قال في مقدمته بأن هذه الأحاديث رويت من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها [الإلزامات (96)، بيان الوهم (5/ 515)].

قلت: هو حديث صحيح، إسناده مدني صحيح.

والعُفرة: البياض، وليس بالبياض الناصع الشديد، ولكنه لون الأرض، وعفر الأرض: وجهها [كما في غريب الحديث وغيره].

8 -

حديث أبي سعيد الخدري:

يرويه ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، قال: سمعت أبا الهيثم، يقول: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: رأيت بياض كشح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وفي رواية: كأني أنظر إلى بياض كشحَي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد.

أخرجه أحمد (5/ 13)(5/ 2310/ 11282 و 11283 - ط المكنز)، وابن سعد في الطبقات (1/ 421)، والطحاوي (1/ 231).

• هكذا قال ابن لهيعة [وهو: ضعيف]، فسلك فيه الجادة، وخالفه:

سعيد بن الحكم بن أبي مريم [ثقة ثبت]، قال: أخبرني نافع بن يزيد [الكلاعي المصري: ثقة]، قال: أخبرني خالد بن يزيد [الجمحي المصري: ثقة]، عن عبيد الله بن المغيرة [ابن معيقيب السبئي المصري: ثقة]، عن أبي الهيثم [سليمان بن عمرو العتواري المصري: ثقة]، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:

فذكره مثله.

أخرجه الطحاوي (1/ 231).

وهذا إسناد مصري، رجاله ثقات.

والكَشْحُ: ما بين الخاصرة إلى الضِّلَعِ الخَلْفِ، وهو من لَدُن السُّرَّة إلى المَتْن، وهما كَشْحان، وهو موقع السيف من المُتَقَلِّد [تهذيب اللغة (4/ 54)].

9 -

حديث عائشة:

يرويه حارثة بن أبي الرِّجال، عن عمرة، قالت: سألت عائشة: كيف كانت صلاة

ص: 586

رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ فوضع يديه في الإناء سمى الله، ويسبغ الوضوء، ثم يقوم مستقبل القبلة، فيكبر، ويرفع يديه حذاء منكبيه، ثم يركع فيضع يديه على ركبتيه، ويجافي بعضديه، ثم يرفع رأسه فيقيم صلبه، ويقوم قيامًا هو أطول من قيامكم قليلًا، ثم يسجد فيضع يديه تجاه القبلة، ويجافي بعضديه ما استطاع فيما رأيت، [وفي رواية: حتى إني لأرى بياض إبطيه من خلف ظهره]، ثم يرفع رأسه فيجلس على قدمه اليسرى، وينصب اليمنى، ويكره [وفي رواية: كراهية] أن يسقط على شقِّه الأيسر.

وهو حديث منكر، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (783).

10 -

حديث عدي بن عميرة:

يرويه المعتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز؛ أن قيس بن أبي حازم حدثه، أن عدي بن عميرة الحضرمي حدثه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يُرى بياضُ إبطيه، ثم إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه، حتى يُرى بياض خده، ثم يسلم عن يساره ويقبل بوجهه حتى يُرى بياض خده عن يساره.

أخرجه ابن خزيمة (1/ 326 - 327/ 650)(11/ 133/ 13806 - إتحاف المهرة)، وأحمد (4/ 193)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (4/ 193)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (3/ 56/ 3806) و (1/ 417/ 1503 - السفر الثاني)، وأبو زرعة الدمشقي في الثاني من الفوائد المعللة (166)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 81/ 2622)، والطحاوي (1/ 269)، والطبراني في الكبير (17/ 108/ 263)، وفي الأوسط (8/ 242/ 8522)، وابن عدي في الكامل (4/ 160)، وابن السماك في التاسع من فوائده "جزء حنبل"(51)، والدارقطني في الأفراد (2/ 95/ 4206 - أطرافه)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 146).

قال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن عدي إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر".

وقال ابن عدي بعد أن أخرج هذا الحديث في ترجمة أبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان: "وهذه الأحاديث عن معتمر عن فضيل عن أبي حريز التي ذكرتها: عامتها مما لا يتابع عليه، وللفضيل بن ميسرة عن أبي حريز غير ما ذكرت أحاديث أيضًا يرويها عن الفضيل: معتمر"، ثم ختم ترجمة أبي حريز بقوله:"ولأبي حريز هذا من الحديث غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه لا يتابعه أحدٌ عليه".

وقال الدارقطني: "غريب من حديث قيس بن أبي حازم عنه [يعني: عن عدي]، تفرد به: أبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان عنه".

قلت: رواه عن المعتمر بن سليمان: علي بن المديني، ويحيى بن معين، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ويحيى بن حبيب بن عربي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة [وهم ثقات، منهما إمامان جليلان]، وأبو نعيم الطحان ضرار بن صرد [وهو: ضعيف، تركه البخاري والنسائي، وكذبه ابن معين. التهذيب (2/ 227)، الميزان (2/ 327)].

ص: 587

وقع في رواية ابن خزيمة: "يحيى بن حبيب الحارثي: حدثنا المغيرة، قال: هذا مما كنت قرأت على الفضيل، عن أبي حريز، وحدثني أبو حريز"؛ وإنما هو المعتمر تصحف إلى المغيرة، وكذا هو عند ابن أبي عاصم عن يحيى بن حبيب، قال: نا معتمر بن سليمان، ولم يأت أيضًا بزيادة: وحدثني أبو حريز، ولعله أراد أنه قرأه على الفضيل من كتابه عن أبي حريز، وكان فيه: وحدثني أبو حريز؛ فإن الجماعة لم يقولوا فيه: وحدثني أبو حريز؛ إلا أن الطحاوي والطبراني روياه من طريق يحيى بن معين، وفيه: قرأت على الفضيل: حدثني أبو حريز، فتبيَّن المراد، والله أعلم.

وهذا إسناد ضعيف؛ أبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان: ليس هو بالقوي [التهذيب (2/ 321)]، والراوي عنه: فضيل بن ميسرة، وهو لا بأس به، لكن ضاع كتابه عن أبي حريز فأخذه من إنسان لا تُعرف عدالته وضبطه [التهذيب (3/ 402)]، وهو غريب من حديث أبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان، تفرد به: الفضيل بن ميسرة، وعنه معتمر بن سليمان، والله أعلم.

وهو حديث حسن بشواهده، والله أعلم.

11 -

حديث أنس بن مالك:

يرويه شعبة، عن خالد، عمن سمع أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد رئي -أو: رأيت- بياض إبطيه.

أخرجه أحمد (3/ 172)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 109/ 241).

هكذا رواه عن شعبة: محمد بن جعفر غندر.

وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل الواسطة المبهمة.

• وخالفه فأسقط الواسطة المبهمة، وجوَّد إسناده:

أبو جابر: حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن أنس بن مالك، قال:

فذكره.

أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (71)(315 - مجموع مصنفاته)، وابن عدي في الكامل (6/ 292).

وأبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي البصري، نزيل مكة، قال أبو حاتم:"أدركته، وليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله عن شعبة ما لا يتابع عليه [التهذيب (3/ 635)، اللسان (7/ 316)]، والراوي عنه: محمد بن مسلمة بن الوليد أبو جعفر الواسطي، وهو متهم، واتهمه ابن عدي بهذا الحديث [اللسان (7/ 508)].

• وانظر أيضًا فيما لا يصح: أطراف الغرائب والأفراد (2/ 33/ 3842)، علل الدارقطني (5/ 264/ 868).

***

ص: 588

901 -

. . . الليث، عن درَّاج، عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سجد أحدكم فلا يفترِشْ يديه افتراشَ الكلب، وليضُمَّ فخِذَيه".

• حديث منكر بهذه الزيادة: "وليضُمَّ فخِذَيه".

أخرجه ابن خزيمة (1/ 653/328)، وابن حبان (5/ 244/ 1917)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (312)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 1448/172)، والبيهقي (2/ 115).

قال ابن حبان: "لم يسمع الليث من دراج غير هذا الحديث".

قلت: عبد الرحمن بن حجيرة: مصري ثقة، لا يُعرف له سماع من أبي هريرة [انظر: التاريخ الكبير (5/ 276)]، وما وجد له من سماع عند الحاكم في المستدرك (1/ 22) فلا يثبت؛ فإن راويه عبد الله بن الوليد بن قيس المصري: ضعيف، وكذا ما وقع عند أبي نعيم في صفة الجنة (118)، فإن إسناده غريب جدًّا.

وأما دراج أبو السمح، فهو مختلف فيه، فمنهم من وثقه بإطلاق، مثل: ابن معين، وأنزله عثمان الدارمي عن درجة الثقة إلى ما هو أدنى منها، فتعقب ابن معين بقوله:"دراج: ليس بذاك [يعني: الثقة]، وهو صدوق"، ومنهم من ضعفه بإطلاق أو لينه، مثل: أحمد، وأبي حاتم، والنسائي، والدارقطني، وفضلك الرازي، ومنهم من فصل فيه، مثل: أبي داود وابن عدي، فقال أبو داود:"أحاديثه مستقيمة؛ إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد"، وهي رواية عن أحمد في تضعيف ما رواه دراج بهذه السلسلة، وذهب ابن عدي إلى أن الذي يُنكر على دراج عن أبي الهيثم إنما هو خمسة أحاديث فقط، وما عداها فلا بأس به [التهذيب (1/ 574)، وقد سبق أن فصلت الكلام في سلسلة دراج عن أبي الهيثم في تخريج أحاديث الذكر والدعاء برقم (32)، وانظر أيضًا: منهج النسائي في الجرح والتعديل (4/ 1615)].

وقد أخرج له الترمذي في جامعه (618)(623 - ط الرسالة) حديثًا في أداء الزكاة، من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة، وقال:"حسن غريب"، وأخرج له حديثًا آخر في صفة شراب أهل النار (2582)(2762 - ط الرسالة) من طريق أبي شجاع سعيد بن يزيد عن أبي السمح بهذا الإسناد، وقال:"حسن غريب صحيح"، وليس في الإسنادين من تُكُلِّم فيه سوى دراج، فكأنه حمل عليه، واستغربهما لأجله، والله أعلم.

وقد سئل أبو حاتم عن حديث رواه ابن وهب عن ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعًا في التفسير، فقال:"هذا حديث منكر؛ ودراج في حديثه صنعة"[العلل (1/ 394/ 1181)]، هكذا، فلم ينكره أبو حاتم على ابن لهيعة، وإنما حمل فيه على دراج، وأعل به الحديث، وقد فسر العلامة المعلمي اليماني هذه اللفظة من أبي حاتم:"في حديثه صنعة"، فقال في تعليقه على الجرح والتعديل (3/ 311) في ترجمة حديج بن معاوية:"يعني: أنه يتصرف فيه، ولا يأتي به على الوجه".

ص: 589

وفي هذا دليل على أن أبا حاتم يضعف دراجًا ليس فقط في أبي الهيثم، وأن له مناكير عن ابن حجيرة أيضًا، كما له مناكير عن أبي الهيثم، وهذا أيضًا هو ما ذهب إليه أحمد، فقد قال أبو داود في سؤالاته (259):"سمعت أحمد سئل عن دراج أبي السمح؟ قال: هذا روى مناكير كثيرة، وفي حديثٍ في إسناده دراج: الشأن في دراج".

وعلى هذا فإن ما رواه دراج مما توبع على أصله، فهو مقبول، وحديثه حسن، وما انفرد به مما لم يتابع عليه فهو منكر مردود، والله أعلم.

وهو هنا في هذا الحديث قد تفرد بهذه الزيادة في الحديث: "وليضُمَّ فخِذَيه"، ولم يتابع عليها، فهي زيات منكرة، والله أعلم.

• وأما ما رواه: العباس بن سهل، عن أبي حميد الساعدي؛ أنه كان يقول لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فذكر الحديث، والشاهد منه: وإذا سجد فرَّج بين فخذيه، غير حامل بطنه على شيء من فخذيه، ولا مفترش ذراعيه.

فهو حديث شاذ وتقدم تخريجه برقم (735).

• ومما جاء في صفة السجود أيضًا:

1 -

حديث سعد بن أبي وقاص:

رواه وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، فرواه عن ابن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوَضْع اليدين ونَصْب القدمين.

أخرجه الترمذي (277)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 141/ 265)، والحاكم (1/ 271)، والضياء في المختارة (3/ 181/ 973)، والبزار (3/ 316/ 1111)، وأبو العباس السراج في مسنده (336)، والطبراني في الأوسط (8/ 227/ 8478)، والدارقطني في الأفراد (1/ 128/ 505 - أطرافه)، والبيهقي (2/ 107).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

• هكذا رواه وهيب عن ابن عجلان موصولًا فأخطأ، وصوابه مرسل:

فقد رواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة ثبت، حافظ إمام، من أعلم الناس بحديث ابن عجلان]، وحماد بن مسعدة [ثقة]، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان [صدوق]:

عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوَضْع الكفَّين ونَصْب القدمين في السجود. هكذا مرسلًا، لم يذكروا سعدًا.

أخرجه الترمذي (278)، وابن أبي شيبة (1/ 234/ 2677)، والضياء في المختارة (3/ 181/ 974).

• ورواه سفيان الثوري [ثقة حافظ، إمام حجة، وهو أحفظ من شعبة، ومقدَّم على مالك]، عن ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر بن سعد؛ قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع الكفين، ونصب القدمين.

ص: 590

أخرجه عبد الرزاق (2/ 174/ 2944)، والدارقطني في العلل (4/ 346 - 347/ 616).

• قال الترمذي: "وروى يحيى بن سعيد القطان، وغير واحد، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوَضْع اليدين ونَصْب القدمين: مرسل، وهذا أصح من حديث وهيب".

وقال أبو حاتم في العلل (1/ 117/ 318): "لا أعلم أحدًا وصله سوى وهيب، رواه الثوري وابن عيينة ويحيى بن سعيد وغير واحد، عن ابن عجلان، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وهو الصحيح".

وقال البزار: "ولا نعلم روى محمد بن إبراهيم عن عامر عن أبيه إلا هذا الحديث، وقد خولف وهيب في هذا الحديث عن ابن عجلان، فرواه غير وهيب عن ابن عجلان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

هكذا رواه يحيى بن أيوب ومحمد بن الزبرقان، ورواه بعض أصحاب ابن عجلان، عن ابن عجلان، عن سمي، عن النعمان بن أبي عياش مرسلًا.

ولا نعلم روى محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه إلا هذا الحديث".

وقال الطبراني: "لم يجود إسناد هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا وهيب والدراوردي".

وقال الدارقطني في الأفراد: "غريب من حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر، عن أبيه.

وغريب من حديث محمد بن عجلان عنهما.

تفرد به: وهيب بن خالد عنه، ولم يروه عنه بهذا الإسناد غير معلى بن راشد، تفرد به: حمدان بن عمر".

وقال في العلل (4/ 346/ 616): "والمرسل أشبه"، وقد توسع في ذكر الاختلاف في هذا الحديث بما لم أقف عليه فيما بين يدي من المصادر.

وقال في موضع آخر (9/ 27/ 1621) عن المرسل: "وهو المحفوظ".

وقال البغوي في شرح السُّنَّة (3/ 146): "والمرسل أصح".

2 -

حديث وائل بن حجر:

أ - روى عفان: حدثنا همام: حدثنا محمد بن جحادة: حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم؛ أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة؛

فذكر الحديث إلى أن قال: فلما سجد سجد بين كفيه.

حديث صحيح، أخرجه مسلم (401)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (723).

ب - وروى أبو عوانة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل الحضرمي، قال:

ص: 591

قلت: لأنظُرنَّ إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي"

، فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: ثم سجد فوضع رأسه بين كفيه.

وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (728).

ورواه بشر بن المفضل، عن عاصم بن كليب به، وفيه: فلما سجد وضع رأسه بدلك المنزل من بين يديه [تقدم برقم (726)، وبنحوه رواية سفيان الثوري، وعبد الله بن إدريس، وعبد الواحد بن زياد، وانظر رواياتهم ومن وافقهم تحت الحديث رقم (728)].

ولفظ زائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وخالد بن عبد الله الواسطي، وعَبيدة بن حميد: ثم سجد، فجعل كفيه بحذاء أذنيه [(727 و 728)].

ج - روى هشيم، عن عاصم بن كليب، عن علقمة بن وائل بن حجر، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع فرَّج أصابعه، وإذا سجد ضمَّ أصابعه.

وهو حديث شاذ، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (728).

3 -

حديث عائشة:

أ - روى محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ، فلمستُ المسجد، فإذا هو ساجدٌ وقدماه منصوبتان، وهو يقول:"أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك".

أخرجه مسلم (486)، وسبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 179) برقم (97)، وتقدم في السنن برقم (879).

ب - وروى ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى بن أيوب: حدثني عمارة بن غزية، قال: سمعت أبا النضر، يقول: سمعت عروة بن الزبير، يقول: قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معي على فراشي، فوجدته ساجدًا، راصًّا عقبيه، مستقبلًا بأطراف أصابعه القبلة، فسمعته يقول:"أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، أثني عليك لا أبلغ كل ما فيك"، فلما انصرف قال:"يا عائشة، أخذك شيطانك؟ "، فقالت: أما لك شيطان؟ قال: "ما من آدمي إلا له شيطان"، فقلت: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا، ولكني دعوتُ الله عليه فأسلم".

سبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 179) تحت الحديث رقم (97)، وهو حديث حسن، صححه ابن خزيمة (654)، وابن حبان (1933)، والحاكم (1/ 228 - 229).

وبوَّب له ابن خزيمة، وابن المنذر في الأوسط (3/ 172/ 1447)، والبيهقي في سننه (2/ 116): باب ضم العقبين في السجود.

4 -

حديث عائشة:

روى حارثة بن محمد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع يديه تجاه القبلة.

ص: 592

وهو حديث منكر، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (783).

والمعروف في هذا: أن يستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، كما في حديث أبي حميد الساعدي، وحديث عائشة، وتقدما، ولا يصح شيء في استقبال القبلة بأصابع االيدين، والله أعلم.

• ويمكن تلخيص ما ثبت في صفة السجود كالآتي:

أن يسجد على سبعة أعضاء: الوجه، ومنه: الجبهة والأنف، واليدين، والركبتين، والقدمين، ممكنًا أنفه وجبهته من الأرض، جاعلًا وجهه بين كفيه، بحذاء أذنيه، أو بحذاء منكبيه، مباعدًا بين مرفقيه وجنبيه، حتى يبدو بياض الإبطين، رافعًا مرفقيه، معتمدًا على كفيه، بحيث لو مرَّت شاة من تحت يديه لوسعها المرور، فلا يفترش ذراعيه افتراش الكلب، ولا يقبضهما، وهو في ذلك في هيئة معتدلة، من غير تمدد ولا انقباض، ولا التصاق بالأرض، رافعًا بطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ناصبًا قدميه، مستقبلًا بأطراف أصابع رجليه القبلة، راصًا عقبيه، ضامًا بينهما.

ص: 593