الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود
875 -
. . . ابن وهب: أخبرنا عمرو -يعني: ابن الحارث-، عن عُمارة بن غَزيَّة، عن سُمَيِّ مولى أبي بكر، أنه سمع أبا صالح ذكوان، يحدث عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقربُ ما يكون العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاء".
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (482)، وسبق تخريجه في الذكر والدعاء (2/ 843) برقم (378).
رواه عن عمارة بن غزية: عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، ويحيى بن أيوب الغافقي المصري.
أخرجه مسلم (482)، وأبو عوانة (1/ 498 / 1856 و 1857)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 97/ 1073)، والنسائي (2/ 226/ 1137)، وابن حبان (5/ 254/ 1928)، وأحمد (2/ 421)، وابن المبارك في الزهد (1288)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (295 - 297)، وأبو يعلى في المسند (12/ 12/ 6658)، وفي المعجم (73)، وأبو العباس السراج في مسنده (312)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 189/ 1478)، والطحاوي (1/ 234)، والطبراني في الدعاء (611 - 613)، والبيهقي (2/ 110)، والبغوي في شرح السُّنَّة (2/ 260/ 659).
• وله إسناد آخر عن أبي هريرة، لكنه باطل [عند: ابن عدي في الكامل (2/ 274)].
• وقد روي من حديث ابن مسعود، وهو باطل أيضًا [عند: الطبراني في الكبير (10/ 79/ 10014)، وابن عدي في الكامل (6/ 384)، وتمام في الفوائد (1609)] [وفي إسناده: مروان بن سالم الغفاري، وهو: متروك، منكر الحديث، قال الساجي وأبو عروبة الحراني:"يضع الحديث"، وقد تفرد به عن الأعمش. التهذيب (4/ 50)].
***
876 -
. . . سفيان، عن سليمان بن سُحَيم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناسُ صفوفٌ خلفَ أبي بكر، فقال:"يا أيها الناس، إنه لم يبقَ من مبشَّرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو تُرَى له، وإني نُهِيتُ أن أقرأ راكعًا، أو ساجدًا، فأما الركوع: فعظِّموا الربَّ فيه، وأما السجود: فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم".
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (479/ 207)، وأبو عوانة (1/ 490/ 1822 و 1823)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 93/ 1058)، والنسائي في المجتبى (2/ 189/ 1045)، وفي الكبرى
(1/ 326/ 637)، وابن ماجه (3899)، والدارمي (1/ 349/ 1325 و 1326)، وابن خزبمة (1/ 276/ 548)(1/ 593/ 548 - ط الميمان)(7/ 352/ 7977 - إتحاف المهرة) و (1/ 303/ 599) و (1/ 336/ 674)، وابن حبان (5/ 1896/222) و (5/ 227/ 1900) و (13/ 410/ 6045)، وابن الجارود (203)، وأحمد في المسند (1/ 219)، وفي العلل ومعرفة الرجال (1/ 196 / 187)، والشافعي في الأم (1/ 111 و 115)، وفي السنن (169)، وفي المسند (39 و 41)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (829 - ط دار الكتاب العربي)، وعبد الرزاق (2/ 145/ 2839)[وفي سنده سقط]، والحميدي (489)، وسعيد بن منصور (5/ 323)، وابن سعد في الطبقات (2/ 216)، وابن أبي شيبة (1/ 223/ 2559) و (2/ 195/ 8059) و (6/ 173/ 30456)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (446)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (2/ 459 و 764)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 956/ 4093 - السفر الثاني)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (280 - مختصره)، وأبو يعلى (4/ 275/ 2387)، وأبو العباس السراج في مسنده (293)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (25 و 1065 و 1066 و 2394)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 156/ 1406) و (3/ 188/ 1477)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 233)، وفي المشكل (14/ 462 و 463/ 5757 - 5759)، والطبراني في الدعاء (609)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (128 و 129)، وابن حزم في المحلى (3/ 260) و (4/ 42)، والبيهقي في السنن (2/ 87)، وفي المعرفة (2/ 13/ 850)، وفي الدعوات (81)، وفي الدلائل (7/ 196)، وابن عبد البر في التمهيد (5/ 56)، وفي الاستذكار (8/ 458).
قال أبو عبيد في الغريب (1/ 422): "قَمنٌ: كقولك: جديرٌ وحرِيٌّ أن يستجاب لكم"، والميم في قمن بالفتح والكسر، بالفتح لمن أراد المصدر، وبالكسر لمن أراد النعت.
رواه عن سفيان بن عيينة: الشافعي، والحميدي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومسدد بن مسرهد، وسعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وقتيبة بن سعيد، وعبد الرزاق بن همام، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن حسان التنيسي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وعلي بن حجر السعدي، وعبد الجبار بن العلاء، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو عمر حفص بن عمر الضرير، وإسحاق بن إسماعيل الأيلي [وهم ثقات]، وغيرهم.
• ورواه إسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وغيرهما:
عن سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر، ورأسه معصوبٌ في مرضه الذي مات فيه، فقال:"اللَّهُمَّ هل بلغت؟ "، ثلاث مرات، "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا
الرؤيا يراها العبد الصالح أو تُرى له، ألا إني قد نهيت عن القراءة في الركوع والسجود، فإذا ركعتم فعظموا الله، وإذا سجدتم فاجتهدوا في الدعاء، فإنه قمن أن يستجاب لكم".
واللفظ لابن جعفر، والدراوردي بنحوه.
أخرجه مسلم (479/ 208)، وأبو عوانة (1/ 490/ 1824)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 1059/94)، والنسائي في المجتبى (2/ 217/ 1120)، وفي الكبرى (1/ 356/ 711) و (7/ 104/ 7576)، والدارمي (1/ 349/ 1326)، وابن خزيمة (1/ 276/ 548)(1/ 593/ 548 - ط الميمان)(7/ 7977/352 - إتحاف المهرة) و (1/ 303/ 599) و (1/ 336/ 674)، وابن حبان (13/ 410/ 6046)، والشافعي في الأم (1/ 111)، وفي المسند (39)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (1/ 422)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (446)، وأبو العباس السراج في مسنده (295)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (28)، والطحاوي في المشكل (14/ 463/ 5760 و 5761)، والبيهقي في السنن (2/ 110)، وفي الدلائل (7/ 196)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 118)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 107/ 626)، وقال:"هذا حديث صحيح".
• ورواه ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستر، فرأى الناسَ قيامًا وراء أبي بكر يصلون، فقال:"اللَّهُمَّ هل بلغت! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم لنفسه أو تُرى له، وإني نهيت أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع: فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجود: فأكثروا فيه الدعاء؛ فإنه قمن أن يستجاب لكم".
أخرجه ابن خزيمة (1/ 304/ 602)، وأبو العباس السراج في مسنده (294)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (26 و 27 و 1067 و 1068).
وهذا حديث صحيح؛ صححه مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والبغوي وابن العربي، وثبته ابن المنذر والبيهقي، واحتج به أبو داود والنسائي والطحاوي والبيهقي [الأوسط (3/ 241)، أحكام القرآن (4/ 426)، شعب الإيمان (4/ 184/ 4748)].
وإبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس: روى عنه جماعة من الثقات، وله رواية عن ميمونة أم المؤمنين، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له هذا الحديث: مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود [التهذيب (1/ 73)، التاريخ الكبير (1/ 302)، الجرح والتعديل (2/ 108)، الثقات (6/ 6)، مشاهير علماء الأمصار (1124)، علل الدارقطني (9/ 49/ 1634)][وانظر: الفتح لابن رجب (5/ 69)].
• وهذا الحديث له شواهد، بعضها يشهد لطرفه الأول، وبعضها يشهد لطرفه الآخر؛ أما شواهد شقه الأول في المبشرات، مثل: حديث أبي هريرة وأنس وعبادة بن الصامت وأبي الطفيل وعائشة وأم كرز وغيرها، فنرجئ ذكرها إلى موضعها من السنن في باب ما
جاء في الرؤيا، من كتاب الأدب، عند الأحاديث رقم (5017 - 5019)، إن شاء الله تعالى.
• وأما شواهد شقه الآخر، وهو موضع الشاهد من الحديث، فمنها:
حديث علي بن أبي طالب، وله طرق منها:
أ - ما رواه علي بن مسهر، ومحمد بن فضيل، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة [وهم ثقات]:
عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نهيت أن أقرأ القرآن في الركوع والسجود، فإذا ركعتم فعظموا الله، وإذا سجدتم فاجتهدوا في المسألة، فقمن أن يستجاب لكم".
أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/ 155)، وابن أبي شيبة (2/ 224/ 2560)، والبزار (2/ 278/ 697)، وأبو يعلى (1/ 255/ 297) و (1/ 331/ 416) و (1/ 334/ 421)[ووقع عنده في الموضع الأول موقوفًا، وهو خطأ، ولعله من النساخ]، والطحاوي (1/ 233)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 243)، والطبراني في الدعاء (610).
قال البزار: "ولا نعلم يُروى هذا الكلام عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال العقيلي: "وهذا يروى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد جيد، أجود من هذا".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي به، وأبو شيبة هذا: ضعيف، منكر الحديث، يروي ما لا يتابع عليه، ويحدث عن النعمان بن سعد أحاديث مناكير، والنعمان بن سعد: مجهول [التهذيب (4/ 231)، راجع الحديثين المتقدمين برقم (756 و 844)].
ب - وما رواه عبد الله بن حنين، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس القَسِّي، وعن لبس المعصفر، وعن تختم الذهب، وعن قراءة القرآن في الركوع [والسجود].
أخرجه مسلم (480) و (2078/ 29 - 31).
تقدم تخريجه مختصرًا تحت الحديث رقم (647)، وفي سنده اختلاف، ويأتي تخريجه موسعًا إن شاء الله تعالى في موضعه من السنن (4044).
ج - عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي! إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع، ولا وأنت ساجد، ولا تصلِّ وأنت عاقص شعرك؛ فإنه كفل الشيطان، ولا تقْعِ بين السجدتين، ولا تعبث بالحصى [في الصلاة]، [ولا تفقع أصابعك وأنت في الصلاة]، ولا تفترش ذراعيك، ولا تفتح على الإمام، ولا تتختم بالدهب، ولا تلبس القسي، [ولا المعصفر]، ولا نركب على المياثر [الحمر؛ فإنها مراكب الشيطان] ".
أخرجه أبو داود (908)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (647)، وهو حديث ضعيف، واختلف في رفعه ووقفه، ووقفه أصح.
د - سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولا أقول: نهاكم- أن أتختم بالذهب، أو أقرأ [القرآن] راكعًا أو ساجدًا، أو ألبس القسي، أو أركب على الميثرة الحمراء.
أخرجه النسائي في الكبرى (8/ 391/ 9492)، والشافعي في السنن (171)، وعبد الرزاق (2/ 144/ 2834)، وأبو القاسم البغوي في جزء من حديثه (20)، والبيهقي في المعرفة (1/ 572/ 814).
• وتابعه على هذا الوجه: حاتم بن إسماعيل، فرواه عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي، بنحوه مرفوعًا مختصرًا.
أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (303)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (38)[وفي سند المطبوعة تصحيف].
هكذا رواه عمرو بن دينار وجعفر بن محمد بن علي: عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وحديثه عن جد أبيه علي بن أبي طالب: مرسل، قاله أبو زرعة [المراسيل (675)، تحفة التحصيل (282)]، بل لم يدركه [التحفة (7/ 115 - ط دار الغرب)].
• خولفا في إسناده:
رواه أبو حمزة السكري [محمد بن ميمون المروزي: ثقة]، وأبو عوانة [ثقة ثبت]:
عن عطاء بن السائب، عن أبي جهضم [موسى بن سالم: ثقة]؛ أن أبا جعفر حدثهم، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ثلاث: نهاني عن أن أتختم بالذهب، ونهاني عن لبس القسية، ونهاني أن أقرأ القرآن وأنا راكع. لفظ أبي حمزة، وزاد أبو عوانة: المِيثرة، ولم يذكر التختم بالذهب.
أخرجه النسائي في الكبرى (8/ 390/ 9491)، بإسناد صحيح إلى أبي حمزة. وعبد الله بن أحمد في الزيادات على المسند (1/ 80)(1/ 187/ 611 - ط المكنز)، بإسناد صحيح إلى أبي عوانة [وانظر: الإتحاف (11/ 355/ 14188) وهو خطأ] [وانظر أيضًا: شرح علل الترمذي (1/ 283)].
وعلي بن الحسين لم يدرك جده أيضًا، قاله أبو زرعة، فهو مرسل [المراسيل (503)، جامع الترمذي (3665)، تحفة التحصيل (234)].
لكن قال الدارقطني في العلل (3/ 307/105) بعد أن ذكر الاختلاف فيه على عطاء بن السائب: "وخالفهم أبو عوانة وأبو حمزة السكري، فروياه عن عطاء بن السائب، عن أبي جهضم موسى بن سالم، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي، فوصلا إسناده وجوَّداه.
ورواه عمرو بن دينار والحجاج بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي مرسلًا، عن علي. والقول: قول أبي عوانة وأبي حمزة".
قلت: لعله أراد بيان الصحيح عن عطاء بن السائب، فإن أبا عوانة ممن سمع من عطاء في الحالين في الصحة والاختلاط، فلم يفصل هذا من هذا، ولم يميز بينهما، قال:"كتبت عن عطاء قبلُ وبعدُ فاختلط عليَّ"[انظر: الحديث السابق برقم (863)]، فيحتمل أن يكون هذا مما سمعه قبل الاختلاط لكونه توبع عليه، وإلا فإن رواية عمرو بن دينار وجعفر بن محمد: أولى بالصواب من رواية أبي جهضم موسى بن سالم؛ فإنهما أكثر في العدد، وأضبط في الحفظ، وأهل بيت الرجل أعلم بأبيهم من الغرباء، وأيًّا كان الصواب؛ فإن الحديث منقطع على كلا الإسنادين فيما وقفت عليه من المصادر، والله أعلم.
فهو إسناد ضعيف؛ لانقطاعه، والله أعلم.
هـ - حماد بن مسعدة، ومحمد بن أبي عدي:
عن أشعث [هو: ابن عبد الملك الحمراني]، عن محمد بن سيرين، عن عَبِيدة السلماني، عن علي، قال: نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن القسي والحرير، وخاتم الذهب، وأن أقرأ وأنا راكع.
أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 187/ 1040) و (8/ 169/ 5183)، وفي الكبرى (1/ 324/ 632) و (8/ 371/ 9429)، والبزار (2/ 178/ 554).
وهو حديث معلول، صوابه مرسل، وسيأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (4050) إن شاء الله تعالى.
و - عبد الواحد بن غياث، وشيبان بن فروخ:
ثنا عمارة بن زاذان، قال: حدثني أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن علي بن أبي طالب، قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول: نهاكم- عن التختم بالذهب، وركوب الأرجوان، وأن أقرأ القرآن راكعًا وساجدًا.
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 80)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 296).
وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن جبير عن علي: مرسل [قاله أبو زرعة. المراسيل (260)، تحفة التحصيل (124)]، وعمارة بن زاذان: صدوق، كثير الخطأ، وإنما أنكر عليه أحمد ما يرويه عن ثابت عن أنس [التهذيب (6/ 21)، شرح العلل (2/ 692)، التقريب (450)]، فيحتمل تفرد مثله هنا في المتابعات، لا سيما وقد قال ابن عدي بعد أنه أورد له هذا الحديث في ترجمته:"ولعمارة بن زاذان غير ما ذكرت من الحديث، وهو عندي لا بأس به، ممن يكتب حديثه".
• وله طريق أخرى ظاهرة الضعف [عند: عبد الله بن أحمد في زيادات المسند (1/ 105 و 116)، والبزار (2/ 104/ 455)، والخطيب في التاريخ (11/ 81)، وذكره الدارقطني في العلل (3/ 78/ 295)][وفيه: عبد الكريم بن أبي المخارق، وقد ضعفوه، وتركه جماعة، وابن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ جدًّا].
***
877 -
. . . عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللَّهُمَّ ربنا وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي"، يتأوَّل القرآن.
• حديث متفق على صحته.
أخرجه البخاري (794 و 817 و 4293 و 4967 و 4968)، ومسلم (484). وقد سبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 169) برقم (84).
رواه عن أبي الضحى مسلم بن صبيح: منصور بن المعتمر، والأعمش، وهذا لفظ منصور.
• وفي روايةٍ للأعمش: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ نزل عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} يصلي صلاةً إلا دعا -أو: قال- فيها [وفي رواية: إلا دعا وقال]: "سبحانك ربي وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي"[عند مسلم (484/ 219)، وأحمد (6/ 253 - 254)].
• وفي أخرى له: ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاةً بعد أن نزلت عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: "سبحانك ربنا وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي"[عند البخاري (4967)].
• وفي رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: "سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك"، قالت: فقلت: يا رسول الله! ما هذه الكلمات التي أحدثتَها [تقولها]؟ قال: "جُعلتْ لي علامةٌ في أمتي إذا رأيتُها قلتُها، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلى آخر السورة.
أخرجه مسلم (484/ 218)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 98/ 1076)، وابن أبي شيبة (6/ 42/ 29332)، وإسحاق بن راهويه (3/ 807/ 1442)، وابن جرير الطبري في تفسيره (30/ 334)، وأبو العباس السراج في مسنده (308)، والبيهقي في الدعوات (145).
• ورواه داود بن أبي هند، عن عامر [بن شراحيل الشعبي]، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر [في آخر أمره][قبل موته] من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه"، قالت: فقلت: يا رسول الله! أراك تكثر من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه [وفي رواية: إنك تدعو بدعاء لم تكن تدعو به قبل اليوم]؟ فقال: "خبَّرني ربي أني سأرى علامةً في أمتي، فإذا رأيتُها أكثرتُ من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتُها: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} [النصر: 1 - 3] ".
وفي رواية: "إن ربي جلَّ وعلا أخبرني أنه سيريني عَلَمًا في أمتي، فأمرني إذا رأيتُ
ذلك العَلَم أن أسبِّحَه وأحمدَه وأستغفرَه، وإني قد رأيته {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} فتح مكة".
أخرجه مسلم (484/ 220)، وأبو عوانة (1/ 504/ 1885)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 99/ 1078)، وابن حبان (14/ 323/ 6411)، وأحمد (6/ 35 و 184)، وابن سعد في الطبقات (2/ 193)، والحسين المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (1130)، وابن جرير الطبري في تفسيره (30/ 333 و 334)، وأبو العباس السراج في مسنده (310 و 311)، والبيهقي في الشعب (2/ 2529/501)، والبغوي في التفسير (4/ 542).
• وقد جاء عن ابن مسعود بإسناد جيد:
يرويه سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وجماعة:
عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر حين نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} أن يقول: "سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي، أنت التواب".
وفي رواية: منذ أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} كان يكثر أن يقول إذا قرأها ثم ركع بها، أن يقول:"سبحانك ربنا وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم" ثلاثًا.
وفي رواية لشعبة: عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله، يحدث عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول:"سبحانك ربنا وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي"، فلما نزلت:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} قال:"سبحانك [اللَّهُمَّ] وبحمدك، اللَّهُمَّ اغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم".
أخرجه الحاكم (1/ 502) و (2/ 538 - 539)، وأحمد (1/ 388 و 392 و 394 و 410 و 434 و 455 و 455 - 456)، والطيالسي (337)، وعبد الرزاق (2/ 156/ 2879)، وابن سعد في الطبقات (2/ 192)، وابن نصر في قيام الليل (287 - مختصره)، وأبو يعلى (9/ 148/ 5230) و (9/ 280/ 5407)، وابن جرير الطبري في تفسيره (30/ 335)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (2/ 337/ 933)، وابن السماك في التاسع من فوائده "جزء حنبل"(72)، والطبراني في الدعاء (594 - 599)، وأبو الشيخ في جزء من حديثه بانتقاء ابن مردويه (120).
قال الحاكم في الموضع الأول: "هذا إسناد صحيح؛ إن كان أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه، ولم يخرجاه".
وقال في الموضع الثاني: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قال ابن رجب في الفتح (5/ 60): "وأبو عبيدة: لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه صحيحة".
وقال أيضًا (6/ 14): "وأبو عبيدة: لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل بيته، فهي صحيحة عندهم".
وقال في شرح العلل (1/ 544): "قال ابن المديني في حديث يرويه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: هو منقطع، وهو حديث ثبت.
قال يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند؛ يعني: في الحديث المتصل، لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه، وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر".
وراجع في احتجاج الأئمة بحديث أبي عبيدة عن أبيه ما تقدم ذكره تحت الحديث رقم (754)، والله أعلم.
***
878 -
قال أبو داود: حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب، (ح) وحدثنا أحمد بن السرح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عُمارة بن غَزيَّة، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده:"اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي كلَّه: دِقَّه وجِلَّه، وأوَّلَه وآخرَه"، زاد ابن السرح:"علانيتَه وسرَّه".
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (483)، وسبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 178) برقم (96).
***
879 -
. . . عبيد الله، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: فقدتُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ، فلمستُ المسجد، فإذا هو ساجدٌ وقدماه منصوبتان، وهو يقول:"أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسك".
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (486)، وسبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 179) برقم (97).
وانظر للفائدة: علل الدارقطني (14/ 82/ 3435)، سنن الدارقطني (1/ 143)، الخلافيات للبيهقي (2/ 208 - 214/ 495 - 500).
• ومن الطرق التي ذكرتها في الذكر والدعاء ولم أستوعب الرواة فيها عن يحيى بن سعيد الأنصاري:
ما رواه الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: فقدت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ من فراشي، فقلت: قام إلى جاريته مارية، فقمت أتحسس الجُدُر، وليس لنا كمصابيحكم هذه، فإذا هو ساجدٌ، فوضعت يدي على صدر قدميه، وهو يقول في سجوده:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
أخرجه الطحاوي (1/ 234)، والدارقطني (1/ 144)، والبيهقي في الخلافيات (2/ 212/ 500).
وهذا حديث منكر؛ وقد تلوَّن فيه الفرج، فرواه مرة أخرى بهذا الإسناد لكن بلفظ مختلف، وفي القصة مغايرة [كما عند الطبراني في الصغير (476)]، وفرج بن فضالة: ضعيف، يروي عن يحيى بن سعيد عن عمرة: أحاديث منكرة، وهذا منها [انظر: التهذيب (3/ 382)، الميزان (3/ 344)].
قال الدارقطني: "الفرج بن فضالة: ضعيف، خالفه يزيد بن هارون ووهيب وغيرهما، رووه عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرسلًا".
وقال في العلل (14/ 413 / 3758): "وخالفه أصحاب يحيى الحفاظ عنه، منهم: مالك بن أنس، الليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد، وعباد بن العوام، وحماد بن زيد، وأبو خالد الأحمر، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الوهاب الثقفي، وعلي بن مسهر، والقاسم بن معن، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن نمير:
رووه عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عائشة.
ومنهم من قال: إن عائشة قالت.
ومحمد بن إبراهيم: لم يسمع من عائشة، وقول فرج بن فضالة وهمٌ، ومحمد بن إبراهيم هو الصواب، والحديث مرسل" [وانظر: المراسيل (691)، تحفة التحصيل (273)].
قلت: وتابعهم أيضًا جعفر بن عون، فيكون عدد من خالف فيه الفرج بن فضالة من الثقات: ستة عشر رجلًا، وقد رواه من طريق هؤلاء إجمالًا:
مالك في الموطأ (1/ 294/ 571)، والترمذي (3493)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 140/ 264)، والنسائي في المجتبى (2/ 222/ 1130)، وفي الكبرى (1/ 360/ 719)، وعبد الرزاق (2/ 157/ 2883)، وإسحاق بن راهويه (2/ 580/ 1156)، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (367)، والطحاوي (1/ 234)، والجوهري في مسند الموطأ (815)، والبيهقي في الخلافيات (2/ 211/ 499)، والبغوي في شرحٍ السُّنَّة (5/ 166 / 1366).
وانظر أيضًا: مصنف عبد الرزاق (2882).
قال الترمذي: "حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن عائشة"، وفي بعض النسخ:"حسن صحيح".
قال ابن حجر في الإتحاف (17/ 519/ 22721): "فكأنه صححه لطرقه".