الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوَّد إسناده العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (496 - المغني عن حمل الأسفار).
وثبَّته ابن حجر في الفتح (2/ 289).
قلت: وهب بن مانوس [وقد اختلف في اسم أبيه، فقيل: مابوس، وقيل: ميناس، وقيل: ماهنوس]: لم يرو عنه سوى اثنين، وذكره ابن حبان في الثقات، وليس له من الحديث سوى هذا الحديث، وحديث آخر عن ابن عباس [عند: البخاري في التاريخ الكبير (8/ 168)، والنسائي (2/ 198/ 1067)، وأحمد (1/ 277 و 333)، وعبد الرزاق (2/ 165/ 2908)، والبزار (11/ 332/ 5146)، وأبي يعلى (4/ 421/ 2546)، وغيرهم. وهو مخرج في الذكر والدعاء تحت الحديث رقم (90)، وله ذكر تحت الحديث رقم (847) في السنن، وأصله في مسلم (478)].
أما حديثه عن ابن عباس فهو حديث صحيح؛ توبع عليه وهب بن مانوس، رواه جماعة عن سعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، كلاهما عن ابن عباس؛ فهو حديث صحيح ثابت، أخرجه مسلم من حديث عطاء عن ابن عباس.
وأما حديثه عن أنس فلم يتابع عليه، بل قال البزار بأنه لم يُروَ هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، ووهب: مجهول؛ فهو حديث ضعيف؛ حيث انفرد به وهب على جهالته، ومثله لا يحتمل مثل ذلك، لا سيما وقد رُوي حديث أنس هذا من وجهين آخرين، وليس فيه هذه الزيادة في التسبيح في الركوع والسجود، وقد خرجتها تحت الحديث رقم (815)، بل ليس لسعيد بن جبير عن أنس في الكتب الستة ولا في العشرة [التحفة (1/ 422/ 859)، الإتحاف (2/ 22/ 1118)] غير هذا الحديث الواحد، ولا أُراه يصح لسعيد عن أنس شيء، والله أعلم.
***
155 - باب أعضاء السجود
889 -
. . . حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرتُ"، قال حماد: أُمِرَ نبيُّكم صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعةٍ، ولا يكفَّ شعرًا، ولا ثوبًا.
• حديث متفق على صحته.
قال أبو داود: حدثنا مسدد، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد به.
لكن قال المزي في التحفة (4/ 424/ 5734 - ط دار الغرب): "وفي رواية أبي الطيب الأشناني، عن أبي داود: عن مسدد، عن سفيان وحماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، والصواب الأول إن شاء الله".
هكذا قرن -في رواية الأشناني- سفيانَ بن عيينة بحماد بن زيد، وبهذا يزول الإشكال في ذكر الاختلاف الذي حكاه أبو داود بين حماد بن زيد وغيره، فيكون لفظ ابن عيينة:"أُمِرتُ"، ولفظ حماد: أُمِرَ نبيُّكم صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
• أخرجه من طريق حماد بن زيد:
البخاري (815)، ومسلم (490/ 227)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 102/ 1087)، والترمذي (273)، وقال:"حسن صحيح"، والنسائي في المجتبى (2/ 208/ 1093)، وفي الكبرى (1/ 346/ 684)، وابن ماجه (883 و 1040)، والبزار (11/ 26/ 4702)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 200 و 201/ 319 و 325 - مسند ابن عباس)، والطبراني في الكبير (11/ 8/ 10860 و 10861)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 264)، والبيهقي (2/ 101).
ولفظه عند البخاري: أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعةِ أعظُمٍ، ولا يكُفَّ ثوبه ولا شعره. وفي رواية لمسلم:
…
، ونُهي أن يكُفَّ شعره وثيابه؛ الكفين، والركبتين، والقدمين، والجبهة.
هكذا رواه عن حماد بن زيد جماعة من ثقات أصحابه، وانظر فيمن وهم عليه في متنه: المعجم الكبير للطبراني (10861)، والحلية (6/ 264).
والوهم فيه من يحيى بن إسحاق السيلحيني، وهو: صدوق، له أوهام وغرائب [وانظر في أوهامه: الحديث المتقدم برقم (845)، الشاهد رقم (5)، وما تحت الأحاديث (339 و 518 و 537)] [ويأتي بيانه تحت حديث شعبة، عند ذكر رواية حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار].
• وأخرجه من طريق سفيان بن عيينة:
النسائي في المجتبى (2/ 216/ 1115)، وفي الكبرى (1/ 355/ 706)، وأبو عوانة (1/ 500/ 1864)، وابن خزيمة (1/ 321/ 634)، وابن الجارود (199)، وأحمد (1/ 221)، والشافعي في الأم (1/ 113) و (7/ 251)، وفي السنن (3)، وفي المسند (40)، والحميدي (493)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (1/ 214)، وأبو يعلى (4/ 277/ 2389)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 201/ 322 - مسند ابن عباس)، وأبو العباس السراج في مسنده (327)، والطحاوي (1/ 256)، والطبراني في الكبير (11/ 10857 و 10858)، والبيهقي في السنن (2/ 103)، وفي المعرفة (2/ 6/ 839).
ولفظ سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عيينة [عند ابن خزيمة]: أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعةٍ؛ على وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه، ونُهِيَ أن يكُفَّ شعرًا أو ثوبًا.
ولفظ محمود بن آدم [عند ابن الجارود]: أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعٍ، ونهي أن يكُفَّ شعرًا أو ثوبًا؛ يديه، وركبتيه، وجبهته، وأطراف أصابعه.
وفي رواية ابن المديني [عند البيهقي]: أن يسجد على سبعةٍ: جبهته، ويديه، وركبتيه، وأطراف أصابعه.
• وقد اختلف فيه على ابن عيينة:
أ- فرواه الحميدي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني [وهم أثبت الناس في ابن عيينة]، ومحمد بن منصور المكي، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمود بن آدم المروزي، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ومسدد بن مسرهد، ويونس بن عبد الأعلى، وعبد الجبار بن العلاء [وهم ثقات]، ومحمد بن عباد بن الزبرقان المكي [صدوق]، وسفيان بن وكيع [ضعيف]:
عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- كما رواه أيضًا أثبت أصحابه: الحميدي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وتابعهم: عمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن منصور المكي، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وزياد بن أيوب، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الزهري، وهشام بن عمار، وإبراهيم بن بشار الرمادي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي [وهم ثقات]:
عن سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعٍ، ونُهيَ أن يكْفِتَ الشعرَ والثيابَ؛ [على يديه، وركبتيه، وأطراف أصابعه، وجبهته].
زاد محمد بن منصور: قال سفيان: قال لنا ابن طاوس: وضع يده على جبهته، وأمرَّها على أنفه، قال: هذا واحد، وبنحوه زاد المخزومي.
وقال الشافعي والحميدي: وأرانا ابن طاوس: فوضع يده على جبهته، ثم مرَّ بها [وفي رواية: ثم أمرَّها] على أنفه، حتى بلغ طرف أنفه، فقال: كان أبي يعُدُّ هذا واحدًا.
وقال ابن المديني: قال سفيان: إلا أن ابن طاوس أخبرنا أن طاوسًا كان يقول بيده على جبهته وأنفه، وأمرَّ ابن طاوس يده على أنفه وجبهته، قال ابن طاوس: كان أبي يقول: هو واحد، واليدين والركبتين والرجلين.
وفي رواية هشام بن عمار: قال ابن طاووس: فكان أبي يقول: اليدين والركبتين والقدمين، وكان يعُدُّ الجبهة والأنف واحدًا.
أخرجه مسلم (490/ 229)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (2/ 103/ 1089)، والنسائي في المجتبى (2/ 209/ 1098)، وفي الكبرى (1/ 348/ 689)، وابن ماجه (884)، وابن خزيمة (635)، وأحمد (1/ 222)، والشافعي في الأم (1/ 113) و (7/ 251 و 260)، وفي السنن (4)، وفي المسند (40 و 228)، والحميدي (494)، وأبو العباس السراج في مسنده (330)، والبيهقي في السنن (2/ 103)، وفي المعرفة (2/ 838/5)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 137/ 645).
وكلا الوجهين ثابت عن ابن عيينة.
ج - وخالفهم: إبراهيم بن بشار الرمادي، فقال: حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا.
قال ابن ميسرة: قلت: يا أبا عبد الرحمن! أرأيت الأنف؟ قال: هو خيره.
أخرجه ابن حبان (5/ 251/ 1924)، والطبراني في الكبير (11/ 42/ 11011)، والبيهقي (2/ 103).
رواه عن الرمادي بهذا الوجه: يوسف بن يعقوب القاضي [ثقة حافظ، وهو راوية المقدمي. تاريخ بغداد (14/ 310)، الإرشاد (2/ 608)، السير (14/ 85)، التذكرة (2/ 660)]، وأبو خليفة الفضل بن الحباب [ثقة؛ تكلم فيه، وأخطأ في أحاديث. انظر: الإرشاد (2/ 526)، سؤالات حمزة السهمي (247)، الثقات (9/ 8)، السير (14/ 7)، التذكرة (2/ 670)، الميزان (3/ 350)، اللسان (6/ 337)].
ورواه عنه بالوجه السابق أيضًا: يوسف القاضي.
والذي يظهر لي -والله أعلم- أن هذا الوجه وهمٌ؛ وإبراهيم بن بشار الرمادي: صدوق، مكثر عن ابن عيينة، لكن أنكروا عليه أحاديث تفرد بها عن ابن عيينة، ولم يتابع عليها، وكان يخالف [التهذيب (1/ 60)، الميزان (1/ 23)، شرح علل الترمذي (2/ 830 و 855)]، فروايته هذه شاذة [وانظر في أوهامه: ما تقدم برقم (520 و 751)].
• والحديث محفوظ من حديث عبد الله بن طاووس:
فقد رواه أيضًا: وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، وابن جريج [ثقة إمام]، ويحيى بن أيوب الغافقي [صدوق]، وزمعة بن صالح [ضعيف]:
عن عبد الله بن طاووس، عن [أبيه] طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرتُ أن أسجُدَ على سبعةِ أعظُم: الجبهةِ"، قال وهيب: وأشار بيده على [وفي رواية: إلى] أنفه، [واليدين، والرُّكبتين، وأطرافِ القدمين، ولا نكْفِتَ الثيابَ و [لا] الشعرَ". لفظ وهيب [عند أحمد والدارمي والبخاري وغيرهم].
وفي رواية ابن وهب، عن ابن جريج:"الجبهة، والأنف، واليدين، والركبتين، والقدمين"، وفي رواية عبد الرزاق عن ابن جريج: ثم مرَّ يمسح طاووس إذا قال: وجبينه، ثم مرَّ حتى يمسح أنفه.
وفي رواية زمعة: "على الجبين، والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف الرجلين".
أخرجه البخاري (812)، ومسلم (490/ 230 و 231)، وأبو عوانة (1/ 409/ 1507 و 1508) و (1/ 500 و 501/ 1865 - 1867)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 103/ 1090 و 1091)، والنسائي في المجتبى (2/ 209/ 1096 و 1097)، وفي الكبرى (1/ 347/ 687 و 688)، والدارمي (1/ 346/ 1319)، وابن خزيمة (636)، وابن حبان (5/ 252/ 1925)، وأحمد (1/ 292 و 305)، وابن وهب في الجامع (392)، وعبد الرزاق
(2/ 180/ 2974)، وأبو يعلى (4/ 349/ 2464)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 207/ 340 - مسند ابن عباس)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 168/ 1436)، والطبراني في الكبير (11/ 10919 و 10920)، والدارقطني في الأفراد (1/ 481/ 2684 - أطرافه)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 353)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 55)، والبيهقي (2/ 103)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 136/ 644)، وفي التفسير (4/ 404).
قلت: فدل مجموع الروايات أن ذكر الأنف مدرج في المرفوع، وإنما الإشارة إلى الأنف من فعل طاووس، كما دل على ذلك رواية ابن عيينة، ورواية عبد الرزاق عن ابن جريج، وهو من أثبت الناس فيه، فيبقى ابن وهب هو المتفرد بهذا الإدراج عن ابن جريج، وليس بذاك في ابن جريج، قال ابن معين:"عبد الله بن وهب: ليس بذاك في ابن جريج، كان يستصغر"[الكامل (4/ 202)، السير (9/ 223)، الميزان (2/ 521)]، قال ابن رجب في شرح العلل (2/ 683):"يعني: لأنه سمع منه وهو صغير"، وقال أبو عوانة في كتاب الجنائز من صحيحه:"قال أحمد بن حنبل: في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء، قال أبو عوانة: صدق لأنه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيره"[التهذيب (2/ 454)][وكتاب الجنائز ساقط من مطبوع أبي عوانة][وانظر في أوهام ابن وهب عن ابن جريج، ومخالفته لأصحابه: أطراف الغرائب والأفراد (1/ 487/ 2732) و (2/ 113/ 4270)].
وأما زمعة فهو ضعيف، والعبرة برواية الثقات الذين بينوا وفصلوا المدرج من المرفوع.
قال البيهقي في السنن (2/ 103): "وفي رواية سفيان ما دلَّ على أن ذكر الأنف في الحديث من تفسير طاوس".
• هكذا رواه سفيان بن عيينة، وابن جريج، ووهيب بن خالد [وهم ثقات حفاظ]، ويحيى بن أيوب الغافقي [صدوق]، وزمعة بن صالح [ضعيف].
وقصَّر في إسناده معمر بن راشد، وهو: ثقة ثبت، وهو وإن كان ثبتًا في ابن طاووس، إلا أنه قصر فيه فأرسله:
فرواه عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرتُ أن أسجد على سبع، ولا أكفَّ شعرًا ولا ثوبًا؛ على الجبهة، والأنف"، ثم يمر يديه على جبهتة وأنفه، "والكفين، والركبتين، والقدمين".
أخرجه عبد الرزاق (2/ 179/ 2970)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 207/ 341 - مسند ابن عباس).
والدليل على وهم معمر في إسناده، أنه وهم في متنه أيضًا؛ فأدرج فعل ابن طاووس في المرفوع، وقد فصله ابن عيينة، كما تقدم.
• وقد رواه ابن جريج بالوجهين أيضًا مثل ابن عيينة، كما سيأتي ذكره في الحديث الآتي.
***
890 -
. . . شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرتُ"، وربما قال: أُمِرَ نبيُّكم صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعةِ آرابٍ.
• حديث متفق على صحته.
أخرجه البخاري (810)، ومسلم (490/ 228)، وأبو عوانة (1/ 500/ 1862)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 102/ 1088)، والنسائي في المجتبى (2/ 215/ 1113)، وفي الكبرى (1/ 354/ 704)، والدارمي (1/ 346/ 1318)، وابن خزيمة (1/ 321/ 633)، وابن حبان (5/ 250/ 1923)، وأحمد (1/ 255 و 279 و 285 و 286 و 324)، والطيالسي (4/ 332/ 2726)، وابن أبي شيبة (2/ 194/ 8051)، والبزار (11/ 26/ 4701)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 199/ 318 - مسند ابن عباس)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 134/ 260)، وأبو العباس السراج في مسنده (328 و 331)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1625)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 573)، والبيهقي (2/ 108).
رواه عن شعبة: محمد بن كثير العبدي، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدي، ومحمد بن جعفر غندر، ويزيد بن زريع، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وشبابة بن سوار، والنضر بن شميل، وأبو داود الطيالسي، وعفان بن مسلم، وبهز بن أسد، ومحمد بن سواء السدوسي [وهم ثقات].
ولفظ غندر [عند مسلم]: "أُمِرتُ أن أسجُدَ على سبعةِ أعظُمٍ، ولا أكُفَّ ثوبًا ولا شعرًا"، وبنحوه لفظ الفراهيدي [عند البخاري]، وكذلك قال يزيد بن زريع، وفي رواية عفان بن مسلم وبهز بن أسد ومحمد بن كثير: أنه قال مرة: "أُمِرتُ"، وقال مرة أخرى: أُمِرَ نبيُّكم صلى الله عليه وسلم، وبيَّن في رواية أبي النضر أن المتردد في ذلك هو عمرو بن دينار، قال أبو النضر: قال شعبة: وحدثنيه مرةً أخرى؛ يعني: عَمرًا [كما عند الدارمي وأحمد].
• هكذا قال أصحاب شعبة الذين رووا عنه هذا الحديث، قالوا: سبعة أعظم، أو: سبعة أعضاء، وبعضهم لم يميز العدد، وعلى هذا فقد انفرد محمد بن كثير العبدي [وهو ثقة] [عند أبي داود] بقوله: سبعة آراب، وشذ بذلك، وإنما تُعرف هذه اللفظة من حديث العباس الآتي، والمعنى واحد؛ فإن آراب واحدها إرب، وهو العضو [انظر: النهاية (1/ 36) وغيره].
• هكذا روى هذا الحديث عن عمرو بن دينار: حماد بن زيد، وشعبة، وسفيان بن عيينة، وتابعهم على ذلك:
سفيان الثوري، وأبو عوانة، وهشيم بن بشير [وهم ثقات أثبات]، وروح بن القاسم، وابن جريج، وحماد بن سلمة، وأبان بن يزيد العطار، وحجاج بن حجاج الباهلي [وهم ثقات]، والمغيرة بن مسلم القسملي [صدوق]، وأيوب السختياني [ولا يصح عنه؛ فإن
الراوي عنه: الحسن بن أبي جعفر، وهو: ضعيف، يروي أحاديث منكرة. التهذيب (1/ 386)، الميزان (1/ 482)]، وعنبسة بن سعيد بن الضريس [كوفي، ثقة، وفي الإسناد إليه: محمد بن حميد الرازي، وهو: حافظ ضعيف، كثير المناكير]، ومحمد بن مسلم [الطائفي: صدوق، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكتابه أصح. التهذيب (3/ 696)، الميزان (4/ 40)]، وأبو جعفر الرازي [ليس بالقوي]، وإبراهيم بن يزيد [الخوزي، وهو: متروك، منكر الحديث. التهذيب (1/ 94)]، ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير [متروك، منكر الحديث. اللسان (7/ 227 و 404)]، والحسن بن عمارة [متروك، والراوي عنه: أسد بن عمرو بن عامر أبو المنذر البجلي، وهو: ليس بالقوي. اللسان (2/ 90)، وتفرد به عنه: عبد الله بن عصمة النصيبي، وله أحاديث منكرة. اللسان (4/ 525)]، وأشعث بن سعيد [البصري أبو الربيع السمان: متروك]:
فرووه عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُمِرتُ أن أسجُدَ على سبعةٍ، لا أكُفُّ شعرًا ولا ثوبًا". وقال الثوري وابن جريج وغيرهما: أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية للثوري [عند البخاري]: أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَسجُدَ على سبعة أعضاء، ولا يكُفَّ شعرًا ولا ثوبًا: الجبهةِ، واليدين، والركبتين، والرجلين.
وقال ابن جريج: "بجبهته، وكفيه، وركبتيه، وقدميه".
وزاد الطائفي: "
…
سبعة أعظمٍ: الجبهةِ" قال: ثم يقول طاوس بيده هكذا، فيُمِرُّه على أنفه، "واليدين، والركبتين، والقدمين".
أخرجه البخاري (809 و 816)، والنسائي في المجتبى (2/ 215/ 1113)، وفي الكبرى (1/ 354/ 704)، وابن ماجه (883 و 1040)، وأبو عوانة (1/ 500/ 1863)، وابن خزيمة (632 و 633 و 782)، وابن حبان (5/ 250/ 1923)، وأحمد (1/ 270 و 286)، وعبد الرزاق (2/ 180/ 2971 - 2973)، وعبد بن حميد (617)، والبزار (11/ 26 و 27/ 4700 و 4703) و (11/ 137/ 4866)، وأبو يعلى (4/ 319/ 2431)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 318 و 320 و 321 و 327 - مسند ابن عباس)، وأبو العباس السراج في مسنده (331 - 333)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1625 و 2993)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 64/ 2395)، والطحاوي (1/ 256)، والطبراني في الكبير (11/ 10855 - 10857 و 10859 و 10861 - 10868)، وفي الأوسط (2/ 166/ 1593) و (7/ 290/ 7521)، وفي الصغير (91)، وابن عدي في الكامل (4/ 210)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 573)، وتمام في الفوائد (1506)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 264)، والشاموخي في حديثه (27)، والبيهقي (2/ 108)، والخطيب في التاريخ (4/ 80 و 265) و (5/ 326)، وفي الموضح (1/ 475).
• هكذا روى ابن جريج هذا الحديث عن عمرو بن دينار، وعن عبد الله بن
طاووس، كلاهما عن طاووس، عن ابن عباس، وهو ثابت عنه بالوجهين.
• وخالف أصحابَ ابن جربج: إسماعيلُ بن عياش [روايته عن الحجازيين ضعيفة، وهذه منها]، فرواه عن ابن جريج، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس مرفوعًا مطولًا.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 204/ 337 - مسند ابن عباس)، بإسناد صحيح إلى ابن عياش.
هكذا وهم فيه ابن عياش على ابن جريج، فسلك فيه الجادة والطريق السهل.
• وقد رواه حماد بن سلمة مثل الجماعة، لكن رواه الطبراني في المعجم الكبير (10861)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 264).
من طريق: يحيى بن إسحاق السيلحيني: ثنا حماد بن زيد وحماد بن سلمة، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرتُ أن أسجد على سبعة أعضاء: الأنف، والجبهة، والراحتين، وأطراف الأصابع، ولا أكفَّ شعرًا ولا ثوبًا".
وهذا حديث شاذ، والوهم فيه من يحيى بن إسحاق السيلحيني، وهو: صدوق، له أوهام وغرائب [التهذيب (4/ 338)، وانظر في أوهامه: الحديث المتقدم برقم (845)، الشاهد رقم (5)، وما تحت الأحاديث (339 و 518 و 537)].
وذكر الأنف لا يثبت مرفوعًا في هذا الحديث، وقد سبق بيانه؛ إنما هو مدرج من كلام طاووس.
• وهكذا روى هذا الحديث: عمرو بن دينار، وعبد الله بن طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا.
وخالفهما فأوقفه، وقصَّر فيه:
أبو بشر جعفر بن أبي وحشية [ثقة]، فرواه عن طاووس، عن ابن عباس، قال: السجود على سبعة أعضاء: الجبهة، والراحتين، والركبتين، والقدمين. هكذا موقوفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 234/ 2681).
• ورواه أيضًا عن طاووس، عن ابن عباس به مرفوعًا.
عبد الملك بن ميسرة [الهلالي: ثقة]، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي [ثقة]، وعطاء بن السائب [ثقة، اختلط، والإسناد إليه مسلسل بالمتروكين، والمتهمين]، وليث بن أبي سليم [ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه، وقد اضطرب في إسناده، وإن كان هذا هو الصواب فيه]، وعبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري [ضعفوه، وتركه جماعة، وقد اضطرب في إسناده. التهذيب (2/ 603)، الميزان (2/ 646)]، وسُقَيف بن بشر العجلي [كوفي، روى عنه جماعة من ثقات الكوفيين، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو منكرًا، فهو حسن الحديث. التاريخ الكبير (4/ 215)، الأسماء
المفردة (284)، الجرح والتعديل (4/ 322)، الثقات (6/ 436)، المؤتلف للدارقطني (3/ 1346)، تلخيص المتشابه (2/ 842)، إكمال ابن ماكولا (4/ 314)]، وغيرهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 234/ 2682) و (2/ 194/ 8050)، والبزار (11/ 137/ 4866)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 323 و 324 و 328 و 329 و 331 و 332 و 336 - مسند ابن عباس)، وأبو عروبة الحراني في جزئه برواية الأنطاكي (20)، والطبراني في الأوسط (5/ 82/ 4737) و (5/ 300/ 5371) و (7/ 339/ 7667)، وفي الكبير (11/ 10960)[وسقط من إسناده ليث] و (11/ 11006 و 11007 و 11014)، والدارقطني في الأفراد (1/ 445/ 2432 - أطرافه)، وأبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير عن غير جابر (54)، والحاكم في المعرفة (143)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (2/ 843)، وفي المتفق والمفترق (3/ 1852/ 1432).
• ورواه يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 204/ 334 - مسند ابن عباس).
ولا يثبت من حديث عكرمة عن ابن عباس؛ فإن يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم، الكوفي: ضعيف، كان يقبل التلقين [انظر: التهذيب (4/ 413)، الميزان (4/ 423)، وغيرهما].
• وانظر فيمن وهم فيه على عمرو بن دينار، أو على طاووس، أو فيما لا يصح إسناده إلى ابن عباس، مع الاختلاف في رفعه ووقفه في بعض هذه الأسانيد:
مصنف ابن أبي شيبة (1/ 234/ 2684)، حديث علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر (239)، مسند البزار (11/ 338/ 5153)، مسند أبي يعلى (5/ 76/ 2669)، تهذيب الآثار لابن جرير الطبري (1/ 326 و 330 و 333 و 335 - مسند ابن عباس)، المعجم الأوسط للطبراني (2/ 192/ 1687) و (5/ 82/ 4737)، المعجم الكبير له (11/ 11180 و 12282)، أطراف الغرائب والأفراد (1/ 481/ 2684)، أحاديث أبي الزبير عن غير جابر (54)، الأحاديث المختارة للضياء (10/ 293/ 310).
• وقد روي نحو حديث ابن عباس، من حديث جماعة من الصحابة، ولا يصح عن أحد منهم:
1 -
حديث ابن عمر [عند: ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 204/ 338 - مسند ابن عباس)، والدارقطني في الأفراد (1/ 516/ 2936 - أطرافه)، والمؤمل بن أحمد الشيباني في فوائده (49)، [وفي إسناده: أبو حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان، وليس هو بالقوي، والراوي عنه فضيل بن ميسرة، وهو لا بأس به، لكن ضاع كتابه عن أبي حريز فأخذه من إنسان لا تُعرف عدالته وضبطه، وفي إسناده انقطاع أيضًا، قال المؤمل: "هذا حديث غريب من حديث الحكم بن عتيبة، عن ابن عمر، وفيه إرسال، وغريب من حديث أبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان، تفرد به: الفضيل بن ميسرة، وعنه معتمر"].
• وله حديث آخر: يرويه إبراهيم بن نافع: حدثنا عمر بن موسى بن وجيه، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السجود على [سبع:] الجبهة والكفين والركبتين وصدور القدمين، مَن لم يُمكِّنْ شيئًا منه مِن الأرض أحرقه الله بالنار".
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 267) و (5/ 12)، والدارقطني في الثالث والثمانين من الأفراد (48).
أورده ابن عدي في ترجمة إبراهيم بن نافع أبي إسحاق الجلاب، والذي قال فيه:"منكر الحديث عن الثقات وعن الضعفاء"، ثم أورد له أربعة أحاديث هذا منها، ثم قال:"ولم أر لإبراهيم بن نافع هذا أوحش من هذه الأحاديث، ولعل هذه الأحاديث من جهة من رواه هو عنه؛ لأنه روى عن ضعاف، مثل: مقاتل بن سليمان، وعمر بن موسى، وجميعًا ضعيفين"[كذا قال].
ثم أورده مرة أخرى في ترجمة عمر بن موسى الوجيهي، منكرًا به عليه، ثم قال:"ولعمر بن موسى غير ما ذكرت من الحديث كثير، وكل ما أمليت لا يتابعه الثقات عليه، وما لم أذكره كذلك، وهو بيِّنُ الأمر في الضعفاء، وهو في عداد من يضع الحديث متنًا وإسنادًا".
وقال الدارقطني: "هذا حديث غريب، تفرد به: عمر بن موسى، عن أيوب بن موسى، عن نافع".
قلت: إبراهيم بن نافع الجلاب، قال عنه ابن أبي حاتم:"كتب عنه أبي، وسألته عنه؟ فقال: لا بأس به، كان حدث بأحاديث عن عمر بن موسى الوجيهي بواطيل، وعمر: متروك الحديث"[الجرح والتعديل (2/ 141)].
فهو بذلك يبرئ ساحة إبراهيم بن نافع، ويبين أن الحمل في هذه الأحاديث على شيخه عمر بن موسى الوجيهي.
لكن قال الدارقطني في السنن (2/ 197) بعد حديث في كفارة من آخر قضاء رمضان: "إبراهيم بن نافع، وابن وجيه: ضعيفان".
وعلقه البيهقي في السنن (4/ 253)، ثم قال:"وليس بشيء؛ إبراهيم وعمر: متروكان".
ولما أورده ابن الجوزي في التحقيق (2/ 97)، قال:"فيه إبراهيم بن نافع، قال أبو حاتم الرازي: كان يكذب، وحدث عن ابن وجيه أحاديث بواطيل، قال: وعمر متروك الحديث، كان يضع الحديث، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة".
قلت: لم أر من سبق ابن الجوزي في نقل هذا عن أبي حاتم الرازي أنه كذَّب إبراهيم بن نافع الجلاب، وتبع ابنَ الجوزي على ذلك: الذهبيُّ في الميزان وغيره، لكن قال ابن حجر في التهذيب وبنحوه في اللسان:"يُنظر في أي موضع كذبه أبو حاتم"،
مشككًا بذلك في هذا النقل [ضعفاء ابن الجوزي (128)، الميزان (1/ 69)، المغني (1/ 28)، التهذيب (1/ 91)، اللسان (1/ 373)].
وقال الخطيب في المتفق (1/ 293) عن الجلاب: "في حديثه نكارة".
قلت: هو باطل من حديث نافع عن ابن عمر؛ تفرد به: عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي الحمصي، وهو: متروك، منكر الحديث، بل قال أبو حاتم وابن عدي:"يضع الحديث"، وقال ابن معين:"كذاب، ليس بشيء"[اللسان (5/ 24) و (6/ 149)].
وعليه: فهو حديث موضوع؛ سندًا ومتنًا، وآفته الوجيهي هذا، وإن كان إبراهيم قد ضعفه جماعة، كما تقدم.
2 -
حديث جابر [عند: ابن الأعرابي في المعجم (3/ 1122/ 2418)، وأبي العباس الأصم في الثالث من حديثه (230)، وابن عدي في الكامل (5/ 193)، والخطيب في التاريخ (8/ 387)] [وعلته: ليث بن أبي سليم؛ فإنه قد اضطرب في إسناد هذا الحديث:
فمرة يرويه عن طاووس، عن ابن عباس، كما تقدم ذكره.
ومرة يرويه عن أبي الزبير عن ابن عباس، كما عند: ابن جرير في التهذيب (330).
ومرة يرويه عن أبي الزبير عن عبيد بن عمير عن ابن عباس، كما عند: الطبراني في الأوسط (5/ 4737/82)، وأبي الشيخ في أحاديث أبي الزبير عن غير جابر (54).
ومرة يرويه عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر مرفوعًا، كما عند: الدارقطني في العلل (2/ 191/ 212) و (13/ 351/ 3234).
ومرة يرويه عن أبي الزبير عن جابر، كما عند: ابن الأعرابي والأصم وابن عدي والخطيب].
[وقد ذهب الدارقطني في العلل في الموضع الأول (212) إلى أن المحفوظ: عن عطاء مرسلًا، وفي الموضع الثاني (3234) إلى أن الصواب: ليث عن طاووس عن ابن عباس، لكن الذي يظهر لي أن ليثًا قد اضطرب في إسناده اضطرابًا شديدًا، ولم يقِمْه، وإن كان المحفوظ فيه: ليث عن طاووس عن ابن عباس؛ إذ هو الحديث الذي سارت به الركبان، واشتهر في الأمصار والبلدان، وما عداه لا تقوم له أركان].
• وله طريق أخرى [عند: أبي الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 559)][ورجاله ثقات، لكنه غريب جدًّا، وأخشى أن يكون الوهم فيه من رواية معمر بن راشد عن منصور بن المعتمر، فإن معمرًا ليس من أصحاب منصور، قال ابن رجب في شرح العلل (2/ 721): "ومعمر في منصور: كأنه ليس بالقوي"، ثم استدل على ذلك بحديث أخطأ فيه معمر على منصور، فرواه عنه عن سالم بن أبي الجعد عن جابر، هكذا متصلًا، وخالفه فيه سفيان الثوري فرواه عن منصور عن إبراهيم مرسلًا، وهو الصواب، والله أعلم].
3 -
حديث أبي هريرة [عند: الطبراني في الأوسط (7/ 365/ 7740)] [وهو حديث منكر؛ تفرد به عن سعيد المقبري: أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي البصري، وهو:
متروك، منكر الحديث. اللسان (2/ 186)، وتفرد به عنه: حجاج بن نصير، وهو: ضعيف].
• وله طريق أخرى عن أبي هريرة [عند: ابن عدي في الكامل (7/ 204)، [وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب: متروك، منكر الحديث، وأبوه: لا يعرف. انظر: التهذيب (4/ 375)].
4 -
حديث ابن مسعود [عند: الطبراني في الكبير (10/ 139/ 10242)، والخطيب في الموضح (2/ 496)][وهو حديث باطل؛ وفي إسناده: من يُجهل حاله، ونوح بن أبي مريم: متروك الحديث، كذبه جماعة، واتهمه ابن المبارك بالوضع. التهذيب (4/ 248)].
[وله إسناد آخر عند: الطبراني في الكبير (10/ 200/ 10456)، وابن عدي في
الكامل (1/ 322)] [وهو حديث منكر؛ تفرد به: إسماعيل بن عمرو البجلي، وهو: ضعيف، صاحب غرائب ومناكير. اللسان (2/ 155)].
[وله إسناد ثالث عند: أبي الشيخ في طبقات المحدثين (4/ 148)][يرويه مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة الهلالي، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود به مرفوعًا، واختلف فيه على مسعر، فروي عنه هكذا، وروي عنه عن ابن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس، وهو الأشبه بالصواب، فقد رواه شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس، أخرجه الحاكم في المعرفة (143)، بإسناد جيد إلى شعبة، والله أعلم].
5 -
حديث أبي سعيد الخدري [عند: ابن عدي في الكامل (4/ 117)، والبيهقي (2/ 85)][وهو حديث منكر؛ تفرد به: أبو سفيان السعدي، طريف بن شهاب، وهو: متروك، ليس بشيء. التهذيب (2/ 236)، الميزان (2/ 336)، وانظر الحديث المتقدم برقم (61)].
• وقد خرجت الشواهد في كفِّ الشعر وعقصه عند الحديث السابق برقم (647).
***
891 -
. . . ابن الهادِ، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا سجد العبدُ سجد معه سبعةُ آرابٍ: وجهُه، وكفَّاه، وركبتاه، وقدماه".
• حديث صحيح.
أخرجه مسلم (491)، والترمذي (272)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 133/ 259)، والنسائي في المجتبى (2/ 208/ 1094) و (2/ 210/ 1099)، وفي الكبرى (1/ 346/ 685) و (1/ 348/ 690)، وابن ماجه (885)، وابن خزيمة (1/ 320/ 631)، وابن حبان (5/ 248/ 1921) و (5/ 249/ 1922)،
وأحمد (1/ 206 و 208)(1/ 448 و 449/ 1789 و 1790 - طـ المكنز) و (1/ 1794/450) و (1/ 454/ 1805)، والشافعي في الأم (1/ 113 - 114)، وفي المسند (40)، وأبو بكر الباغندي في ستة مجالس من أماليه (48)، والبزار (4/ 146/ 1319)، وأبو يعلى (12/ 51/ 6693)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (1/ 205/ 339 - مسند ابن عباس)، وأبو العباس السراج في مسنده (334 و 335)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (4/ 391/ 1856)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 168/ 1435)، والطحاوي (1/ 256)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات"(304 و 443)، وابن حيَّويه في من وافقت كنيته كنية زوجه (84)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (10/ 55)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 36)، والبيهقي في السنن (2/ 101)، وفي المعرفة (2/ 6/ 840 و 841)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 290).
رواه عن يزيد بن عبد الله ابن الهاد: الليث بن سعد، وبكر بن مضر، وحيوة بن شريح، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويحيى بن أيوب الغافقي، وعبد الله بن جعفر المخرَمي [وهم ثقات]، وعبد الله بن لهيعة [ضعيف].
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث العباس هذا، فقال:"هو صحيح"[العلل (1/ 75/ 201)].
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن العباس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روى عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، والصواب: حديث عامر بن سعد عن العباس".
• قلت: قد اختلف فيه على عامر بن سعد:
1 -
فرواه ابن الهاد [مدني، ثقة]، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي [مدني، ثقة]، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن العباس بن عبد المطلب، مرفوعًا.
2 -
ورواه عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المخرَمي [مدني، ليس به بأس]، واختلف عليه:
أ- فرواه عبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت، إمام حجة]، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد [هو: ابن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني: ثقة حجة]، عن عامر بن سعد، عن العباس، مرفوعًا.
أخرجه أحمد (1/ 206).
ب- ورواه أبو المطرف محمد بن عمر بن أبي الوزير [بصري، ثقة؛ لكن الراوي عنه؛ موسى بن محمد بن حيان: متكلم فيه، وتركه أبو زرعة، راجع ترجمته تحت الحديث رقم (611)، الشاهد رقم (5)]، وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير [مكي نزل البصرة، ثقة]، وأبو عامر العقدي [عبد الملك بن عمرو القيسي: بصري، ثقة]:
عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال:
أُمِر العبد أن يسجد على سبعة آراب منه: وجهه، وكفيه، وركبتيه، وقدميه، أيها لم يقع [وفي رواية: لم يضع] فقد انتقص. موقوف على سعد، وله حكم الرفع.
أخرجه أبو يعلى (2/ 60/ 702)، والطحاوي (1/ 255 و 256)، والضياء في المختارة (3/ 998/199).
ج - ورواه محمد بن عمر الواقدي [متروك]، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد على سبعة آراب: وجهه وكفيه وركبتيه وقدميه، فما لم يضع فقد انتقص".
أخرجه ابن أبي شيبة في المسند (4/ 161/ 511 - المطالب)، وعنه: عبد بن حميد (156).
قال ابن حجر في المطالب: "تفرد به: عبد الله بن جعفر، وهو والد علي بن المديني، وهو ضعيف، وقد أخطأ في إسناده، وإنما رواه عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، هكذا أخرجه مسلم وأصحاب السنن".
قلت: ليس هو والد ابن المديني، وإنما هو المخرَمي، كما سبق بيان نسبته، فإذا استبعدنا رواية الواقدي، فإن الوجه الثاني وهمٌ من المخرمي نفسه، حيث سلك فيه الجادة والطريق السهل، فإن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه: أسرع إلى اللسان، والوهم فيه أسبق إلى القلب من عامر عن العباس، وعلى ذلك فإن الوجه الأول هو الصواب، متابعًا في ذلك لرواية ابن الهاد، التي صححها مسلم وأبو حاتم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان، واحتج بها أبو داود والنسائي، والله أعلم.
***
892 -
. . . إسماعيل -يعني: ابن إبراهيم-، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رفعه قال:"إن اليدين تسجدانِ كما يسجدُ الوجه، فإذا وضع أحدُكم وجهَه فليضعْ يديه، وإذا رفعه فليرفعْهما".
• رفعه شاذ؛ والمحفوظ: موقوف على ابن عمر، وهو صحيح موقوفًا أخرجه من طريق إسماعيل ابن علية، ووهيب بن خالد، عن أيوب به مرفوعًا:
أبو داود (892)، والنسائي في المجتبى (2/ 207/ 1092)، وفي الكبرى (1/ 345/ 683)، وابن خزيمة (630)، وابن حبان في وصف الصلاة بالسُّنَّة (9/ 33/ 10345 - إتحاف المهرة)، وابن الجارود (201)، والحاكم (1/ 226)، وأحمد (2/ 6)، والطوسي في مختصر الأحكام (2/ 123/ 252)، وأبو العباس السراج في مسنده (338 و 339)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 167/ 1434)، والبيهقي (2/ 101 و 102).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إنما اتفقا على
حديث محمد بن إبراهيم التيمي، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا سجد العبد سجد معه سبعة أعظم" الحديث".
قلت: حديث العباس انفرد به مسلم، وإنما اتفق الشيخان على حديث طاووس عن ابن عباس، وتقدم قبل هذا.
وقال البزار: "لا نعلم أحدًا أسنده عن أيوب إلا ابن علية"[الأحكام الكبرى (2/ 254)].
قلت: تابعه وهيب بن خالد، كما ترى.
• خالفهما فأوقفه على ابن عمر قوله:
حماد بن زيد، فرواه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إذا سجد أحدكم فليضع يديه، فإذا رفع فليرفعهما؛ فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه.
أخرجه البيهقي (2/ 101)، ومن طريقه: ابن حجر في التغليق (2/ 327).
هكذا اختلف على أيوب في رفع هذا الحديث ووقفِه؛ فرفعه: ابن علية ووهيب، وأوقفه: حماد بن زيد، وهو أثبت الناس في أيوب عند أكثر النقاد، وقدم بعضهم ابن علية على حماد [انظر: شرح علل الترمذي (2/ 699)].
• وروي مرفوعًا من طرقٍ أخرى فيها غرابة:
1 -
روى الطبراني في الأوسط (1/ 199/ 636)، بإسناد صحيح إلى: حكَّام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سجدت فضع كفيك على الأرض؛ فإن الكفين يسجدان كما يسجد الوجه".
وهذا إسناد غريب؛ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: صدوق، سيئ الحفظ جدًّا، وعنبسة بن سعيد بن الضريس، قاضي الري: كوفي، ثقة، والراوي عنه: حكام بن سلم الرازي: وثقه الجمهور؛ ابن معين، وأبو حاتم، وإسحاق بن راهويه، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، وابن سعد، وقال الدارقطني:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد أحدًا تكلم فيه سوى ما نقل عن أحمد، أنه قال:"وكان يحدث عن عنبسة بن سعيد أحاديث غرائب"[التهذيب (1/ 461)، تاريخ بغداد (8/ 281)].
2 -
وروى ابن المظفر في غرائب مالك (175)، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحارث بن إبراهيم الموصلي: نا جبرة بن إبراهيم [كذا في المطبوع]: نا أبو داود، عن سفيان، عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اليدان تسجدان، كما يسجد الوجه".
وهذا إسناد غريب؛ أسامة بن زيد الليثي مولاهم: صدوق، صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (394 و 600 و 619)]، وسفيان هو: الثوري، وأبو داود هو: عمر بن سعد الحفري، وهو ثقة.
وأما جبرة فقد تصحف عن حيدرة، وهو: حيدرة بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن مالك الدار أبو عمرو، حدَّث عن عبد الله بن نمير وأبي أسامة وأسباط بن محمد، وهم في طبقة أبي داود الحفري، قال الدارقطني:"حيدرة بن إبراهيم بغدادي، اسمه: إسحاق بن إبراهيم، لقبه حيدرة، ثقة"[العلل (11/ 315/ 2305)، تاريخ بغداد (8/ 272)، نزهة الألباب (864 و 866)].
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن الحارث بن إبراهيم الفارسي الموصلي، فلم أقف على من ترجم له، وهو شيخ لابن عدي وابن المظفر [الكامل (1/ 284) و (2/ 397) و (3/ 323 و 385)].
3 -
ورُوي مرفوعًا من حديث عبيد الله بن عمر؛ ولا يصح عنه:
رواه مغيث بن بديل [ابن أخت خارجة وختنه على ابنته، حدَّث عنه أهل خراسان. المؤتلف للدارقطني (4/ 2072)]، عن خارجة بن مصعب [متروك، كان يدلس عن الكذابين]، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا سجد أحدكم فليضع يديه بالأرض؛ فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه".
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 56).
وروي عنه موقوفًا، ولا يصح الإسناد إليه [حديث عبيد الله بن عمر (51)].
• قلت: والذي يظهر لي -والله أعلم- أن المحفوظ في هذا الحديث: الوقف؛ فقد أوقفه على ابن عمر قوله: مالك، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وعبد الله بن عمر العمري، وفيهم أثبت أصحاب نافع: مالك وعبيد الله وابن جريج، وهم أكثر عددًا، وقولهم أولى؛ لا سيما مع الاختلاف فيه على أيوب السختياني [وانظر مثالًا لآخر لترجيح الأئمة قول مالك وعبيد الله على أيوب: جامع الترمذي (1531)، علل الترمذي الكبير (455)، علل الدارقطني (13/ 104/ 2986)، شرح علل الترمذي (2/ 635 و 668)]:
أ - فقد رواه مالك، عن نافع؛ أن عبد الله بن عمر كان يقول: من وضع جبهته بالأرض فلْيَضَعْ كفَّيْه على الذي يضع عليه جبهته، ثم إذا رفع فليرفعهما، فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه.
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 231/ 450)، ومن طريقه: البيهقي (2/ 107).
ب - ورواه عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أنه كان يقول: إذا سجد أحدكم فليستقبل القبلة بيديه؛ فإنهما يسجدان مع الوجه.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 236/ 2713)، بإسناد صحيح إلى عبيد الله.
ج ود - ورواه ابن جريج، وعبد الله بن عمر العمري [ليس بالقوي]:
قال ابن جريج: أخبرني نافع؛ أن ابن عمر كان يقول: إذا سجد أحدكم فليضع يديه مع وجهه؛ فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، وإذا رفع رأسه فليرفعهما معه.
أخرجه عبد الرزاق (2/ 172/ 2934 و 2935).