المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٩

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌130 - باب تخفيف الأخريين

- ‌15).***131 -باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر

- ‌132 - باب قدر القراءة في المغرب

- ‌133 - باب من رأى التخفيف فيها

- ‌باب تكميلي

- ‌باب القراءة في صلاة العشاء

- ‌134 - باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

- ‌135 - باب القراءة في الفجر

- ‌136 - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب

- ‌137 - باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام

- ‌138 - باب من رأى القراءة إذا لم يجهر الإمام بقراءته

- ‌139 - باب ما يجزئ الأُمِّيَّ والأعجميَّ من القراءة

- ‌140 - باب تمام التكبير

- ‌141 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه

- ‌142 - باب النهوض في الفرد

- ‌143 - باب الإقعاء بين السجدتين

- ‌144 - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

- ‌(14/ 407)].***146 -باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال [وفي نسخة: مع الإمام] رؤوسهنَّ من السجدة

- ‌147 - باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين

- ‌148 - باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

- ‌149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يُتمُّها صاحبها تُتَمُّ من تطوُّعِه

- ‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

- ‌151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌153 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌154 - باب مقدار الركوع والسجود

- ‌155 - باب أعضاء السجود

- ‌(1/ 236/ 2716).***156 -باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا كيف يصنع

- ‌157 - باب السجود على الأنف والجبهة

- ‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود

الفصل: ‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

867 -

. . . شعبة، عن أبي يعفور -قال أبو داود: واسمه وقدان-، عن مصعب بن سعد، قال: صليتُ إلى جنب أبي، فجعلتُ يديَّ بين ركبتيَّ، فنهاني عن ذلك، فعدت، فقال: لا تصنع هذا، فإنا كنا نفعله، فنُهِينا عن ذلك، وأُمِرنا أن نضع أيديَنا على الرُّكَب.

• حديث متفق على صحته.

أخرجه البخاري (790)، وابن حبان (5/ 200/ 1882)، والطيالسي (204)، والدورقي في مسند سعد (52)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 106 / 239)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (453)، والطحاوي (1/ 230)، والهيثم بن كليب الشاشي (1/ 138/ 76)[وفي سنده تحريف]، والبيهقي في السنن (2/ 83)، وفي المعرفة (1/ 564/ 798)، والحازمي في الاعتبار (1/ 344/ 98)، وقال:"صحيح ثابت".

هكذا رواه عن شعبة: أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وغندر محمد بن جعفر، وحفص بن عمر الحوضي، وبهز بن أسد، وسليمان بن حرب، وأبو داود الطيالسي، وعفان بن مسلم، وعمرو بن مرزوق.

• تابع شعبة عليه:

1 -

أبو عوانة، عن أبي يعفور، عن مصعب بن سعد، قال: صليتُ إلى جنب أبي، قال: وجعلتُ يديَّ بين ركبتيَّ، فقال لي أبي: اضربْ بكفَّيك على ركبتيك، قال: ثم فعلتُ ذلك مرةً أخرى، فضرب يديَّ، وقال: إنا نُهينا عن هذا، وأُمِرنا أن نضرِبَ بالأكُفِّ على الرُّكَب.

أخرجه مسلم (535/ 29)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (2/ 136/ 1180)، والترمذي (259)، والنسائي في المجتبى (2/ 185/ 1032)، وفي الكبرى (1/ 321/ 624)، والطحاوي (1/ 230)، والبيهقي (2/ 83).

2 -

4 - سفيان بن عيينة، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وشيبان بن عبد الرحمن: عن أبي يعفور، عن مصعب بن سعد، قال: صليت إلى جنب أبي، فطبَّقتُ، فقال: فنهاني أبي، وقال: قد كنا نفعله، فنهينا عنه.

أخرجه مسلم (535/ 29)، وأبو عوانة (1/ 487/ 1808)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 135/ 1179)، وعبد الرزاق (2/ 152/ 2864)، والحميدي (79)، وبحشل في تاريخ واسط (247)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (454).

ص: 465

5 -

إسرائيل بن أبي إسحاق: حدثنا أبو يعفور العبدي: حدثني مصعب بن سعد، قال: كان بنو عبد الله بن مسعود إذا ركعوا جعلوا أيديهم بين أفخاذهم، فصليت إلى جنب سعد، فصنعته فضرب يديَّ، فلما انصرف، قال: يا بنيَّ اضرب بيديك ركبتيك، ثم فعلته مرة أخرى بعد ذلك بيوم، فصليتُ إلى جنبه، فضرب يديَّ، فلما انصرف قال: كنا نفعل هذا، وأُمِرنا أن نضرب بالأَكُفِّ على الرُّكَب.

أخرجه الدارمي (1/ 339/ 1303)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (454).

وهو حديث صحيح.

قال ابن حجر في الفتح (2/ 273): "فأفادت هذه الزيادة: مستند مصعب في فعل ذلك، وأولاد ابن مسعود أخذوه عن أبيهم".

5 -

صدقة بن أبي عمران [صدوق]، عن أبي يعفور، عن مصعب بن سعد، قال: صليتُ فطبَّقتُ، فنهاني أبي، وقال: كنا نفعله، ثم أُمِرنا بالرُّكَب.

أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 249/ 3055)، من طريق: سليمان بن عبد الرحمن [التميمي الدمشقي، ابن بنت شرحبيل: صدوق]، قال: نا سعدان بن يحيى [سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي: صدوق]، عن صدقة به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن صدقة بن أبي عمران إلا سعدان بن يحيى، تفرد به: سليمان بن عبد الرحمن".

قلت: إسناده حسن.

• وقد توبع عليه أيضًا أبو يعفور، ولم ينفرد به:

1 -

فقد رواه إسماعيل بن أبي خالد، عن الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: صليتُ إلى جنب أبي، فلما ركعتُ شبَّكتُ أصابعي، وجعلتهما بين ركبتيَّ [وفي رواية: فطبَّقتُ]، فضرب يديَّ، فلما صلى قال: قد كنا نفعل هذا، ثم أُمِرنا أن نرفع إلى الرُّكَب.

أخرجه مسلم (535/ 30 و 31)، وأبو عوانة (1/ 487/ 1809)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 136/ 1181)، والنسائي في المجتبى (2/ 185/ 1033)، وفي الكبرى (1/ 321/ 625)، وابن ماجه (873)، وابن خزيمة (1/ 302/ 596)، وابن حبان في الصحيح (5/ 201/ 1883)، وفي الصلاة (5/ 100/ 5005 - إتحاف المهرة)، وأحمد (1/ 181 و 182)، وابن أبي شيبة (1/ 220/ 2530)، والدورقي في مسند سعد (47)، والبزار (3/ 364/ 1164)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (445 و 446)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (179)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 372)، وقال:"صحيح ثابت من حديث سعد ومصعب بن سعد"، والبيهقي (2/ 84)، وابن عساكر في المعجم (1364).

ص: 466

• تنبيه: هذا هو المحفوظ في حديث إسماعيل بن أبي خالد فيما رواه عنه جماعة من الثقات، مثل: يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر العبدي، وزياد بن أيوب، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الرحيم بن سليمان، ويعلى بن عبيد الطنافسي.

وقد وهم بعضهم على أبي أسامة فقال فيه: فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرفع إلى الركب [كما عند أبي عوانة].

ووهم آخر على ابن أبي زائدة، فقال فيه: ثم أمرنا الله تعالى أن نرفع إلى الركب [كما عند أبي الفضل الزهري في حديثه].

وإنما المحفوظ عن الجماعة بالبناء للمجهول: أُمِرنا أن نرفع إلى الرُّكَب.

وهذا من المسند، كما هو معلوم؛ إذ إن الصحابة لم يكونوا يسندون الأمر والنهي في الأحكام الشرعية التكليفية إلا إلى صاحب الشرع، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.

• وتابعه عليه: عمرو بن أبي قيس [ليس به بأس]، فرواه عن الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد، قال: رآني سعد وقد فعلت ذلك، فأخذ إصبعي فلواها، ثم قال: إنا كنا نفعل هذا حتى رفعنا إلى الركب.

أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (451).

2 -

ورواه إسرائيل بن أبي إسحاق، وزهير بن معاوية، ومعمر بن راشد: عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: صلَّيتُ مع سعد، فلما أردت الركوع طبَّقتُ، فنهاني عنه، وقال: كنا نفعله حتى نُهِيَ عنه.

ولفظ إسرائيل: صليت إلى جنب سعد، فلما ركعت طبقت يدي، ثم جعلتهما بين فخذي، فنهاني، ثم قال: إنا كنا نفعل هذا، فنُهينا عنه، وأُمِرنا أن نضرب بالأَكُفِّ على الرُّكب.

أخرجه الدارمي (1/ 340/ 1303)، وعبد الرزاق (2/ 176/ 2953)، والدورقي في مسند سعد (59)، والبزار (3/ 365/ 1165)[وفي سنده زيادة وهمًا]، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (447)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 152/ 1395)، والطحاوي (1/ 230).

وهو حديث صحيح.

• ولحديث سعد طريق أخرى أصرح في بيان النسخ:

يرويها ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، قال: قال عبد الله: علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصلاةَ، فكبر ورفع يديه، فلما ركع طبَّق يديه بين ركبتيه.

قال: فبلغ ذلك سعدًا، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعلُ هذا، ثم أُمِرْنا بهذا؛ يعني: الإمساكَ على الركبتين.

حديث صحيح، وتقدم تخريجه برقم (747).

***

ص: 467

868 -

. . . الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله، قال: إذا ركع أحدُكم فلْيُفرِشْ ذراعَيْه [على] فخذيه، ولْيُطَبِّقْ بين كفَّيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حديث صحيح، لكنه منسوخ.

أخرجه مسلم (534/ 26 و 27)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (432).

ولفظه بتمامه: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره، فقال: أصلى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا. قال: فقوموا، فصلوا. فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة. قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا، فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع، وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا، وطبق بين كفيه، ثم أدخلهما بين فخذيه، قال: فلما صلى، قال: إنه ستكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شرق الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك؛ فصلوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سبحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعًا، وإذا كنتم أكثر من ذلك؛ فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه، وليجنأ، وليطبق بين كفيه، فلكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراهم.

• وله طرق أخرى كثيرة، نذكر منها ما جاء فيه موضع الشاهد في التطبيق:

أ - إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود: أنهما دخلا على عبد الله، فقال: أصلى من خلفكم؟ قالا: نعم، فقام بينهما، وجعل أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم ركعنا فوضعنا أيدينا على ركبنا، فضرب أيدينا، ثم طبق بين يديه، ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه مسلم (534/ 28)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (574).

ب - إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة والأسود: أنهما كانا مع عبد الله، فحضرت الصلاة، فتأخر علقمة والأسود، فأخذ عبد الله بأيديهما، فأقام واحدًا عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم ركعا، فوضعا أيديهما على ركبهما، فضرب أيديهما، ثم طبق يديه وشبك، ثم جعلهما بين فخذيه، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله هكذا.

إسناده صحيح. وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (613).

• وتابعه على التطبيق؛ إلا أنه وهِم فأسقط عبد الرحمن بن الأسود من الإسناد:

معمر بن راشد [ثقة، وهو ثبت في الزهري وابن طاووس، وكان يضعَّف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة]، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود؛ أن ابن مسعود ركع فطبق يديه، فجعلهما بين ركبتيه.

ص: 468

أخرجه عبد الرزاق (2/ 176/ 2952).

ج - ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، قال: قال عبد الله: علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصلاةَ، فكبر ورفع يديه، فلما ركع طبَّق يديه بين ركبتيه.

قال: فبلغ ذلك سعدًا، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعلُ هذا، ثم أُمِرْنا بهذا؛ يعني: الإمساكَ على الركبتين.

حديث صحيح، وتقدم تخريجه برقم (747).

د - ابن إسحاق، قال: وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، عن أبيه، قال: دخلت أنا وعمي علقمة على عبد الله بن مسعود بالهاجرة، قال: فأقام الظهر ليصلي، فقمنا خلفه، فأخذ بيدي ويد عمي، ثم جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره، ثم قام بيننا فصففنا خلفه صفًّا واحدًا، قال: ثم قال هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كانوا ثلاثة، قال: فصلى بنا، فلما ركع طبَّق، وألصق ذراعيه بفخذيه، وأدخل كفيه بين ركبتيه، قال: فلما سلَّم أقبل علينا، فقال: إنها ستكون أئمة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فإذا فعلوا ذلك فلا تنتظروهم بها، واجعلوا الصلاة معهم سبحة.

إسناده حسن. وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (432 و 613).

هـ - عمرو بن أبي قيس [ليس به بأس]، عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، قالا: صلينا مع عبد الله بن مسعود في بيته فقام بيننا، فوضعنا أيدينا على ركبنا فنزعها فخالف بين أصابعنا، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 184/ 1030)، وفي الكبرى (1/ 320/ 622)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (264).

وهذا إسناد لا بأس به.

و- حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة [والأسود بن يزيد]، عن ابن مسعود؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال هكذا، وطبق حماد يديه، ووضعها بين ركبتيه.

أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الآثار (1/ 119/ 95)، وأبو يوسف في الآثار (252)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (265).

وهذا إسناد كوفي صحيح.

• وانظر طرقًا أخرى لحديث ابن مسعود في التطبيق، عند: عبد الرزاق (2/ 152/ 2865)، وابن أبي شيبة (1/ 222/ 2542)، والبيهقي (2/ 84)، والحازمي في الاعتبار (1/ 348 / 101)، وابن رجب في الفتح (5/ 45 و 47).

وهي لا تخلو من مقال.

• وانظر أيضًا فيمن روى التطبيق من مرسل ابن سيرين، وعن ابن عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما فعله مرة: مصنف ابن أبي شيبة (1/ 222/ 2544)(2/ 2558/441 - ط عوامة)،

ص: 469

حديث السراج (448 - 450)، صحيح أبي عوانة (1/ 486/ 1807)، الأوسط لابن المنذر (3/ 152 / 1396)، الاعتبار للحازمي (1/ 346/ 100)، الفتح لابن حجر (2/ 274).

وقد حكموا بغرابته، ولا يصح من حديث ابن عمر، وهم فيه إسحاق الأزرق، والمحفوظ ما رواه وكيع بن الجراح، ليس فيه: نافع عن ابن عمر.

• وحديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ:

قال أبو بكر الأثرم في الناسخ والمنسوخ (43): "

، فلما قال عمر وسعد وغيرهما ما يدل على أن التطبيق منسوخ؛ علمنا أن ابن مسعود إنما حكى فعل النبي صلى الله عليه وسلم الأول".

وقال الترمذي (258) بعد حديث عمر في الإمساك بالركب: "والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين ومن بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يطيِّقون، والتطبيق منسوخ عند أهل العلم".

وقد احتج أبو حاتم بحديث ابن إدريس على نسخ التطبيق الوارد في حديث ابن مسعود، فقال:"حديث ابن مسعود في التطبيق منسوخ؛ لأن في حديث ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم طبَّق، ثم أُخبر سعدٌ، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل، ثم أُمِرنا بهذا؛ يعني: بوضع اليدين على الركبتين"[العلل (246)].

وكذا احتج به ابن خزيمة في صحيحه على النسخ، فقال:"باب ذكر نسخ التطبيق في الركوع، والبيان على أن وضع اليدين على الركبتين ناسخ للتطبيق؛ إذ التطبيق كان مقدَّمًا، ووضع اليدين على الركبتين مؤخَّرًا بعده، فالمقدَّم منسوخ، والمؤخَّر ناسخ".

وقال ابن المنذر (3/ 152): "فقد ثبتت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وضع يديه على ركبتيه، ودل خبر سعد بن أبي وقاص على نسخ التطبيق والنهي عنه، ولا يقولن قائل: إن المصلي بالخيار إن شاء طبق يديه بين فخذيه، وإن شاء وضع يديه على ركبتيه؛ لأن في خبر سعد النهي عنه".

وقال ابن حزم في المحلى (3/ 274): "والتطبيق في الصلاة لا يجوز؛ لأنه منسوخ".

وقال في الإحكام (2/ 169). "وصح أن التطبيق منسوح بيقين، على ما جاء عن سعد: إنا كنا نفعله، ثم نهينا عنه، وأُمِرنا بالركب".

وقال البيهقي في المعرفة: "وهذا الذي رواه ابن مسعود كان حكمًا في ابتداء الإسلام، ثم صار منسوخًا، ولم يبلغه نسخه حتى أخبره أهل المدينة [يعني بذلك: خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي].

وفي هذا دلالة على أن أهل المدينة أعلم بالناسخ والمنسوخ ممن فارقها وسكن العراق من الصحابة، وبالله التوفيق"، وقال نحوه في السنن (2/ 84).

ص: 470

وقال البغوي في شرح السُّنَّة (3/ 95): "وذلك منسوخ عند عامة أهل العلم".

وكذا الحازمي في الاعتبار (1/ 345)، حيث قال:"ففي إنكار سعد حكم التطبيق بعد إقراره بثبوته، دلالة على أنه عرف الأول والثاني، وفهم الناسخ والمنسوخ".

وانظر: التنكيل للمعلمي اليماني (2/ 775).

• وقد تقدمت معنا أحاديث في وضع اليدين على الركبتين، مثل:

1 -

حديث وائل بن حجر:

يرويه عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر الحضرمي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: لأنظرن كيف يصلي،

، فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: فلما ركع وضع كفيه على ركبتيه.

تقدم برقم (726 - 728)، وهو حديث صحيح.

2 -

حديث أبي حُميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يرويه عبد الحميد بن جعفر: أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حُميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو قتادة،

فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: ثم يركع، ويضع راحتيه على ركبتيه، وفي رواية: ويضع راحتيه على ركبتيه معتمدًا.

تقدم برقم (730)، وهو حديث صحيح.

• ورواه محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظَكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هَصَر ظهره،

الحديث.

أخرجه البخاري (828)، وتقدم برقم (732).

• ورواه عبد الملك بن عمرو: أخبرني فُلَيح: حدثني عباس بن سهل، قال: اجتمع أبو حُميد، وأبو أُسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر بعض هذا، قال: ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنه قابضٌ عليهما، ووَتَر يديه فتَجافى عن جنبيه،

الحديث.

تقدم برقم (734)، وهو حديث صحيح.

وله طرق أخرى في المواضع المشار إليها، وانظر أيضًا: الحديث رقم (731).

3 -

حديث أبي مسعود البدري:

يرويه عطاء بن السائب، عن سالم البراد، قال: سألت عقبة بن عمرو عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقام إلى المسجد، فكبر ثم ركع، ووضع يديه على ركبتيه، وأصابعه أسفل من ذلك، وجافى بإبطيه،

الحديث.

ص: 471

وفي رواية: فوضع كفيه على ركبتيه، وفُصِلَتْ أصابعُه على ساقيه [وفي رواية: وفرَّج بين أصابعه]، وجافى عن إبطيه.

وفي ثالثة: فلما ركع وضع راحتيه على ركبتيه، وجعل أصابعه من وراء ركبتيه [وفي رواية: وفرج بين أصابعه من وراء ركبتيه]، وجافى إبطيه.

وفي رابعة: فلما ركع وضع كفيه [وفي رواية: راحتيه] على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفل من ذلك، وجافى بين مرفقيه.

تقدم برقم (863)، وهو حديث صحيح.

4 -

حديث عبد الرحمن بن أبزى:

يرويه ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، قال: جلسنا إلى عبد الرحمن بن أبزى، فقال: ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلنا: بلى، قال: فقام فكبر، ثم قرأ، ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه،

إلى أن قال: هكذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (3/ 407)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 246/ 1275).

وهذا إسناد شامي حسن غريب، وتقدم تحت الحديث رقم (863).

5 -

حديث رفاعة بن رافع:

يرويه همام: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ ونحن حوله إذ دخل رجلٌ فأتى القبلة فصلى،

، فذكر حديث المسيء صلاته، وفيه: ثم يكبرَ فيركعَ، فيضع كفيه على ركبتيه، حتى تطمئنَّ مفاصلُه وتسترخيَ.

تقدم برقم (858)، وهو حديث صحيح، إسناده على شرط البخاري، وانظر طرقه في موضعه، فيما قبله وما بعده، وانظر تحديدًا (859 و 860).

6 -

حديث عائشة:

يرويه حارثة بن أبي الرِّجال، عن عمرة، قالت: سألت عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت:

فذكر الحديث، والشاهد منه قوله: ثم يركع فيضع يديه على ركبتيه، ويجافي بعضديه.

تقدم تحت الحديث رقم (783)، وهو حديث منكر.

7 -

حديث ابن عباس:

يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من أمر الصلاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خلل أصابع يديك ورجليك" يعني: إسباغ الوضوء، وكان فيما قال له:"إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن -وقال الهاشمي مرة: حتى تطمئنا- وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض حتى تجد حجم الأرض".

تقدم تحت الحديث رقم (148)، وهو حديث حسن غريب.

ص: 472

• ومما لم يسبق ذكره:

1 -

حديث عمر بن الخطاب:

يرويه أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عمر، قال: سُنَّتْ لكم الركب، فأمسكوا بالركب.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 185/ 1034)، وفي الكبرى (1/ 322/ 626)، والقاسم بن زكريا المطرز في فوائده (30).

كلاهما عن بندار محمد بن بشار: حدثنا أبو داود به.

• وهذا غريب؛ فقد رواه شعبة [وعنه: أبو داود الطيالسي، وعلي بن الجعد، وبشر بن عمر الزهراني، وحبان بن هلال، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ومسلم بن إبراهيم]:

وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وسفيان بن عيينة، وأبو بكر بن عياش، وإسرائيل بن أبي إسحاق:

عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: قال عمر: إنما السُّنَّة الأخذ بالركب. لفظ الثوري.

ولفظ أبي بكر: قال لنا عمر بن الخطاب: إن الركب سُنَّتْ لكم، فخذوا بالركب.

وفي رواية ابن عيينة: عن أبي حصين، قال: رأيت شيخًا عليه بُرنُس، إذا ركع قال هكذا، وطبَّق يديه فجعلهما بين ركبتيه، فسألت عنه، فقالوا: هذا هو الأسود بن يزيد، فسألت أبا عبد الرحمن السلمي، فقال: أولئك أصحاب عبد الله، قال عمر بن الخطاب: قد سُنَّتْ لكم الركب، فخذوا بالركب.

أخرجه الترمذي (258)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 104 / 238)، والنسائي في المجتبى (2/ 185/ 1035)، وفي الكبرى (1/ 627/322)، والطيالسي (62)، وعبد الرزاق (2/ 151 - 152/ 2863)، وابن أبي شيبة (1/ 221/ 2538)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (452)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (573)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 154/ 1400)، والطحاوي (1/ 229)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 193)، والبيهقي في السنن (2/ 84)، وفي المعرفة (1/ 564/ 800)، والضياء في المختارة (1/ 260 و 261/ 149 و 150).

قال الدارقطني في العلل (2/ 243/ 244): "ورواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي عبد الرحمن عن عمر، ولم يتابع عليه.

والمحفوظ: حديث أبي حصين"، قلت: وهو كما قال.

• وانفرد عن هؤلاء: شريك بن عبد الله النخعي، فرواه عن أبي حصين، عن مصعب بن سعد، قال: صليت فطبقت، فنهاني أبي، وقال: أُمِرنا أن نضع أيدينا على الركب.

أخرجه أبو يعلى (2/ 134/ 812)، والخطيب في الكفاية (75).

وما أُراه إلا وهمًا من شريك، دخل له حديث في حديث، والله أعلم.

ص: 473

• قال الترمذي: "حديث عمر: حديث حسن صحيح".

وقال: "والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين ومن بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يطبِّقون، والتطبيق منسوخ عند أهل العلم".

وقال أيضًا بعد حديث سعد: "وأبو حَصِين اسمه: عثمان بن عاصم الأسدي، وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه: عبد الله بن حبيب، وأبو يعفور: عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وأبو يعفور العبدي اسمه: واقد، ويقال: وقدان، وهو الذي روى عن عبد الله بن أبي أوفى، وكلاهما من أهل الكوفة".

وقال ابن رجب في الفتح (5/ 47): "وسماع أبي عبد الرحمن من عمر: قد أنكره شعبة ويحيى بن معين".

قلت: نعم، أنكره ابن معين، ولم أقف على رواية عن شعبة فيها نفي سماع أبي عبد الرحمن السلمي من عمر، إلا ما حكاه أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل، وأرى ذكر عمر مقحمًا فيه، فإنه ليس في أصله من جامع التحصيل، وإنما المنقول عن شعبة قوله:"لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان، ولا من عبد الله بن مسعود، ولكنه سمع من علي"، وقال ابن أبي حاتم في الجرح:"روى عن عمر: مرسل"، وذكر أنه سمعه من أبيه [طبقات ابن سعد (6/ 172)، تاريخ ابن معين للدوري (4/ 67/ 3180)، مسند أحمد (1/ 58)، المعرفة والتاريخ (3/ 254)، المنتخب من ذيل المذيل (47 1)، مسند أبي عوانة (2/ 445/ 3765)، المراسيل (382 - 387)، الجرح والتعديل (1/ 131) و (5/ 37)، مسند الشاشي (2/ 187/ 752)، الكامل لابن عدي (1/ 73)، جامع التحصيل (347)، تحفة التحصيل (171)، وغيرها].

وعلى هذا فتكون رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن عمر: مرسلة، ورجاله ثقات، والله أعلم.

2 -

حديث أبي هريرة:

يرويه حيوة بن شريح التجيبي المصري [ثقة ثبت]، قال: سمعت ابن عجلان، يحدث عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: اشتكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم التَّفَرُّجَ في الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استعينوا بالرُّكَب".

أخرجه الطحاوي (1/ 230).

• هكذا احتج به الطحاوي على وضع الكفين على الركبتين حال الركوع، وإنما الحديث في السجود:

فقد رواه الليث بن سعد [ثقة ثبت، وهو من أثبت الناس في ابن عجلان]، عن ابن عجلان، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: شكا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه مشقة السجود عليهم، إذا تفرَّجوا، فقال:"استعينوا بالركب".

ص: 474