المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌145 - باب الدعاء بين السجدتين - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٩

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌130 - باب تخفيف الأخريين

- ‌15).***131 -باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر

- ‌132 - باب قدر القراءة في المغرب

- ‌133 - باب من رأى التخفيف فيها

- ‌باب تكميلي

- ‌باب القراءة في صلاة العشاء

- ‌134 - باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

- ‌135 - باب القراءة في الفجر

- ‌136 - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب

- ‌137 - باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام

- ‌138 - باب من رأى القراءة إذا لم يجهر الإمام بقراءته

- ‌139 - باب ما يجزئ الأُمِّيَّ والأعجميَّ من القراءة

- ‌140 - باب تمام التكبير

- ‌141 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه

- ‌142 - باب النهوض في الفرد

- ‌143 - باب الإقعاء بين السجدتين

- ‌144 - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

- ‌(14/ 407)].***146 -باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال [وفي نسخة: مع الإمام] رؤوسهنَّ من السجدة

- ‌147 - باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين

- ‌148 - باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

- ‌149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يُتمُّها صاحبها تُتَمُّ من تطوُّعِه

- ‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

- ‌151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌153 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌154 - باب مقدار الركوع والسجود

- ‌155 - باب أعضاء السجود

- ‌(1/ 236/ 2716).***156 -باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا كيف يصنع

- ‌157 - باب السجود على الأنف والجبهة

- ‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود

الفصل: ‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

وقال ابن المنذر في الأوسط (3/ 162): "ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد"، فالاختصار على ما علَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المأمومَ أن يقوله أحب إليَّ".

وقال البيهقي في السنن (2/ 96) بعدما نقل قول ابن سيرين وعطاء في جمع المأموم بينهما، قال:"وروي فيه حديثان ضعيفان قد خرجتهما في الخلاف"، ثمَّ علقه من حديث أبي موسى الأشعري وضعفه، وهي رواية منكرة، وأصله في مسلم (404) بدون الزيادة التي أوردها، ويأتي عند أبي داود برقم (972)، وسبق تخريج المحفوظ منه وبعض رواياته المنكرة تحت الحديث رقم (607).

وقال ابن رجب في الفتح (5/ 74): "واستدل بهذا من قال: إن المأموم لا يقول: سمع الله لمن حمده كالإمام، وهو قول مالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة وأحمد، وروي عن ابن مسعود وأبي هريرة والشعبي.

وقالت طائفة: يجمع المأموم بين الأمرين أيضًا، فيسمع ويحمد، وهو قول عطاء وأبي بردة وابن سيرين والشافعيُّ وإسحاق؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:"صلوا كما رأيتموني أصلي"، وفيه حديثان صريحان في المأموم أنَّه يجمع بينهما، ولكنهما ضعيفان، قاله البيهقي وغيره، وروي أيضًا عن أبي موسى، وضعفه البيهقي أيضًا.

ومعنى قوله: "سمع الله لمن حمده": استجاب الله لحامده؛ كما استعاذ من دعاءٍ لا يُسمَع؛ أي: لا يستجاب".

قلت: يبينه حديث أبي موسى الأشعري، والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم:"وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد، يسمع اللهُ لكم، فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده"[تقدم تخريجه تحت الحديث السابق برقم (607)].

***

‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

850 -

. . . كامل أبو العلاء: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: "اللَّهُمَّ اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني".

• حديث منكر.

خرجته في الذكر والدعاء برقم (99)، وهو حديث منكر، وراجع في ذلك أيضًا ما تقدم معنا في السنن برقم (133 و 610 و 611)، وما تحت الحديث رقم (96)، وذلك فيمن رواه من الثقات عن ابن عباس بدون هذه الزيادة التي تفرد بها أبو العلاء كامل بن العلاء، وقد أنكروا عليه أحاديث.

ص: 367

• ويغني عنه ما ثبت من حديث حذيفة بن اليمان:

الذي يرويه شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة رجل من الأنصار [هو: طلحة بن يزيد]، عن رجل من بني عبس [شعبة يرى أنَّه صلة بن زفر]، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه؛ أنَّه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل،. . . والشاهد منه قوله: ثمَّ رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوًا من سجوده، وكان يقول:"رب اغفر لي، رب اغفر لي". لفظه عند أبي داود (874).

ولفظ أحمد (5/ 398): ثمَّ رفع رأسه، فكان ما بين السجدتين نحوًا من السجود، وكان يقول:"رب اغفر لي، رب اغفر لي".

ولفظه عند البزار (7/ 335/ 2934): أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "اللَّهُمَّ اغفر لي"، يرددها مرارًا. وإسناده إلى شعبة صحيح كالشمس.

وهو حديث حسن؛ سبق تخريجه في الذكر والدعاء تحت الحديث رقم (82)، ويأتي في السنن برقم (874).

والرجل العبسي هو صلة بن زفر، إذ هو راوي هذا الحديث عن حذيفة، فقد رواه الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، لكن رواه بسياق آخر، وليس فيه موضع الشاهد من الدعاء بين السجدتين [أخرجه مسلم (772)، وهو مخرج في الذكر والدعاء برقم (83)، ويأتي في السنن برقم (871)].

وممن قال بأن الرجل العبسي هذا هو صلة بن زفر: شعبة بن الحجاج راوي الحديث، والنسائيُّ، والبزار، وابن صاعد، وابن القطان الفاسي.

قال النسائي في الكبرى (2/ 149/ 1383): "أبو حمزة عندنا - والله أعلم - طلحة بن يزيد، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة بن زفر".

وقال البزار بعد أن أخرجه فيما رواه الشيوخ عن صلة عن حذيفة، من طريق شعبة عن عمرو به، ثمَّ من طريق العلاء بن المسيّب عن عمرو بن مرة به مرسلًا، قال:"ولم يقل العلاء بن المسيّب في حديثه: عن رجل من بني عبس، إنما أرسله، والرجل من بني عبس يرونه صلة".

وقال ابن القطان في بيان الوهم (5/ 614/ 2832): "والرجل المذكور في إسناده هو: صلة بن زفر، فلا يصد عنه".

وقد احتج به أحمد وأبو داود والنسائيُّ.

قال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله (229): "قلت: ما يقول بين السجدتين؟ قال: "رب اغفر لي، رب اغفر لي" حديث حذيفة.

قال إسحاق: إن شاء قال ذلك ثلاثًا، وإن شاء قال:"اللَّهُمَّ اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني" لأنَّ كليهما يُذكران عن النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين" [وانظر: مسائل أبي داود (240)].

ص: 368

قلت: شتان ما بينهما، فحديث حذيفة ثابت، وحديث ابن عباس منكر.

وقال ابن قدامة في المغني (1/ 309): "المستحب عند أبي عبد الله أن يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي، رب اغفر لي"، يكرر ذلك مرارًا، والواجب منه مرة وأدنى الكمال ثلاث"، إلى أن قال عن حديث حذيفة:"احتج به أحمد".

• تنبيه: روى حفص بن غياث، قال: حدثنا العلاء بن المسيّب، عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد، عن حذيفة، وعن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي، فجئت فقمت إلى جنبه، فافتتح البقرة. . . فذكر الحديث بنحو رواية الجماعة عن الأعمش؛ إلا أنَّه أدرج فيه من حديث العلاء بن المسيّب الدعاء بين السجدتين، فقال: ثمَّ رفع فقال: "رب اغفر لي" نحوًا مما سجد.

واقتصر ابن ماجه منه على هذه الجملة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي، رب اغفر لي".

أخرجه ابن ماجه (897)، وابن خزيمة (684).

قلت: هكذا وهم فيه حفص بن غياث، فأدخل حديثًا في حديث، وأدرج هذه الزيادة في حديث الأعمش، ذلك أن هذا الدعاء بين السجدتين إنما جاء من حديث طلحة بن يزيد عن رجل من بني عبس -وهو: صلة بن زفر-، عن حذيفة، ولم يأت من حديث المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة.

فقد رواه جماعة من أصحاب الأعمش، مثل: أبي معاوية، وشعبة، وعبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، وزائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وأبي عوانة، ومحمد بن فضيل [وهم ثقات، وفيهم أثبت أصحاب الأعمش]؛ فلم يذكروا هذا الدعاء بين السجدتين في حديث الأعمش [راجع تخريجه في الذكر والدعاء برقم (83)، ويصحح إسناده هناك، ويأتي في السنن برقم (871)].

• تنبيه آخر:

قد يفهم البعض من رواية: "رب اغفر لي، رب اغفر لي" الاقتصار على ذلك، بأن يقولها مرتين فقط، وهذا غلط؛ قال شيخ الإِسلام ابن تيمية:"والتثنية يراد بها جنس التعديد من غير اقتصار على اثنين فقط، كما في قوله تعالى: {ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] يراد به مطلق العدد، كما تقول: قلت له مرة بعد مرة، تريد جنس العدد،. . .، كقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه جعل يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي، رب اغفر لي" لم يرد أن هذا قاله مرتين فقط كما يظنه بعض الناس الغالطين؛ بل يريد أنَّه جعل يثني هذا القول ويردده ويكرره، كما كان يثني لفظ التسبيح،. . ." ثمَّ ذكر حديث حذيفة، ثمَّ قال: "وقد صرح في الحديث الصحيح أنَّه أطال الركوع والسجود بقدر البقرة والنساء وآل عمران، فإنَّه قام بهذه السور كلها، وذكر أنَّه كان يقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي

ص: 369