المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌135 - باب القراءة في الفجر - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٩

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌130 - باب تخفيف الأخريين

- ‌15).***131 -باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر

- ‌132 - باب قدر القراءة في المغرب

- ‌133 - باب من رأى التخفيف فيها

- ‌باب تكميلي

- ‌باب القراءة في صلاة العشاء

- ‌134 - باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

- ‌135 - باب القراءة في الفجر

- ‌136 - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب

- ‌137 - باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام

- ‌138 - باب من رأى القراءة إذا لم يجهر الإمام بقراءته

- ‌139 - باب ما يجزئ الأُمِّيَّ والأعجميَّ من القراءة

- ‌140 - باب تمام التكبير

- ‌141 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه

- ‌142 - باب النهوض في الفرد

- ‌143 - باب الإقعاء بين السجدتين

- ‌144 - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌145 - باب الدعاء بين السجدتين

- ‌(14/ 407)].***146 -باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال [وفي نسخة: مع الإمام] رؤوسهنَّ من السجدة

- ‌147 - باب طول القيام من الركوع وبين السجدتين

- ‌148 - باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

- ‌149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يُتمُّها صاحبها تُتَمُّ من تطوُّعِه

- ‌150 - باب تفريع أبواب الركوع والسجود ووضع اليدين على الركبتين

- ‌151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌153 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌154 - باب مقدار الركوع والسجود

- ‌155 - باب أعضاء السجود

- ‌(1/ 236/ 2716).***156 -باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا كيف يصنع

- ‌157 - باب السجود على الأنف والجبهة

- ‌(1/ 306).158 -باب صفة السجود

الفصل: ‌135 - باب القراءة في الفجر

والوجه الثاني: أن يقال: إن معاذًا قد اضطرب في هذا الحديث فرواه مرة موصولًا، ومرة مرسلًا؛ فإن معاذًا لم يكن بذاك الحافظ، ولا كثير الرواية ممن يحتمل من مثله تعدد الأسانيد، والله أعلم.

• هذا من جهة السند؛ فأما من جهة المتن فإن هذا الحديث قد جاء على خلاف الأصل، في تكرار السورة الواحدة في الركعتين جميعًا، وتردُّدُ راويه في أن إعادةَ النبي صلى الله عليه وسلم للسورة هل كان نسيانًا؛ يشير إلى هذا المعنى؛ لكون المعتاد من قراءته صلى الله عليه وسلم أن يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأُولى؛ ولذلك فمن أتى بخلاف ذلك طالبناه بثبوت الدليل، ولا يثبت، والله أعلم.

هذا من وجه، ومن وجه آخر: فإن هذا الحديث يخالف الأحاديث الكثيرة في باب القراءة في الفجر، من كون النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها بطوال المفصَّل، كما في حديث أبي هريرة المتقدم ذكره في شواهد الباب السابق، وكما سيأتي في الباب بعد هذا، فقد صح من حديث أبي برزة: أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة، وصح أنَّه قرأ في الصبح بالصافات، والمؤمنون، والواقعة، وق، والطور، والسجدة، والإنسان، وأقصر سورة قرأ بها صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: سورة التكوير، فليس في شيء من الصحيح أنَّه قرأ بالزلزلة ونحوها في القِصَر، إلا أن يقال بأن هذا كان في السفر، لكنها دعوى لا دليل عليها في هذا الحديث، والله أعلم.

***

‌135 - باب القراءة في الفجر

817 -

. . . إسماعيل، عن أصبغَ مولى عمرو بن حُرَيث، عن عمرو بن حُرَيث، قال: كأني أسمعُ صوتَ النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة: " {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} [التكوير: 15 - 16].

• حديث صحيح.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 359) تعليقًا، وابن ماجة (817)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 38/ 717)، وأبو يعلى (3/ 145 / 463) و (3/ 48/ 1469)، وابن جرير الطبري في المنتخب من ذيل المذيل (58 و 59)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 129)، وابن عدي في الكامل (1/ 408).

هكذا رواه عن إسماعيل بن أبي خالد: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وإبراهيم بن حميد الرؤاسي، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان.

ص: 97

وهذا لفظ عيسى بن يونس، ولفظ ابن نمير عند ابن ماجة: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقرأ في الفجر، كأني أسمعُ قراءته:{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} .

ولفظ الواسطي: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الفجر، فقرأ:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، كأني أسمعُ صوته يقول:{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} ، وقال: ذهبت بي أمي وأبي إليه صلى الله عليه وسلم، فدعا لي بالرزق، وتابعه: أبو أسامة بهذه الزيادة وحدها.

وهذا إسناد صحيح؛ وأصبغ مولى عمرو بن حريث: ثقة، ليس له إلا اليسير من الحديث، ولم يرو عنه سوى إسماعيل بن أبي خالد، وكان قد تغيَّر [التهذيب (1/ 184)، الميزان (1/ 271)، ضعفاء النسائي (63)]، وقد تابعه من موالي عمرو بن حريث: الوليد بن سريع وأبو الأسود سويد المحاربي عند مسلم وغيره، فالحديث صحيح.

قال العقيلي: "فالحديث صحيح إن شاء الله".

• وقد وهم فيه: يحيى بن يمان العجلي [محله الصدق، لكنه كان يحدِّث من حفظه بالتوهم، فيخطئ كثيرًا، ويأتي بعجائب، وكان فُلِج فساء حفظه. التهذيب (4/ 401)، الميزان (4/ 416)، تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (753)]، فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت عمرو بن حريث، يقول: ذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح على رأسي، ودعا لي بالرزق، وسمعته يقرأ:{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} .

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (632)[وتصحف فيه بن اليمان إلى: أبي اليمان]، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 132)، وأبو يعلى (3/ 41/ 1456)، وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 355/ 2584).

قال أبو حاتم وأبو زرعة: "هذا خطأ، وهم فيه يحيى بن يمان، رواه جماعة عن إسماعيل، عن الأصبغ مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث، وهذا الصحيح".

• وله طرق أخرى:

أ - محرز بن عون: ثنا خلف بن خليفة، عن الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث، قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الفجر، فسمعته يقرأ:{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} ، وكان لا يحني رجلٌ منا ظهرَه حتَّى يستتم ساجدًا.

أخرجه مسلم (475)، وتقدم تحت الحديث رقم (622).

ب - ورواه مسعر، والمسعودي [من رواية وكيع وأبي نعيم عنه، وهما ممن سمع منه قبل الاختلاط]:

عن الوليد بن سريع، عن عمرو بن حريث، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، وسمعته يقول:{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} .

أخرجه مسلم (456)، وتقدم تحت الحديث رقم (622).

وانظر في المناكير: تاريخ بغداد (14/ 234).

ج - ورواه محمد بن جعفر غندر، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وبدل بن المحبر:

ص: 98

عن شعبة، عن الحجاج بن عاصم [المحاربي]، عن أبي الأسود، عن عمرو بن حريث، قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح، فسمعته يقرأ:{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} .

أخرجه النسائي في الكبرى (10/ 325/ 11586)، وفي الرابع من الإغراب (45)، وأحمد (4/ 307)، ووكيع في أخبار القضاة (3/ 145)، والدولابي في الكنى (1/ 331/ 593).

وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات؛ أبو الأسود سويد المحاربي مولى عمرو بن حريث: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (4/ 481)]، وحجاج بن عاصم المحاربي، قاضي الكوفة: روى عنه شعبة، وقال أبو حاتم:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (1/ 359)].

• وفي الباب أحاديث:

1 -

حديث أبي برزة:

يرويه شعبة، عن أبي المنهال، عن أبي برزة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر إذا زالت الشمس، ويصلي العصر وإن أحدنا ليذهب إلى أقصى المدينة ويرجع والشمس حية، ونسيت المغرب، وكان لا يبالي تأخير العشاء إلى ثلث الليل، -قال: ثم قال: إلى شطر الليل- قال: وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها، وكان يصلي الصبح ويعرف أحدنا جليسه الَّذي كان يعرفه، وكان يقرأ فيها من الستين إلى المائة.

أخرجه البخاري (541 و 771)، ومسلم (647/ 235 و 236)، وتقدم برقم (398)، وانظر بقية طرقه هناك.

وجاء على حواشي بعض النسخ قبل حديث الباب لأبي داود، وهي إحدى الروايات إلى الرملي واللؤلؤي: حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن أبي المنهال، عن أبي برزة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر، ويعرف أحدنا جليسه الذي كان يعرفه، ويقرأ فيها من الستين إلى المائة.

وكأنه أشار في التحفة (8/ 237/ 11605 - ط دار الغرب) إلى هذا الموضع، والله أعلم.

2 -

حديث أبي هريرة، وأنس:

يرويه الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، قال: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلانٍ [لأمير كان بالمدينة]، فصلينا وراء ذلك الإنسان، وكان يطيل الأوليين من الظهر، ويخفف في الأخريين، ويخفف في العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، ويقرأ في العشاء بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} وأشباهها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين.

وفي رواية: ويقرأ في المغرب بقصار المفصَّل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصَّل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصَّل.

ص: 99

حديث صحيح، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (815).

3 -

حديث عبد الله بن السائب:

يرويه ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، يقول: أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن المسيَّب العابدي، وعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن السائب، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح سورة المؤمنين، حتَّى إذا جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر موسى وعيسى، ابن عباد يشك، أو اختلفوا - أخذت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سَعْلةٌ، فحدف فركع، وعبد الله بن السائب حاضر لذلك.

أخرجه مسلم (455)، وتقدم برقم (649).

4 -

حديث أم سلمة:

رواه مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال:"طوفي من وراء الناس، وأنت راكبة"، قالت: فطفتُ راكبةً بعيري، رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت، وهو يقرأ بـ {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)} [وهو حديث متفق عليه، تقدم تخريجه تحت الحديث الأسبق (815)].

وفيه تعيين السورة وليس فيه تعيين الصلاة، وقد جاء تعيين الصلاة [عند البخاري (1626)] من رواية هشام بن عروة، عن عروة، عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم،

وفيه: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك، والناس يصلون".

5 -

حديث قطبة بن مالك:

يرويه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبو عوانة، وشعبة، ومسعر بن كدام، وزائدة بن قدامة، وشيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية النحوي، وورقاء بن عمر، وإسرائيل بن أبي إسحاق [وهم ثقات]، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي [صدوق، اختلط، رواه عنه: أبو نعيم وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وأبو داود الطيالسي، وأبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي، وأبو النضر هاشم بن القاسم]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، وأشعث بن سوار [ضعيف]، والوليد بن عبد الله بن أبي ثور [ضعفوه]:

عن زياد بن علاقة، عن عمه [وفي رواية: سمعت عمِّي] قطبة بن مالك، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر [بقاف]:{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} .

وفي رواية زائدة: صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم الفجر، فقرأ في الركعة الأُولى:{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} .

وفي رواية الثوري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأُولى من صلاة الفجر: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} [ق: 10].

ص: 100

وفي رواية المسعودي: صليتُ، وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ:{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} حتَّى قرأ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} ، قال: فجعلت أردِّدُها، ولا أدري ما قال.

وفي رواية عنه: قال قطبة: فجعلت أقول له: ما بُسُوقُها؟ فقال: طولها.

أخرجه مسلم (457)، والبخاري في خلق أفعال العباد (299)، وفي التاريخ الكبير (7/ 191)، وأبو عوانة (1/ 481/ 1787 - 1789)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 76 و 77/ 1012 - 1014)، والترمذي (306)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 184/ 287)، والنسائي في المجتبى (2/ 157/ 950)، وفي الكبرى (1/ 489/ 1024) و (10/ 270/ 11457)، وابن ماجة (816)، والدارمي (1/ 337/ 1297) و (1/ 338/ 1298)، وابن خزيمة (1/ 264/ 527) و (3/ 41/ 1591)، وابن حبان (5/ 121 / 1814)، والحاكم (2/ 464)، وأحمد (4/ 322)، والشافعي في اختلاف الحديث (10/ 43/ 34 - أم)، وفي السنن (86)، والطيالسي (2/ 584/ 1352)، وعبد الرزاق (2/ 115/ 2719)، والحميدي (825)، وابن أبي شيبة (1/ 310/ 3541)، وأبو عمر الدوري في جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم (107)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (3/ 25/ 3684 و 3685) و (1/ 512/ 2096 - السفر الثاني)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 468/ 1273) و (5/ 132/ 2675)، والبزار (9/ 153 و 154/ 3703 - 3705)، وأبو يعلى (12/ 231/ 6841)، وأبو العباس السراج في مسنده (133 و 136)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (5/ 64/ 1984)، وابن قانع في المعجم (2/ 363)، والطبراني في الكبير (19/ 17 - 19/ 25 - 35)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (9/ 95)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 2343/ 5756 - 5758)، وفي الحلية (7/ 237)، والبيهقي (2/ 388 و 389)، والخطيب في المبهمات (275)، وفي تاريخ بغداد (1/ 303) و (2/ 89 و 91)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 77/ 602)، وأبو موسى المديني في اللطائف (522).

قال الحاكم بعد أن أخرجه من طريق هاشم بن القاسم عن المسعودي، وفيه تفسير البسوق:"قد أخرج مسلم هذا الحديث بغير هذه السياقة، ولم يذكر تفسير البسوق فيه، وهو صحيح على شرطه".

وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا قطبة بن مالك، ولا نعلم يروي عن قطبة إلا زياد بن علاقة، وزاد أبو المنذر عن المسعودي: وبُسُوقُها طولها، وإنما هو من كلام قطبة، فأدخله في الرفع، وهِمَ فيه".

قلت: وهو كما قال، وتفسير البسوق لم يأت إلا في رواية المسعودي، وفي رواية من روى عنه بعد الاختلاط؛ فأنى يقال بأنه على شرط مسلم!؟ فالحديث صحيح بدون تفسير البسوق فيه، والله أعلم.

ص: 101

6 -

حديث جابر بن سمرة:

وله طرق، منها:

أ - شعبة، عن سماك، سمع جابر بن سمرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، وفي العصر نحوَ ذلك، وفي الصبح أطولًا من ذلك.

أخرجه مسلم (459/ 170)، وتقدم برقم (806)، وانظر طرقه هناك.

هكذا رواه عن شعبة: معاذ بن معاذ العنبري [ثقة متقن، من أثبت أصحاب شعبة]، وعبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت حافظ، من أثبت أصحاب شعبة].

ورواه أبو داود الطيالسي [وهو: ثقة حافظ، له أغلاط، عن شعبة، واختلف الحفاظ عليه في تعيين السورة المقروء بها في الظهر والعصر، لكنهم اتفقوا على الشطر الأخير من الحديث: ويقرأ في الصبح بأطول من ذلك.

وممن رواه من الحفاظ عن الطيالسي هكذا: أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن حكيم المقوم، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو الخطاب زياد بن يحيى، وهارون بن عبد الله الحمال، وعقبة بن مكرَم العمي، ويونس بن حبيب.

• إذا ظهر لك ذلك؛ تبين لك نكارة وبطلان ما رواه الطبراني في الأوسط (4/ 175/ 3903)، قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: نا عبد الله بن عمران الأصبهاني، قال: نا أبو داود الطيالسي، قال: نا شعبة وأيوب بن جابر، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بـ {يس} .

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا شعبة وأيوب بن جابر، ولا رواه عنهما إلا أبو داود، تفرد به: عبد الله بن عمران".

قلت: أيوب بن جابر السحيمي: ضعيف؛ ولفظ حديثه عند الطبراني في الكبير (2/ 251 / 2055) بغير هذا السياق، وعبد الله بن عمران الأصبهاني: صدوق يغرب [التهذيب (2/ 396)]، وشيخ الطبراني: علي بن سعيد بن بشير الرازي: حافظ، رحال، جوال؛ إلا أنهم تكلموا في حفظه، وتفرد بأشياء لم يتابع عليها [اللسان (5/ 542)]، فلا أدري من الَّذي جاء به؟.

قال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 433): "فلعل بعض الرواة حمل حديث أيوب بن جابر على حديث شعبة، وأيوب بن جابر: ضعيف".

قلت: هو حديث باطل بهذا السياق.

ب - وروى سفيان الثوري، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وأسباط بن نصر، وعمرو بن أبي قيس، وأيوب بن جابر السحيمي [ضعيف]:

عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلوات نحوًا من صلاتكم، وكان يؤخِّر العتَمة بعد صلاتكم شيئًا، وكان يخفف الصلاة.

زاد الثوري وإسرائيل: كانت صلاته أخف من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.

ص: 102

أخرجه مسلم (643)، وتقدم تحت الحديث رقم (795).

ج - وروى زائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وإسرائيل، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، ويزيد بن عطاء [اليشكري: لين الحديث]:

قال زائدة: حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في [صلاة] الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا.

ولفظ زهير: عن سماك، قال: سألت جابر بن سمرة: عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يخفِّف الصلاة، ولا يصلي صلاة هؤلاء، قال: وأنبأني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ونحوها.

أخرجه مسلم (458)، وتقدم تحت الحديث رقم (795).

زاد فيه يزيد بن عطاء في آخره: وكان يقرأ في صلاة الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، و {يس} ، ونحو ذلك [عند الطبراني في الكبير (2052)].

وهي زيادة منكرة؛ تفرد بها يزيد دون من رواها عن سماك من الثقات.

د - وروى عمرو بن أبي قيس [ليس به بأس، وله أوهام عن سماك]، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: من حدَّثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر جالسًا فكذِّبه؛ فأنا شهِدْته كان يخطب قائمًا، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب خطبةً أخرى.

قلت: كيف كانت خطبته؟ قال: كلامٌ يعظُ به الناسَ، ويقرأ آياتٍ من كتاب الله صلى الله عليه وسلم ثم ينزل، وكانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا، يقرأ بنحو {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَالسَّمَاءُ وَالطَّارِقِ} ، إلا صلاة الغداة،

الحديث.

تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (805).

هـ - وروى أسباط بن نصر، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر بـ {يس} ، و {حم} ، ونحو ذلك.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (130)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (1914).

وهذا حديث منكر بهذا السياق؛ أسباط بن نصر: ليس بالقوي، قال الساجي:"روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب"[التهذيب (1/ 109)].

و - ورواه يحيى بن أبي أنيسة، عن سماك بن حرب، عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا في صلاة الفجر ببعض الحواميم وبالطور ونحوها، ويقرأ بنا في سائر الصلوات بـ {وَالسَّمَاءُ وَالطَّارِقِ} ونحوها.

أخرجه أبو طاهر المخلص في الرابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (109)(724 - المخلصيات)، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (805).

وهو حديث منكر بهذا السياق؛ يحيى بن أبي أنيسة: متروك الحديث [التهذيب (4/ 341)].

ص: 103

7 -

حديث ابن عمر:

روى ابن أبي ذئب، قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف، ويؤمُّنا بالصافات في صلاة الفجر.

وهو حديث مدني حسن، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (795).

8 -

حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

يرويه عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وعبد الرزاق بن همام، والحسين بن حفص، وعبد الله بن الوليد العدني [وهم ثقات]:

عن الثوري [ثقة حافظ، إمام حجة]، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنَّه صلى صلاة الصبح، فقرأ [سورة] الروم والتبس عليه، فلما صلى قال:"ما بال أقدوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور [وفي رواية: بغير طهور]؟! [من صلى معنا فليحسن طهوره]، فإنما يلبس علينا القرآنَ أولئك".

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 156/ 947)، وفي الكبرى (1/ 488/ 1021)، وأحمد (5/ 363)، وعبد الرزاق (2/ 116/ 2725)، وأبو العباس الأصم في جزء من حديثه (32 - رواية الطرازي)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3138/ 7227)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (2/ 583/ 846)، والبيهقي في الشعب (3/ 25 / 2767)، والضياء في المختارة (4/ 317/ 1497).

• ورواه محمد بن جعفر غندر [ثقة، من أثبت الناس في شعبة]:

حدثنا شعبة [ثقة حافظ، إمام حجة]، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت شبيبًا أبا روح، يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنَّه صلى الصبح فقرأ فيها الروم فأوهم،

فذكره.

قال شعبة: فذكر الرُّفْغَ [يعني: وسخ الظفر. تهذيب اللغة (8/ 114)]، ومعنى قوله: إنكم لستم بمتنظِّفين.

أخرجه أحمد (3/ 471) و (5/ 368)(10/ 5487/ 23595 - ط المكنز)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (4/ 317/ 1498).

هكذا رواه عن شعبة أحد أثبت أصحابه والمكثرين عنه؛ خالفه:

مؤمَّل بن إسماعيل [صدوق، كثير الغلط، كان سيئ الحفظ]: نا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح، عن الأغر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم[وفي رواية البغوي: من بني غفار، يقال له: الأغر، وفي رواية البزار وأبي نعيم: عن الأغر المزني]، قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم[صلاة الفجر]، وقرأ سورة الروم.

أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 41/ 2579) و (5/ 270/ 2796)، والبزار (1/ 234/ 477 - كشف الأستار)، والبغوي في معجم الصحابة (1/ 129/ 96)،

ص: 104

والطبراني في الكبير (1/ 301/ 881)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 333/ 1049)، والضياء في المختارة (4/ 316 / 1496).

قال أبو نعيم بأن راوي هذا الحديث هو الأغر المزني، وأخرجه الطبراني في ترجمة الأغر المزني، بينما أخرجه البغوي في ترجمة الأغر الغفاري، كما وقع هكذا في سنده، وأما ابن أبي عاصم فلم ينسبه، ووقع في روايته مهملًا، وقال في الموضع الثاني:"ولم ينسبه، ولا أدري: المزني، أو جهني، أو غيره"، وترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب (97) بالأغر الغفاري، وذكر له هذا الحديث الواحد، وقال:"ولم يرو عنه إلا شبيب أبو روح وحده فيما علمت"[وانظر: الإصابة (1/ 97)، اللسان (2/ 214)].

قلت: تعيين صحابي هذا الحديث لا يثبت، فهي رواية منكرة، تفرد بها مؤمل دون أصحاب شعبة الثقات، وقد رواه الثوري مبهمًا، وهو الصواب.

• ورواه زائدة بن قدامة [ثقة ثبت]: حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت شبيبًا أبا روح من ذي الكلاع، أنَّه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ بالروم، فتردَّد في آية، فلما انصرف قال:"إنه يلبس علينا القرآن، أن أقوامًا منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء".

أخرجه أحمد (3/ 472)، وابن قانع في المعجم (1/ 346) و (3/ 132).

هكذا رواه زائدة بدون ذو الصحابي المبهم، وجعله من مسند شبيب، ولم ينفرد به؛ فقد تابعه على ذلك:

أ - أبو الأشهب [جعفر بن حيان العطاودي: ثقة]، رواه عن عبد الملك بن عمير، عن أبي روح مُرٍّ [يمكن أن تكون تصحفت عن: من] ذي الكلاع - كذا قال -، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فقرأ بسورة النور، فتردَّد في آية، ثم قال:"إنه يلبس عليَّ القرآنَ أقوامٌ منكم لا يحسنون الوضوء، فمن شهد منكم معنا فليحسن الوضوء".

أخرجه ابن قانع في المعجم (3/ 132)، وانظر: الإصابة (3/ 393) و (6/ 354).

ب - د - ورواه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري [ثقة]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة]، وعَبيدة بن حميد [ثقة]:

عن عبد الملك بن عمير، عن أبي روح الشامي، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، فقرأ فيها سورة الروم فتردد فيها، فلما انفتل قالوا: يا رسول الله لقد ترددت في هذه السورة؟ قال: "إنما يلبس علينا الصلاة قوم يحضرون صلاتنا بغير الطهور، فمن حضرها فليحسن الطهور". لفظ السكري، ولفظ جرير وعبيدة بنحوه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 14/ 34)، والمحاملي في أماليه (179 - رواية ابن مهدي الفارسي)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (2/ 579/ 845).

هـ - ورواه شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي روح الكلاعي، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً، فقرأ فيها سورة

ص: 105

الروم، فلبس عليه بعضها، قال:"إنما لبس علينا الشيطان القراءة من أجل أقوام يأتون الصلاة بغير وضوء، فإذا أتيتم الصلاة فأحسنوا الوضوء".

أخرجه أحمد (3/ 471).

• ورواه معمر بن راشد [ثقة]، عن عبد الملك بن عمير؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم.

أخرجه عبد الرزاق (2/ 117/ 2730)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (2/ 583/ 847).

هكذا رواه معمر مرسلًا، فلم يذكر أحدًا فوق عبد الملك.

قال ابن منده في الكنى (2754): "أبو روح: شبيب بن نعيم، وهو ابن أبي روح، شامي حمصي، ذُكِر في الصحابة، ولا يصح، وهو تابعي"، قلت: وهو كما قال؛ فإنه يروي عن الصحابة والتابعين.

وقال ابن عبد البر في ترجمة شبيب بن ذي الكلاع: "حديثه هذا مضطرب الإسناد"[الاستيعاب (1190)].

قلت: وهذا هو الصواب؛ هو حديث مضطرب الإسناد، اضطرب فيه عبد الملك بن عمير؛ فإنه لم يكن بالحافظ، والحفاظ يختلفون عليه [انظر: هدي الساري (443)، التهذيب (2/ 620)، الميزان (2/ 660)، انظر فيما تقدم الحديث رقم (653)].

وقد اختلف الثقات عليه في هذا الحديث، فرواه الثوري وشعبة بزيادة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الإسناد ولم يذكر شبيب منه سماعًا، ورواه بدون هذه الزيادة: زائدة وأبو الأشهب وأبو حمزة السكري وجرير وعبيدة وشريك، ورواه معمر فلم يعدُ عبد الملك.

قال أحمد: "عبد الملك: مضطرب الحديث، قلَّ حديثٌ يرفعه لا يختلف فيه"[سؤالات أبي داود (365)]، وقال أيضًا:"مضطرب الحديث، قلَّ من روى عنه إلا اختلف عليه"[سؤالات المروذي (197 و 131)]، وقال أيضًا:"سماك بن حرب أصلح حديثًا من عبد الملك بن عمير، وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ]، وقال أيضًا: "عبد الملك بن عمير: مضطرب الحديث جدًّا مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها" [الجرح والتعديل (5/ 360)].

فظهر بهذا أن هذا الاختلاف إنما هو من عبد الملك نفسه، اضطرب فيه، ولم يُقِم إسناده، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن شبيب بن نعيم هذا ليس بذاك المشهور، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات، منهم حريز بن عثمان، وقال ابن القطان الفاسي:"لا تُعرف حاله"[التاريخ الكبير (4/ 231)، الجرح والتعديل (4/ 358)، الثقات (4/ 359)، بيان الوهم (2/ 223/ 206) و (5/ 31/ 2274)، التهذيب (2/ 152)]، وقد جاءنا بحديث يخالف أصلًا من الكتاب والسُّنَّة؛ فمن الكتاب: قول الله تبارك وتعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} .

ص: 106

ومن السُّنَّة: حديث أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القومُ ألقَوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال:"ما حملكم على إلقائِكم نعالَكم؟ " قالوا: رأيناك ألقيتَ نعليك فألقَينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذَرًا -أو قال: أذىً-"، وقال:"إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذَرًا أو أذىً، فليمسحْه، وليصلِّ فيهما"، وهو حديث صحيح تقدم برقم (650)، وسبق تخريجه تحت الحديث رقم (387).

فهنا قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه وبهما نجاسة، فلم ينصرف من صلاته، ولم يوهم فيها، ولم يلتبس عليه القرآن، وإنما جاءه جبريل فأخبره بذلك فخلعهما وأتم صلاته.

ومما يؤكد عدم حمل حديث أبي سعيد على ما يستقذر من الطاهرات ما ثبت من حديث أَنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة، فشق ذلك عليه، حتَّى رُئي في وجهه فقام فحكه بيده، فقال:"إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنه يناجي ربه، -أو: إن ربه بينه وبين القبلة -، فلا يبزقن أحدكم قِبَل قبلته، ولكن عن يساره، أو تحت قدمه"، ثم أخذ طرف ردائه، فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض، فقال:"أو يفعل هكذا"[أخرجه البخاري (405)، وسبق تخريجه تحت الحديث رقم (395)]، فكيف يجوِّز البصق تحت القدم في المسجد أو في الثوب، ثم يأتيه جبريل ليأمره بخلع نعليه لأنَّ فيهما ما هو في حكم البصاق والمخاط من الطاهرات.

وفي المقابل فكيف تؤثر طهارة المأموم ونظافته [كما جاء في شواهد حديث شبيب، والتي لا يصح منها شيء، إنما هي مراسيل، انظر مثلًا: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 332 و 334)، مسند البزار (5/ 279/ 1893)، ضعفاء العقيلي (2/ 221)، المجروحين (1/ 379)، المعجم الكبير (10/ 185/ 10401)، أحكام القرآن للجصاص (1/ 82)]، كيف تؤثر في قراءة الإمام، ولو كان ذلك مطردًا لما استطاع إمام أن يتم قراءته إلا وأوهم فيها؛ إذ لا يسلم المأمومون من عدم كمال طهارتهم ونظافتهم، فضلًا عن كون بعضهم قد يحضر الصلاة وهو على غير طهارة، فضلًا عن ارتكاب المعاصي والكبائر، فضلًا عن أهل النفاق، والله أعلم.

وقال ابن كثير في تفسيره (3/ 442): "وهذا إسناد حسن، ومتن حسن، وفيه سر عجيب ونبأ غريب، وهو أنَّه صلى الله عليه وسلم تأثر بنقصان وضوء من ائتم به، فدل ذلك على أن صلاة المأموم متعلقة بصلاة الإمام".

وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 432): "هذا حديث حسن".

هذا مع ما علمت ما فيه من نكارة المتن، واضطراب إسناده، والله أعلم.

9 -

حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان:

يرويه عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: ما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلا من وراء نبي الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي بها [في] الصبح.

ص: 107

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 157 / 949)، وفي الكبرى (1/ 489/ 1023) و (10/ 270/ 11456)، وأحمد (6/ 463)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (6/ 463)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 137/ 3363)، والمحاملي في الأمالي (109 - رواية ابن البيع)، وابن عدي في الكامل (4/ 285)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3575/ 8066).

قال ابن عدي بعد أن أخرج هذا الحديث في ترجمة ابن أبي الرجال: "وابن أبي الرجال هذا قد وثقة الناس، ولولا أن في مقدار ما ذكرتُ من الأخبار بعض النكرة لما ذكرت، وحديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام: ابن أبي الرجال يرويه عنه"؛ يعني: أنَّه يتفرد به عنه، ولا يُعرف إلا به، وقد خالفه فيه الناس، لذا عده فيما يستنكر عليه.

هكذا جعل ابن أبي الرجال هذه الواقعة في صلاة الصبح، وقد خولف في ذلك:

• فقد رواه سليمان بن بلال [مدني ثقة]، ويحيى بن أيوب [الغافقي المصري: ليس به بأس]:

عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أُختِ لعمرة [وفي رواية يحيى بن أيوب: كانت أكبر منها]، قالت: أخذتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر، في كل جمعة.

أخرجه مسلم (872)، وأبو عوانة (18/ 321/ 23686 - إتحاف المهرة)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 458/ 1958)، وأبو داود (1102 و 1103)، والبيهقي (3/ 211).

وهكذا رواه جماعة عن أم هشام بنت حارثة، ويأتي تخريجه بتمامه في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى.

وعليه: فإن هذا وهم من عبد الرحمن بن أبي الرجال، وهو: ليس به بأس، يخطئ في حديث عمرة، والمحفوظ رواية الجماعة، وأن قراءة سورة ق كانت على المنبر في خطبة الجمعة، والله أعلم.

وأما ما روي عند الطبراني في الكبير (25/ 343/142) من ورود هذه اللفظة: في صلاة الصبح، فإنما هي وهمٌ ظاهر يحتمل أن يكون من النساخ أو من غيرهم، وفي إسناده سقط ظاهر في اسم أحد الرواة، ودخول حديث في حديث، وانتقال بصر، لعله يأتي التنبيه عليه عند التفصيل في الموضع المذكور من السنن إن شاء الله تعالى.

10 -

حديث أبي برزة:

يرويه معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي برزة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح بـ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} .

أخرجه عبد الرزاق (2/ 118/ 2732)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (2/ 618/ 917).

ص: 108

رجاله ثقات، ولا أظن أبا إسحاق سمع أبا برزة الأسلمي، فإن أبا برزة ممن نزل البصرة، وغزا خراسان ومات بها، يروي عنه أهل البصرة، وأبو إسحاق كوفي، ولا يُعرف بالرواية عن أبي برزة أصلًا، ولم يُذكر له سماع منه ولا رواية، ومعمر بن راشد أين هو من أصحاب أبي إسحاق؟! معمر من أثبت الناس في الزهري وابن طاووس، وكان يضعِّف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة [انظر: شرح العلل (2/ 709 و 774)]، فلا يثبت مثل هذا الإسناد.

وقد اختلف فيه على عبد الرزاق راويه عن معمر، فهكذا رواه عنه إسحاق بن إبراهيم الدبري، وقد تُكُلِّم في روايته عن عبد الرزاق، فإنه ممن سمع من عبد الرزاق بأخرة بعدما عمي وأضر، كما أن الدبري كان يصحف، ويحرف [شرح العلل لابن رجب (2/ 754)، اللسان (2/ 36).

وخالفه: محمد بن أبان بن وزير البلخي [ثقة حافظ]، فقال: نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن رجل؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} .

أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (2/ 618/ 917)، بإسناد صحيح إلى محمد بن أبان البلخي.

وهذه الرواية أولى من رواية الدبري، وضعفها ظاهر لأجل المبهم، وأبو إسحاق لم يذكر منه سماعًا، ولم يصرح بكونه صحابيًّا، والله أعلم.

11 -

حديث أبي سعيد الخدري:

يرويه سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وحماد بن سلمة، وشريك بن عبد الله النخعي، وغيرهم:

عن أبي هارون العبدي، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر بأقصر سورتين من القرآن، فقلت: يا رسول الله! صليت بنا اليوم صلاةً ما كنت تصليها؟ قال: "إني سمعت صوت صبي في صف النساء"، زاد في رواية:"فأحببت أن تفرغ إليه أمه".

أخرجه عبد الرزاق (2/ 364/ 3721)، وابن أبي شيبة (1/ 407/ 4681)، وعبد بن حميد (952)، وابن أبي داود في المصاحف (503 و 504)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (1/ 163/ 441)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (88).

وإسناده واهٍ؛ أبو هارون عمارة بن جوين العبدي البصري: متروك، كذبه جماعة [التهذيب (3/ 207)] [وانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 126/ 349)].

• ورُوي نحوه من حديث أَنس، وهو حديث منكر، ومن حديث البراء بن عازب، وهو شاذ سبق تخريجهما تحت الحديث رقم (789).

ص: 109

12 -

حديث رفاعة الأنصاري:

قال الطبراني في الكبير (5/ 43/ 4538): حدثنا المقدام بن داود: ثنا أسد بن موسى: ثنا ابن لهيعة: ثنا عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشجِّ، عن خلاد بن السائب، عن رفاعة الأنصاري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يُقرَأُ في الصبح بدون عشرين أيةً، ولا يُقرَأُ في العشاء بدون عَشْرِ آياتٍ".

وهو حديث منكر، تقدم تحت الحديث رقم (815).

13 -

حديث أبي أيوب:

يرويه محمد بن عمر الواقدي: حدثنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي أيوب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح: " {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} .

أخرجه الحارث بن أبي أسامة (173 - زوائده)(3/ 772/ 431 - مطالب)، وأبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (194)(438 - مجموع مصنفاته)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 938/ 2423).

قلت: هذا حديث باطل؛ تفرد به الواقدي، وهو: متروك، واتُّهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (3/ 658)]، وانظر: المبهمات للخطيب البغدادي (12).

14 -

حديث ابن عباس:

يرويه محمد بن عمر الواقدي: ثنا داود بن خالد بن دينار، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ في الصبح {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} .

أخرجه الحارث بن أبي أسامة (174 - زوائده)(3/ 773/ 432 - مطالب)، وأبو جعفر ابن البختري في جزء فيه ثلاثة مجالس من أماليه (4)(203 - مجموع مصنفاته).

قلت: وهذا مثل سابقه: حديث باطل بهذا الإسناد.

ورواه الطبراني في الكبير (11/ 109/ 11276)، قال: حدثنا مسعود بن محمد الرملي أبو الجارود [روى عنه جماعة، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وله أفراد، ويروي نسخة عن ابن لهيعة بهذا الإسناد. المعجم الأوسط للطبراني (8615 - 8620 و 8623 - 8629)، أطراف الغرائب والأفراد (5/ 139/ 4930)، مجمع الزوائد (5/ 31)، راجع ترجمته تحت الحديث (242)]: ثنا عمران بن هارون الرملي [الصوني: قال أبو زرعة: "صدوق"، وروى عنه، وقال ابن حبان في الثقات: "يخطئ ويخالف"، وقال ابن يونس: "في حديثه لين"، الجرح والتعديل (6/ 307)، الثقات (8/ 498)، تاريخ الإسلام (16/ 308)، اللسان (4/ 404)]: ثنا ابن لهيعة: حدثني بكر بن عمرو، عن رباح أبي سعيد المكي، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ في صلاة الصبح بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} و {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} .

ص: 110

قلت: وابن لهيعة: ضعيف؛ وخالفه حيوة بن شريح:

فقد روى أحمد بن عيسى [ابن حسان المصري: صدوق]، سمع ابن وهب [ثقة حافظ]، عن حيوة [هو: ابن شريح التجيبي المصري: ثقة ثبت]، قال: أخبرني بكر بن عمرو [هو: المعافري المصري: صدوق]، قال: قال أبو سعيد المكي؛ سمع عبد الله بن بديل، قال: أخبرني ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ في الصبح بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} .

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 57) في ترجمة عبد الله بن بديل.

قلت: وهذا حديث ضعيف؛ رباح أبو سعيد المكي: سئل أبو زرعة عنه؟ فقال: "لا أعرفه، ولا أعرف عبد الله بن بديل"، وابن بديل ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته [الجرح والتعديل (3/ 489)، فتح الباب (3271)، ذيل الميزان (366)، اللسان (3/ 443)، [الجرح والتعديل (5/ 14)، الثقات (5/ 49)].

15 -

حديث أَنس:

يرويه سهيل بن أبي حزم، عن ثابت البناني، عن أَنس بن مالك، قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤون القرآن من أوله إلى آخره في الفرائض"، زاد في رواية: حتَّى يختموه.

أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 123/ 8162)، والبيهقي في الشعب (2/ 413/ 2245)، وأبو طاهر السلفي فيما انتخبه على شيخه أبي الحسين الطيوري "الطيوريات"(51).

من طريق أبي قتيبة سلم بن قتيبة، عن سهيل به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا سهيل، تفرد به: أبو قتيبة"؛ يعني: سلم بن قتيبة الشعيري، وهو: ثقة.

قلت: هو حديث منكر؛ سهيل بن أبي حزم: ضعيف؛ روى أحاديث منكرة لم يتابع عليها، وقد تفرد بهذا عن ثابت البناني، ولم يتابع عليه، فهو من مناكيره [التهذيب (2/ 128)، الميزان (2/ 244)].

وقد سأل ابن هانئ في مسائله (2334) الإمامَ أحمد عن هذا الحديث، فقال الإمام:"هذا حديث منكر".

• وأما حديث عقبة بن عامر في قراءة المعوِّذتين في السفر في صلاة الفجر، وما كان في معناه، فسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في باب قصر قراءة الصلاة في السفر، عند الحديث رقم (1221)، وحديث عقبة هذا عند أبي داود برقم (1462 و 1463).

• وأما القراءة في فجر الجمعة: فنذكر أحاديثه في موضعه من السنن برقم (1074 و 1075)، إن شاء الله تعالى.

• قال الترمذي: "حديث قطبة بن مالك: حديث حسن صحيح.

ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قرأ في الصبح بالواقعة، ورُوي عنه أنَّه كان يقرأ في الفجر من ستين آيةً إلى مائة، ورُوي عنه أنَّه قرأ:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، ورُوي عن عمر أنَّه كتب إلى أبي موسى أن: اقرأ في الصبح بطوال المفصَّل.

ص: 111