الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَيُؤْمِنُونَ بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ، فَأَمَّا الْفِتْنَةُ؛ فَإِنَّ النَّاسَ يُمْتَحَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: رَبِّيَ اللهُ، وَالْإِسْلَامُ دِينِي، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم نَبِيِّي، وَأَمَّا المُرْتَابُ؛ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ؛ لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ، فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصَعِقَ.
الشرح
قوله: «فَيُؤْمِنُونَ بِفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ» وهذا مما يعتقده أهلُ السنة وسلفُ الأمة، قال شيخ الإسلام:«مذهب سلف الأمة وأئمتِها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب»
(1)
.
قوله: «فَيُضْرَبُ بِمِرْزَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ» ما ذكره المُصَنِّف جاء من حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه في «سنن أبي داود» و «أحمد»
(2)
، وقد صحَّحه ابن القيم في «الرُّوح»
(3)
.
و (المرزبة): المطرقة، ويقال: مرزبة وإرزبة، والمعنى واحد.
وسبق في شرح «لامية ابن تيمية» رحمه الله الكلام عن
فتنة القبر وعذاب القبر
وكل هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم واقع، وقد أخبر به الله تعالى في قوله:{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} [المرسلات:7].
(1)
مجموع الفتاوى (4/ 284).
(2)
سنن أبي داود (4/ 239) رقم (4753) والمسند (30/ 576) رقم (18614).
(3)
ص (48).