الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ: أَنَّ الدِّينَ وَالْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، قَوْلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالجَوَارِحِ،
الشرح
الفرق بين أقوال القلوب وأعمالها
هو: أن أقوال القلوب هي العقائد التي يعتقدها المرءُ في قلبه.
أما أعمال القلوب: فهي ثمرة هذه العقائد، وما ينتج منها؛ من محبة الله ورسوله، ومحبة الخير، وبغض الشر، ونحو ذلك من أعمال القلوب.
قال ابن القيم رحمه الله: «الإيمان له ظاهر وباطن، فظاهرُه قول اللسان وعمل الجوارح، وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته، فلا ينفع ظاهرٌ لا باطنَ له، ولا يُجزي باطن لا ظاهر له»
(1)
.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى: «المراد بقول القلب: تصديق القلب وإقراره ومعرفته
…
وأما عمله فهو الانقياد»
(2)
.
ثم قال: «ويدخل في هذا: أعمالُ القلوب التي أوجبها الله ورسوله وجعلها من الإيمان؛ مثل: حب الله ورسوله، وخشية الله
…
»
(3)
.
(1)
بدائع الفوائد (3/ 710).
(2)
مجموع الفتاوى (17/ 186).
(3)
مجموع الفتاوى (17/ 186).
وَأَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالمَعْصِيَة، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ المَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ؛ كَمَا يَفْعَلُهُ الخَوَارِجُ، بَلِ الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ ثَابِتَةٌ مَعَ المَعَاصِي؛ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 178].
وَلَا يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الْمِلِّيَّ اسمَ الإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ،
الشرح
وقوله: «وَأَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالمَعْصِيَة» قد مر هذا في «شرح الحائية» تحت قول الناظم:
وَقُلْ: إِنَّمَا الإِيمَانُ: قَوْلٌ وَنِيَّةٌ
…
وَفِعْلٌ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ مُصَرَّحُ
وَيَنْقُصُ طَوْرًا بِالمَعَاصِي وتَارَةً
…
بِطَاعَتِهِ يَنْمِي وَفِي الْوَزْنِ يَرْجَحُ
وعلى هذا فالإيمان يتفاضل عند أهل السنة، خلافًا للمرجئة الذين يقولون: إن الإيمان إذا ثبت في قلب المسلم فلا يزيد ولا ينقص.
وقوله: «وَلَا يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الْمِلِّيَّ اسمَ الإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ» لا يسلبون: لا يَنفُون، والفاسق: الخارج عن طاعة الله، والمراد به هنا: مرتكب الكبيرة، كالزنا وشرب الخمر ونحوهما، وموقف أهل السنة منه: أنهم لا يسلبون منه اسمَ الإيمان بالكلية، ولا يُخرجونه من دائرة الإسلام.