الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فَصْلٌ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْمُعَاهَدِ وَالْحَرْبِيِّ فِي أَحْكَامِ الذَّبَائِحِ]
101 -
فَصْلٌ
[لَا فَرْقَ بَيْنَ الْمُعَاهَدِ وَالْحَرْبِيِّ فِي أَحْكَامِ الذَّبَائِحِ]
إِذَا ثَبَتَ هَذَا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْحَرْبِيِّ وَالْمُعَاهَدِ، لِدُخُولِهِمْ جَمِيعًا فِي أَهْلِ الْكِتَابِ.
وَأَمَّا نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ فَفِيهِمْ رِوَايَتَانِ، وَهُمَا قَوْلَانِ لِلصَّحَابَةِ رضي الله عنهم.
[فَصْلٌ مَسَائِلُ فِي أَحْكَامِ ذَبَائِحِهِمْ]
[المسألة الأولى مَا تَرَكُوا التَّسْمِيَةَ عَلَيْهِ]
102 -
فَصْلٌ
[مَسَائِلُ فِي أَحْكَامِ ذَبَائِحِهِمْ]
وَهَاهُنَا خَمْسُ مَسَائِلَ:
إِحْدَاهَا: مَا تَرَكُوا التَّسْمِيَةَ عَلَيْهِ.
الثَّانِيَةُ: مَا سَمَّوْا عَلَيْهِ غَيْرَ اللَّهِ.
الثَّالِثَةُ: مَا ذَبَحُوهُ غَيْرَ مُعْتَقِدِينَ حِلَّهُ وَهُوَ حَلَالٌ عِنْدَنَا.
الرَّابِعَةُ: مَا ذَبَحُوهُ مُعْتَقَدِينَ حِلَّهُ، هَلْ يَحْرُمُ عَلَيْنَا مِنْهُ الشُّحُومُ الَّتِي يَعْتَقِدُونَ تَحْرِيمَهَا؟
الْخَامِسَةُ: مَا ذَبَحُوهُ فَخَرَجَ لَاصِقَ الرِّئَةِ، وَيُسَمُّونَهُ " الطَّرِيفَا " هَلْ يَحْرُمُ عَلَيْنَا أَمْ لَا؟ وَنَحْنُ نَذْكُرُ هَذِهِ الْمَسَائِلَ، وَاخْتِلَافَ النَّاسِ فِيهَا وَمَأْخَذَهَا، بِعَوْنِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ.
فَأَمَّا الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: فَمَنْ أَبَاحَ مَتْرُوكَ التَّسْمِيَةِ إِذَا ذَبَحَهُ الْمُسْلِمُ، اخْتَلَفُوا: هَلْ يُبَاحُ إِذَا ذَبَحَهُ الْكِتَابِيُّ؟ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: يُبَاحُ ; لِأَنَّ التَّسْمِيَةَ إِذَا لَمْ تَكُنْ شَرْطًا فِي ذَبِيحَةِ الْمُسْلِمِ لَمْ تَكُنْ شَرْطًا فِي ذَبِيحَةِ الْكِتَابِيِّ.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: لَا يُبَاحُ وَإِنْ أُبِيحَ مِنَ الْمُسْلِمِ، وَفَرَّقُوا بَيْنَهُمَا بِأَنَّ اسْمَ اللَّهِ فِي قَلْبِ الْمُسْلِمِ وَإِنْ تَرَكَ ذِكْرَهُ بِلِسَانِهِ، وَهَذَا مُقْتَضَى الْمَنْقُولِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، وَهُوَ ظَاهِرُ نَصِّ أَحْمَدَ، فَإِنَّ أَحْمَدَ قَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: لَا بَأْسَ بِذَبِيحَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا أَهَلُّوا بِهَا لِلَّهِ وَسَمَّوْا عَلَيْهَا، قَالَ تَعَالَى:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] ، وَالْمُسْلِمُ فِي قَلْبِهِ اسْمُ اللَّهِ، فَقَدْ خَرَجَ بِالْفَرْقِ كَمَا تَرَى.